أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - محمد نبيل الشيمي - اليمن فى مفترق الطرق















المزيد.....

اليمن فى مفترق الطرق


محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2803 - 2009 / 10 / 18 - 17:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


اليمن على حافة الانزلاق إلى الفوضى المدمرة فهذا البلد يمر بمرحلة فارقة هي الأخطر على مدى تاريخه فإلى أين يذهب اليمن الذي كنا نغني له معتقدين أنه السعيد على الرغم من أنه لم يكن سعيداً بحال من الأحوال ولننظر إلى الواقع في الساحة اليمنية هناك حرب ضروس تقودها الحكومة اليمنية ضد جماعة الحوثى في منطقة صعدا شمال البلاد فشلت الحكومة حتى الآن في القضاء على هذه الجماعة بالرغم من إمكانيات الجيش اليمني الذي يملك السلاح الجوي والتسليح الجيد والأفراد المدربون مقابل مجموعة من المقاتلين ميزتهم الوحيدة احتمائهم بالجبال التي تشبه إلى حد كبير جبال تورا بورا الأفغانية والتي فشلت قوات الناتو حتى الآن فى الوصول إلى قيادات القاعدة المختبئة فيها
... أما على الجانب الآخر فإن ما يحدث في الجنوب من حراك سياسي يعكس رغبة الجنوبيين في الانفصال وفقدهم أي رغبة في استمرار الوحدة نتيجة إحساس عميق بأنهم أضيروا منها نتيجة تجاهل المركز لمطالبهم العادلة في التنمية المتوازنة فضلاً عن إحساسهم من أنهم يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية .
النظام اليمني يرى في حرب الشمال وحراك الجنوب مجرد تحالف بين القاعدة والحوثيين والجنوبيين وهو فرض غير واقعي ولا يمكن التسليم به فثمة اختلافات جوهرية بين رؤية كل هؤلاء وليس هناك أي التقاء في الأهداف بينهم ولا يستقيم مطلقاً أن يتلاقى فكرالحوثيين الذي يقوم على الاعتقاد بالمرجعية الدينية والفكر الشيعي مع قادة الحراك الجنوبي المعارضون تماماً بحكم مرجعيتهم السارية لأي أفكار سلفية وينطلق مفهوم السلطة لديهم على اساس الدولة المدنية وهو ما يدركه النظام ولكن لا يزال مستمراً في ادعائه كي يظل هذا مبرراً لفشله في حسم الحرب ... حقيقة أن الأمر لا يخلو من تعاطي خارجي للأزمة فإيران لا تخفى مشاعرها الداعمة للحوثيين انطلاقاً من تعاطفها مع الشيعة في العالم باعتبارهم قوى مظلومة ومهمشة من السنة والسعودية والولايات المتحدة وإن كانتا تدعوان ولو ظاهرياً إلى الحوار والجلوس على مائدة المفاوضات إلا أنها يدعمان بشدة موقف النظام كل حسب رؤيته في طبيعة ونتائج الصراع على الأقل كسر شوكة إيران في اليمن من خلال هزيمة الحوثيين ...
أما في الجنوب فإن هناك هلعاً سعودياً وأمريكياً من عودة الحكم اليساري في منطقة من أهم المناطق ذات الطبيعة الاستراتيجية الهامة في العالم وهو نظام لا يخفي مطلقاً عدائه للتوجهات الأمريكية وعلى الجانب الآخر فأن تنظيم القاعدة وهو طرف أصيل في الصراع باليمن لم يأت من فراغ فقد بدأ نشاط هذا التنظيم عندما أقدم الرئيس اليمني بإطلاق يده لمواجهة القوميين والناصريين في اليمن( سار على درب السادات في مصر ) وقد شكل العائدون من أفغانستان اللبنة الأولى فى بناء التنظيم وتتمركز حالياً في عدن بعد اندماج فرعيه في السعودية اليمن تحت قيادة واحدة ... والتنظيم وهو يعادي الحكومة ينطلق من رؤيته في ضرورة قيام مرجعية إسلامية في اليمن

... ونتساءل ما أسباب هذا الانفلات على الساحة اليمنية ؟
مما لا شك فيه أن هناك شعوراً بالمرارة وخيبة الأمل لدى قطاعات من الشعب اليمني هناك إحساس بالمعاناه بالظلم من استمرار القهر والاستبداد والتهميش وكل هذه المساوىء تمثل بيئة خصبة لاحتضان حركات التمرد والتوراه والراصد للحالة اليمنية يلاحظ ما يلي /
- اعتماد السلطة على نظام قمعي على حساب دور الدولة مما وفر لزعماء القبائل القدرة على تكوين ميلشيات موازية لقوات الجيش والشرطة لفرض النظام في مناطق تواجدها مما أضعف دور الدولة لصالح شيوخ القبائل ومن ثم أصبح لهم القدرة على توظيف ما يملكونه من عتاد وأفراد في مواجهة النظام عند حدوث أي خلاف معه .
- احتكار العمل السياسي من خلال حزب سلطوي نفعى يفتقر إلى جذور شعبية يعمل على إقصاء باقى القوى الفاعلة في المجتمع (حزب يحكم بمنطق الطيعة) يعتمد في قوته على نظام عسكري قبلي وهذا أحد أسباب عدم قدرة اليمن حتى الآن في التحول إلى دولة مؤسسات تحكم بقانون يفرض هيبة الدولة .
- فساد سياسي وإداري على مستوى الدولة فالرئيس وبنى جلدته وأنصاره ومشايعوه من أعضاء الحزب يتمتعون بكافة الامتيازات ويحتكرون أهم المناصب بدون رقيب أو محاسب في حين أن أكثر من 90% من الشعب اليمني يعانون من ضعف دخولهم وعدم توافر الحد الأدنى من مقتضيات المعيشة الكريمة وقد أدى هذا إلى خلق مناخ طارد للاستثمارات أضاع على الدولة فرصة استقطاب رؤوس الأموال الأجنبية .
- وجوه هوة تنموية واسعة بين شمال اليمن وجنوبه فلا خلاف أن اليمن كله يعاني من التدهور الاقتصادي المتمثل فيما يلي /
• تدهور في الأوضاع الاقتصادية أضاف مزيداً من الفقر والبؤس .
• ارتفاع نسب التضخم .
• ارتفاع معدلات البطالة فيمن هم في سن العمل حيث تصل إلى 20% تقريباً .
• تراجع نصيب الفرد من الناتج القومي الإجمالي (بلغ متوسط نصيب الفرد عام 2007 حوالى 1114 دولار) .
• حوالي 50% من عدد السكان تحت خط الفقر بعد ما تخلت الدولة عن دورها في إدارة الاقتصاد وتبلغ معدلات الفقر العام في اليمن 59.9% من عدد السكان .
- إعلام سلطوي موجه لتبرير تصرفات الرئيس وزمرته وتضليل المواطنين بإنجازات وهمية مع مصادرة الرأي الآخر .
- الاستقطاب الخارجي المتمثل في الولايات المتحدة والسعودية من جهة وإيران من جهة أخرى ... في ظل عجز عربي .. فشل قبلاً في الصومال والعراق والسودان .. وها هو يفشل في اليمن .
.. هل يمكن أن تصل السفينة اليمنية إلى بر المصالحة؟
أن حل أي مشكلة يبدأ من معرفة أسبابها ... والنظام في اليمن يعلم بالقطع لماذا يثور اليمنيون .. ولكن الغباء السياسي ونزعة التسلط والاستبداد وسياسة الاستعلاء التي يمارسها النظام تمثل حجر عثرة أمام إعادة الاستقرار لربوع اليمن وطالما استمرت التناقضات الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن ممارسات السلطة فإن اليمن سيكون مقبلاً على الوقوع في فخ الصوملة ..فالأطراف في مواجهة المركز والإحساس بالظلم والتمايز يفجر لدى المواطنين كوامن الثورة فالثورات لا تندلع من فراغ وإذا اندلعت فهي كقوى الطبيعة تقتلع أمامها كل شيء فهل يدرك النظام اليمني هذا ؟ ... إذا أراد النظام عوده الاستقرار فعليه أن يدرك أن الحل العسكري لم يعد كافياً للقضاء على التمرد والعصيان ولم تعد القوة وحدها الضامنة لاستمرارية بقاء اليمن الموحد .. على النظام أن يستجيب لتطلعات أهل الجنوب وأهل الشمال في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتطوير البنية الأساسية واعتماد اللا مركزية السياسية والاقتصادية في الجنوب ، ووضع برامج تنموية تقضي على الفوارق والتمايزات الطبقية والفئوية ... وعلى الحزب الحاكم قادة وأعضاء أن يدركو أن الإصلاح سهل ويسير وأن المطلوب ضرب الفساد في معاقله ومحاسبة الفاسدين والبدء بحركة الإصلاح السياسي وإقرار العدل الاجتماعي .. وهي الأركان التي يمكن أن تحمي اليمن من التداعي فهل يدرك النظام اليمني ذلك ؟ هذا ما ستشهده الأيام القادمة ... وإن كنت متشائماً لإدراكي باستمرار النهج السلطوي المستبد الفاسد في اليمن كغيره من أقطارنا العربية ..



#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقفون والسلطة في العالم العربي
- ملوك الطوائف يبعثون من جديد في السودان
- اسرائيل تتغلغل وتتمدد فى افريقيا – مصر ودول حوض النيل ودور ا ...
- وقفة مع تصاعد التواجد الإسرائيلي في أفريقيا - إسرائيل تتغلغل ...
- نظام آليات السوق في حاجة إلى تقويمه
- أسباب عظمة العرب وانحطاطهم قراءة في كتاب قديم
- صيغ التكامل الاقتصادى العربى فى اطار متعدد الاطراف
- أهمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى اقتصادات الدول
- قراءات في الديموقراطية ... الديموقراطية وظاهرة الاحتكار السي ...
- ابن طفيل فيلسوف العقلانية
- أهميه الصناعة الحرفيه المصرية ذات المدلول التراثي وسبل النهو ...
- المحتكرون .... والمحتقرون
- قراءات فى الديموقراطية هل هناك بديل للديموقراطية ؟ 2 – 3
- التراث – المعنى والجذور
- خبر يستحق التأمل
- قراءات في الديمقراطية / الترابط العضوي بين الديمقراطية والعد ...
- رؤية للمشكلة السودانية تحديات الابقاء علي الوحدة في مواجهة ق ...
- النفاق ظاهرة انتهازية تدميرية
- دعاة ... ولكن !
- ثقافة العوام و رياح التغيير


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - محمد نبيل الشيمي - اليمن فى مفترق الطرق