|
تصادم المواقف و تقاطع الاراء يؤثر سلبا على المجتمع ان لم يستثمر جيدا
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2802 - 2009 / 10 / 17 - 00:17
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الخليط المتجانس من المكونات المختلفة المستويات للمجتمع ، ستفرز منه اراءا و مواقف تختلف كليا عن مكونات اخرى غير متجانسة او متباعدة حتما ، و الاختلاف في الشكل و النوع و التقارب في الصفات من حيث التركيب و الجوهر له الاثر البالغ و الحاسم في بيان دور و تاثير الراي على المجتمع و المكونات المختلفة التي يضمها. المجتمعات تتميز بصفات اكتسبتها خلال التاريخ و ما مرت بها و التغييرات التي جرت فيها و في تركيبتها و على مواصفاتها في المراحل المتعاقبة، الى ان وصلت الى حال و هي تسير على سكة التغييرات الدائمية استنادا على المستجدات الطبيعية التي لابد ان تحصل و هي في تواصل مستمر و تحول دائم وفق القوانين الطبيعية للحياة. المجتمعات المختلفة هي الوسط الرئيسي لصراع الحركات و الافكار و الثقافات و منها تنتج التصادمات و التقاطعات في المواقف الصادرة منها و الاراء التي تتبناها في القاضايا التي تمسها، و الجديد هو الناتج من التصادمات و التقاطعات في التفاعلات العامة للتحركات الحيوية لمكونات المجتمع استنادا على الخلفية العرقية او الفئوية او الجماعات المتكتلة قديما، و الصادرة من المواقف الحزبية و الثقافية و المؤسساتية المدنية حديثا ، و سيثمر من ناتج تفاعل المعادلات ماهو الجديد في اي مجال كان التنافس و الصراع المحتدم . و تبنى النظرات و التوجهات اعتمادا على الخلفيات و الافكار و الفلسفات و الثقافات الثي يتمتع بها صاحبها من حيث تعبيره و تنفيذ ما يؤمن به و ما يعتقده حول القضية المختارة و التي تمس سائر المجتمع بشكل عام. لابد ان نشير ان النخبة المثقفة هي التي تصدر منها المؤثرات في كل موقف او راي يطلقه و له معطياته و تداعياته الكبيرة ان كان له المسند القوي و يمكن الانتشار ان ساعدته الظروف المحيطة به، و الواقع سيفرض متطلباته على الجميع و به تتغير الحال خلال زمن مطلوب و حسب قوة الراي و مضمونه و اهميته و ما ينتج منه. هناك جانبين هامين يحملان من العوامل الاساسية للتغييرات الجذرية في اية بقعة في العالم، و هما السياسة و الثقافة و ما يرتبط بهما ، و اللتان تحويان في كينونتهما الجوانب المختلفة الاخرى من الناحية الاقتصادية و الفلسفية و الاجتماعية و الادارية، و تتفاعلان و ترتبطان بهم و تعتبران الوسط و المحرك الاساسي في اثارة التهيج و الاندفاع في التاثير عليهم في خضم العملية الطبيعية للتطور العام في المجتمع، و منه يخلق الابداع و التغيير و الاختراعات الحديثة المتطورة. اي موقف ولو كان صغيرا سيخلف تاثيرا على الوضع الاجتماعي العام لو مس الجوانب المذكورة حتى و ان كان متقاطعا مع ما مترسخ في الواقع او بالضد مما يصدر في نفس الوقت فبتصادم معه و سيعكس ما يبرز منه على الواقع بالسلب لو لم يكن هناك جهة مختصة باستثمار الاختلافات و العمل على تجسيد الجانب الايجابي الموجود فيه و التقليل من تاثيره السلبي و ستكون الحصيلة ناتجا و ثمرة جديدة محفزة للتوجه الصحيح لبدء المسار المغاير لما هو موجود ، اي الانتقالة من مرحلة لاخرى. لو نظرنا باعينن فاحصة على الثقافة و الاعلام و الصحافة و الادب و على دورهم الفعال في المجتمع يمكننا ان نوضح دور كل كلمة معبرة عن اي موقف او راي في اي موضوع، و لكن العملية هنا نسبية ايضا و حسب المجتمع و سماته و خصائصه . ان النخبة الموجودة في المجتمعات الشرقية لم تنل ما تستحقه في حياتها ان لم تكن جزءا من العملية السياسية او السلطة بالاخص ، و لذلك اي موقف صادر منها لها ضريبتها و مستحقاتها، فان تقاطع مع تطلعات المتنفذين او الاحزاتب ستكون العواقب غير محمودة و به ستكون النتائج واقعة بشكل لم تحل اية مشكلة تتعلق بذلك الموقف و الراي . حرية التعبير عن اية مسالة او حادث او ظاهرة يعتبر موقفا و سيكون له اثره و يكون مقياسا لبروز الحاصل و الثمار المفيدة في المجتمع، و في نفس الوقت يمكننا ان نقول مهما كان فكر و عقلية صاحب الراي ، فان كان منتميا لتيار ما او حزب او مؤسسة او حرا غير منتميا فيكون في صلب الحركة الاجتماعية و ستتقاطع ارائه مع ما تصدر من الاخرين او تتوافق معهم و سيدخل في خانتهم وان لم يرد هو بنفسه ذلك . هنا لابد ان نشير الى نوع المجتمع و تركيبته و مدى تماسك مكوناته و تقارب و تراصف صفوفه و المستوى الثقافي الذي يتصف به و الوعي العام لدى كافة فئاته و مكوناته و علاقته مع السلطة و نوع النظام المتجسد فيه و قياداته، و الموقف الصادر من اية جهة لن يُقرا ما يعنيه فقط و انما منبع و مكان اصداره له تاثيراته المباشرة في نجاحه او اخفاقه و خاصة في المجتمعات الشرقية و ما فيها من التناقضات . المهم من كل هذه التحليلات هو كيفية استثمار الاختلافات و تصحيح المسارات و ان تصادمت المواقف و تقاطعت الاراء ، و يكمن هذا في انفتاح العقلية و اتباع الديموقراطية الحقيقية في كافة المجالات و تقبٌل الاخر و ما فيه من فكر و عقلية و سلوك و موقف . و من اجل تنظيم المجتمع بحرية دون ضغط او كبت فلابد من وجود ما يزيل السلبيات او يمنع تاثيراتها و يعكسها ايجابيا من خلال توظيف ما يفرز من تلك التقاطعات للصالح العام في المجتمع .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل الفساد نخر الهيكل الاداري العام في الدولة العراقية ؟
-
ملامح ما ستسفر عن المتغيرات الجديدة في المنطقة
-
التنبؤ بالمستقبل يحتاج الى خبرة و عقلية منفتحة
-
هل من الضرورة الالتزام بالقيم الاجتماعية في السياسة ؟
-
التحزب القح و مصالح الوطن
-
ضرورة التعددية في العملية الديموقراطية و لكن.......
-
تغيير ميزان القوى في المواجهات المستديمة بين الشعب و الحكومة
...
-
هل وجود الاحزاب الغفيرة ضرورة مرحلية في العراق؟
-
هل نظرية الموآمرة سلاح الضعفاء ؟
-
هل يكون التكتيك في خدمة الاستراتيجية دائما ؟
-
هل محاولات الامبريالية العالمية مستمرة في تحقيق غاياتها؟
-
كيف نخفف تاثيرات الحملات الانتخابية على اداء الحكومة
-
كيف و لمن نكتب ؟
-
الوحدة الوطنية ام محاربة الاختلافات
-
على الاقل قدر حقوق الاخرين بقدر منديلك
-
سبل اطمئنان المكونات الاساسية في العراق الجديد
-
الوضع العراقي الراهن بحاجة الى تعامل خاص
-
من هو رئيس الوزراء العراقي القادم
-
سبل تمدن المجتمع الشرق الاوسطي
-
تجسيد المجتمع المدني مرهون بالنظام السياسي التقدمي
المزيد.....
-
هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي
...
-
خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف
...
-
خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
-
الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
-
قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
-
بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
-
خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
-
أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر
...
-
وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس
...
-
قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)
المزيد.....
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
-
المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب
...
/ حسام الدين فياض
-
القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا
...
/ حسام الدين فياض
-
فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
يوميات على هامش الحلم
/ عماد زولي
-
نقض هيجل
/ هيبت بافي حلبجة
-
العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال
...
/ بلال عوض سلامة
-
المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس
...
/ حبطيش وعلي
-
الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل
...
/ سعيد العليمى
-
أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم
...
/ سعيد زيوش
المزيد.....
|