أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامي ابراهيم - السعادة هي صنع ذاتي














المزيد.....

السعادة هي صنع ذاتي


سامي ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2799 - 2009 / 10 / 14 - 00:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كيف نجعل حياتنا أفضل، كيف نجعل علاقاتنا أفضل، كيف نجعل المعطيات التي تشكل محيطنا الحيوي ملائمة لأعمالنا، وملائمة لنمط حياتنا بشكل أكثر فاعلية. هل الضغوطات التي نتعرض لها سواءا الاجتماعية أو الدراسية أو المالية هل جميعها بسبب مؤثرات خارجية أم أن جزءا من هذه الضغوطات هو من صنعنا نحن من صنع نفسيتنا وطريقة تفكيرنا.
هذه الأسئلة وغيرها تتراود دائما في عقولنا، لا بل جميعها مترابط وله صلات ببعضها، بالطبع حياتنا هي نتاج تفكيرنا والطرق التي نسلكها في مضمار الحياة هي طرق من اختيارنا. صحيح أن المؤثرات الخارجية لها دور كبير في بناء نظام تفكيرنا لكن جزءا كبيرا من هذه العوائق والتي نشعر بأنها تنغص عيشنا هي سبب ذاتي، وهي بسبب المنهج الذي نتبعه في حل المشاكل التي تعترضنا، بالطبع نظام تفكيرنا الذي نتبعه هو نتاج تربيتنا هو نتاج الأسرة والشارع والمدرسة والعمل، لكننا نستطيع تطويره ونحن قادرون على تحطيم جميع القيود التي تعيق عملية تطويرنا الذاتية وإعادة برمجتنا من جديد بما يحقق سعادة وراحة دائمة.
لنبدأ بالأمور البسيطة والتي نشعر بأن ليس لها أهمية والتي تسبب لنا آلاما قد تكون طفيفة ولكن لها خلفيات كبيرة. مثلا كنت في حفلة أو رحلة مع عدد من الأصدقاء والمحبين، وكانت تلك الرحلة أو الحفلة ستكون مثالية لولا وجود شخص معين فيها. لنحلل هذه الفكرة، هل يستطيع إنسان أن ينغص علينا حفلة أو رحلة؟ بالطبع لا، لكن تفكيرنا بالأشياء السلبية التي أحدثها ذلك الشخص أو المتعلقة به هي التي راودتنا وسببت لنا ألما أو معاناة أو ضيق في موقف يفترض أن نكون به مسرورين. الحل بسيط جدا ويكمن في ذواتنا، فالقدرة على احتواء الموقف وتدبير طريقة إخراج تضمن لنا سعادة شخصية وتضمن راحة في ذلك الموقف يكمن في تغيير طريقة تفكيرنا، ويكمن في تغيير تعاملنا مع تلك الظروف. إذا السعادة هي نتاجنا نحن، فمن غيري يستطيع أن يسعد نفسي.
تخيل لو أنك على شاطئ البحر وأنك مستمتع بالشمس الدافئة والمياه الزرقاء الصافية الجميلة وفجأة خطر في بالك موقف مزعج مثلا شبهت إحدى الفتيات التي رأيتها على ذلك الشاطئ بفتاة سببت لك ألما عاطفيا أو جرحا معينا، وعدت بالوراء إلى جميع الذكريات الأليمة التي عشتها مع تلك الفتاة، تخيل أن تشبيهك لتلك الفتاة التي سببت ألما لك قد جعلك تعيش في مواقف كئيبة وذكريات أليمة. أليس هذا التشبيه من صنعك أنت، أليس استرجاع الذكريات الأليمة هو شيء ذاتي من عقلك أنت، أليس عيش تلك المواقف المزعجة التي استرجعتها وأنت على شاطئ البحر الجميل هي من صنع نظام تفكيرك. بالتأكيد عملية تغيير الفكر ليست بتلك البساطة لكنها باليقين ليست مستحيلة. فلو أننا تجاوزنا تلك المحنة وذلك الألم بشكل عقلاني لما أدى رؤيتنا لتلك الفتاة كل هذا الألم . فالذكريات الأليمة لا تحاربها و لا تكبتها فالألم على حب ضائع، أو خيانة، أو جرح عميق في نفسك يترك بك ألما. إن هذا الألم يعود، يحبس أنفاسك من الضيق. الحل أن تتركها تنساب لأنك إذا قمعتها فإنا ستتراكم، وستبقى كالجمر تحت الرماد، وستبقى محصورة ومستعدة للانفجار في أي فرصة تسنح لها. فلو لم تتحاشاها منذ البداية وتركت لها المجال لتعبر وسمحت لها بالخروج دون أن تقاومها فإنها سوف تمر. ولما كانت الآن مستعدة لتنغص عليك تلك الرحلة أو الحفلة إذا. أي أنك لو تركتها تمر في وقتها لكنت اعتبرتها تجربة إضافية خضتها في هذه الحياة وتعلمت منها الكثير. وأعلم جيدا أن الجرح القديم سوف يتضاءل ويتضاءل معه احتمال عودته. وأنت الذي تستطيع تحديد لحظة اندماله هكذا يكون النضج الحقيقي وهكذا يكون احتوائك للموقف بشكل عقلاني مفيد. وهكذا تستطيع تطوير علاقاتك وتوسعها وتجعلها علاقات ناجحة.
إذا اجعل حياتك أفضل، هذا عمل أنت نفسك قادر عليه، لا بل لا يستطيع أي شخص في العالم أن يجعل حياتك أفضل، لأن هذا العمل هو شيء نابع من الذات فأنت الذي تفكر وأنت الذي تحب وتسافر وتخطأ وتتعلم وتبني وتهدم، وأنت الذي تعيش وتعرف جيدا أن أحدا لن يموت بدلا عنك، فبالتأكيد تستطيع أن تجعل حياتك أفضل بالطريقة التي تحقق فيها انسجاما متكاملا مع قدراتك وطاقاتك.
إذا كل شيء هو من صنع ذاتي وأي تحسين لظروفك المحيطية هي من نتاجك وأي تجاوز لأي محنة هي بسبب نضجك وفاعليتك الحقيقة في احتواء الأزمات والمحن التي تتعرض لها.
فالحياة بالنهاية أنت الذي تعيشها وبالتالي أنت المسؤول عن تعاستها وشقائها ونحن المسئولون عن رغادتها. أفلا نسعى لتحسينه انطلاقا من ذاتنا.










#سامي_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقات أفضل
- لو رأينا مستقبلنا
- لماذا يهرب الشاب من فتاته
- الله
- الهدف من الحياة


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامي ابراهيم - السعادة هي صنع ذاتي