أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - علي محمد البهادلي - وزارة العمل أم وزارة العاطلين؟!















المزيد.....

وزارة العمل أم وزارة العاطلين؟!


علي محمد البهادلي

الحوار المتمدن-العدد: 2805 - 2009 / 10 / 20 - 18:50
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


التناقض واللامعقول غدا هو الصفة السائدة على ما يجرى في العراق الجديد ، وعلى جميع الأصعدة ، سواء السياسية منها أم الاجتماعية أم الثقافية ، ولا ندري ماذا سيفرز هذا المزيج من المتناقضات والمتضادات ؟!
فهل ان ما يجري هوصناعة أمريكية وتطبيق واضح لنظرية الفوضى الخلاقة التي ابتدعها ساسة البيت الأبيض بداية الألفية الثالثة ؟! أم أن الأطراف السياسية العراقية ، لا سيما ما كان منها خارج العراق قبل التغيير تريد أن تشتت الذهن الجمعي للشعب العراقي ؛ مما يسهل لها تمرير مشاريعها السياسية التي تكون بمثابة الحافظة لكل مكتسباتهم الحزبية والفئوية التي جنوها بعد دخول القوات الأمريكية بغداد ؟ّ أم أنها نتيجة لتراكمات عقود من الدكتاتورية والاستبداد والتجهيل وإثارة النعرات العشائرية والطائفية وهو إفرازطبيعي لمثل هكذا مجتمع مر بكل هذه المآسي ؟
لست معنياً بالجواب عن هذه الأسئلة ، لكن الذي أريد أن أسلط الضوء عليه هو مصداق واحد من مصاديق التناقضات التي أشربت بها الساحة العراقية
وزارة العمل عنوان جميل ، وهو في الوقت نفسه مهم وخطير ؛ لأنه يحمل عنوان حركة عجلة المجتمع بجميع أفراده ؛ ولأنه عنوان الوزارة التي يُفتَرَض أنها معنية بالعمل وتوفيره لأبناء البلد والتي تستحق أن يُطلَق عليها اسم " وزارة الخبز والحياة" فبدون العمل كيف يمكن أن يكون وضع البلد أي بلد ؟ حتماً انه يتسم بالتخلف والفقر والتأخر عن عجلة تقدم الأمم الأخرى ، وتسود فيه مختلف المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية والحروب الأهلية .
عنوان ( وزارة العمل ) مطابق للمعنون أم مخالف له مخالفة حد التناقض ؟!! لا أريد أن أتسرع في إصدار الحكم ، لكن المفترض أن يكون العنوان دالاً على أن هذه الجهة راعية للعمل والمشاريع الاستراتيجية ولها رؤية مستقبلية لإقامة المشاريع العملاقة التي تسهم إسهاماً كبيراً في دفع عجلة التطور في البلاد بعد أن تكون قد أهَّلت ما قد هدمته الحروب المتوالية بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة ؛ لأن بعضاً من المشاريع والمصانع قابلة لاستعادة نشاطها وبإمكان منتجاتها منافسة البضائع والمنتجات الأجنبية ، وهي في الوقت نفسه ستسهم في امتصاص البطالة المتفشية بين المواطنين الذين لهم القدرة على العمل والذي جُرَّ الكثير منهم بفعل الفقر والبطالة إلى الالتحاق بالجماعات الإرهابية التي تدفع بسخاء لا نظير له .
إن وزارة العمل ـ مع الأسف الشديد ـ ليس لها رؤية واضحة وخطط عملية تسير على وفقها ، وإنما تتخبط خبط عشواء ، ربما لأنها تفتقر للطاقم الإداري والفني ذي الكفاية والدربة " تكنوقراط " وإلا ما هو العمل الذي قامت به هذه الوزارة لتوفير فرص العمل والقضاء على ظاهرة البطالة سواء ما كان منها الظاهرة أو المقنعة ؟!
إن الذي فعلته هذه الوزارة هو قيامها بدورات تدريبية هدفها ـ كما تقول ـ تعليم الأفراد العاطلين عن العمل مهناً وأعمالاً من شأنها أن توفر لهم الأعمال والحرف التي يستطيعون من خلالها سد جوع عوائلهم ، وتكاد لا تلتفت يميناً أوشمالاً في شوارع بغداد والمحافظات إلا وارتطم نظرك بلوحة إعلانية كبيرة تشير إلى هذه الدورات التي تقوم بها هذه الوزارة وتدعو المواطنين العاطلين عن العمل للالتحاق بها ، والعمل الآخر هو قيامها بإقراض البعض منهم قروضاً تساعدهم على افتتاح مشاريع صغيرة يقومون من خلالها بمزاولة الحرف والأعمال التي تعلموها في حياتهم العملية أو في هذه الوزارة ، ولا سيما أن في الوزارة بناية باسم مركز التدريب المهني العراقي الكوري ، ولا أدري ما الذي قدَّمه من نتائج عملية ؟!
الحقيقة التي لا تقبل الشك والنقاش هي أن الأعمال السالفة الذكر على الرغم من أنها جاءت لتحقيق غايات مهمة وملحة في الوقت نفسه ، بيد أن الواقع يثبت أنها لم تأتِ أُكُلها وفشلت الوزارة في تحقيق تلك الأهداف ، ناهيك عن بعض صور الفساد الإداري التي تكتنف بعضها كعمليات الإقراض .
ربما يورد البعض عليَّ إشكالاً مفاده : ان الأمور التي ذكرتها وزعمت أنها من مهام وزارة العمل والشؤون الاجتماعية هي بالأساس إما ليس من مهام الوزارة أو أنها مهام مشتركة بين وزارة العمل وبعض الوزارات كوزارة التخطيط ووزارة الصناعة ووزارة الإسكان والإعمار وغيرها من الوزارات التي بإمكانها بل من واجبها إقامة مشاريع استثمارية واقتصادية عملاقة تمتص الزخم الهائل من الأعداد العاطلة عن العمل .
أقول إن بعض فقرات الإشكال صحيحة ، ولكنه أي الإشكال ـ بالإجمال غير صحيح ؛ لإن وزارة العمل من واجبها أن تنسق مع جميع المؤسسات الحكومية بل وغير الحكومية من أجل تحقيق أهداف الوزارة ، وليس فقط بالاتكاء خلف مكاتب الوزارة وانتظار الآخرين أن يأتوا وينسقوا معها فالوزارة مع شديد الأسف كسولة ومقصرة أيما تقصير ومن واجب الحكومة ليس الحالية فقط بل التي ستنبثق عن الانتخابات المقبلة أن تغير طواقم هذه الوزارة خصوصاً القيادية منها كالوزير والمدراء العامين والوكلاء ، ويأتوا بطاقم ذي خبرة ودراية بمهام الوزارة وإعداد الخطط الكفيلة بالقيام بهذه المهام وتنفيذها .
أما إذا قال المستشكل إن الوزارة أوفدت الكثير من موظفيها من أجل تطوير مهاراتهم والاضطلاع بمهام الوزارة على أتم وجه وبالتالي فإن الزعم بأن الوزارة كسولة ولا تنسق مع باقي الأطراف هو زعم باطل ، فتنسيقها شمل حتي الجهات الخارجية وما الإيفادات إلا خير دليل على ذلك .
أما ردِّي على المستشكل فهو إن الإيفادات التي في هذه الوزارة ، حالها حال الإيفادات في وزارات الدولة ومؤسساتها كافة ، فهي لا تجعل الموفد يتقدم خطوة واحدة في اختصاصه ، وإنما هي مجرد متنفس للموظف وسفرة سياحية لا غير .
يبقى إشكال واحد وهو أن هذه الوزارة ليس مهمتها توفير فرص العمل ومساعدة الناس على إيجاد الوظائف فقط ، وإنما من مهام الوزارة العناية بالعاطلين عن العمل والعجزة والمعاقين والأرامل والمطلقات ، وهي قامت بتوفير إعانات شهرية لهذه الأقسام المذكورة آنفاً .
ما ورد في الإشكال صحيح مئة بالمئة ، ولكن حتى هذه الإعانات لا يتسلمها مستحقوها إلا بعد التي واللتيا وبعد جهد جهيد وبشق الأنفس وبعد دفع الأموال والرشاوي لموظفي هذه الوزارة .
وفي الختام أقول هل أن عنوان المقالة كان في محله ؟ فالوزارة لم تنجح إلا في صرف إعانات للعاجزين والعاطلين عن العمل ولم تنجح في توفير فرص العمل المفترض أنها تقوم بتوفيرها ، إذاً هي وزارة العاطلين عن العمل وليست وزارة العمل !!! وأقٌبحْ به من تناقض !




#علي_محمد_البهادلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات البرلمانية الانطلاقة الاولى نحو الفساد السياسي وا ...
- ترميم نفسية الفرد العراقي
- الرشوة والمحسوبية
- نزاهة القوات الأمنية على المحك
- الحصانة مطية الفاسدين
- من المسؤول عن تفشي الرشوة في دائرة الرعاية الاجتماعية
- البرلمانيون وشرعية هيئة النزاهة
- مفهوم السيادة
- استجواب المسؤولين
- قانون الاحزاب متى يبصر النور
- الكرة الان في ملعب النزاهة
- النظام الرئاسي الطريق الامثل لمحاربة الفساد


المزيد.....




- النسخة الألكترونية من العدد 1793 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- “حالًا استعلم” .. رابط الاستعلام عن وضعية منحة البطالة في ال ...
- مكافأة مع مع القبض لبعض الموظفين .. بشرى سارة.. مواعيد صرف م ...
- “زيادة فورية 20.000 دينار“ موعد صرف رواتب المتقاعدين 2024 با ...
- تبليسي.. طلاب الجامعات يتظاهرون ضد قانون العملاء الأجانب في ...
- غوغل تسرح 28 موظفا بعد اعتصامات احتجاجا على عقد مع إسرائيل
- “الوكالة الوطنية للتشغيل minha.anem.dz“ كيفية الاستعلام عن و ...
- نقابة الصحفيين بتونس تطعن في حكم بسجن الصحفي محمد بوغلاب
- HERE.. رابط تجديد منحة البطالة في الجزائر 2024 بالاسم وكلمة ...
- خبر حزين لبعض الموظفين.. مش هتقبض الـ6 آلاف جنيه لو أنت منهم ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - علي محمد البهادلي - وزارة العمل أم وزارة العاطلين؟!