|
ألإشارات المضيئة / قراءة في منجز الشاعر عبد الرزاق صالح/ج1
واثق غازي
الحوار المتمدن-العدد: 2803 - 2009 / 10 / 18 - 00:53
المحور:
الادب والفن
الوعي بحركة الزمن :
إملاء آت ُ النص:يقترح النص ألأدبي بفضائه نوعاً من ألإملاء على المتلقي وهذه الخصيصة تحدد صياغة وحدة الرّد المستجيبة لخاصية التلقي المنتجة بوصفها وجه آخر للإبداع ، يأخذ مسمى أدبياً ألا وهو النقد الثقافي .وقد ينطوي هذا الوجه على مضانٍ تشكل آلية اشتغاله فيما لو عالج أمراً يتعالق وموضوعة توافق بنيات النص موضوع البحث ،
يقول القديس ( أوغسطين . 354-430 /م : هناك حاضر للأشياء الماضية . وحاضر للأشياء الحاضرة . وحاضر للأشياء المستقبلية ) ـ هنري توماس : أعلام الفلاسفة . ترجمة : متري أمين . القاهرة 1964 ص 182 ـ في هذه المقولة اختصار لفكرة ( الزمان ) منذ اليونانيون وحتى ألإسلام إذ آمن اليونانيون ب(ألآن) بالنسبة للزمان وجعلوا الزمان غير قابل للحركة . في حين ألغى المسيحيون الماضي لارتباطه بخطيئة ( آدم ) لصالح المستقبل ألآتي بتحقق خلاص الإنسان . أما ألإسلام فقد عَقَدَ ألأمر على أن ألإنسان مرهون بحالتيه . موجود وفان . أي آمن بمعادلة الزمان المنقسم إلى مظاهر أوغسطين الثلاث ، وفي عمق كون ألإنسان حاضراً بذاته . يقول بول ريكور : (كون المرء ذاته لايعني هو بعينه أي هُويّةً لا تتغير ) هكذا ينصهر الوعي بحركة الزمن في منجز الشاعر عبد الرزاق صالح : 1ـ (وقتُكَ أرجوحة ٌ بين نهري ِّ / الخواء ) . مجموعة بلاغات الطائر الغربي / نص . مواطن للأبدية أن الوقت هو حائل بين أمرين : أمر كان قبل أن يكون وأمر كائن بعد أن تحقق وهذا ما أسميناه ( القبل والبعد) أي حاجزٌ قابل للتماهي مع طرفيه . والأرجوحة تلك ألإرادة التي تريد ألإفلات عن مصيرها المحتوم وأن لا تظل محكومة بين طرفي الحاجز الذي يرمز إليه النص بدلالة النهر وهو ألأبدي الحركة . أما الخواء فهو حاصل لابد منه 2ـ(ارجيء حكمتك عن شكل الوردة ) .(بلاغات الطائر المغربي ـ قصيدة تعازيم الهدهد ) إن الحكمة هي مران الزمن وإرجاءها هو محاولة لابقاءها قيد الوجود . أي إحلالها في الراهن . وان تبدى هذا الراهن بشكل يستمد عناصر الطبيعة الفانية . انه استحضار العشبة التي لا تأتي وأسطرت الواقع . 3ـ (كم وكم وكم ذهبت سدى ؟ ) . (بلاغات الطائر المغربي ـ قصيدة :من منا يفترش الكون ) العدد هو حاصل زمني . فأن كم الحيّز لاتأخذ فاعليتها لولا وجودها في كم الزمن المتمثل في قصد الحركة . ذهبت . والمنكسر عند انقضاء زمنه . سدى . هذا شعور بحركة الزمن الآني . 4 ـ (إن تبحث عن ظل الأشياء ) . ( قربان الشمس ـ قصيدة : ملك البن ) إن الحضور بوصفه ماهية تتجسد بمظهر . هو وعيٌ بحركة الوجود . المتمثلة في البحث عن ظل الأشياء التي تشكل الظهور . 5 ـ (من اجل سعادتي سأموت ) . (الجنوبيون ـ قصيدة : الجناح الأسود ) إن ْ تُغير من معادلة الانبثاق والتلاشي لصالح يسوّغ ذلك . أمر يقع في حاضرة قهر الزمن . لكون الأمرين الانبثاق والتلاشي يقعان في عهدة الزمن . فأن تحقق سعادة مفترضة في موت محتمل هذا يغاير حركة الزمن بما يجعله قابل لأطول أمد ممكن . 6 ـ (القناديل معلقة في صدور المراكب ) . ( مراث ٍ ليست لمدينتي ـ قصيدة حلم السند باد ) لا شيء أكثر انفتاحاً من قلب القنديل . ولا شيء أكثر عتمة من صدور المراكب : هذه معادلة الضوء والظلمة . القناديل تنير للمراكب وهي تقضي اعمارها في إضاءة ما لا يضاء . إذ إن صدور المراكب هي الأكثر عرضة للارتطام بالعوائق . وهذا يعني إن أول الضحايا هي القناديل .. ألا تعني هذه الحيوات حركة تخلق زمناً يقاوم الفناء . زمن ينبثق من تلاطم أمواج الحياة في صدور المراكب التي تنطفئ القناديل من اجلها . هذه الإشارات التي وردت أعلاه هي ما أسميناه (فردية منجز الدلالة ) أي النصوص القائمة بذاتها وهي مهيمنة أصيلة في منجز الشاعر عبد الرزاق صالح .
#واثق_غازي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألإشارات المضيئة /قراءة في منجز الشاعر عبد الرزاق صالح
-
قصيدة النثر / قاسم حداد إنموذجاً
-
مقال :إنشاد حامل الجمر /نقد تحليلي
-
لعنة التجنيد الاجباري في العالم العربي.. العراق انموذجاً
المزيد.....
-
“أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على
...
-
افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
-
بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح
...
-
سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا
...
-
جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
-
“العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024
...
-
مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
-
المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب
...
-
نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط
...
-
تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|