أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - الفصل 4 من رواية حفريات على جدار القلب















المزيد.....

الفصل 4 من رواية حفريات على جدار القلب


حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 2800 - 2009 / 10 / 15 - 11:48
المحور: الادب والفن
    


ـ 4 ـ

نتائج الانتخابات أضاءت في نفوسنا الأمل .. حفزتنا نحو المستقبل .. سعدي حصد فعلاً أعلى الأصوات وبفارق كبير عن أقرب منافسيه .. مروة كانت أكثر واحدة في الفريق سعادة جراء نتائج جهودها غير العادية .. وعندما أعلنت إدارة الجامعة النتائج الرسمية ، بحثنا عنها في كل مكان .. وجدناها تغتسل بدموع الفرح ‍!
صوبنا عيوننا إليها ، كان وجهها يحمل تلك المسحة من الأناقة التي تشبه طيات سنبلة القمح عندما تنظر إلى ثناياها بإمعان ترى بقايا قطرات الندى عالقة عند نهاية الانحدار.. ومن النظرة الأولى ، عرفت على نحو عميق أنها فتاة مصمتة لا ينبغي مداعبتها أو المزاح معها في هذا الوقت بالذات ، وقبل أن تهدأ وتبرد حرارتها تماماً كالأرض التي لا يجوز إطلاقًا أن يصل بطنها أي محراث قبل ريها بالماء وتعريضها للهواء .
وفجأة ، نمت حركة أثارت الفزع والرعب في النفوس التواقة إلى مشاهدة لحظة فيها ما يكفي من البهجة والفرح ، عندما انتابت طاهر نوبة بكاء حادة تلقفناه بين أيدينا قبل أن يسقط على الأرض مغشيًا عليه .. عندها ، نفضت مروة عن نفسها مسحة الأناقة وتقدمت نحوه بخطوات ثابتة واثقة ، ثم ما لبثت أن وضعت ذراعها تحت رأسه وأخذت تصب الماء على وجهه ، ولما عاد إليه وعيه ونهض متوكئًا على كتفها كانت العيون تقابل العيون والشفاه على وشك ملامسة الشفاه ..
حاول حازم كبح ضحكة انتابته على غير توقع ، ولما لم يستطع قال وهو ينظر إلى تأثير كلماته على الوجوه المحيطة به :
ـ لقد حطمت الدموع المتبادلة الحواجز بين العواطف وامتلأت الروح بالآهات !
وأخذنا نضحك من فورنا فيما كانت مروة ما تزال تعتصر الصديد من قروح طاهر غير مكترثة بأقوال حازم .. انتصب طاهر تمامًا .. نظر إلى مروة بخجل .. همس إليها بكلماته الناعمة المثيرة والتي من فرط حساسيتها تفوق بالرقة والأناقة أجمل هدية كانت تتوقعها .. صمتت دون أن تأتي بأية حركة ، في وقت بدا فيه عقلها مشغولا بالموازنة بين المادة والروح ، ثم قالت كمن تحدث نفسها وأنفة التمنع تزيدها جاذبية : لا يمكن لواحد مثلك يمتلك هذا الزمام من الكلمات إلاّ أن يكون تعود على استقبال الفتيات والحديث معهن في مختلف المناسبات !
اقترب توفيق مني وهمس في أذني :
ـ دائماً لدى المرأة رغبة لا تظهرها : التأكد من مشاعر الرجل ! من يصدق أن كل هذا الحب بينهما .. نحن أقرب الناس إليهما ولم نلاحظ ذات مرة ما ينم عن استلطافهما لبعضها ..
سمع حازم بعض كلمات توفيق فأخذ يضحك بصوت مرتفع ، فيما كنت أنظر إلى ميسون التي رأيتها من بعيد ، فأخذ الجـميع ينظر إلي الجهة التي أنظر إليها .. كـانت تتقدم مثل ( مارشال ) يتفقد الجنود بطرف عينيه دون أن يلاحظه أحد .. منتصبة القامة ، عنقها مشرع ، نظرتها مصوبة إلى الأمام .. تتقدمها هيبة ليست على سواها من الأخريات .. وكان مستحيلاً عليّ رسم لوحة لها ذات الأبعاد في موضعين مختلفين في نفس الوقت !


أقامت الكتلة الطلابية الفائزة حفل عشاء فاخر في الشاليهات على شاطئ البحر ، تخلله الغناء والرقص من بعض الطلاب والطالبات .. بدأ خجولاً على استحياء ثم ما لبث أن توهج مع ازدياد النغم والألحان .. وفجأة ، بدأت أنقر على الطاولة التي أمامي .. همس النادل في أذني تشجع وشاركهم الرقص ..
صمت لحظة ، نظرت خلالها إلى النادل ، ثم قلت :
ـ لا تحركني سوى الإيقاعات الأنثوية !
ـ أكثر من ذلك ..
ـ ليس كل الصبايا سواء .
ـ وأين الصبايا اللواتي تتحدث عنهن الآن ؟
ـ في الجامعة !
استفسر مستغربًا :
ـ ولكن الجامعات فوق الشبهات !
ـ نعم ، غير أن ما يحدث الآن يجعل من الطالبات مثل العقد تضيع حباته عندما ينفرط .
فكر في كلماتي صامتًا ، وعندما ذهب سمعته يقول كمن يرثي حالتي :
ـ أضعت أموال أبيك ثم هدرت علمك عند أول مفترق !
أطلقت لعينيي العنان كي تتجول بحرية وفضول على الوجوه المختلفة في القاعة إلى أن استقرت على جسد ملتهب يتماوج مع نغمات الغناء .. لم أحاول كبحها أو قمع حرية الانتقال من موضع لآخر ..
وجاءني صوت مرتعش كأنه خارج من حنجرة مريضة ينادي عليّ .. نظرت إلى الأرجاء المختلفة فشاهدت يد طارق مرتفعة دلالة عليه .. نهضت من مكاني متوجهاً إليه، وكنت قد عدت إلى صوابي .. وأثناء المرور ، حافظت على مسافة تبعدني عن الآخرين حتى أتجنب أي احتكاك جسدي من المحتمل أن يحدث في هذا الزحام .. وعندما وصلت إليه كان قد وقف بانتظاري .. تعانقنا بحرارة جعلت الأنظار تتجه نحونا ، ولما جلسنا قلت :
ـ رغم اشتياقي الدائم إليك ، لم يكن لدي حافز داخلي واحد كي أنبش ذاكرتي وأبحث في تفاصيل سبب غيابك شبه المتعمد ، علماً بأنني على قناعة بالدلائل التي تشير إلى حجم تعلقك بصديقتك التي نما إلى علمي مؤخراً أنك على وشك الاقتران بها ..
ضحك بصوت مرتفع ، ورغم براءة هذه الضحكة ، فإنني اعتبرتها الجحر الذي ألقي في المياه الراكدة فجعل كراهيتي للمكان تطفو على السطح ، فقلت له :
ـ هيا بنا نخرج من هذا المكان ..
ـ ونترك الأصدقاء ..
ـ أي أصدقاء ؟
ـ سعدي ورباب ، طاهر ومروة ، توفيق وحازم .
كان يذكر الأسماء مشيراً بيده إلى مكان كل اثنين ...وكنت بدوري أنظر إلى الجهة التي يشير إليها ، غير أنني فوجئت بوجود لبنى في طَرَفٍ قَصِيّ غير مبالية بكل ما يحيط بها ، مكتفية بالنظر إليّ ، مما أشعرني أنها تراقبني منذ اللحظة الأولى التي دخلت فيها هذا المكان .. ولما رأيتها أقلعت عن فكرة مغادرة المكان ، قلت :
ـ إذن حدثني عن نفسك ، عن صديقتك ، هل هناك وئام تام أم أن علاقتكما ينتابها بعض الفتور أحياناً ؟
ـ إن فن إخفاء العيوب لا يجيده كل متحدث ، وأنا واحد منهم .. لا أخفيك ، إنني مولع بها جداً ، وأشعر باكتئاب إن لم أرها ، ومع ذلك ، تنتابني لحظات صمت مخيفة أسعى دومًا إلى تجاوزها .. ربما هناك نقطة جوهرية ما زلنا مختلفين حولها : إصرارها على العمل بعد التخرج في الوقت الذي أرفض هذه الفكرة ، وآمل معالجتها كي لا تشكل عقبة في طريقنا ..
ـ هل العلاقة بينكما متكافئة ؟ تتبادلون المشاعر نفسها !
ـ بكل تأكيد ، ولو لم يكن الأمر كذلك لما استمرت علاقتنا على هذا النحو .. لقد عوضتني عنـكم بدليل أنـكم قليلاً ما تعثرون عليّ .. لقد قالت لي ذات مرة : " أنـا أعترف أنني أحببتك بجنون ، لدرجة لم تطاوعني نفسي أن أرفض لك طلبًا ، ولكن حتى هذه اللحظة تتهرب من الإجابة عن تساؤلاتي : لماذا يقترب الشاب من الفتاة ؟ أنا أعرف أنه الحب والحواس الداخلية غير المرئية التي تهدر في أعماق الإنسان بغية التقارب ، بغض النظر عن التسميات التي يطلقها العلماء ـ تجديد النسل ، الغريزة الجنسية ، المحافظة على النوع .. إلخ ـ ، ولكن لماذا ينبغي أن يكلل بالزواج إذا كان لابد لهذا الحب أن يرى النور؟ .. ربما قصتنا مختلفة إلى حد البتر ، فأنا الذي اقتربت منك وبادرت بإعطائك الاهتمام ، غير أنك لم تقل لي منذ البداية ، الأطفال زينة الحياة الدنيا ، ولم أعرف المغزى الحقيقي قبل الوصول إلى النهاية .. لا أنكر مبادلتك نفس الشعور، ولا أقلل من مقدار حبك لي ، ولكن لابد من الإجابة ، هل بالإمكان بقاء علاقتنا على هذه الصورة ما دمنا نتنفس وبمعزل عن الأجواء التي تحيط بنا وتحاصرنا من كل صوب " ؟!
كان يتكلم ذابلاً مكتئبًا ورغم ذلك لم يفقد ابتسامته الودودة .. وبعد لحظة صمت تخللتها نظرة تفحصت الوجوه الملطخة بالطلاء والعرق ، واصل حديثه قائلاً :
ـ بعد سماعي كلماتها ، حاولت أن أخفف من حدة انفعالها .. طفت بأصابعي على الشعر وغرستها به .. تخللت بين الخصلات الممشوطة بعناية .. اجتذبتها نحوي فاتكأ رأسها على صدري .. التقت الشفاه وامتزجت الأنفاس .. توحد الزفير بالزفير والشهيق بالشهيق .. بدأت ساعة الزمن خطوتها الإيقاعية واصطخبت الريح .. وقبل أن يجف العود ونصبح كالهشيم، نفضت نفسي وقلت لها :
" دعيني أواجه قدري بنفسي ربما وصلت إلى مرحلة عتق الذات "
ومثل مدمن يعرف كم كأسًا يحتاج حتى يصل إلى ذروة النشوة ويتوقف بالتالي قبل أن يصيبه الدوار ، كان يعرف إلى أين سيذهب بالحديث في مجراه العام .. وكان يعرف بالضبط إلى أي مدى يمكن الانحدار إلى أسفل مما يعطي الانطباع بقرب الوصول إلى حافة الهاوية ، غير أنه في الوقت المناسب يعرف أيضًا كيف ينتقل بالحديث إلى موضوع آخر .. فقال :
ـ بعد أن تعرفت عليها وتوطدت علاقتنا ، صرت أقدر تمامًا حجم الأسئلة التي يمكن أن تطرحها عليّ كلما نظرت إلى عينيها .. وذات مرة لم أجب سوى عن ثلاثة أسئلة من أصل خمسة كانت قد طرحت مرة واحدة ، الأسئلة الأقل صعوبة مما جعلتها تصمت عندما أتوقف أمام كل سؤال ، الأمر الذي لم يرق لها ، فعلقت قائلة :
ـ هذه طريقة أمريكية في التفكير !
ـ ربما ، ولكنها عملية تجعل الفرصة أكثر مواتاة .
ولما لم ترد عليّ نظرت إليها فرأيت وجهها يشع بكبرياء .. عندها ، عرفت أنها الإنسانة الوحيدة التي تصلح لي .. أمضيت معظم الوقت معها ، ولم تشغلنا العلاقة عن الدراسة .. لا نترك مناسبة خاصة في الجامعة دون المشاركة الوجدانية فيها ، غير أن الخلاف الدائم الذي بدأ ينغص علينا كلما تقابلنا والذي يكاد يفسد علاقتنا هو موضوع العمل بعد التخرج ..
خيم الصمت علينا لحظات حسبته دائماً غير أنه تقطع عندما قال محتداً :
ـ قل أنت وجميع الأصدقاء ما تشاءون .. قولوا متخلف .. فقد الثقة بالمجتمع ، غير أني لن أسمح لها بالعمل ولن أتنازل عنها.. هي لي وأنا لها رغم الاختلاف في الآراء ..
بذاكرة مرتبكة تفحصت كل ما حولي وبعقل تحشدت فيه كل الحكايات التي طفت على سطح المجتمع في الأيام الأخيرة ، أخذت أقيس الأمور وأزنها .. سكن في عقلي هاجس مخيف تغلغل في تفكيري ، فجأة ، ونغص عليّ كثيرًا : أيعقل أن تتركني الاثنتان في وقت أنا محتار فيه بأي منهما أرتبط ؟ .. إن حدث هذا لي لن أعي نفسي إلاّ وأنا منزلق في أعماق المجون !
وشعرت بانقباض في أوردتي .. لم أفكر أبدًا بالارتباط بلبني .. كيف داهمني هذا الهاجس إذن ؟ أعترف أن الأمر فاجأني بمجيئه على هذه الصورة مما أبقاني صامتاً لا أقوى على شيء .. قلت في سري : ربما للمكان سحره .‍‍
حاولت أن أخلص نفسي من الرائحة التي تحيط بي قبل أن تهب عليّ وأصبح واحداً من الذين يستنشقوها بإدمان ، ولكن لم أفلـح ، الأمر الذي زاد إحساسي العام بالنقمة على كل ما يحيط بي ، وفجأة ، سمعت من ينادي على ميسون .. نظرت إلى الوجوه الموجودة ، فلم أرها ، وعندما ذهبت صاحبة الاسم عرفت أنها واحدة أخرى ، وخرجت من فوري قاصداً ميسون الحقيقية لا سواها .
كان الوقت متأخراً ، وداخلني إحساس غريب بالخوف عندما رأيت في المدى أشخاصاً يتمايلون وسط الشارع كأنهم مخمورون .. حفزت نفسي للمواجهة واستنهضت عضلاتي من نومها ، وكنت في كامل النقمة والجاهزية لصب نار غضبي على رؤوس المتسكعين .. ولما اقتربت شاهدتم بوضوح .. كانوا عددًا من الأشخاص الثملين يحاولون مضايقة فتاة بعد أن لعب الخمر في رءوسهم .. وكان الخوف قد ربط لسانهم عن الصراخ والاستغاثة ..
تقدمت نحوهم بحذر تحسباً لكل الاحتمالات ، لا خشية على نفسي بقدر ما هو إنقاذ للفتاة قبل أن يصلوا إليها وليكن بعد ذلك ما يكون .. وعندما رأوني تركوا الفتاة وأحاطوا بي .. لم أكن مسلحاً بغير عضلاتي القوية ، ولم أكن قد اختبرت عقلي كيف يمكن له أن يتصرف وقت الخطر ..
أشرت للفتاة كي تهرب غير أنها سقطت على الأرض بعد أول خطوة .. تقدم واحد منهم فطرحته أرضًا بعدة لكمات سريعة متتالية .. عندئذ داهموني جميعًا دفعة واحدة ، وكانت الظلمة أكثف من أن يخترقها البصر ، دون التوكؤ على البصيرة التي تهدي إلى الطريق بغير معرفة سابقة كما لو أنها حدس ، وكان القمر قد احتجب ضياؤه كليًا ، الأمر الذي ساعدني على نحو خاص في تجنب لكماتهم وتوجيه مزيد من اللكمات إليهم ..
أخذ عددهم يتناقص كلما أسديت مزيدًا من الضربات في الأماكن القاتلة .. ولما اكتشفوا عدم مقدرتهم على الصمود فروا هـاربين مخلفين وراءهم الذين سقطوا .. تفقد تهم واحدًا تلو الآخر ، وكانت الدماء تحول دون رؤية وجوههم بوضوح .. راوحت مكاني مثل فراشة عاجزة عن مغادرة النار بعد أن طحنتهم بزنودي القوية التي لم يسبق أن اختبرتها في أي صراع ..
تقدمت نحو الفتاة ، كانت منهارة بما يثير الشفقة ، ولم أعرفها إلاّ عندما رفعت الشعر المبعثر عن وجهها .. شددت أوتار الحنجرة على آخر مدى وصرخت بأعلى صوتي : لبنى !
ابتلعت الريح الصوت ولم يصل إلى أبعد من أذنيها .. نهضت ورمت نفسها بين ذراعي ربت على ظهرها ثم سترت جسدها بقميصي . .
لملمت حطام نفسها بهدوء وقالت وهي ما تزال تبكي :
ـ كنت أعتقد أن جهاز الجوال يحميني !
قلت :
ـ خطر عليك السير في الليل وحدك ..
توكأت عليّ فمسحت دموعها بأصابعي .. سرنا وسط الشارع كتفها يكاد يلامس كتفي ، فخورًا بما صنعت .. أوصلتها إلى البيت سيرًا على الأقدام ، وقبل أن تدخل من الباب الرئيسي قلت :
ـ سأنتظرك هنا حتى تعودي بالقميص ..
ـ لابد من صعودك .. ليس في البيت سوى أمي .. امرأة عجوز ضعيفة لا تقوى على تحمل صدمة ما حصل .
صعدت وأنا أردد في سري : مهما ضعفت الأم تمر عليها لحظات تشحنها بالقوة كي تبتسم لطفلتها !
دخلنا البيت .. استبدلت ملابسها وقدمت إليّ القميص .. تحدثت عيونها لغة لا يفهمها سواي ..
كانت هذه الحادثة مفتاح الانقلاب الذي أصاب حياتي ، ولم أستطع استبدال أخلاقي بزمن متـاهات الفـكر القابل للتغير كل لحظة ، وحسب الوصفة المرحلية اللازمة ..
غادرت بيتها عندما دق الفجر مسماره الأول على خارطة الفضاء .. صافح وجهي الهواء الطازج .. استنشقته قبل أن يزفره الآخرون ويصبح فاسداً ملوثاً .. أحسست لوهلة ، بعقدة ذنب : كيف لي أن ألوث ما هو نظيف ! وتذكرت قصة الطفلة التي انزلقت قدمها في الماء الآسن وأصابها المرض ، وحين كبرت وتزوجت كانت تخشى أن تلمس أطفالها حتى لا تدنس قدسيتهم وتلوث أرواحهم اعتقادًا منها أن المرض ينتقل بالإحساس .
عدت إلى بيتي وأخذت أوضاعًا مختلفة لأشكال عديدة ، كلها لم تجد نفعًا حين حاولت إغراء نفسي بالنوم ، فقد كانت نتف الأفكار التي تحوم في صحن الدماغ تقاوم كل محاولة للتغلب عليها والخلود للنعاس ..



#حبيب_هنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل 3 من رواية حفريات على جدار القلب
- الفصل 2 من رواية حفريات على جدار القلب
- الفصل 1 من رواية حفريات على جدار القلب
- الفصل 15 من رواية الإنتفاضة العشيقة الزوجة ..
- الفصل 14 من رواية الإنتفاضة العشيقة الزوجة ..
- الفصل 13 من رواية الإنتفاضة العشيقة الزوجة ..
- الفصل 12 من رواية الإنتفاضة العشيقة الزوجة ..
- الفصل 11 من رواية الإنتفاضة العشيقة الزوجة ..
- الفصل 10 من رواية الإنتفاضة العشيقة الزوجة ..
- الفصل 8 من رواية الإنتفاضة العشيقة الزوجة ..
- الفصل 7 من رواية الإنتفاضة العشيقة الزوجة ..
- الفصل 6 من رواية الإنتفاضة العشيقة الزوجة ..
- الفصل 5 من رواية الإنتفاضة العشيقة الزوجة ..
- الفصل 4 من رواية الإنتفاضة العشيقة الزوجة ..
- الفصل 3 من رواية الإنتفاضة العشيقة الزوجة ..
- الفصل 2 من رواية الإنتفاضة العشيقة الزوجة ...
- الإنتفاضة العشيقة الزوجة ...رواية
- مازال المسيح مصلوبا فصل :9_10
- فصل من رواية :صفر خمسة تسعة 16
- فصل من رواية :صفر خمسة تسعة 15


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - الفصل 4 من رواية حفريات على جدار القلب