أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة - عبد الرسول عداي - من المعاق نحن أم المجتمع؟














المزيد.....

من المعاق نحن أم المجتمع؟


عبد الرسول عداي

الحوار المتمدن-العدد: 2804 - 2009 / 10 / 19 - 14:27
المحور: حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
    


إخوتي وأخواتي الكرام أرجو أن لا يكون العنوان استفزازيا للمجتمع بقدر ما نريد أن نبعث في مجتمعنا الكريم تعاونه وتعاطفه مع شريحة ازمنت في المعاناة والآلام والحرمان وتضاعفت فيها جروح الوطن والعوق حتى تلبد اليأس في آفاقها فما عاد في قوس الصبر منزع لأمل أو نأمة استغاثة سوى حشرجات، هذه أولها ..
اعتدنا (نحن المعاقين وأنا منهم ) أن نسمع مطالبات من هنا وهناك تطالب المعاق بان يتقبل المعاق عوقه وبأن يكونوا موضوعيين في النظر لظرفهم الخارج عن إرادتهم , كما تطالبهم بفرض شخصيتهم على الأسرة والمجتمع ككل وتضرب لهم عشرات الأمثلة عن بطولات لمعوقين تجاوزوا محنتهم وأبدعوا في مجال الحياة الخاصة والعامة ،وان ينزل المعاق الى الشارع ليدرس ويعمل ويشارك في الحياة الاجتماعية ويتواصل مع الآخرين !!
بالطبع فان هذه المطالبات خيرة ولا تصدر إلا من شخصيات وجهات هدفها الأول دمج هذه الشريحة التي تجاوزت نسبة 10% من المجتمع العراقي باعتبار إن المجتمع العراقي هو مجتمع منتج للإعاقة بشكل كبير ، وهذه النسبة في تزايد مستمر مع دوام العوامل المنتجة للعوق في العراق ، وهي :
1- العمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين العراقيين يوميا وبشكل واسع ومدمر .
2- الإصابات والأضرار الجسمية الناتجة عن الفعاليات العسكرية المباشرة او غير المباشرة .
3- أعمال العنف التي تستهدف الإنسان العراقي دون تمييز .
4- تفاقم الحالات المرضية وانتشار الإصابات بالأمراض المؤدية الى العوق .
اما ابرز العوامل التي أدت الى تزايد أعداد المعاقين في العراق في العقود الأخيرة فمن أبرزها :
1- الحروب ذات الآثار المدمرة التي خاضها النظام السابق ضد شعوب المنطقة او ضد الشعب العراقي .
2- الآثار السلبية الهائلة التي خلفها الحصار الاقتصادي على الفرد والمجتمع .
3- ممارسة الاضطهاد وتعرض أبناء الشعب العراقي بأعداد كبيرة جدا الى حالات التعذيب الجسمي والنفسي في عهد النظام السابق .
4- ضعف الرعاية الصحية للطفل والأم وقصور أو انعدام التأهيل الطبي مما يؤدي الى مضاعفات الحالات المرضية التي تنتج العوق .
ولكن السؤال الذي يدور في خلد كل معاق هو كيف سأدرس ؟كيف سأعمل ؟كيف أتواصل مع المجتمع ؟ كيف انمي مواهبي وقدراتي ؟ كيف يكون لي رأي وقضية أدافع عنها؟ وكيف .. وكيف...؟؟؟
المجتمع ينساني ، يهمشني ، لا يهتم بي، ترى هل عندما تبنى مائة مدرسة تبنى ايضا مدرسة خاصة بالمعاقين ؟ أو على الأقل تأهل ما نسبته 1% من المدارس لكي تستقبل المعاقين !أليس من حق المعاق ان يتعلم ؟أليس من المفروض إن لهم ميزانية 10% من كل وزارة ومحافظة وإقليم ؟ أليس من حق المعاقين أن يراجعوا الدوائر العامة للحكومة ؟ نحن لا نطالب بتسهيلات لكن كما توجد هناك سلم لصعود المراجعين يجب ان تكون هناك طرق لدخول مستخدمي الكراسي المتحركة ؟ هل يوجد مصرف يسلف المعاقين لكي ننمي هذه الشريحة بمدخولات بسيطة ونشجعهم على العمل ؟ هل يوجد هناك باص واحد للمعاقين في بغداد؟وفي عموم العراق ؟ أليس لدينا وزارة نقل ؟
من قال إن توفير الخدمات للمعاقين هو عمل خيري وإحسان! أليس ذلك من واجبات الحكومة التي استودعناها ثروتنا ؟ أم ان حكوماتنا عنصرية ولا تنظر للمعاق على انه إنسان ؟ هل تخدر المجتمع العراقي والعربي على فكرة الشفقة وجعل المعاق مساحة أعلانية للاحسان والعون والمساعدة ؟
هل يعرف مثقفينا وإعلاميينا الكرام وهم اليوم ملجأنا الوحيد ان المعاق العراقي مسلوب الحقوق ، بل بلا أية حقوق إلا من الحصة التموينية ؟! فهل يعقل في بلد لا تقل سرقات اقل موظفيه عن ملايين الدولارات ما يزل معاقيه (من الطلبة والعمال ) يستجدون كراسي المعاقين وعصي المكفوفين من المنظمات الدولية ؟
الى متى تزيف الحقائق والوقائع ؟ وإذا كنا نحن المعاقين مستضعفين أمام من يقوم بسلب حقوقنا وأحلامنا وآمالنا فأين الغيارى من النخب المثقفة والإعلامية ؟ هل خدعوا ببريق المنجزات الثورية الرنانة لهذه الحكومة أو تلك ؟ لدينا الأدلة ولدينا الحقائق ولدينا البراهين ومن الضمائر الحية لنخبنا المثقفة والإعلامية نستمد العون.
الباحث العلمي ورئيس قسم المعاقين بمنظمة life
مدير جمعية الوعي الثقافية



#عبد_الرسول_عداي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحذاء بين سوء التعبير والمبالغة فيه


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- الإعاقة والاتحاد السوفياتي: التقدم والتراجع / كيث روزينثال
- اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة / الأمم المتحدة
- المعوقون في العراق -1- / لطيف الحبيب
- التوافق النفسي الاجتماعي لدى التلاميذ الماعقين جسمياً / مصطفى ساهي
- ثمتلات الجسد عند الفتاة المعاقة جسديا:دراسة استطلاعية للمنتم ... / شكري عبدالديم
- كتاب - تاملاتي الفكرية كانسان معاق / المهدي مالك
- فرص العمل وطاقات التوحدي اليافع / لطيف الحبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة - عبد الرسول عداي - من المعاق نحن أم المجتمع؟