أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محسن ظافرغريب - كانتْ أعواماً على المالكي أينعتْ وعلينا أجدبتْ















المزيد.....



كانتْ أعواماً على المالكي أينعتْ وعلينا أجدبتْ


محسن ظافرغريب

الحوار المتمدن-العدد: 2803 - 2009 / 10 / 18 - 20:00
المحور: سيرة ذاتية
    


كانت أعواماً مر حصادها، سقاها الله ُ على "الدعاةِ" فأينعتْ، وتعهدها الأميركي بالرعاية فنمتْ (و ما كان لله ينمو !)، وعلينا أجدبتْ وتصحرتْ!!!. . ولو ناراً نفخت بها أضاءتْ ولكنْ أنتَ تنفخُ في رمادِ!!!.

جرت العادة في حال عدم التصريح الظاهر، التلميح المضمر و"الرمز" بفلان وعلان وزيد وعمرو وأبو كذا وأم كيت، ولنرمز لمن لم يبسط يده المغلولة إلى عنقه الغليضة القصيرة الثابتة، لقتالك، وبسط لسانه بما سيعود حسرة عليه؛ لأن الطبيعة لم تهبه عنق الناقة ليجتر الحكمة قبل نافل القول، وقد تصحرت الطبيعة، لنرمز له بأم عامر، رمز الخسران الذي يجري مثلا: "ضبع أم سبع؟، وأم عامر (الضبع) من اللواحم الأرضية الأكول النهمة الهامة في عملية التوازن البيئي،اللامة للجيف، المنظفة للبيئة من العظام والجلود الجافة، بقايا تعجز عنها اللواحم والسباع الأخرى، والضبع عنقه قصير وسيقانه الطويلة وظهره أحدب، ويضلع لدى مشيه لدونة - من لدنه تعالى - في مفاصلها وزيادة رطوبة في الجانب الأيمن عن الأيسر منها.
كبعض الآدميين، أمثال: " تيمور لنگ" (تيمور الأعرج)، "ابن لادن" لدى لهوه شابا في لندن، أعوج عوجة تكريت (صدام الهدام)، ربنا ما خلقت هذا باطلاً (الضبع، صدام !) سبحانك!، الضبع وسعيه ليلاً كحاطب ليل لمسافات طويلة ولعدم خوفه من السباع الأخرى والكلاب جعله ينظف أكبر مساحة ممكنة من تلك البقايا التي يسبب بقاؤها في البيئة احتباساً لمكوناتها.
حيوان ذكرته معظم المخطوطات والكتب كشخصية مكروهة وأن كل شيء خلقه بقدرٍ معلوم ولغاية مقدرة بميزان الحكمة .
من المملكة الحيوانية، من شعبة "الحبليات" شعيبة (تحت شعبة) "الفقاريات"، من طائفة الثدييات, رتبة اللواحم الأرضية, من العائلة الضبعية, والعشيرة الضبعية.
ويتميز الضبع بجسم ممتلىء وكبير الرأس وخطم قوي, والأطراف الأمامية مقوسة قليلاً وأطول من الأطراف الخلفية , والأقدام ذات أربعة أصابع, والأذن مستعرضة فوق القاعدة ومدببة الطرف يكسوها شعر خفيف, والعيون منحرفة الوضع وذات بريق مخيف.
والضباع حيوانات ليلية ذات أصوات مزعجة تشيع الضحك البشع، وهي أكولة نهمة وتنبعث منها رائحة كريهة , ومشيتها عرجاء تقريباً ليس فيها ما يعجب.
ولهذه الحيوانات غدد لعابية كبيرة، وعلى اللسان نتوءات قرنية والمريء متسع كما أن لها غدداً على منطقة الشرج.
والأنياب في الضباع غليظة قوية وكذلك الأضراس الأمامية، لتصلح لطحن العظام. وفي تكوين أسنان الضباع ما يمكنها من أكل بقايا الغذاء التي تتخلف عن حيوانات أخرى كالعظام وغيرها , وكذلك لها من قوة عضلات الفكين ما يجعلها أقوى فكاك الحيوانات طراً.
وأحب الأماكن للضباع الأراضي الزراعية المكشوفة القريبة من المناطق الصخرية، تخرج من جحورها بعد الزوال لا تبارحها نهاراً إلا مرغمة أنوفها راعفة، خلافا لأنفة أنف الناقة وذنبها مكسو بخصل من شعر قوي خشن. والفراء المكون من شعر طويل خشن أيضاً ولون الشعر الداكن وكل هذه الصفات الظاهرية تطبعه بطابع يبعث البغض له، ويثير الريبة فيه والاشمئزاز منه.
، تخرج أفراداً وجماعات صغيرة يسمع عويلها وهي تتجول طلباً للصيد أو سعياً وراء الجيف وأصوات الضباع المخططة ليست بشعة كصوت الطاووس التياه بريشه الجميل، وإن كانت كريهة يصطك لها السمع، بيدأن عويل الضباع الرقط في البيداء، بشع مخيف، كأنه ضحك مبحوح .
قال عنه "الدميري" ( 472 ـ 808هـ ) في كتابه "حياة الحيوان الكبرى"، الضبع معروفة، ولا تقل ضبعة لأن الذكر ضبعان والجمع ضباعين مثل سرحان وسراحين، والأنثى ضبعانة والجمع ضبعات وضباع وهذا الجمع للذكر والأنثى , ومن أسماء الضبع: جيل, وجعار, وحفصة ومن كناها: أم خنور , وأم طريق , وأم عامر , وأم القبور , وأم نوفل, والذكر أبو عامر , وأبو كلدة , وأبو الهنبر.
وهي مولعة ينبش القبور لكثرة شهوتها للحوم بني آدم , ومتى رأت إنساناً نائماً حفرت تحت رأسه وأخذت بحلقه فتقتله وتشرب دمه. وهي فاسقة، لا يمر بها حيوان من نوعها إلا علاها وتضرب العرب بها المثل في الفساد، فإنها إذا وقعت في الغنم عاثت , ولم تكتف بما يكتفي به الذئب، فإذا اجتمع الذئب والضبع في الغنم سلمت لأن كل واحد منهما يمنع صاحبه والعرب تقول في دعائهم: اللهم ضبعاً وذئباً , أي: أجمعهما في الغنم لتسلم ومنه قول الشاعر: تفرقت غنمي يوماً فقلت لها: يا رب سلط عليها الذئب والضبعا!.
وقيل للأصمعي: هذا دعاء لها أم عليها؟ فقال: دعاء لها!!.
روى "البيهقي" في آخر شعب الإيمان، عن "أبي عبيدة" أنه سأل "يونس ابن حبيب" عن المثل المشهور (كمجير أم عامر)، وأم عامر (هي الضبع) فقال: كان من حديثه أن قوماً خرجوا إلى الصيد في يوم حاراً فبينما هم كذلك إذ عرضت لهم (أم عامر) وهي الضبع فطردوها فاتبعتهم حتى ألجأوها إلى خباء أعرابي فقال: ما شأنكم؟ قالوا: صيدنا. وطريدتنا. قال: كلا والذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما ثبت قائم سيفي بيدي ( لأنها استجارت به). قال: فرجعوا وتركوه , فقام إلى لقحة فحلبها وقرب إليها ذلك، وقرب إليها ماء فأقبلت مرة تلغ من هذا ومرة تلغ من هذا حتى عاشت واستراحت فبينما الأعرابي نائم في جوف بيته، إذ وثبت عليه, فبقرت بطنه, وشربت دمه, وأكلت حشوته, وتركته فجاء ابن عم له فوجده على تلك الصورة فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها فقال: صاحبتي والله !: وأخذ سيفه وكنانته واتبعها فلم يزل حتى أدركها فقتلها وأنشأ يقول:
ومن يصنع المعروف في غير أهله يـلاقي مـا لا قى مجير أم عامر
أدام لـها حين استجارت بقربه قراها من البان اللقاح الغزائر
وأشبعها حتى إذا ما تملأت فرته بأنياب لها وأظافر
فقل لذوي المعروف هذا جزاء من غداً يصنع المعروف مع غير شاكر
ورؤية الضبع في المنام تدل على كشف الأسرار والدخول فيما لا يعني، والضبع تدل على الخديعة , ومن ركبها في المنام نال سلطاناً والله أعلم.

لقد زحف التصحر في نصف القرن الأخير من محيط قرية "العوجة" إلى المدينة - تحت شعار/ آية: "عفا الله عما سلف"! يا أم عامر -، حتى بان خسران الضباع في ربيع بغداد 2003م، زحف منظم لمنظمة سرية، لدولة اليهودي القديم و صدام ابن العوجة.. في غفلة من الزمن دون أسس شرعية وقانونية ودستورية.. عائمة غير مستقرة تفتقر للركائز الأساس لاستمرارها. دولة أكلت الفارة فيها قطها السمين.. دولة "عبدالوهاب كريم" الملقب وهاب الأعور وهو معلم من أهالي الحلة أيضاً استقدم إلى بغداد ودشن عمله باغتيال الدكتور ناصر الحاني أول وزير خارجية لانقلاب 17 تموز، لقد اصبح "محمد فاضل" عضواً في القيادة القطرية اي عضواً في (مجلس قيادة الثورة!) ورقى عبدالوهاب عبد الكريم لمرتبة عضو في القيادة القطرية أيضاً، أما صدام وقد قطع المسافة المطلوبة فقد ظهر فوق سطح الدولة بمركز جديد غير معروف في هياكل المؤسسات والدول.
لقد اختار أن يكون نائباً لأحمد حسن البكر لا بصفته رئيساً للجمهورية، بل بصفته رئيساً لمجلس قيادة الثورة واذعاناً لمنطوق المنظمة الحزبية وأعراقها في جعل موقع رئيس الجمهورية في مرتبة أدنى أهمية من رئيس مجلس قيادة الثورة أصبح نواب رئيس الجمهورية تابعين لنائب رئيس (مجلس قيادة الثورة صدام!!)، ولم يعد من العسكريين غير أحمد حسن النكر من هو أعلى موقعاً من صدام وبهذا صار صالح مهدي عماش وحردان التكريتي وحماد شهاب وسعدون غيدان (جنرالات مجلس قيادة الثورة) أسماء ثانوية بأدوار هامشية.
لقد كان منصب نائب رئيس (مجلس قيادة الثورة!) صفعة مهينة تقبلتها العسكرية العراقية بروح مسيحية عالية، ومن يومها صار جنرال المنظمة صائد الجنرالات. وهاب الأعور ومحمد المضمد وعزت أبو الثلج وعلي كيمياوي الجندي الهارب الذي تحول لميجر جنرال ومقدم الشاي حسين كامل تحول لوزير دفاع. مؤسسها عفلق رابع ثلاثة ماسونيين على يمينه بيار الجميل مؤسس حزب الكتائب وعلى يساره انطوان سعادة ومرتكزه كميل شمعون بزهم بشيئين: حزبه البعثي المحكم البناء في الاجرام، وحصوله على وسام الفاتيكان لجهوده في خدمة المسيحية والتأثير في الشبان المسلمين وفي مقدمتهم صدام ابن المنظمة السرية الذي استطاع أن يلوي عنق الدولة بمؤسساتها الكبرى وأن يربط وهو المدني غير المؤهل عسكرياً القادة العسكريين على خشبات الاعدام ويزج بجيش عريق في ساحات الموت دون هدف وهو المدرك أن ألف أغنية تغنى له ليس فيها واحدة صادقة. وهنا لا ننقل سوى شهادة واحدة لمؤلف الكتاب يقول (أنا واحد من الناس الذين كانوا يعرفون دموية صدام! لكن انتمائي الحزبي وانسجامي مع عقيدتي وأحلامي السياسية يجعلني أغض الطرف عنها!. لقد ترك ميشيل عفلق مدرسة كبرى للتآمر تتوارثها أجيال الحزب ومنظماته وابنا باراً وجنديا مخلصاً قاد ضباط هيئة الأركان في فعل ينافي المنطق عندما تعرض الزعيم عبد الكريم قاسم لمحاولة اغتيال ولم شمل الحزب الممزق. ان الموت والحرب في اوسع تعبيراته نظرية عمل في السياسة العراقية وصدام حسين واحد من البنائين القلائل لمعمارية الموت وتوسيع بواباتها التي تدخلها البينة من كتاب "العراق دولة المنظمة السرية" لمؤلفه الكاتب السياسي السيد "حسن العلوي".
ان جدول الفرق بينهما يظل مفتوحاً لاستقبال فقرات اضافية،وقد يأتي آخرون فيكتشفون المزيد منها، فرجل المنظمة شخصية ثالثة بين المدني والعسكري أو هو كلاهما!.
يتدرب على السلاح، ويفرض على أتباعه نظاماً صارماً قد يكون أضرى من الانضباط العسكري ويجري الالتزام بمبدأ (نفذ ثم ناقش) الذي يمنح العقل الانساني اجازة في لحظة الحاجة اليه، فيحول بين التابع المأمور والتفكير بمصيره.
فاذا ركبت المنظمة ظهر السلطة جعلت تفتيت المؤسسة العسكرية النظامية وافراغها من اعرافها في مقدمة برنامجها الثوري العاجل التنفيذ وباستمرار حكم المنظمة، تتسع قاعدة عسكرة المجتمع.
ونسمع قرقعة السلاح بصوت واضح خارج الثكنة وتأخذ الروح العسكرية الخالصة بالاضمحلال فتنتهي المنظمة السرية لخليط غير متجانس بين ما هو عسكري وما هو مدني ويفقد كل منهما المجتمع العسكري والمجتمع المدني نظامه الخاص واعرافه المستقرة.
المثال العراقي
تجربة المنظمة السرية في العراق تكاد تنجز مثالا جديداً في النظام السياسي العربي فاذا يشكو العالم الثالث من هيمنة العسكريين على شؤون المجتمع ومقدرات الدولة يطارد المدنيون الصغار جنرالات الجيش وضباطه الكبار ويصدرون عليهم بمحاكم حزبية خاصة او بقرار عن زعيم المنظمة السرية أحكام الموت التي تنفذ عادة بمهارة عالية.
لقد انتصر كاتم الصوت على مدفع الدبابة وحققت الضفدعة -الفولكس واكن- رقماً قياسياً على طائرات الميغ والسيخوي بسرعة الانقضاض! وصار قائد القوات الجوية -حردان التكريتي- كزميله قائد القوات المدرعة -حماد شهاب- صريع الاصابع المدنية التي شددت من قبضتها على الجنرال السابق، والحاكم العسكري لانقلاب 14 رمضان رشيد مصلح التكريتي معلقاً على مشنقة في السجن المركزي تجاوز جثة جنرال آخر مدحت الحاج سري أمين العاصمة وشقيق رفعت الحاج سري في وقت واحد!.
تجربة رائدة في مجال تمريغ الغرور العسكري تحت احذية البلاستيك جعلت تلك الصورة التقليدية في الادب الثوري التي تتحدث عن احذية الجنود الثقيلة صورة منقرضة.
وكان يسيراً على المراقبين وعلى الناس البسطاء ان يتمتعوا بمشهد الجنرال العسكري يجلس القرفصاء الى جانب جنرال المنظمة رقيق الحاشية لين العريكة بطبع سلس!.
ان قصة انتصار الكاتم المدني جديرة بالدرس ومغرية وقد تأخذ مكاناً خاصاً في تاريخ المنظمة السياسي على ان يحتفظ المحتجون باحتجاجهم وان يتريث قليلاً من سيقدم النموذج اللبناني ليدحض به -كتجربة مماثلة- اهمية التجربة العراقية.
ففي لبنان جيش صغير وطوائف مسلحة كبيرة لكل منها جيش وقادة ورئاسة اركان، وفي العراق جيش عرمرم بذلك على تأسيسه السير بيرسي كوكس ما بذله زعماء مخلصون وغير مخلصين ليكون الاول في تعداده والأقصى في انضباطه والأعلى في غروره.
ان الطريقة التي استخدمتها منظمة حزب البعث في العراق عام 1968 ويعود الفضل فيها للعضو صدام تختصر تجارب ثورية مماثلة، وتنفرد بانفتاحها على تجارب التنظيمات السرية غير السياسية وقد تكون استفادت من الموروث العثماني والأسلوب المملوكي في بعض جوانبه ويعزز نظرية تنظيمية صارمة وقائد حزبي ديناميكي يمتلك رؤية شبه شاملة لميكانزم المنظمة السرية ولعله في الخلفية السايكولوجية والنشأة توأم المنظمة. ان صدام وحده منظمة سرية كاملة.
على مدى عام من استلام السلطة اكتفى صدام حسين بالقليل الذي لا يرضى به أعضاء عاديون. فلم تظهر عليه نوازع حب السلطة، بل كان يدفع برفاقه الى مسطحات الدولة فانغمسوا بالجنس والاضواء وهموم الادارة وتعرف المجتمع خارج الحزب على أسماء الوزراء وكبار المسؤولين ولم يكن احد يعرف الا القليل عن صدام هذا القابع في كوة المنظمة القانع بعمل حزبي بسيط انه فقط يوقع على بطاقات الهوية الحزبية التي تسمح لحاملها بحمل المسدس واحياناً الكلاشينكوف!. وكان يختار في معتكفه حاشية بسيطة بطقوس أكثر بساطة وكان يشاركه في صفة الكادر المتفرغ قائد حزبي آخر هو عبد الخالق السامرائي المسؤول عن حياكة شبكة اعلامية وثقافية تستهدف عن طريق الحوار الهادئ والشعار الجميل استمالة المثقفين العراقيين أو على الأقل تحييد رؤيتهم الى حزب البعث، في محاولة لغسل ثيابه من بقع الدم القديمة وطموحه ان يبني تحالفات صميمة مع اجنحة الحركة الوطنية العراقية بفرعيها العربي والكردي ربما شعر اعضاء القيادة الحزبية بشيء من الرضا، فقد توصلوا -هكذا فهموا- لصياغة ممتازة لتوزيع المسؤوليات.. فهم وزراء الدولة البارزون ملء العدسات والعيون وصدام سيكون الكادر المتفرغ لشؤون الحزب التنظيمة ولعلهم استسلموا لان يسبق زميله عبدالخالق السامرائي في حياكة شبكته الأمنية وتزويدهم بمرافقين أشداء وحرس خاص يدرأون بهم عن مواقعهم ومساكنهم ونسائهم أي شر مبيت!.
شعور لدى العضو القيادي المستوزر للثقافة والاعلام عبدالله سلوم السامرائي الذي كان معجباً بتعبير توزيع المسؤوليات وما انفك يردده في المؤتمرات الصحفية والاجتماعية الحزبية.
وقد يكون من أسباب الرضا والاطمئنان ان صدام حسين العنيد المقتحم وزعيم الجناح التعرضي في الحزب، سيتكفل لهم بتصفية ناجحة وسريعة لرفاقهم السابقين الذين جنحوا لليسار ساحبين معهم ثلاثة أرباع التنظيم.
أما العسكريون كحردان التكريتي نائب رئيس الجمهورية وصالح مهدي عماش النائب الاخر، وحماد شهاب وزير الدفاع وسعدون غيدان حامل مفاتيح القصر الجمهوري السابق والتي سلمها لرجال الانقلاب ليلة 17 تموز 1968 فلعلهم سخروا من صدام.. هذا الذي يوزع الهويات والمسدسات على القادمين للحزب من مقاهي المحلات الشعبية!
كان ذلك شعوراً طبيعياً فحردان التكريتي كان قائد السلاح الجوي وصالح مهدي عماش الضابط المتمرس في شؤون الاستخبارات العسكرية، وحماد شهاب قائد اللواء المدرع العاشر الذي قطع المسافة في ليلة الانقلاب ما بين مقره في الرمادي وبغداد (120 كم) في أقل من ساعتين بهذه الحجوم المدججة بالسلاح الجوي والفيلق المدرع ما عساها ستصنع مسدسات المنظمة؟
اللائحة الصغيرة من الجنرالات صرعى المنظمة قد تقدم اجابة متواضعة على هذا السؤال..
اللواء رشيد مصلح -الحاكم العسكري العام في انقلاب 14 رمضان 1963 اعدام شنقاً.
اللواء مدحت الحاج سري امين العاصمة اعدام شنقاً.
الفريق حردان التكريتي نائب رئيس الجمهورية اغتيال.
الفريق عبد الرزاق النايف-رئيس وزراء انقلاب 1968، اغتيال.
اكتشف رفاق صدام خطأهم التاريخي، فقد أعدوه لدور شرطي الحزب بنيما كان يعد نفسه لدور جنرال المنظمة.
توقيت جلوس الجناح اليميني لحزب البعث على السلطة العراقية عام 1968 كان مناسباً وصحيحاً بحسابات دولية لقطع الطريق على جماعات يسارية كانت تتهيأ للانقضاض على الرئيس المسالم عبدالرحمن عارف كبش فداء على مذبح هزيمة حزيران ورسالة تهدئة الى الجماهير العربية بأن قوى شعبية ثأرت للهزيمة واخذت مواقعها في قيادة قطر عربي جامح.
العامل الدولي أولاً.. تاتي العوامل الأخرى، ولا اهمية للتفاصيل ولا دور لمن ستبدو أدوارهم مثيرة للدهشة وهم يتسلقون هامات القصر الجمهوري. كانوا ثلاثة، أحمد حسن البكر وذراعاه حردان التكريتي وصالح مهدي عماش، والأخير أمحضهم ولاء للحزب، الأول نصفه بعثي ونصفه عسكري والثاني عسكري محض بمواصفات الضابط العراقي.. جميعاً على قدر متفاوت يشتركون بعقدة ذنب واحدة: خذلوا في تشرين الثاني 1963 حزب البعث وتحالفوا مع خصمه الرئيس عبدالسلام عارف في انقلاب نصف دموي فصار البكر نائباً لعارف وحردان وزيراً للدفاع وكلاهما تكريتي
، واُقصي عماش عن أي موقع ثم أقصى الأول والثاني فيما بعد ليعودا لعماش مرة أخرى ويتشكل ثلاثي متقاعد يتطلع لحلفاء من ضباط تحت الخدمة، ممن يتمركزون في مواقع حساسة، وقد عثروا على ثلاثي كان يعد لانقلاب عسكري ويتطلع لواجهة سياسية ويتشكل هذا الثلاثي من عبدالرزاق النايف معاون مدير الاستخبارات العسكرية النشط وابراهيم عبد الرحمن الداود الضابط الهادئ في قيادة الحرس الجمهوري وسعدون غيدان آمر كتيبة القصر، فاتفق الفريقان على استلام السلطة وظهر في اليوم المحدد للانقلاب اسم ضابط سابع هو حماد شهاب التكريتي!. ان تشكيلاً كهذا ومع نظام غير قمعي ورئيس غير دموي ستبدو عملية (الثورة!) كما وصفها طه الجزراوي.. شاحنة عسكرية محملة بأحد عشر حزبياً من ضمنهم صدام ينتظرها الضباط الستة داخل بوابة القصر قبل أن يلتحق بهم الضابط السابق. لم يكن انقلاباً عسكرياً، لم تتحرك دبابة لكن اطلاقة مدفع صغير كانت ضرورية لايقاظ الرئيس من نومه وليتوجه بعد مكالمة تلفونية استمرت ثلاث دقائق مع ضباطه وحلفائهم الى المنفى بطائرة عكسرية خاصة وتقاسم الثلاثيان قيادة السلطة فاعطيت رئاسة الجمهورية و(مجلس قيادة الثورة) ل أحمد حسن البكر ورئاسة الوزراء لعبد الرزاق النايف ولجانبه صديقه القوي وزير الدفاع ابراهيم عبدالرحمن الداود الذي يقيم في السعودية منذ عشرين عاماً، تدفعنا السهولة التي حصل فيها هؤلاء على السلطة للتساؤل عن أسباب فشل محاولة انقلابية قادها كبار العسكريين الناصريين ومعهم رئيس الوزراء وقائد سلاح الطيران ضد عبدالسلام عارف تكررت بنفس الطاقم ضد عبدالرحمن عارف، العميد هادي خماس مدير الاستخبارات العسكرية السابق، عن سر نجاح سهل وسر اخفاق ذلك الانقلاب؟
خماس قائلاً أمام جمع من الصحفيين: ماذا نفعل اذا كان (أبو ناجي) لا يثق بالناصريين وأبو ناجي باللهجة العراقية كناية "رمز " الانجليز أو العامل الدولي بشكل عام.
لم تكن المحاصصة ترضي الفريقين لا في تشكيلة (مجلس قيادة الثورة!) ولا في مجلس الوزراء.. وأصبح واضحاً أن الفريقين يستعدان لانهاء التحالف في أقرب فرصة.
ولأنهم عسكريون تصور النايف ان تحشيد الأنصار العسكريين في المراكز الحساسة سيمده بقوة التحكم في القرار الأول فسارع لاجراء مناقلات بين الضباط ورفض ابعاد ضباط آخرين كانت جماعة البكر تستهدفهم منذ وقت، البكر كانت فرصته أقل في تحشيد قوات عسكرية موالية، لكنه عمل ما يمكن عمله وترك للمنظمة السرية أن تحيك مخططاً عاجلاً لإقصاء شركائه في السلطة.
كانت خطة المنظمة سهلة وبسيطة جداً، ولهذا لم يحسب العسكريون لها حساباً خاصاً، وسهولتها أنها تعتمد معايير لم تكن مألوفة في المجتمع فقد أوفد ابراهيم عبدالرحمن لاستطلاع القوات العراقية في الأردن وجرت استمالة الضابط الثالث سعدون غيدان، أما رئيس الوزراء عبدالرزاق النايف فقد لبى دعوة اجتماع خاص في القصر الجمهوري واذ أخذ مكانه في الصالة تقدم اليه من الخلف ثلاثة مسلحين بالمسدسات كان صدام أحدهم فاستسلم النايف وأرسل الى المنفى مخفوراً على طائرة عسكرية، ولم يمض على مغادرة الرئيس المخلوع عبدالرحمن عارف على طائرة مماثلة أكثر من اسبوعين شغل فيهما النايف رئاسة الوزراء وتفقد خلالهما موجودات البنك المركزي العراقي في أول وآخر نشاط له وكان أحمد حسن البكر قد أصدر أمراً لقائد القوات العراقية في الأردن اللواء حسن النقيب باعتقال ضيفه وزير الدفاع وهو يقوم بأول نشاط له وسوقه مخفوراً الى بغداد، لكن اللواء النقيب رفض تنفيذ الأمر بتلك الصيغة ما أثار استياء (مجلس قيادة الثورة).
قال صدام عن هذه الحادثة ان حسن النقيب قد جبن وقال حسن النقيب يوم 15 حزيران 1985 انه اضطر للتعامل مع ضيفه وفقاً لرتبته والتزاماته العسكرية وأنه همس في أذنه بأن يستقل طائرة ويتصرف بهدوء حتى لا نقع في موقف من الحراجة، ونحن نعتقل وزير الدفاع أمام جنودنا وضباطنا، وكنت بهذا حريصاً على صيانة كرامتنا العسكرية وتصرفت بطريقة لم يفهمها لا أحمد حسن البكر ولا صدام .
عملية تمت في 30 حزيران 1968، صارت مثالاً جاهزاً لعمليات قادمة يستطيع بها الحزب أن يضرب خصومه في الوقت الذي يحدده دون أن تتناطح الدبابات وتزخ القاصفات.
كانت فقط اعادة الحياة للطريقة التي اعتاد ان يتخلص بها المماليك حكام بغداد السابقون من خصومهم وحاشيتهم.. الدعوة لاجتماع.. وتقوم قاعة الاجتماعات بدور مصيدة الفئران.
مصيدة الفئران أول عملية ناجحة لمنظمة الحزب بتفكير وتدبير صدام .
صدام عن شيء يعتز به اكثر من سواه قال.. عملية 30 تموز.
ولعله صادق، فقد ظهر في مساء ذلك اليوم الرئيس أحمد حسن البكر يلقي البيان الأول على شاشة التلفزيون وخلفه ثلاثة مسلحين، كان صدام بينهم ولم يكن الا القليل من العراقيين من يعرف اسم صدام والأقل من يعرفون صورته.
فتحت عملية 30 تموز أمامه عالماً فسيحاً مشى اليه بعيون مفتوحة وقلب مغلوق وهو يطل على تكوينات الحزب والدولة مشروخة لأربع دوائر اختار الاقامة في الرابعة تاركاً العسكريين الحزبيين في الأولى، والوزراء القادمين من المنظمة الحزبية في الثانية، فيما كان يراقب على الدائرة الثالثة خطوات رفيقه المتمسك بشرعية الحزب والمتفرغ مثله للعمل في المنظمة والعازف عن مناصب الدولة عبدالخالق السامرائي وفوق ذلك فان عملية 30 تموز مؤشر مبكر على امكانية نجاح المنظمة السرية في قمع المؤسسة العسكرية وعلى صدام ان يختفي في أعماقها، وعليه كي يظهر على مسرح الحياة أن يقيم زمناً أطول في كوة المنظمة طيلة العام الأول ورفاقه في السلطة يتبخترون في الحلل المضاعف نسجها!!
حردان التكريتي يستقبل مطربته المفضلة بطائرة عسكرية خاصة، وصالح مهدي عماش أصبح الشاعر الذي يعارض الجواهري، وسعدون غيدان على عهده وقد اغمد السيف وتفرغ للكأس والأنثى وعبدالله سلوم تتجمد على وجهه عدسة التلفزيون.. وعبدالكريم الشيخلي المستوزر للخارجية يتنقل بسرعة لطبقة الخارجية العراقية بينما بقية أعضاء القيادة القطرية على أهبة الاستعداد لأن يحلوا محل زملائهم الذين يناضلون لاسقاطهم.
ان صدام كان وحده الذي يعرف ان الخطوة الراهنة لا تقصد لاذتها ويعمل وفق برنامج منظم ورجاله في منظمة التعرض والاقتحام التي سميت مكتب العلاقات لا يحبون عدسات التلفزيون ولا يستميلهم موقع على سطح السلطة رجاله دائماً في الصف الثاني في الحزب واحياناً من الصف غير المرقم!.
ناظم كزار طالب المعهد الصناعي الذي جيء به لمعتقل عسكري على الحدود العراقية الايرانية عام 1961 ذهب لهيئة التحقيق التي اتخذت مكانها في مبنى على نهر دجلة كان في الأصل دار لأحد ولاة بغداد. أثار مشهده الدهشة وهو يحمل تابوتاً استله من حانوتي في شارع الرشيد ومشى به نصف ساعة قبل أن يدلف غرفته الخاصة في هيئة التحقيق ثم لتخرج بعد أقل من ساعة مجاميع المعتقلين لباحة المبنى، عارضين تفريغ اعترافاتهم على أجهزة تسجيل بعد أن قاوموا رجال التعذيب لأكثر من ثلاثة أسابيع!. ناظم كزار أمر مساعديه بحمل التابوت وقد انشطر لنصفين في كل نصف منه، نصف جثة.
لقد استدعى ناظم كزار من يعتقد أنه كان أصلب معتقل سياسي بين رفاقه ولف الحبل حول رجليه ويديه وجسده وأدخله التابوت ثم أغلق الغطاء بالمسامير وقطعه من وسطه بالمنشار على مرأى من الموقوفين جميعاً.
تجربة ناظم كزار هذه في معايير المنظمة السرية تمنحه اختصاصاً نادراً دفع صدام يختاره مديراً للأمن العام ويمنحه رتبة لواء عسكري تنحني له قامات العمداء والعقداء في الجيش والشرطة.
هذا أول جنرال من المنظمة يمنح الرتبة قبل أن يحملها صدام بأربع سنوات.
آخر من رجال المنظمة محمد فاضل طالب كلية التربية الذي ينتهز أيام العطلة الصيفية ليبيع الكبة في محل والده فغلب عليه لقب والده (محمد أبو الكبة). كان يدرس العربية.
شكل محمد فاضل وناظم كزار وشقي آخر معروف يدعى عبدالجبار الكردي محكمة تعقد جلساتها ليلاً وقد أصدرت مرة أحكاماً بالموت على الكلاب السائبة التي تتسلل للمعسكر، فنفذ ناظم كزار الاعدام خنقاً بكلتا يديه في (أحد المحكومين) الى ان لفظ انفاسه، وكان محمد فاضل قد بنى سمعته الحزبية على قتل صديقه عبدالستار الكردي، وكان شقياً وشقيقاً لعبدالجبار كردي الذي هاجم مجموعة من العمال اليساريين كانت تحتفل بمناسبة انعقاد مؤتمر عمالي بإيعاز مباشر من منظمته فقتل ثلاثة منهم. أما "كريم عبدالوهاب" من منطقة شط العرب/ جامعة البصرة، أيضا أعور، عينه كريمة مواليد 1957م، فقد ساعده أخوان المسلمين، بالفرار عبر شمالي العراق، وجماعة حليف صدام ضد الرئيس طالباني، "مسعود بارزاني" الذي لاحظه يصلي على الطريقة الشيعية، ليلتحق باطلاعات الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أساس حفظ بقية السيف كما قال علي بن أبي طالب ع) في زمن المغارم إنتحل اسمه القلمي الإعلامي في فضائيات إيران: أبو جهاد العيدان.

الفيلسوف البريطاني Nthony Grayling: لقد أحال البعثيون العراق إلى معتقل كبير لإذلال العراقيين!.

مغارم صل سل نصل بقية السيف على الحيف، في منتبذ ربذة أبي ذر، ولله در الدر إذ جيف تطفو ويتقعر يا يهود من الشتات لن تعود، رزحت بين مطامير هدام المدان دوليا، قبور انطوت على صدور انطوت على قلوب انطوت على مشكاة انطفأت ونذور ومآل آمال بسيطة ومشروعة وعريضة، ومقابر قادسيته وانتفاضة شعبان الشعبية المغدورة في آذار 1991م وقد بلغت سن الرشد 18عاما، أمة إن لم تحمل عصا طريق الآلام و ترح ترحال العصيان تضرب بها العواصم، فهي أمة لم يتداركها الله برحمته، لا بحاكم صالح و لا بنبي، يهود في ثمود كأسرى معسكر Auschwitz (معسكر Breendonk في احدى ضواحي بروكسل في بلجيكا لامظاهر آدمية في المعسكر: طرق التعذيب، أسرّة القش، الرطوبة، العتمة، الضّيق، الأزقّة، الحمّامات، الجدران.) كما جاء على هذا الرابط: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=120596

يروي الفيلسوف البريطاني المعاصر Anthony Grayling في كتابه "ما الخير What is Good"، عن أثر مسخ صفات الإنسان، ضحايا معسكرات الهولوكست النازية. أحد الضحايا اسمه "Taduesz Borowiski" نجا بأعجوبة من معسكر Auschwitzc لينتحر عام 1951، بعد أن نشر كتاباً، يروي فيه سلوك أسرى معسكر الإذلال ضد أنفسهم، فيقول: " ليست هناك جريمة لن يرتكبها الإنسان في سبيل نجاته بدافع غريزة البقاء". كما وكتب ناج آخر يدعى "Levi" فقال: " إن المعارك بين الضحايا داخل المعسكر من أجل النجاة كانت بلا انقطاع، لأن كل منا كان مستميتاً وشرساً ... فكان ضرورياً أن تخنق كل عزة وكرامة وتقتل الضمير، لتتحول إلى وحش ضد الوحوش الأخرى... كانت حرب الكل ضد الكل. فكان المشرفون النازيون يجردون ضحاياهم من ملابسهم، ومن أسمائهم وهوياتهم، ويتركونهم في أوساخهم وفضلاتهم، ويجوِّعونهم ويجعلونهم في منافسة شرسة فيما بينهم على القليل من الطعام الذي يقدم عليهم", يعلق Grayling قائلاً: " إن معاملة الإنسان بهذه القسوة وفي ظروف شديدة البؤس والسوء، كيف يمكن أن لا يتحول المعسكر إلى جحيم يفرغ الأخلاق من كل مضمون؟".

فيلم The Reader انتاج أميركي/ألماني 2008، بطولة كيت وينسلت، عن امرأة تدعى هانّا شميتز، في نهاية الفيلم تّهم بكونها كانت احدى حارسات أحد معسكرات الاعتقال. تصر أثناء سير محاكمتها على أنها لم ترتكب ذنبا بانتسابها للشرطة النازية. بعد أن انتحرت هانّا شميتز تركت قسما كبيرا من مصروفها لتتبرع به لإحدى الناجيات اليهوديات من تلك المعسكرات، فذهب صديقها بالنقود إلى الناجية واقترح، كون المرأة ثرية، أن يتبرع بالنقود إلى منظمة يهودية تعنى بمحو الأمية وذلك لأن هانّا كانت تكره وتخجل من حقيقة أنها أمية، فقالت له اليهودية أن الأمية ليست من هموم المجتمع اليهودي، وأن هنالك العديد من المنظمات اليهودية هنا (في أمريكا) ويمكنك التبرع لإحداها، علما بأن النقود هذه أتت كدليل ملموس على شعور هانّا شميتز بالندم أثناء سجنها. لنفهم، ويفهم الأوروبيون، أن ما اقترفوه بحق اليهود- الأوروبيين- لا يمكن التكفير عنه والتطهّر من دنسه إلا بدعم المنظمات اليهودية المتعددة ودعم إسرائيل كملاذ لليهود بعد الشتات ومعسكرات الاعتقال والمحرقة في أوروبا.
فيلم Life is Beautiful على DVD للإيطالي روبيرتو بينيني، أنتج عام 1997. عن أب وطفله اعتقلا في أحد المعسكرات في إيطاليا قبيل الحرب حيث عمل الأب ما بوسعه لإيهام الطفل أن ما يحدث إنما هو لعبة وأن عليهما تجميع نقاط ليربحوا دبابة حقيقية ويخرجوا من اللعبة. كوميديا سوداء سوريالية ساخرة، ضحك وبكاء على الأب الإيطالي اليهودي. بعرض الفيلم في مهرجان القدس الإسرائيلي، بتصريح أمام الكامرات مع رئيس بلدية القدس في حينه، ثم رئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت. الريبورتاج المرفَق في الـ DVD ركيز على يهودية بطل الفيلم و يهودية معتقلي هذه المعسكرات.

هل شاهد الإعلامي (الضبع) هكذا فيلم واقعي، ميدانياً وعلى الطبيعة، الشتات؟!، وقد عاد يهود الشتات لوطن مصنوع، و تشتت وتشظى العراقيون والعراق حتى الآن، كأننا في "بابل" تستقبل قريتها "چنانچة" ابنها (جواد!)/ نوري كامل أبو المحاسن المالكي، رفيق غربة الأمس القريب وجار الجنب، فنقول كانت أعواماً مر حصادها، سقاها الله على "الدعاة!" فأينعت!، وتعهدها الأميركي بالرعاية!، وعلينا أجدبت وتصحرت!!!.




#محسن_ظافرغريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبوالقاسم الشابي لم يلتزم بالعَروض‏
- يسقط حكم المخابرات وتحفظ ملفات
- غويتيسولو وجائزة القذافي العالمية للآداب
- The Tragedy of Shakespeare
- مسلسلات وأفلام تركية مدبلجة
- لاعنف
- تعليق على آخر المواد
- رسائل van Gogh
- مهوى هام الجواهري
- فتوى عقلية شرعية
- The 2009 Nobel
- Mantel فوزBooker
- William Blake
- أول تاريخ رسمي MI5&MI6
- وزارة الثقافة العراقية تخصص رواتباً
- غدا غاندي‏
- وفاة William Safire
- لُعبة الهوى شآم
- خطف رقيق العراق
- صمت صخرة singu الجبل


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محسن ظافرغريب - كانتْ أعواماً على المالكي أينعتْ وعلينا أجدبتْ