أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - الفراق الطبيعي بين المفكر ومنتجه الإبداعي















المزيد.....

الفراق الطبيعي بين المفكر ومنتجه الإبداعي


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 2801 - 2009 / 10 / 16 - 02:06
المحور: الادب والفن
    


* مقدمة في فن الموسيتليمسرحية:
لأن حاجة الإنسان إلي الدائمة إلى اكتشاف المجهول حاجة غريزية لا تتوقف لذا نراه دوما في حالة ابتكار علمي أو إبداع أدبي وفني لوسائل مناسبة تحقق له تلك الرغبة الغريزية ابتداء بمحاكاة الطبيعة سواء بالتصور والتصوير أو التشخيص وانتهاء بابتكارات تسهل عليه مواصلة الحياة الإنسانية بطرق أكثر نفعا وأقصر طرقا للوفاء بحاجته للاستمرار وتطوير حياته المشتركة ورقيها من ناحية ، وإسقاطا لمعاناته اليومية عبر نضاله الحياتي وكده من أجل صنع مكان مناسب يتوافق مع جهوده في توفير حياة هانئة يرتضيها واستقرار نسبي يؤمن له حياة أسرية مجتمعية سعيدة ، في ظل تفاعلاته مع وسطه المجتمعي ، بما يتطلبه ذلك الأمر من حتمية صراع ال ( أنا ) مع الآخر ، كل في سبيل تحقيق إرادته والتعبير عن مشاعره الموالية لمصالحه المتشابكة والمتعارضة مع مصالح الآخرين ، ومن ثم ظل الإنسان وما يزال في حالة معارضة مستمرة للغير ، مرتقيا في مدارجها نحو الصراع الذي هو جوهر الدراما الإنسانية ( جوهر استمرار الحياة ،تبعا للقانون الطبيعي العلمي : " الجديد ينبع من القديم ويجبّه )
من هنا نبعت أهمية الحاجة البشرية إلى التعبير عن مظاهر الصراع البشري فكان ظهور فن الدراما ظهورا تلقائيا وحتميا ، متعدد الأشكال والألوان في تعابير الأمم عن مثلها العليا ، إذ توقف عند الفراعنة عند الواجب الطقسى الديني في المعابد إنتاجا واستقبالا عن طريق المحاكاة ، وتمثل في الملاحم عند أمم أخرى عن طريق فنون الحكي عند أمم أخرى ، سريعا ما ارتقت تعابيرهم الفنية الأدبية لتصبح فنونا درامية يغلب فيها المحاكاة على عناصر الحكي والسرد الوصفي ثم التدرج لتصبح منقسمة المظهر بين فنيين أحدهما تراجيدي يؤكد مظاهر النبل الإنساني عند طبقة الملوك وعلية القوم المقربين من الملوك والآخر كوميدي يؤكد دناءة الطبقات الشعبية وغوغائيتا في عرف في النظرية الأرسطوية بنظرية الفصل بين الأنواع ( المأساة – الملهاة) ، ومن ثم كشف فن الدرامي منذ تصنيفات أرسطو عن الدور الاجتماعي السياسي الذي يلعبه باقتدار في التعبير عن الحياة الإنسانية والمجتمعية والتأثير فيها . ولأن هذه المجتمعات متغيرة ومتطورة ، فما من شك في أن الفنون المعبرة عنه تتغير أيضا ، لذا ظهرت الحاجة بين بعض الأمم إلى تنويع طرق تعبيرها ، فكان السعي نحو تزاوج الفنون بعضها بعضا . ولأن الموسيقي هي أكثر الفنون في التأثير السريع في النفوس ؛ لذلك سعت كل الفنون إلى أن تكون موسيقية ( وفق تعبير نيتشه) لذا ظهرت فنون المسرح الموسيقي وامتزجت الدراما بالموسيقي وامتزجت فنون الرقص وفنون التشكيل التصويري بعروض المسرح ،مع امتداد ذلك التواصل إلى مع الفنون السينمائية والفنون الإذاعية والفنون التليفزيونية؛ وصولا إلى أنسب صورة فنية لعرض قضايا الإنسانية الكونية أو المجتمعية استلهاما من التاريخ أو الفكر الفلسفي وإسقاطا على الواقع المعيش أو عرضا لمواجهة صراعية بين حواجز العادات والتقاليد القبلية والحاجة الملحة إلى تجاوزها لمزيد من تطوير المجتمعات وتسريع خطوها في اتجاه مستقبل يراه العلم أنسب لنفع الإنسان رقيه ، أو لمواجهة فكرية سياسية ضد سياسات تلحق الضرر بالغالبية في مجتمع ما ، أو مواجهة ضد قيود النظم الحاكمة على حقوق المواطنة والتعبير الديموقراطي الصحيح أو استلهام تراثي أو خيالى ( فانتازي) يسقطه المبدعون على واقعهم البشري، اعتمادا على تعدد المواهب والمعارف والخبرات في الحياة بعامة وفي حقل التخصص بخاصة ، مستعينا بتقنيات ذلك الفن موسيقيا كان أم مسرحيا أم كان سينمائيا أو تشكيليا عبر الصورة أو النحتية أو فن الرقص. وكلها جهود لا تقوم إلا على إعمال فكري من المبدع نفسه. فلا ابتكار ولا إبداع في العلم أو في الفن بدون إعمال فكري.ولا قيمة لفكر أو إبداع إلا في نشره ، ولا قيمة لنشر غير مؤثر في متلقيه ولأن قيمة الفكر وقيمة الإبداع في نشره وفي الأثر الذي يحققه لمتلقيه ، ومدى اتساع ذلك الأثر لذا يسعى كل منتج فكري أو إبداعي أو علمي إلى النشر و الانتشار ملحا على صاحبه الذي أنجزه أن يحث الخطو نحو نشره بالسبل الملائمة ، فور انتهائه منه ؛ لإحساس ذلك المنتج العلمي أو الفكري أو الإبداعي بحاجته الحتمية إلى الفراق الطبيعي عن وصاحبه ( العالم أو المفكر أو المبدع) .
على أن حتمية ذلك الفراق الطبيعي بين المنتج وصاحبه لا يتحقق دون شرط موضوعي ملائم ؛ هو بمثابة الوسيط الإجرائي . أما وقد تحقق للمخرج - الباحث - ( مدحت مكاوي) ذلك الشرط ؛ بعد مرور عامين على مناقشة أطروحته الأكاديمية للماجستير ؛ فما كان أمامه سوى تحقيق إرادة منتجه العلمي حول تزاوج فن الموسيقى مع فني الإخراج المسرحي والإخراج التليفزيوني في آن واحد ؛ كشفا عن إيجابيات زواج الموسيقى بفنيين معا ، وما يعتور ذلك التزاوج من سلبيات .
ولعل هذا الكتاب بوصفه دراسة منهجية يكون هو أول حالة كشف أو فضح منهجي لمثل تلك الزيجة الفنية ؛ سعيا وراء توثيقها توثيقا شرعيا ( أكاديميا) على يد موثق خبير بأطرافها الفنية ، ضليع في تطبيق أركانها الأسلوبية ، متملك لأدوات ذلك التوثيق .. هذا من ناحية الشكل ، فماذا عن المضمون ؟!
لأن هذا الكتاب يتعرض لآثار تلك الزيجة الثلاثية (الموسيتليمسرحية) من مخرج مزدوج الهوية على يد باحث باحث ندب نفسه للإخراج التلفازى و المسرحي بعد تخرجه في قسمي المسرح وعلم الاجتماع بجامعة الإسكندرية ؛ منتميا وظيفيا إلى التليفزيون مخرجا ، وصاحب سوابق إخراج درامي ووثائقي وبرامجي، فضلا عن صحيفة اتهامه بقضاء عقوبة السنة التمهيدية للدراسات العليا بقسم المسرح نفسه ؛ فمن الطبيعي والأمر كذلك أن يتملك خبرة كافية باطراف المنتج الذي هو بصدد نقل زيجته الثلاثية ( موسي – تيلى – مسرحية) تلك من حالتها العرفية إلى حالة شرعية ،؛ لذا اجتهد في أن يزن كل طرف من أطرافها بميزانه ، على كفتي تاريخه وأثره الاجتماعي ، مما اضطره إلى الوقوف على محطة تطور أشكال العرض الموسيقي مسرحيا وتلفازيا أمام مرآة النشأة التاريخية في إطار التطور التقني لكل من الفنين ؛ مقارنا بين أوجه الشبه وأوجه الاختلاف.؛ حتى إذا ما وصل ركب عرسه البحثي إلى محطة المسرحية الموسيقية المزدوجة الخطوط مع العرض الموسيقي التليفزيوني ؛ لم تفته مقارنة أوجه الشبه وأوجه الاختلاف .

غي أنه عند الوصول إلى محطة التأثير الدرامي الجمالي للإخراج بين الفنين ؛ تستلفته ( سيدتي الجميلة) * وهي تعرض نفسها على الجماهير سافرة ةمن ورائها ولي نعمتها وكفيلها المخرج القدير حسن عبد السلام مسرحيا ،. ثم يعاود التطلع المتمعن إليها في صورتها المسرحية مرة وفي انعكاس تلك الصورة على الشاشة الفضية في المرة الثانية ؛ ليخلص إلى جماليات الأصل المسرحي ويطابقها نقديا بجماليات انعكاس صورته تليفزيونيا. والشيء نفسه يفعله عندما يقف ركب عرسه البحثي أمام لإبداع الأداء الاستعراضي للفنانة الشاملة ( نيللي) في (سوق الحلاوة*) مسرحيا وتليفزيونيا ومن ورائها عرّابها المخرج القدير (السيد راضي) ؛ لينتهي قطار رحلته البحثية في المحطة الخامسة بإشهار راية الوصول بعرض ( تجاربه الإخراجية في مجال إبداعاته المتعددة مسرحيا وتليفزيونيا) في زفة حضور إعلامي وجماهيري افتراضي ؛ يأمل أن يجد لرحلته البحثية الصدى المناسب ، الذي يردد على مسامعه ما يعادل أثر جهده البحثي إيجابا وسلبا بعد الإطلاع المحلل والناقد لمحتوى ذلك الكتاب.



ـــــــــــــــــــــــ

• العرض المسرحي الشهير اقتباس بهجت قمر وسمير خفاجي عن المسرحية العالمية ( سيدتي الجميلة) المستلهمة لمسرحية جورج برنارد شو ( بيجماليون) ، والمسرحية بطولة فؤاد المهندس والفنانة شويكار وإخراج حسن عبد السلام من بواكير إنتاج ( فرقة الفنانين المتحدين )
• العرض المسرحي الاستعراضي ( سوق الحلاوة) بطولة الفنان عبد المنعم مدبولى والفنانة نيللي لفرقة ( الكوميدي شو)



#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فن المخرج المسرحي بين التحصيل المعرفي والتأصيل العلمي
- تربية الإرهاب - مصادر الإرهاب الفكري ومصادر الفكر الإرهابي
- المشروع السياسي .. مجرد دليل عمل
- أصداء البوح الذاتي في شعر كفافي
- أوركسترا عناكب الثقافة العنصرية ومغزوفة النشاز القروسطية
- جسد الممثل والأعراف الاجتماعية - دراسة في مناهج التمثيل المع ...
- نصوص مسرحية للمسرح ونصوص للدراسة
- ديموقراطية اليونان بين الفلسفة والسياسة والمسرح
- مونودراما ( مذكرات شمعة)
- الدين والدولة
- المبدعون وآفة سوء فهم الناقد
- التطوير الجامعي والقفز على الواقع المعيش
- في انتظار أوباما .. في انتظار جودو
- المثاقفة والتناص (تطبيقات في النقد الفني والمسرحي)
- التنسيق الحضاري وسور السياسات العظيم
- القرد في عين أمه
- الإنتاج المسرحي في عصر العولمة
- القرد .. هدية مصرية للعمال في عيدهم
- دفاعا عن الوطن
- في ذكرى كادح مسرحي مات مغتربا


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - الفراق الطبيعي بين المفكر ومنتجه الإبداعي