أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حمزه الجناحي - عودة مواسم مخيمات نساء جني التمور















المزيد.....

عودة مواسم مخيمات نساء جني التمور


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2799 - 2009 / 10 / 14 - 17:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عندما اغتيل النخيل في جنوب العراق على اثر الحروب العبثية للبعث وازلامه هاجرت مهنة مهمة كان الناس يعتاش عليها في البصرة وميسان والناصرية هي مهنة جني التمور والتي تشغل العشرات بل الالاف من المواطنين بين رجال ونساء وتعطي تلك المهنة زخما اقتصاديا محترما لعوائل كانت النخلة بالنسبة لهم كالبقرة الحلوب وكانت البصرة وميسان والناصرية في زمن النخلة الشامخة العواصم الاقتصادية بفضل نعمة النفط في بطن اراضيها وبفضل تلك النخلة التي وجدت الظروف المناسبة في تلك المدن العريقة ,,فالتمور العراقية ليس لها مثيلا في مدن العالم التي تزرع النخلة من حيث الجودة الغذائية وعدد الصناف ...
كان لموسم جني التمور في تلك المدن رائحة طيبة كرائحة الاعياد والمناسبات عند البصريين فالجميع يعمل من الشباب والشيوخ والاطفال والنساء واصحاب القوارب واصحاب السيارات الصغيرة والمحال التجارية والصناعية لزمن ليس ببعيد ومنظور عند ذاكرة اهل البصرة والكلام هذا لا يتوقف عند مدينة البصرة بل تشترك فيه مدينة الناصرية وميسان وكذالك المدن التي تتميز بظروف مناخية تلائم تلك النخلة التي اصبحت رمز للعراق ...
بعد فناء تلك الواهبة للخير في تلك المدن صار الناس يعتبرون المواسم الفقيرة التي ابتعدت عنها النخلة مواسم قحط وفقر وتوقفت تقريبا الحياة في الكثير من البيوت التي كانت تشغلها النخلة وتدر عليهم ارباح محترمة,, لكن في امكنة اخرى ومدن ضلت تلك المهنة رائجة وعاملة ولها مواسم مثل مواسم الحصاد ولها اغانيها مثل اغاني افراح الزواج وقدوم الامطار ضلت النخلة في بعض تلك المدن شامخة على الرغم من محاولات مشبوههة للنظام البعثي للقضاء عليها لكن مواسم (الكصاص) كان لها طعم جميل في مدن مثل الحلة وكربلاء والنجف وبعض الاقضية والنواحي لتلك المهنة الجميلة ...
قي يوم صباحي تشريني جميل والحصار الجائر كان يأكل بالشحم قبل اللحم العراقي سمعنا صوت القطار الذي يمر عبر مدينتنا لكن هذه المرة سمعنا صوته وكانه (هلهولة عراقية) هرعنا الى السكة القريبة لنرى على متنه وبعرباته المكشوفة المخصصة لنقل البضائع وليس لنقل المسافرين المئات من النساء المتلفعات بالسواد وباعمار مختلفة بينهن الكبيرة بالسن والمتوسطة والشابة والصغيرة وحتى بعض الاطفال وهن يغنين اغنية السفر الحزينة وبما اننا لم نألف مثل هذا المنظر سابقا هرولنا خلف القطار وتبعناه الى المحطة القريبة لنرى ان هؤلاء النسوةبعضهن قد نزلن من على متنه وبعضهن لم يبارح مكانه وتحرك القطار ليخلف وراءه العشرات من النساء وهن يحملن على اكتافهم (كارات واحمال خفيفة واضح عليها انها زوادات غذائية وبعض الافرشة لتتحرك قافلة تلك النسوة وتتجه نحو غابات النخيل القريبة والتي بعض منها قد اكتمل جنيها والبغض الاخر لم يكتمل جني التمور ومازال العمل بها مستمر لنعرف في اليوم التالي من الناس الذي تناقلت حديث قدومهن ان تلك النسوة هن عاملات يجمعن التمور في البساتين (طواشات) وقد اتخذن من البساتين وعلى ضفاف شط الحلة مكان ليخيمن فيه ويبدأن في اليوم التالي رحلة العمل ,,سارع الملاك اصحاب البساتين الكبيرة الى تشغيلهن في الجني ولم المحصول وكن تلك النسوة يعملن بجد ليس له نظير وبعد انتهاء يوم العمل كن يطلبن بالاضافة الى اجورهن بعض التمور وهكذا يوميا وفي مخيمات لا تختلف كثيرا عن المخيمات العسكرية او الكشافة في تلك المخيمات نساء يبقين صباحا ليهيئن المستلزمات لقدوم زميلاتهن من العمل وبعضهن يذهبن الى السوق للتسوق تبقى تلك النسوة على هذا الحال اكثر من خمسة عشر يوما حتى اذا انتهى (الكصاص ) يبدأن مرحلة اخرى من العمل هو مرحلة جمع التمور من البساتين التي انتهى فيها العمل وغادرها اهلها وكن يدخلن الى تلك البساتين فيجمعن التمور التي لم تصلها ايدي اهلها اما بسبب التعب ا وان الارض تحت تلك النخيلات غير نظيفة بسبب الشوك او النباتات فتبقى التمور مختبئة لتنالها ايدي تلك النسوة وهكذا تجمع تلك النسوة المئاة من الكيلوات من التمور واجور عملهن ليعدن الى الى مدنهن وعلى نفس القطارات النازلة وهن غانمات ومحملات بالهدايا لذويهن من المال والتمور ..
استمر هذا الحال وعرف اهالي المدن الوسطى تاريخ مجيء تلك النسوة فكانوا ينتظروهن وهن ايضا يعرفن البساتين التي تدر عليهن ارباحا ويستفدن منها كثيرا وتعود تلك المخيمات والى نفس امكنتها السابقة وبوجود الامان وتعاطف الاهالي معهن تستمر الحياة في تلك البساتين .. بعد سقوط النظام الصدامي وعزوف القطار من الصعود ثانية الى تلك المدن ورحيل الامان توقفت تلك الاعراس في مدن النخيل فلم تاتي تلك النسوة ثانية الى البساتين وضن الناس والملاك ان الحياة الجديدة ستمنع تلك النسوة من القدوم اما بسبب ارتفاع الحالة المعاشية في العراق او بسبب وجود فرص عمل لهن في مدنهن ,,,,
ومرت اكثر من خمس من السنين ولم نشاهد ذالك المنظر الجميل ثانية والقطارات تنقل النساء الى مدننا ربما لأننا لم نشاهد القطار ايضا وهو يعود ليسير على قضبانه ثانية ...
قبل ايام بدأ موسم الكصاص لنخيل العراق في المدن الوسطى والجنوبية ونسي الناس عودة تلك النسوة وذهب الملاك الى المساطر القريبة المنتشرة في المدنرليهيأ ويجلب النساء اللواتي يعملن على جمع التمور من مدننا وخاصة من العائل الفقيرة والمعدمة والتي جار عليها زمن العراق المر ,,فاجئنا القطار ثانية وهو ينبه بصوته الطويل العريض الكبير المسموع ان نساء المخيمات نساء الجني الكبير قد عن الى مخيماتهن وفعلا عادت كل تلك الذكريات الى تلك البساتين وعادت النساء الى عملهن المتعب ونصبت مخيمات اكثر من سابقتها وتركت تلك النساء بيوتهن من اجل لقمة العيش لتقضي فترة طويلة عن عيالها وزوجها وذويها وهي تبحث عن تميرات تائهات في بساتين الغرباء ,,,
لم نصدق اعيننا ونحن نرى القطار الصاعد يعود ثانية وهو يحمل على ظهرة الطويل نساء من مدن كانت تعتبر في الخرائط العالمية انها اغنى مدن العالم من البصرة والناصرية وميسان ونساء تلك لمدن يبحثن بين الاشواك عن تمرة هنا اوتمرتان هناك وهن في حال الضياع على امل العودة ثانية الى اهلن ليعتاشن على بعض الدنانير او بعض من التمور لموسم شتائي لا زراعة فيه ولا مطر وهرب منه الماء والطير والسمك وسبخت الارض وملحت .

حمزه—الجناحي
العراق—بابل
[email protected]






#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل يوم أربعاء وكل ارض بغداد .. اكثر الاعتداءات اثما على مر ا ...
- التحالفات الأخيرة ركض وراء الوجوه وليس وراء الأحزاب والبرامج ...
- كاد البرلمانيين أن يفجروا قنبلتهم النووية لولا تدخل المرجعية ...
- الحزب الشيوعي مثالا.. أحزاب عراقية لها تاريخ تقف على مفترق ط ...
- الحكومة العراقية تطالب موظفيها بجلب بطاقة الناخب إلى دوائرهم ...
- العراقيون بين كماشتي حرب القنوات الفضائية لمتناحرة
- نشر غسيل على حبال متهرئة
- إلى الحكومة العراقية مع التحية .. رفقا بالطفولة العراقية فإن ...
- حمى اللهاث وراء منصب رئيس الوزراء
- الطفل العراقي.. بين عنف المجتمع وتجنيد القاعدة
- هل إن أحداث الأربعاء الدامي وحدها تستحق التدويل ؟
- من البصرة الفيحاء حتى قمة افريست ..مثقفي العراق ينشرون السلا ...
- الفتيات العراقيات ينهشهن مرض السرطان والجميع يتفرج على موتهن
- هل المواطن العراقي هو المسئول الأول عن الفشل في اختيار سياسي ...
- منتظر الزيدي يضع الديمقراطيات العربية على محك الأسئلة
- ما سر المفاجئة التي أذهلت ستيفا مان ناشطة حقوق المرأة الكندي ...
- حذار من إيقاف التدويل ...ورئاسة الجمهورية هي المسئولة عن الآ ...
- أهمل السياسيين الجدد الشخصية العراقية..فوقعوا بالخطأ (3)
- أهمل السياسيين الجدد الشخصية العراقية..فوقعوا بالخطأ (2)
- أهمل السياسيين الجدد الشخصية العراقية..فوقعوا بالخطأ (1)


المزيد.....




- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حمزه الجناحي - عودة مواسم مخيمات نساء جني التمور