أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-22-














المزيد.....

الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-22-


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2800 - 2009 / 10 / 15 - 01:17
المحور: الادب والفن
    


أريد إضافة حلقتين أخريين للحلقة المنصرمة بخصوص صديقي المثقف عملا بنصيحة كبيرنا مصطفى
مراد بشأن التفاصيل التي تحدث لي مع الآخرين .
خلال هذه المرحلة من تاريخ بلادي تفشت المخدرات بشمال المغرب . لذا كان المغامرون والعاطلون ومن لا صنعة له وآخرون من عشاق المال الفاسد . كل هؤلاء كانوا يتاجرون في هذه المادة التي تسمى
( الشيرة ) . بدأ مخدر الشيرة ينتشر بشكل مخيف ويزحف بويلاته ليغطي الأماكن العامة والأحياء المهمشة وقد كانت فلول السياح الأجانب ولسيما الفقراء منهم يتعاطون لهذه المادة ويختلطون بالمغاربة مما ساعد ذلك على انتشارها بسرعة فائقة وكنت أنا من ضمن هؤلاء الشباب الذين وقعوا في فخها وابتلعهم الشرك .فكنت أدخنها مع المدخنين المغاربة والأجانب. كانت موجة كبيرة وضخمة
من الهبيين تدخل المناطق الشمالية خصيصا لتعاطي هذه العشبة واقتنائها سريا لحملها نحو أوربا .
فعم رواج كبير المنطقة وانتعش الإقتصاد بشكل واضح . وأصبح بعض المغاربة أثرياء يلعبون بالأوراق
المالية في الأماكن السياحية المختلفة . ورغم أن هذا النشاط كان محضورا إلا أن بعض التساهل
أو غض النظر كان عاديا ومعمول به مقابل تسديد الدعائر . وبما أنني كنت عاطلا عن العمل فقد كنت مجبرا لأشارك مشاركة ولو من حين لآخر كي أغطي مصاريفي الضرورية فكنت أتدبر أمري لحيازة
كمية قليلة من تلك المادة فأبيعها بالتقسيط وكنت أخشى الوقوع والسقوط في مطبة تودي بي للسجن
فكنت أحتاط كثيرا من عواقب هذا النشاط الممنوع . فرغم وجود أصدقاء يعرضون علي سلوك هذا الطريق ويعفونني من تسديد ثمنها مسبقا إلا أنني كنت أتهرب من ذلك ولا أذعن إلا نادرا .
صديقي ولو أنه لا علاقة له بالأمر. لكنه رغب في إتاحة فرصة لي كي أتدبر بعض النقود. فاتصل بشخص يعرفه وهو من سكان المنطقة الكتامية وكان ذلك صدفة فتحدث إليه فقام هذا الأخير باحضار كمية
قليلة من الشيرة لا تزيد على رطلين أو ثلاثة ومن النوع الجيد وسلمها لي . فقمت أنا بدوري بتسليمها
لشخص مختص في بيعها سدد لي ثمنها . أخدت المبلغ الذي يصل إلى خمسة آلاف درهم وكان في
ذلك الوقت مبلغا محترما . اتصلت بالصديق وطلب مني انتظاره بالحانة المقابلة لإدارة المالية فانتظرته
طويلا ولساعات قليلة ولم يحضر. في حين كان هو يراقب خروجي لباب الحانة من حين لآخر ولاحظ
قلقي .وفجأة حضر . قلت له لماذا هذا التأخير ؟ قال لي مبتسما : بصراحة كنت أراقبك وتأخرت متعمدا لأشجعك على الإنصراف بالفلوس لوحدك . لكنك لم تفعل . وقلت له ; أتظن بي سوءا ؟ قال ; لا . وحتى
لو فعلت لم يكن ذلك ليغضبني . هذا المبلغ كله سننفقه بمدينة طنجة في الشراب والنساء . وأضاف
أيضا ; سأفرفشك ياأخي أحمد جزاء أمانتك . قلت : لكن يجب قبل ذلك أن نعطي الرجل ثمن بضاعته
قال ; لا عليك إنه صديقي أعطاني هدية أقتسمها معك.
قبل بيع تلك البضاعة كنا نحتسي الشراب ببيته وفي آخر السهرة قام هو لينام مع زوجته وولديه
بحجرته الخاصة بالنوم . وكانت بالبيت فتاة قاصرة عمرها نحو ثلاثة عشرة سنة ظننت أول الأمر أنها
ربما خادمة لكنني من خلال حديثه فهمت أنها أخت زوجته . كانت هذه الفتاة تخدمنا بإحضار الأكل لنا
من حين لآخر .
من غريب الصدف هو أن الفتاة استسلمت للنوم بنفس الصالون الذي كنا نجلس فيه على كنبة بالقرب
من المكان الذي افترشته لأنام عليه بعد أن أعطاني صديقي فراشا وغطاءا .
أطفأت النور واستسلمت طلبا للكرى لكنه تعذر علي . وبفعل الخمرة تأثرت بوجود الفتاة بالقرب مني
وانشغلت بالأمر . فإذا بي وجدتني دون أن أقرر ذلك أحبو على ركبتي ويدي كطفل يريد اختلاس شيء ليس له . تقدمت نحو الفتاة وتناولت يدها في الظلام وقبلتها ورجعت نحو فراشي بهدوء
وأحسست بالريق قد نشف في فمي وحنجرتي من شدة الخوف والقلق وأحسست وأنا أقوم
بذلك كما لو فقدت كرامتي . لكن الفتاة القاصرة صعقتني بكلامها عندما قالت لي ; لماذا هربت أأنت
خائف ؟ ما أن سمعت كلامها ذاك حتى أخذتني البارانويا وقلت إنها مآمرة .
قمت استعدادا للرحيل وأضأت الصالة وجمعت أغراضي وأنا مضطرب إضطرابا عظيما . فتحت باب البيت الرئيسي وخرجت ثم أقفلت الباب وانطلقت نحو الشاطيء الذي كان خاليا ومظلما وهدير
الأمواج كانت تدخل أذني كما لو أنها سنفونية طبيعية تحكي شيئا غامضا لا أفهمه . كان بحر مرتيل
يهدر بأمواجه كما لو أن البحر يحدثني عن موضوع غير مفهوم .كنت منتشيا وأشعر بسعادة مبهمة
وكنت أردد :
سبحانك ياإله
سبحانك ياعظيم
سبحانك ياجليل
سبحانك ياكريم.




#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 21-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-19-
- الجزء الثالث من البسيط والهيئة العليا- 18-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-16-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-17-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-15-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-13-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-12-
- ببوع
- عشوائية الصدف
- حرف للجر
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 11 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا- 6 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا -10-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-9-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 7 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 8 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 1 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -
- الجزء الثالث من البسيط والهيئة العليا - 3 -


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-22-