أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رضي السماك - تقرير جولدستون.. وفساد -السلطة-














المزيد.....

تقرير جولدستون.. وفساد -السلطة-


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 2800 - 2009 / 10 / 15 - 09:50
المحور: حقوق الانسان
    


في أوائل العام الجاري، وتحديداً بعد فترة وجيزة من انتهاء حملة الابادة الحربية الوحشية الاسرائيلية على السكان المدنيين في قطاع غزة التي ارتكبت خلالها قوات الاحتلال الصهيونية أبشع جرائم حرب بحق شعبنا الفلسطيني منذ اغتصاب أرضه عام 1948م، كنت قد كتبت مقالا توضيحيا في هذه الزاوية على اثر مقال للأخت الفلسطينية الاستاذة نائلة الوعري ابدت فيه انزعاجها الشديد من مقال لي بهذه الزاوية اتهمت فيه السلطة الفلسطينية بالفساد في الداخل كما في الخارج، واستشهدت بمظاهر الفساد الخارجي بكثرة البعثات الدبلوماسية الفلسطينية المعتمدة في بلدان عديدة من العالم وبضمنها بلدان عربية لا ضرورة قصوى لتكبيد الميزانية الفلسطينية باستمرارها او بوجود كل تلك الاعداد من أعضاء البعثات الدبلوماسية في اكثر البلدان، دع عنك نزوع معظم هذه البعثات الدبلوماسية الى سلوك نمط حياة معيشية أقرب الى الرغد، على شاكلة نمط حياة البعثات الدبلوماسية لدول العالم الغنية ومنها دول الخليج نفسها، ناهيك عن ان جل البعثات الدبلوماسية الفلسطينية، ان لم يكن كلها، تستحوذ حركة "فتح" على تمثيلها باسم السلطة الفلسطينية في ظل تغييب أي تمثيل ولو نسبي شكلي لفصائل المنظمة الاخرى، وعلى الأخص الجبهتان الشعبية والديمقراطية فضلاً عن المستقلين، ناهيك عن تقصير هذه البعثات في واجباتها خلال حرب الابادة على غزة.
وأذكر حينذاك كان من ضمن من اتصلوا بي للتعليق على مقالي قنصل البعثة الدبلوماسية الفلسطينية بالبحرين الأخ الفاضل الاستاذ جهاد القدرة الذي وعدته بتلبية دعوته الكريمة لي على مائدة لشرب فنجان قهوة نتبادل خلالها الآراء حول هموم القضية الفلسطينية. وقبل ايام قليلة شاءت المصادفات البحتة ان اتعرف إلى الدبلوماسي الفلسطيني الأخ الاستاذ القدرة وجهاً لوجه في احدى الحفلات الدبلوماسية العامة بواسطة احد معارفنا من الدبلوماسيين المصريين، فكان ان بادرني بالعتاب لتأخري في تلبية دعوته الكريمة لي لفنجان قهوة دردشة مشتركة، فقلت له مازحاً وأنا أفتعل الضحك في لهجة تجمع بين الجد والهزل: مازلت عند وعدي لك يا استاذ جهاد لكن بشرط واحد. فرد ما هو هذا الشرط؟ فقلت: ألا يكون حوارك معي يهدف عبثيا إلى اقناعي بعدم وجود فساد في السلطة الفلسطينية. فرد عليّ محدثي متداركاً شيئاً من الحرج: الفساد يا عزيزي موجود ليس في السلطة الفلسطينية فحسب بل في كل دول العالم.. فرددت عليه: عندك حق، لكن ان يوجد فساد في حكومات العالم قاطبة فهذا أمر يمكن تفهمه، وان كان مرفوضا مبدئيا، لكن أن ينخر قيادة حركة تحرر وطني مازال شعبها يئن منكوباً تحت أسوأ وأحط انواع الاحتلالات العنصرية في تاريخنا المعاصر، حتى ان سمت تلك القيادة نفسها "سلطة فلسطينية"، فتلك مصيبة ومأساة ما بعدهما مصيبة ومأساة بل لم تعرف أي حركة تحرر وطني عربية مثيلاً لهما في تاريخنا العربي الحديث. ولم أشأ ان استطرد أكثر من ذلك مبدلاً موضوع دردشتنا القصيرة الى موضوعات اخرى غير سياسية لكي لا أفسد أول لقاء تعارفي عابر بيننا.
بعد يومين فقط من تلك المناسبة تذكرت هذا الحوار على اثر تفجر فضيحة طلب السلطة الفلسطينية تأجيل مناقشة تقرير رئيس لجنة تقصي حقائق جرائم حرب الابادة العنصرية الصهيونية على شعبنا العربي في قطاع غزة برئاسة ريتشارد جولدستون وذلك تحت ضغوط امريكية اسرائيلية مفضوحة وبالتنسيق مع بعض الاطراف العربية.
وعلى الرغم من محاولة الرئيس الفلسطيني محمود عباس تنصله من مسؤولية هذا الطلب - الفضيحة وطلبه تشكيل لجنة للتحري فيمن يقف وراء تلك الفضيحة فإنه سرعان ما ووجه بطوفان من المعلومات والحقائق كشفتها اطراف عديدة فلسطينية وعربية واسرائيلية ودولية تقطع جميعها بما لا يقبل أي مجال للشك بوقوفه شخصيا وراء ذلك الطلب الذي حاول بمختلف الوسائل التنصل من مسؤوليته، فكان ان وقعت السلطة الفلسطينية نفسها في حيص بيص مُجِرة أذيال خيبتها وفضيحتها المدوية أمام شعبها والعرب والعالم بالتخبط تارة بقرار تشكيل لجنة تحقيق مدة اسبوعين للبحث عن المسؤول عن طلب سحب التقرير، وتارة اخرى بطلب احالة الموضوع إلى مجلس الأمن، وتارة ثالثة بطلب إعادة بحث الموضوع في مجلس حقوق الانسان الدولي، وكان أكثر المفارقات خزياً ان جاءت مواقف الامانة العامة لجامعة الدول العربية وعدد من الدول العربية، ناهيك عن مواقف منظمات حقوق الانسان الدولية، وعلى رأسها "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش"، أكثر تقدماً من موقف السلطة الفلسطينية المخزي التي توهمت ان ردود الفعل الغاضبة ستنحصر في "حماس" فقط، ولم تتوقع البتة اندلاع ثورة الغضب العارمة التي عبرت عنها كل فئات وقطاعات الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات وكل ألوان الطيف السياسي التي شعرت جميعها بنزيف الطعنة الغادرة لدماء اشلاء اطفال ونساء وشيوخ وشباب غزة ضحايا الارهاب الصهيوني الغادر.
ان تأجيل بحث تقرير جولدستون لم يكن سوى اغتيال لقضية آلاف الضحايا الابرياء ولدماء أولئك الشهداء الابرار وتثبيط عزائم كل الشرفاء في العالم وداخل منظمات حقوق الانسان الذين تضامنوا مع الشعب الفلسطيني ابان العدوان على غزة في أواخر ديسمبر وأوائل يناير الماضيين، ولا مبرر للقول إن هذا التأجيل هو لاتاحة الفرصة لتحقيق اكبر اجماع لصالح توصيات التقرير، فما كان الشعب الفلسطيني يتوقع البتة تحقيق المعجزات لتأديب اسرائيل عمليا من خلال تنفيذ تلك التوصيات، بقدر ما كان الغرض اساساً منه استغلاله كسلاح اخلاقي بتوجيه لطمة معنوية دولية قوية لاسرائيل توثق فضح وادانة المجتمع الدولي لها لوحشيتها وعنصريتها في عدوانها على غزة.
لكن حتى هذا السلاح الاخلاقي وهو السلاح الوحيد المتبقي في ايدي الفلسطينيين والعرب لبز اسرائيل به امام العالم وتأكيد مظلوميتهم وعدالة القضية الفلسطينية شاءت السلطة الفلسطينية إفساده أي جعله سلاحاً فاسداً، عديم الجدوى، وليس ثمة تفسير لذلك سوى غريزة نزعتها الفسادية بخضوعها لابتزاز امريكا واسرائيل وحلفائهما الاوروبيين المالي والسياسي بالتهديد بتوقيف الدعم المالي عنها.





#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس هزيمة فاروق حسني
- تضحيات السوفييت في حرب أكتوبر
- كوارث العالم.. وإنفلونزا الخنازير سياسيا
- الصين بعد 60 عاما من الاشتراكية
- بازار تسليع المرأة سياسيا
- العمامة والسياسة
- المقرحي والغرب.. وحقوق الإنسان
- المثقف والسلطة.. سولجنستين نموذجا
- انقلاب جنبلاط على -14 آذار-
- شهادات في هزيمة يونيو 67 (1)
- هل نودع عصر الكاريكاتير والكتابة الساخرة؟
- ثورة يوليو بين النكسة والثورة المضادة
- بين زنوج البصرة.. وزنوج أمريكا
- إيران.. وحلم التغيير المجهض
- الإلحاد بين الماركسية والداروينية
- الأزمة المالية وديون البلدان الفقيرة
- كيف مر يوم الصحافة العالمي؟ (1)
- حكايات من تاريخنا (73)
- لبنان ودلالات الإفراج عن الضباط الأربعة
- إنفلونزا الخنازير


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رضي السماك - تقرير جولدستون.. وفساد -السلطة-