أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن الشرع - لمناسبة اليوم العالمي لغسل اليدين!














المزيد.....

لمناسبة اليوم العالمي لغسل اليدين!


حسن الشرع

الحوار المتمدن-العدد: 2801 - 2009 / 10 / 16 - 01:56
المحور: كتابات ساخرة
    


من يقرا التراث العربي والاسلامي يدرك مقدار الجهد الكبير الذي صرفه المفكرون والفقهاء في امور كثيرة من قبيل الحيض والنفاس ووطأ البهيمة والتذكية وغيرها الكثير مما عدوه الابتلاءات الشرعية ولكنهم افاضوا و استفاضوا ايما افاضة بموضوع الغسل والوضوء مع التركيز على المسائل الخلافية كغسل الوجه واليدين والرجلين وحدود الغسل وكيفياته واحتمالية المسح وحيثياته ،لقد الف الفخر الرازي رسالة كبيرة في موضوع غسل الرجلين او مسحهما مستندا الى الكتاب والسنة واللغة وغيرها من مصادر التشريع ،ثم ان المعاصرين منهم ابدعوا كثيرا في الفلسفات التي تبتني عليها بعض المباني الفقهية فقد قرأت رأيا يقول بغسل اليد اليمنى غسلتين واليسرى واحدة .وتعد الغسلة الاولى واجبة والثانية مستحبة وليست تكميلية او احتياطية بحيث ان الثانية لا يعتد بها اذا ما فشلت الاولى نقصانا او اهمالا او بهتانا...
اما القائلون بغسل الرجلين فقد خاضوا جولات وجولات في شرح هذا الغسل المبارك الذي ينكره عليهم اخرون ويصيرونه مسحا على انهم أي اصحاب الغسل يذهبون الى المسح على الخف وقد رايت الكثير من الجنود يصلون في المساجد ببساطيلهم التي لا تصلح للمسح عليها ،والواقع ان الناس ليسوا مهتمين كثيرا بصنعة هؤلاء القوم على الرغم من ان الكثير منهم موضع ومثار احترام العامة ما داموا ينشدون الصلاح والنظافة، والوضوء بحد ذاته ليس واجبا لكن الصلاة لاتصح بدونه وعلى هذا الاساس اصبحت مقدمة الواجب واجبة.
لقد خطر ببالي كل هذا الكلام وانا اتطلع الى شاشة التلفاز الصغيرة التي اقرا عليها بصعوبة عنوانا تحتيا (سبتايتل)يقول ان يوم غد الخميس الذي يصادف منتصف تشرين الاول هو اليوم العالمي (لغسل اليدين)! لا اخفي عليكم استغرابي ودهشتي لهذا الموضوع ،فقد صادف ان المذيع كان يقرأ مزيدا من أخبار البرلمان العراقي والحكومة العراقية والقضاء والرئاسة وهي جهات يتهم الكثير من افرادها بعدم نظافة ايديهم بما لا ينفع معا الغسل بكل انواع المنظفات والمطهرات الاسلامية الصنع.
لا اعتقد ان هؤلاء سيهتمون لهذا الاعلان رغم خوفهم الشديد على حياتهم وزهدهم الكبير بحياة مواطنيهم من عامة الناس ،كما لا اعتقد ان اغلب هؤلاء ان لم اقل كلهم مهتما برسالة الفخر الرازي قدر اهتمامه بغسل الجنابة.او احكام السباحة على الريفيرا او السياحة الخارجية وعلاقتها برواج المسافر لمن يعتقد به وزواج المتعة لمن يقر بصحته ،لكنهم جميعا يقرون بان الشهيد لا يغسل ،على الرغم من ان من الشهداء من كان ضحية لشراهتم للاستزادة من فقه غسيل الاموال ومعاهده في موناكو وجنبف والبندقية .
توشك ولاية ممثلي الشعب العراقي وحكومته على بلوغ نهايتها المفترضة في بداية العام القادم دون قيامهم بغسل ايديهم بمنظفات القاصر او الزاهي خوفا من ان تكشفها اجهزة السونار الحديثة المستوردة خصيصا لهذا الغرض فضلا عن امكانية الكشف عن بلاتين الاسنان وحبات ارتفاع الضغط والكولسترول والباراسيتامول وربما الفياكرا الصينية الصنع والتي ربما تنوي وزارة التجارة توزيعها على المواطنين الشرفاء ضمن البطاقة التموينية بديلا مناسبا للدبس والتمر بعد ان تم غسل اشجار نخيل الفاو والبصرة بماء الخليج المالح ،لكنهم ربما عادوا الكرة لولاية اخرى ما دام ذلك ممكنا والقضية سهلة جدا ...ان يغسل المواطن المسكين يديه مرة ومرتين الى المرافق وربما اكثر ويواضب على الوضوء فهو يهدأ النفوس المتشنجة ثم يلتفت الى قدميه ويتفقه بل ويتغزل بغسلها او مسحها فبهما يدخل الجنة مقدما اليمين على الشمال اما المسؤول فواجباته اكثر تعقيدا فمازال الكثير من راس المال بحاجة الى الغسيل فقد تم ترحيله من جولة الخرابيط الاولى وهو مقدم على الوضوء ومقدمة الواجب واجبة...ولا بد للمسؤول ان يضمن ان المواطن الشريف لا بد ان يغسل يديه جيدا استعدادا للموت واستقبالا للشهادة التي يتشرف بها المسؤول ،فلا بد ان الجنة ستسع الضحية والجلاد والطاهر والمتسخ كيفما كان الغسل او المسح ...



#حسن_الشرع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة الافتراضية(2)
- الحكومة الافتراضية
- إحذروا التقليد
- انفلونزا الطراطير (2)
- شيش عوازة ...إشكالية الفاضل والمفضول
- حكايات جدتي : حتى الحيوانات تتكلم!
- النقاط والخروف ...الجامعة المستنصرية
- هوامش على مذكرات بقة مستهترة
- مناقب الذرية في مناصب الجامعة المستنصرية
- التأهيل النفسي والاجتماعي والدولة المدنية العراقية العصرية
- شمهودة وحكاية اللطم الوطني
- نظرية الدولة العراقية
- مقلوبة...!


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن الشرع - لمناسبة اليوم العالمي لغسل اليدين!