أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالوهاب عزاوي - مهرجان المبدعين الشباب من أوروبا ودول البحر المتوسط














المزيد.....

مهرجان المبدعين الشباب من أوروبا ودول البحر المتوسط


عبدالوهاب عزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2799 - 2009 / 10 / 14 - 22:37
المحور: الادب والفن
    


عندما يصبح الفن أرضاً مشتركة للحلم
مهرجان المبدعين الشباب من أوروبا ودول البحر المتوسط

شاركت منذ فترة في مهرجان المبدعين الشباب من أوروبا ودول المتوسط المُقام هذا العام في مقدونيا، والذي ضمَّ سبعمئة فنانٍ في حقول الموسيقى، والمسرح، والرقص، والأدب، والرسم، والتصوير الضوئي، والفن المعاصر، والسينما، وقد استمر المهرجان عشرة أيام حافلةٍ بحشد مدهش من الفعاليات تتوزع على ساحات ومتاحف العاصمة سكوبيا.
على متن الطائرة بين تركيا ومقدونيا كانت هواجسُ عدة تثقل كاهلي حول المهرجان وتمويله الذي يأتي من الاتحاد الأوروبي، وحول الشروط التي يمكن أن تُفرض على المشاركين، وترددي في قبول المشاركة، ورفضي السابق لدعوات مشابهة، وكان عزائي أمرين، الأول قبول المنظمين نصوصي التي تتحدث عن جرائم الاحتلال الأمريكي في العراق والصهيوني في فلسطين دون أي اعتراض، والثاني هو السماء، الغيوم ظهراً من الأعلى أمرٌ مدهش فعلاً، إنها أرض واسعة وعرة، بياضها باهر، إنها كتلة خفيفة من الحرية، سهل لا رعاة فيه ولا ملائكة تحرسه، أرض خالية إلا من الضوء والحركة الهادئة لكتل بيضاء في صفاء شاسع.
وصلت المطار الصغير والبسيط إلى حد الدهشة، الموظفون فيه يتكلمون الإنكليزية بصعوبة مع جلافة يبدو أنها من بقايا النظام الشمولي، بعد وصولي إلى السكن تعرفت على جيراني الإيطالين في الغرفة المقابلة، وقد بدا للوهلة الأولى لباسهم غريباً ومُنفراً، لكن بعد فترة قصيرة دُهشت لثقافتهم ومدى اهتمامهم بالقضايا العربية، بل ومتابعتهم للقضايا الإشكالية في مقدونيا وبشكل خاص الخلافات بين الأرثوذكس والألبان، فالمدينة تنقسم جغرافياً بنهر الفاردر إلى شمال مسلم ألباني يعيش في المدينة القديمة ووسط وجنوب مسيحي أرثوذكسي، بعد فترة قصيرة بدأت بالتعرف على العديد من الأصدقاء، وأخص بالذكر منهم الشاعر المصري العذب عمر حاذق الذي فاجأني بحساسيته الشعرية وتمكنه اللغوي، بالإضافة إلى صديقة قديمة هي القاصة المصرية شيماء حامد، والتي جاءت إلى المهرجان كممثلة مسرحية في عرض عن نص لغة الجبل لهارولد بنتر. عرفني عمر على عدد من المشاركين الإيطاليين الذين تصادق معهم مسبقاً باعتبار أنه قدم إلى مقدونيا من إيطاليا بعد مشاركته في فعالية تخص الأدب العربي هناك، وكانت دهشتي هائلة بحميميتهم وكرمهم اللذين يفوقان ما نسبغه على أنفسنا نحن العرب من فضائل، فسلوكهم أكثر عفوية وصدقاً، وازداد إعجابي بعد أن تعرفت على الموسيقي Giovanni Sileno ، وهو المؤلف الموسيقي لفرقة leitmotiv الشهيرة نسبياً، حيث اكتشفت أن الأحلام والمشاريع تصلح أن تكون أرضاً ينتمي إليها البشر، فقد فاجأني هذا اليساري الذي يتجذر من عائلة شيوعية بمتابعته للحركات التحررية في العالم وبدفاعه عن القضية الفلسطينية في إيطاليا، وبأغاني الفرقة ذات الجرعة السياسية العالية، والأهم هو غناه الإنساني العميق. بدأ المشروع بحوارات شتى في السياسة والفن والموسيقى والدين والإرث الحسي فيه، حتى قرأ نصوصي المترجمة التي سأشارك بها، فاتفقنا على أن يؤلف لنص يوميات على جدار الحرب موسيقى خاصة استمر العمل عليها عدة أيام مع بحث عميق في النص حيث تأتي الموسيقى كجزء حيوي من النص ولها طاقة تعبيرية تقول ما يصمت عنه النص، وليست انفعالاً انطباعياً، إنها تشكيل جديد للنص تتفاعل معه بشكل أدى إلى تعديل بعض المقاطع بعيداً عن الترجمة الدقيقة عن العربية، وتطورت التجربة بعد طلب عدد من الشعراء المشاركة في النص المقسم إلى عدة مقاطع حيث شاركت الشاعرة الفرنسية Olivia Pierrugues، والقاصة المصرية شيماء حامد، والشاعر البرتغالي Tiago Patricio، والشاعر الإيطالي Niky Aoma ليتحول النص إلى مشروع جماعي ضد الظلم وجرائم أمريكا والكيان الصهيوني بحق الإنسانية، والملفت أن النص تعدّلت صياغته عبر العمل الجماعي ليمسي مشروعاً مفتوحاً تتشارك فيه الأرواح، ولم يكن مشروعنا الوحيد من نوعه إذ قدم الفنان الإسباني Gonzalo Rafael Saenz مشروعاً بعنوان mute walls ، والذي يقوم على مناهضة جدار الفصل العنصري في فلسطين وبغداد والأحداث الوحشية في التيبت والصحراء الغربية، والعمل يقوم على جمع صور وعبارات على شكل جدار مفتوح لكل من يريد الكتابة الرسم أو الشتم أيضاً، وعندما سألته إن كان قد زار فلسطين أجابني بالنفي لكنه معنيّ ٌ بأيِّ مكانٍ تُسحق فيه الإنسانية، فمن المعيب الصمت أمام هذه الجرائم. وبالإضافة إلى ما سبق، هناك العديد من العروض التي تتحدث عن تدمير الإنسان وقولبته وعن العنف المنظم الذي تمارسه السلطات بأنواعها من الدينية إلى السياسية والاجتماعية، وأخص بالذكر العرض الراقص الفرنسي Post Partum Conflict والعرض الدينماركي Im an everyday hero ، المدهش في هذه العروض أنها تحمل طاقة عالية من التجريب ومهارة مدهشة في توظيف الأدوات المسرحية مع تمكن الممثل من الرقص والغناء والأداء المسرحي، وبعضها أقيم في الشارع.
أجمل ما في هذا المهرجان أنه يجمع العديد من الفنانين اليساريين الموهوبين فعلاً والقادرين على خلق الجمال من الألم، حيث يتحول رفض الظلم إلى انتماء يجمعهم بعيداً عن الحدود والدول، هناك تأكدت أنه من الخطأ الكبير رفض المشاركة في مثل هذه الفعاليات ما دمنا قادرين على تقديم مشروع يعبر عنا أمام العالم، بل إن هذه المهرجانات نافذة على الآخر وسط عماء الظلم والحصار داخل أوطاننا وخارجها.
شاعر من سورية

القدس العربي
07/10/2009



#عبدالوهاب_عزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الورقة
- الغائب الوحيد
- حوار - نص أدبي مفتوح- عن القدس العربي
- حقل الغربان
- توازن قلق
- اعترافات /عن النهار
- حزن فوضوي
- وجع
- عشر دقائق
- موت على موت
- معتقل : نصوص من السجن العربي
- يوميات على جدار الحرب
- ملامح دمشق في أرواح الشعراء الشباب/ القسم الثاني/ عن مجلة عش ...
- ملف أزمة الشعر العربي في الآداب البيروتية
- دمشق..فيلم قصير
- موسيقى في البيوت العتيقة.. عندما يحن الخشب إلى الغابة
- لوحات جبر علوان .. الغرق نحو الداخل
- على درب الدونكيشوت
- ملف / ملامح دمشق في أرواح الشعراء الشباب /مجلة عشتروت
- حكاية ماقبل النوم .. مهداة إلى فاتح جاموس الذي أعيد إلى المع ...


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالوهاب عزاوي - مهرجان المبدعين الشباب من أوروبا ودول البحر المتوسط