|
الديكتاتور 4 ( قمع الصحافة )
ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2803 - 2009 / 10 / 18 - 16:16
المحور:
الادب والفن
المشهد الرابع ( قمع الصحافة ) (يدخل أبو منتصر إلى مكتب رئيس التحرير) أبو منتصر ( حاملاً بيده نسخة من الجريدة ) : ما هذه الأخبار السامة ؟ ( يلقيها إلى طاولة رئيس التحرير) . رئيس التحرير( يمسك الجريد ة بنزق ) : مَن سمح لك برميها ، ومن أنت كي تقتحم حرم أكبر جريدة ناطقة باسم دولة الزعيم ؟. أبو منتصر ( متجهماً ): لن أطيل كثيراً ( باستعلاء ) إنني أبو منتصر ، من الحرس الخاص بدولة الزعيم . رئيس التحرير ( يعتدل في وقوفه ) : حللت أهلاً ووطئت سهلاً ، الجريدة جريدتكم والأخبار أخباركم ، وما نحن سوى عيون سهرة في خدمتكم ، تفضل .. تفضل . أبو منتصر ( يمسك بالنسخة ) : بل أنت مَن يجب أن يتفضل معي . رئيس التحرير ( مستفهماً) : إلى أين ؟. أبو منتصر(عابساً ): إلى بلاط الزعيم . رئيس التحرير ( يمتقع وجهه) : أنا .. أنا ، ولماذا ؟. أبو منتصر : قبل أن تسأل لماذا ، أسأل نفسك بداية ، أنت ومحرريك اللئام ، أي ذنب اقترفتموه بحق دولة الزعيم . رئيس التحرير ( مضطرباً ): يا إلهي ، ماذا فعلنا ؟ ( هلعاً ) أرجوك ، ما الأمر ؟ فأنا لم أفهم شيئاً حتى الآن . أبو منتصر : إن اللبيب من الإشارة يفهم ( يشير بإصبعه إلى الصفحة الأولى ) من الذي حرر هذا الخبر السام ؟. رئيس التحرير ( يرتدي نظارته ) : ما به ؟. أبو منتصر ( ساخطاً) : إقرأ هذا الخبر جيداً . رئيس التحرير ( يقرأ) : الزعيم يصدر قراراً بزيادة معاشات المعلمين ( باسماً ) إنه خبر كبير بكبر عطاءات الزعيم ، ولا يحتمل أي قدر من الخطأ والتأجيل . أبو منتصر(محذراً): عليك أن تفهم جيداً ، أن خبراً كهذا من شأنه أن يُقرأ بعكس ما أُريد له ، وبالتالي لا فائدة ترجى من نشره في هكذا حالة . رئيس التحرير : يا سيدي ، كيف يمكن أن يُقرأ بالعكس ؟. أبو منتصر (متأففاً ) : لن أطيل الحديث معك ، لأن ما نشرته يعتبر مسيئاً لدولة الزعيم ، ويبعث على البلبلة والاحتجاج في أوساط الشعب ، فعندما تزيد لفئة من الشعب عليك أن تزيد للفئات الأخرى بنفس القدر ، وإلا فإنك تفتح باب الاحتجاج واسعاً . رئيس التحرير ( مرتبكاً ): العفو منك سيدي ومن دولة الزعيم ، أقسم لك بشرف المهنة ، أننا لم نقصد ذلك إطلاقاً ، وأن ما حصل ناجم عن سوء فهمنا وتقديرنا الصحيح للأمور كما ينبغي أن تكون ( مطأطئاً ) فنحن تلاميذكم سيدي . أبو منتصر ( متجهماً ): إلى الآن لم تجب عن تساؤلاتي ( مهدداً) من المسؤول عن تحرير هذا الخبر ؟. رئيس التحرير ( بثقة ) : بكل تأكيد لست أنا من قام بتحريره ، أرجو أن تهدئ من روعك ، وسأحل المشكلة بنفسي ، تفضل .. تفضل بالجلوس . (يدخل محررالاخبار حاملاً معه ملفاً إخبارياً ) محرر الإخبار : أنعم صباحاً . رئيس التحرير ( حانقاً ) : لمَ كل هذا التجاهل والتقصير في تحريرك لخبر الأمس ؟ أبو منتصر (يشير إلى المحرر): هل هذا هو الصحفي المسؤول عن خبر الزعيم ؟. محرر الأخبار ( مستغرباً ) : ما الأمر ، أي خبر تقصدون ؟. رئيس التحرير ( آسفاً ) : خبر فخامة الزعيم . أبو منتصر ( يشير بيده لمحرر الأخبار) : ألهذا الحد يعنيك زيادة معاشات المعلمين ولا يعنيك زيادة معاشك أو معاشات باقي العمال ، هل وصلت غيرتك إلى الانحياز لصف دون أخر ؟. محرر الإخبار( ممتعضاً ): ومَن أنت حتى تخاطبني بهذا الأسلوب ؟. أبو منتصر ( يفرك رأسه غاضباً ) : مَن أنا ؟ ( يشير لرئيس التحرير) قل له مَن أنا . محرر الإخبار ( ينظر بارتياب إلى رئيس التحرير ) : ومَن عساه أن يكون ؟. أبو منتصر ( يشير إلى رئيس التحرير غاضباً ): هيا تكلم ، ما بك ؟ هل عقد لسانك عن الكلام ؟. رئيس التحرير ( مكفهر الوجه ) : إنه السيد أبو منتصر ، من جهاز حماية الزعيم ، نصر الله وسدد خطاه . محرر الأخبار( يضع يده على وجهه ) : ماذا قلت ؟ يا الهي ، أي نهار هذا ، وأي منقلب حل بي ؟ ( يهم بالخروج ). أبو منتصر : قف ولا تتحرك ( يشير بيده ) مَن إذن لك بالخروج ، حقاً إنك قرد أجرب . رئيس التحرير ( يعضد ذراع أبو منتصر ) : إن صدركم الرحب أوسع من صدورنا جميعاً ، أقر لسيادتكم أننا أخطأنا التقدير ، لذا نرجو منكم السماح والرحمة . أبو منتصر : ولكن فخامة الزعيم لا يقبل التهاون مع المخطئين ، فلو تهاونا مع المخطئين ، لن تبقى لدولة الزعيم قائمة بعد اليوم ، سيما وأن الأعداء يتربصون بنا من كل حدب وصوب ، فكيف تريدوننا أن نتهاون مع ما يهدد أمن الزعيم ؟ . رئيس التحرير ( بمرارة ) : يبدو أنه لم يعد في اليد حيلة . أبو منتصر : أرى أنكما تكثران الكلام بلا طائل ( يشير إليهما) هيا اتبعاني . محرر الأخبار ( متلعثماً ) : إلى أين ؟. أبو منتصر ( ساخطاً ) : إلى جهاز إعادة التأهيل والتوجيه . رئيس التحرير ( مرتعشاً ) : على أرواحنا السلام . ( يخرج أبو منتصر وبرفقته رئيس التحرير ومحرر الأخبار) * * *
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الديكتاتور 3 (مقهى المدينة)
-
هل وفاء سلطان علمانية ؟
-
الديكتاتور 2 ( قاعة السجن )
-
دمشق - طهران .. والسير في حقل الألغام
-
الديكتاتور 1 ( قصر الزعيم )
-
لا تغرقوا مصر في الظلام
-
الإسلام والحضارة : أزمة هوية
-
لماذا العلمانية ضد الإسلام ؟
-
الإسلام والسلطة : مَن يُفسد الآخر ؟
-
العربدة الأسدية !
-
خصخصة الإسلام لا علمنته
-
الإسلام كقنبلة بشرية
-
خسارة الإخوان السوريين
-
الأسد بين محكمتين
-
النظام السوري وعودة الإخوان
-
النظامان السوري والإيراني : صناعة الفوضى
-
العراق الجاني والمجني عليه
-
حماس على طريق الإمارة
-
الزعامة من حصة الأسد
-
سياسة التعمية في سورية
المزيد.....
-
”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا
...
-
غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم
...
-
-كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
-
«بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي
...
-
إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل
...
-
“قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم
...
-
روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
-
منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا
...
-
قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي
...
-
رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|