أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي شكشك - الجريمة














المزيد.....

الجريمة


علي شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 2802 - 2009 / 10 / 17 - 13:44
المحور: حقوق الانسان
    


لها لسان وتتحدث, وهذا من أساليب التعذيب التي تمارس ضدنا, ذلك أن المسرح مُعَدٌّ لها بعناية, فالمقاعدُ متراصّة والديكور مخملي والستائر مسدلة والمنصة ملكية والكاميرات مشرعة والميكروفونات مكدّسة والجمهور صامت, عيونٌ معلقة وابتساماتٌ منافقة والصمتُ مدوٍّ كالجحيم,

صلاة في بهو التاريخ, لا تَنسى في نهاية التراتيل أن تُوقّعَ بسيف الاقتدار على اللغة والأرض واللاجئين ببعض آياتٍ من العهد القديم, كأنّ استحضار النغم والإبهام يشفي الغليل ويبعث رسائله عبر الزمان, فلربما موجات العصر الحديث كما في المكان ترتدّ أيضاً في الزمان, يسمعها الآباء الأولون, ويموتون,

وبنظرات لا تخلو من يقين أنّ المستمعين لا يصدّقون, لكنهم يُصغون, بحكم اشتباك الروايات وكيمياء المذاهب والأيديولوجيات, وامتزاج الدين بالقوميات, واحتقان التاريخ بشتى المواقف والترسبات, واحتكار العذاب والجيتوهات, كان يمعن في التمثيل بِوجْدِنا وضمائرِنا وأسماعِنا, واعياً لألَمِنا, متلذّذاً بنا, وبانفطار أرواحنا,

"وحين تقرب مدينةً لكي تحاربها استدعها للصلح, فإنْ أجابتك إلى الصلحِ وفُتحتْ لك, فكلُّ الشعب الموجود فيها يكون للتسخير ويُستعبدُ لك, وإن لم تسالمْك بل عملت معك حرباً فحاصرْها, وإذا دفعها الربُّ إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحدِّ السيف, وأمّا النساء والأطفال والبهائم وكلّ ما في المدينة كل غنيمتها فتغنمها لنفسك",

كان علينا أن لا نجدَ أحداً, فلماذا كانوا قبلنا هناك؟, تلك جريمتهم التي سيدفعون ثمنها, وقد أردنا تصحيح التاريخ وإعادة الأمور إلى جادّة المنطق والصواب, فكان يجب أن نقتلهم عن بكرة أبيهم ولو كان إسماعيل, لكي نُطهّر التاريخَ بأثرٍ رجعي, فيكون عندما نكون قد وصلنا أنهم لا يكون, فكيف يكونُ إذاً أنهم كانوا قبلَ أنْ نكون؟,

وكان يجب أنْ يخرجوا من الذاكرة, وأطالس البلدان, وألّا يلبسوا الصلبان, فقد كانوا غير كائنين, وكانوا شعباً في أرضٍ بلا شعب, كانوا فلسطينيين, فأردنا أن يكونوا لاهناك, أليس هذا عين العمى وضميرُ الجريمة؟, فكيف تدعوننا عنصريين ونحن لا نميز بين جوييم وجوييم, فلا يجوز أنْ تمارَسَ الفضيلة, وأنتم تعلمون أو لا تعلمون أننا المفضلون,

فأصغوا رغم أنفكم إلى صوتكم, يخرج من صمتكم, فما أنا إلا اشتهاء الجريمة فيكم, المهيمن عليكم, والسائد في أزمنتكم, وكل قراراتكم تسري فقط عليكم, فلستم من جنسي ولست من جنسكم, ولكن عليكم أن تنتظروا نبياً ينصرنا عليكم, أن تعلنوا إقراركم بأنكم غير مؤمنين, كي نظلَّ وحدنا ننتظر الرسول, وحينما يجيء ننقض الرسالة ونقتل الرسول, كي نظلَّ وحدنا ننتظرُ الرسول, بل إنّهم مسؤولون عما فعلناه بهم, الكنعانيون, سنحذف اسمهم من التوراة, وليكفّروا عن خطاياهم ويقتلوا أنفسهم قبل أن يقروّا بيهوديّتنا, لأننا بدون ذلك لن نكون, ملخص الحكاية, كما كنا من البداية, سنختم الرواية ونحرق الفصول, ونقطع الرسالة ونقتل الرسول, .. وننتظر الرسول.



#علي_شكشك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيما هو آت من مستقبل الزمن الذي فات
- قدس الزمان
- القدس ستملأ الأفق
- فرادة النكبة -وطن حيّ لا تقطنه روحان-
- نحن المضاف إليه في {أرض الميعاد}
- مسرح في المسرح
- الكريم يُكرّمُ الكريم -وسام في الجزائر-
- غزة تتجلي
- الشهيد القائد كمال ناصر
- صوت الضمير
- الهيكل
- ناجي العلي ’على هذه الأرض ما يستحق الممات’
- الفلسطيني المسيح
- غضب الحكمة
- أم الفحم
- بؤرة استيطانيّة لاشرعية
- خربشات على ضوء الفوسفور
- سوناتا للبابا - شاهداً على نهاية يهوذا-
- أغنية فرح لإفريقيا
- الخيمةُ … الآن


المزيد.....




- الأمم المتحدة تعلق على مقتل مراسل حربي روسي على يد الجيش الأ ...
- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي شكشك - الجريمة