أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعد الغالبي - لم يكن (داخل حسن ) سويدياً !!














المزيد.....

لم يكن (داخل حسن ) سويدياً !!


سعد الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 2801 - 2009 / 10 / 16 - 20:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كما هو الهور ..كان عراقياً

حين مكث (الهور) في مكانه الأزلي ليسكن في ارض الجنوب منذ الآف السنين، لم يكن في نفسه حاجة للتمني بأنه سوف يرحل عبر المسافات يوماً ما ليستقر في أرض غربة " السويد " مثلاً .. رغم إنه لا زال يعيش محنة الغربة في وطنه .

فلوكنت ماراً بجواره يوماً ، وسألته : لماذا هذا الأصرارعلى البقاء في هذا المكان لا تبارحه ؟
سوف يقول :لأن طيور كُل الدنيا تأتي لتستقرفي بقعة تعشقها وهي عندي منذ الأزل ، ومادمت أرى الطيور تفعل ذلك ، وقد علمها الرب ، فلماذا إذن الرحيل ؟

فلو كنت ماراً بجواره ثانية فسألته من علمك الغناء ؟
فسوف يجيبك قائلاً : حين إستمعت يوماً الى من سكنني ، الى ترنيمة أمٍ تئن ، حين كان مفتاح يومها الصبر ، وخواتيم ليلها الصبرهي ترقد بجوار شيخ يؤدي صلاة أساسها محبة الله ، عندها قررت تعلم الغناء ، ومنذ ذلك الحين ، أصبحت أنا من علّم كل اللذين رحلوا عني أغاني الفرح في أشد حالات حزنهم وحزني ، فذهبوا يجوبون البلدان ، ويرددون أغاني داخل حسن في صبرهم في أرض السويد ،ولكن ، وأنا أستمع اليهم من بعيد لم يكن ( غناء داخل حسن) الذي يرددوه غناءاً سويدياً ، لأني أنا الهور من علّم داخل حسن الغناء، فأصبح غناءه يشبه كُل الغناء ..ولكن غناء كُل العالم لا يشبهه ، وهكذا أنا عشت ، أشبه كُل العالم ولكن العالم لا يشبهني لذلك فالعالم يعرفني من اكون .

فلو كنت ماراً بجواره مرّة أخرى، ربما تسأله من تكون ؟
فيجيبك قائلاً : أنا أول من دون اول سطر من الكتابة على ظهر وروده ، وحمل مائي سفن الحضارة الأولى ، وإن أصبحت يوماً بلا ماء ، سيبقى ترابي يحمل إسمي وأظل أحتفظ بأسماكي ، لأن بيوضها لاتموت وهي نائمة في ترابي .
وأظل أردد أمنياتي لكل المارين بقربي .. كانت أمنيتي أن أخبركُل اللذين رحلوا ، إنني لم أعد أرى كردياً يأتي بقربي ، ولم يدعوني أحد لأشارك في عرس مقام على الجبال ، لأغني لهم أغاني داخل حسن التي علمتها إياه .
أنا الهور .. كانت أمنيتي أن أخبر كل اللذين رحلوا عني إن كركوك لا تستطيع النوم ، لأن قُطاع الطرق منتشرين ، وأخشى أن يمنعوني من الدخول ،لأنني أريد أن أقول للنساء والأطفال هناك ، إن كل حياتي تأتي من أرضكم ، فلا تشاركوا في قتلي، ثم لأقول للأطفال والنساء قبل الرجال ، مثلما كنت أقول ، ما كان داخل حسن ليكون إلا عراقياً ، فلم تكن كركوك يوماً ، تركمانية أو كردية أو عربية .. بل كانت عراقية .

أنا الهور .. كانت أمنيتي أن أخبر كل اللذين رحلوا عني ، إني لم أعد استطيع الوصول الى البصرة لأن أوصالي قد تقطعت ، وأصبح مثلي كمثل بحارة الفاو حين جردوا فسكتوا عن غناء البحر ، فبات نهار صيدهم موحشاً ، كوحشة العشار ، حين غادرها "حميد البصري وشوقية " وتركوا أطفال البصرة لا يتذكرون إبتسامتها وضربات أوتار عوده ، ولا يسمعون صوتها والْحانه.
أنا الهور.. بت أخشى أن يضيع ميراثي الذي لا يشبهه أي ميراث .. فلا استطيع أن أفعل أي شي سوى معرفة موعد رحلة العائدين .





#سعد_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همس في الغابة (ح2)
- سلسلة طويلة في حديث ... أنا رجل (ح 9)
- كلامُ كان مؤجل !
- أسوار مملكة السر ... الفصل (19 و 20 و 21 و22 )
- همس في الغابة -1-
- منْ كان منكم معارضاً خارج الحدود .. فلا يرمينا بحجر.
- حديث في سلسلة طويلة ... أنا رجل (الحلقة 8 )
- حُلمُي .. وحُلم -قاسم حول - يتشابهان !
- اسوار مملكة السر (الفصل 15 و 16 و 17 و 18 )
- لمن أهدي شكري وتقديري ؟
- أسوار مملكة السر... رواية (القصل 14)
- وصايا
- حديث في سلسلة طويلة... أنا رجل (الحلقة 7)
- عذراً صديقي الفلسطيني.. وليسمع الجميع !
- أسوار مملكة السر ...رواية (الفصل 12 و13
- سلسلة في حديث طويل ...أنا رجل (الحلقة 6)
- أعتراف...
- حديث في سلسلة طويلة... أنا رجل (الحلقة 5)
- قبل وبعد زمن( تفسيرالأحزان)... من أين تأتي هذه الرياح ؟
- رواية ... أسوار مملكة السر (الفصل 11)


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعد الغالبي - لم يكن (داخل حسن ) سويدياً !!