أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبوعبيد - ...ومِن المثقفين مَنْ قَتَل














المزيد.....

...ومِن المثقفين مَنْ قَتَل


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2798 - 2009 / 10 / 13 - 11:54
المحور: الادب والفن
    


كثيراً ما يصطدم الساعون إلى الولوج في عالم الثقافة بوصْد الأبواب الشرعية عوضاً عن تشريعها في وجوههم من قِبل ثلة من المثقفين أو أنصافهم أو أشباههم ، والقلة هي التي ترفع لواء التشجيع والتحفيز وتندى ولو بقطرات شحيحة على براعم الطامحين كي تتفتح وتزهر ويضيع مِسْكها الثقافي في فضاءاتنا التي هي ليست حكراً على مثقف من دون ساع ٍ إلى يكون نظيره.
المفارقة أنّ يد المثقف التي تنتج إبداعاً هي اليد التي تنكّل بمن ما زال، وفق القياس الثقافي، يحبو، والحريّ أن تمتد اليد إلى الحابي وتأخذ بيده لينتقل من الحبو إلى المشي بالخطى الواثقة ، وبهذا يكون عالَمنا العربي قد كسب مثقفاً جديداً بشهادة أهل الاختصاص لا بشهادة الأهل والخلان والمحسوبين عليه فقط.
التنكيل الحاصل له أشكال ٌمتعددة ، فكثير من المثقفين اتخذوا من الأبراج العاجية منزلة ً ومنزلا ً ،بل وجعلوها عروشا ً لا يتربع عليها غيرهم، متناسين أنهم لم يولدوا من أرحام أمهاتهم متعرشين ولا عاجيين. والظاهر أن في جبلّتنا نعتقد ، إنْ لم نكن نؤمن، أنّ مَن يصل منا إلى منزلة ما ، تصبح محرمة على غيره ، بل ولا يستطيع ذاك الغير إليها سبيلا ً، مناقضين بهذا الأيمان الرث أنه مثلما كان بمقدور أحدنا بلوغ المكانة، فإن الآخر قد يبلغ مكانة أسمى.
لو بقيت هذا الشاكلة من المثقفين في تلك الأبراج العاجية ، لكانت الطامة غير كبرى، لكنهم يسلطون سيوف أحكامهم على "البراعم"، ويحكمون على ما أنتجه المثقف المبتدىء قياسا ً بمن تخطى الباع والذراع في أشكال الثقافة بعد أن كان مبتدئاً بدوره ، ويمسي جائراً حينئذ ٍ أن يقارَن البرعم بالشجرة التي تأصلت في ثراها ، فليست بداية المشوار كمنتصفه أو مثل شفا نهايته.
عندما يقدِّم ،مثالاً لا حصراً ، شاعر في بداية طريقه ، قصيدته ،التي سيحكم عليها هو نفسه بعد أن يمضي عليها حين من الدهر، بأنها تعاني ضعفاً ما ، تأتيه الأحكام من بعض الشعراء "النوابغ" إما بالتتفيه والتسفيه ، ومناشدته أن يهجر الشِعر ويبحث عن غيره ، أو أن يحللوها، إذا تواضعوا، وفقا لمدارسهم الشعرية الملتحقين بها ، فإن كانت لا توافق أهواءهم ،صارت أهواؤهم هي القاضي العدل حتى لو كانت قصيدة تستوفي شروطها، فإنْ خلتْ من الرمزية ألقى بها " الرمزيّون " في سلة المهملات . وما يزيد البلية هو حين يقارن محبو الشعر بدايات شاعر بنهايات غيره كمحمود درويش أو نزار قباني أو نازك الملائكة أوالجواهري . الأمر ذاته ينطبق على باقي فروع الشجرة الثقافية والأدبية.
ليس المقصد من كل ما ذُكر أن تصفق أيادي المثقفين لكل نتاج أدبي أو ثقافي للمبتدئين سواء كان يستحق ذلك أو لا يستحقه ، لكن أن تتشابك مع الأيادي الندية وتأخذ بها حتى يشتد عودها الثقافي ،فليس هناك ما هو أسوأ من منظر مثقف حقيقي يُسخّر يداً للقلم ، والأخرى لامتشاق سيف ليقطع به برعماً .




#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبْطال نظرية داروين.. ماذا عن -الداروينيين- العرب
- الشقيري في الحمّامات
- أمّةٌ تناقض ما تتباهى به
- نتذكرُهم حين باتوا ذكْرى
- ثوْرة أكثرُ نعومة
- سيّدتي.. إحْذري الضحكةَ والبنطال.. وقراءةَ المقال
- ديكتاتوريّاتنا الفردية
- فلنُعَرِّبْ.. إنّهُم -يُعبْرِنون-
- جاكسون العربيّ
- رقصُ فلسطين أفضلُ من خِطابها
- لغتُنا..التحْديث.. وظلمُ المرأة
- أقزام في الانتماء
- و كثيرُنا كان قليلا ً
- المُسْتثقِفون
- من يمنح من؟
- المدينة الفاضلة كما أراها
- إحذِفوا السينما، وليس بعض المَشاهد فقط
- عام جديد وما انجلى الصدأ
- إمنحونا الحرية يا - أولي الفكر -
- بَعد رجال الدين ..سادة الحكم


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبوعبيد - ...ومِن المثقفين مَنْ قَتَل