أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الرحمن كاظم زيارة - نبط العراق مركز الارض ومثابة التحولات الكبرى















المزيد.....

نبط العراق مركز الارض ومثابة التحولات الكبرى


عبد الرحمن كاظم زيارة

الحوار المتمدن-العدد: 2798 - 2009 / 10 / 13 - 13:14
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تاريخيا عُرف العراقيون بأنهم اصحاب الانجازات الحضارية الاولى في التاريخ ، والى ذلك تجدهم على سجية التواضع دائما ، لأنهم ببساطة لايأخذهم العجب من شئ كما هم الآخرون ، والسبب ان فضاء العقل عندهم اكبر من أن يأخذ بها التعالي .. وفي المأثور ان " العراقيين جمجمة العرب " و" ان الله قد اودع فيهم خزائن العقل ". ونحن هنا نتحدث عن " نبط العراق " الذي اشار اليه الامام علي بن ابي طالب عندما سئل : من أين الاصل ،فقال : من نبط العراق " اشارة الى المكان الذي ولد فيه أبو الانبياء ابراهيم وهو العراق حيث ولد سيدنا ابراهيم في اور التي تقع ضمن الحدود الادارية لمحافظة ذي قار . اما العراق الذي حدده الامام علي بن ابي طالب فهو العراق الذي أسسه العاهل العراقي الشاب " سرجون الاكدي " ( 2340 ـ 2284 ق.م ) بتأسيس أول امبراطورية في التاريخ امتدت من البحر العربي جنوبا الى البحر المتوسط شمالا وعاصمته أكد ضمن النطاق الجغرافي لنبط العراق ، أي العراق الحالي .
ان العراق اغنى بلدان العالم قاطبة في الحضارات فلقد نشأت فيه حضارات الوركاء واور ولكش وبابل وآشور وكيش وغيرها . وكل حضارة من هذه الحضارات ابدعت انجازات حضارية هي الاولى في التاريخ الانساني قاطبة ..
ففي المراحل الاخيرة من حضارة الوركاء اكتشف الانسان العراقي الكتابة بحدود عام 3200 ق.م ، وهو اختراع غير وجه التاريخ . وطور العراقيون الكتابة من الطور الرمزي الى الطور الصوري فالطور الصوتي وفي الحضارة السومرية اكتشف الانسان لأول مرة العجلة ، كما أسس لأول نظام سياسي ديمقراطي قائم على الشورى وتوزيع السلطات . وفي اور وضع العاهل العراقي أور نمو ولأول مرة قانونا ينظم التعاقدات والمعاملات التجارية والاجتماعية والاسرة والعمل ، ضم مواد في القانون الجزائي . ثم طورت القوانين لتصل الى ذروتها في التطور الحضاري من قبل حمورابي " عمو رابي" حسب اللفظ العراقي الصميم وكما يلفظه العراقيون المسيحيون ، إذ ما زالت مسلته الشهيرة اعجوبة من اعاجيب العالم والتاريخ .
وينسب الى حمواربي تطويره لامبراطوريته بوضع أسس لها مازالت تشكل مطلب كل الشعوب في العالم وهي تبنـّيه لسياسة فصل الدين عن السياسة ، لأن امبراطوريته ضمت قوميات واديان مختلفة . كما ازال الاسوار عن المدن التي خضعت لسيادته ، واوجد لأول مرة سياسة التجنيد الاجباري ما يدل على كثرة التحديات والاطماع التي واجهتها امبراطوريته .
وفي العراق تأسست ولأول مرة هندسة الري لكثرة المسطحات المائية فيها والانهار والجداول والينابيع والاراضي الشاسعة والصالحة للزراعة .
كما أسس العراقيون أول مدرسة في التاريخ ، والتي كانت تسمى بـ " بيت الرقم " ونقلت لنا المخطوطات التاريخية محادثة شيقة بين استاذ وتلميذ ، وأخرى بين تلميذ وولي أمره .. وكانت هذه المدارس تدار باسلوب يرقى الى مستوى التعليم الاكاديمي المعاصر .
وكعراقي فأني لا أعجب ان اسلافي قد وضعواإبان الحضارة السومرية ولأول مرة خارطة كونية موجودة الآن في احد المتاحف الاوربية تبين المجموعة الشمسية بكواكبها الاحدى عشر اضافة الىالشمس والقمر وان مواضع هذه الكواكب ومداراتها هي تماما كما صورها الانسان الحديث وبالدقة ذاتها التي للمسافات وحجوم الكواكب.كما بينت اللقى الاثارية مسار رحلة فضائية ـ لا نعجب ـ وتبين فيها ارشادات الاقلاع والهبوط ومعززة بمصور على الصخر للالهة انانا " عشتار " وهي ترتدي لباس رواد الفضاء ، اللباس ذاته ! . وفي مصور آخر منحوت على الصخر يعود الى حقبة تاريخية من حضارة سومر يبين رجالا يغوصون تحت الماء وعلى ظهورهم قناني الهواء ، القناني المعاصرة ذاتها . وحتى لولم يكن أمر ريادة الفضاء بالباس الفضاء والغوص تحت الماء بادوات الغوص مجرد تخيل وخيال فهو كاف للتدليل على عبقرية العراقيين ، عبقرية فذة لم نر او نقرأ او نسمع مثيلا لها في التاريخ كله .
كما استحدث العراقيون ولأول مرةفي التاريخ التعدين وصناعة المعادن المكتشفة في العراق كالبرنوز والذهب والفضة وتوصلهم الى مركب " الكنزوم " الذي خليط من الذهب والفضة .
والى العراق تعود اول حروب التحرير بقيادة " اتوحيكال " والذي تمكن من طرد الغزاة الكوتين وسحق فلولهم وسميت " حرب التحرير الاولى " . واقام بعد ذلك دولته في الوركاء جنوب العراق ..
ان الانجازات الحضارية العظيمة التي ذكرناها وغيرها كثير وأكثر من ان تحصى ، لم نذكرها للتباهي فالعراقي كبير ولايتباهى ، ولايأخذه العجب فكل هذا وغيره هيّن عنده . ففي جعبة كل عراقي نزوع حضاري تمتد جذوره الى ما قبل التاريخ ، وان الحضارة والانجاز الحضاري مزروع في النفوس وفي تربة الارض .
ولم يكتب للدين الاسلامي الانتشار والوصول الى حيث وصلت جحافل الفتوحات الاسلامية العظيمة الا عبر بوابة العراق عندما طارد العرب المسلمون فلول الفرس المجوس وانهاء الامبراطورية الفارسية الى الابد في معركة القادسية الشهيرة . فلقد شكل العراقيون من آل شيبان وشمر وطي وغيرهم غالبية جيش التحرير العربي الاسلامي الذي انزاح شرقا حتى حدود الصين ، ثم غربا حتى جنوب فرنسا .
وفي العراق ازدهر الفقه الاسلامي ، فكل المذاهب الاسلامية نشأت في العراق ، وكل عالم اسلامي وخاصة من خراسان ومن بينهم فرس وهم قلة قليلة جدا لم يبدع او يخترع او تتفتق ذهنيته وينطلق عقله إلا وقد عاش في العراق واندمج مع اهله ينهل منهم اول ما ينهل سجاياهم الانسانية السمحاء وانفتاحهم الانساني واحترامهم للانسان دون عصبية قومية او مذهبية او حتى دينية او مذهبية ودون منّة . فكان يعيش بين ظهرانيهم اليهودي والمجوسي والصابئي والمسيحي في جو من التسامح والود ، فكانت " دار السلام " ـ بغداد فيما بعد ـ العاصمة الاسلامية الوحيدة التي استطاعت ان تصهر كل الاجناس وتتيح لهم تقليد المناصب ، كما اتاحت لهم فرص العيش والابداع التي كانوا يفتقدوا اليها في بلدانهم التي جاءوا منها .. ولأن العراق بلد عربي أصيل منذ الحضارات الاولى ، فكان اهله يمتازون بفصاحة اللسان والعقل والى ذلك يعود الاختيار الالهي في جعل لغة آخر كتاب سماوي ، القران الكريم ، اللغة العربية .. ان اللغة تفصح عن معدن الامة ، كما تفصح عن طريقة تفكيرها ، فاللغة العربيةكلها إبانة وايضاع والعروبة من الاعراب ،أي الافصاح ،فالعربي صريح الا انه ليس صفيق .. ودليلنا على ذلك ان القادمين من خراسان وتعلموا في العراق ودرسوا ما كان لهم ان يبدعوا الابداع الذي ابدعوه لولا اتخاذهم اللغة العربية لغة يومية ولغة علمية . فلقد حررتهم اللغة من الاعتلال اللغوي والمعنوي الذي عليه لغاتهم كاللغة الفارسية مثلا ، والذي يحتم اعوجاج التفكير .
ومن المفيد أن نذكر هنا حقيقة ان كل الرسالات السماوية هبطت في العراق وخاصة في نبط العراق ، وكلها نزلت باللغة العربية كلا في مرحلته فاللغة السومرية لغة عربية دون جدال وهذا ما تثبته اللقى الاثارية والدراسات التاريخية اللغوية القديمة والحديثة . بل ان اللغة العبرية هي لهجة عربية لم يصبها التطور كباقي اللهجات العربية الاخرى بسبب انغلاق اصحاب الديانة اليهودية .
وكلما نهض العراق نهضت الامة العربية والامة الاسلامية جمعاء ، وكلما انكسر العراق وبهت بريق نجمه بفعل غمام اللئام المتربصين به ضعفت شكيمة العرب وضعف المسلمون معهم .
وكلما نهض العراق اشرأبت قرون الشر من الحاقدين واللئام والعنصريين ، وتناهشته جيوشهم كالكلاب المسعورة قادمة من غرب وشرق .. كما هو حاله اليوم في ظل الاحتلال الامبريالي الامريكي
لهذه الاسباب كلها استحق العراق لقب " عاصمة العروبة والاسلام" . ولهذه الاسباب ايضا وغيرها مما يضيق المجال بذكرها ،نقول ان كل التحولات الكبرى القادمة في الازمنة القادمة والتي ستغير وجه التاريخ ستنطلق من العراق ، كما انطلقت اول مرة منه .
ففي العراق ، وفي العراق وحده سيتحدد المصير الاسود للامبريالية الامريكية ،وفي العراق سيتقرر المصير الاسود لكل غربان الشر من طائفيين وعنصريين ، وسيظل العراق عاصمة للعروبة والاسلام ، ومركز الارض كلها ، ومثابة التحولات التاريخية الكبرى .
فلا يستغربن احدكم عندما يهتف شاب عراقي أصيل :
أرفع رأسك انت عراقي !
لأن الحضارة والمنطق والعبقرية والشهامة والعروبة بمعنى الافصاح كلها مركوزة في نفسه يتوارثها جيل بعد جيل .. حضارة بعد أخرى .. جولة بعد أخرى ..
يسقط شهيد واحد فينهض ألف ثائر ليواصلوا درب الرسالات السماوية ، رسالة أمة الانبياء والرسل والخلفاء والائمة ..



#عبد_الرحمن_كاظم_زيارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن ذلك البلد السعيد بين سندان الحوثيين ومطرقة الانفصاليين
- ملاحظات في البداهة والبديهية
- الكائنات المنقوصة هي الاصل وما ينقصها فرع منها
- نبذ نظرية المؤامرة ونبذ الارهاب وخواء العقل
- السبيل الى تنفيذ دعوة القذافي الى انشاء مجلس أمن حركة عدم ال ...
- السبيل الى أنسنة ادارة الولايات الامبريالية الامريكية
- نحو جبهة عربية لفصائل المقاومة و التحرير في الوطن العربي
- بطاقة تعريف الشكل الحيوي للشيخ محي الدين العربي
- نسبية المعايير وتوحيدية المنطق الحيوي
- سلطة المنطق التوحيدي وقانون التدافع
- يكتاتورية الشكل الحيوي تضطهد البنيوية الحقة
- الغاء جامعة الدول العربية مطلب جماهيري وحدوي
- (( جبر بوول )) ومجالات التوظيف في المنطق والفلسفة
- المطالعات الاربعة في المنطق التوحيدي والايديولوجيا
- النظام البديهي للمنطق الحيوي التوحيدي
- المنطق الحيوي للشكل الحيوي
- الادب الفلسفي في المقابسات
- مبادئ في التحليل البنيوي
- التوازن في مقالة المقابسات
- مقدمة في علم البنى


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الرحمن كاظم زيارة - نبط العراق مركز الارض ومثابة التحولات الكبرى