أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد نصره - الليلة الأخيرة














المزيد.....

الليلة الأخيرة


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 850 - 2004 / 5 / 31 - 08:31
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
تنويه: هذه القصة نشرت في العدد/37/ تموز يوليو/1991/ من مجلة الناقد ( المرحومة ) التي كانت تصدر في لندن عن رياض الريس للكتب والنشر..وأعيد نشرها لأسباب راهنة.
جهاد نصره
قالت جارتنا السمراء: صدقني أرغب بك منذ زمن طويل لماذا لم تفهم ذلك..؟ هيا فأنا أموت إن لم ( ) كل ليلة ..هيا يا عصفوري الغشيم..! و- هييت – كما هو متوقع من أي رجلٍ تعَّود على الطاعة العمياء.. وشهامتي هذه بدأت منذ أن ولدتني امرأة ظلَّت تدعي طوال ربع قرن أنها لم تفعل ذلك الشيء الذي تخجل من ذكره إلا لأنها رغبت في إنجابي..! أما جارتنا، فإنَّ حرارتها لا تهبط في الأيام المثلجة عن درجة الشبق..وأنا أريد أن أمارس رجولتي بعد كل تلك السنين العجاف التي أمضيتها في تهميش القضية..! تماماً كما فعل الأمين العام وتابعه- أبو عبدو-..! وهي تقول: تعا..! لكي أكون قضيتك الرابحة..-وأبو عبدو- لا يزال ينفس الغازات كي يحّل أزمة الغاز في البلد منذ أن قذف به المركز فوقع جالساً على كرسي المدير العام لوقود البلدية ..وجارتي تحتقر البلدية بمن فيها..وهي تعلن رأيها بصراحة فتقول: صحيح أنني لم أصبح –سكرتيرة- حتى الآن، لكني أعرفكم فرداً فرداً ..وشارباً شارباً.
صعدت السلم متوارياً كاللص..كان الباب مفتوحاً والضوء الخافت يضفي إثارة إضافية..وهي متأهبة وفي حالة استنفار..كنت في الزمن السابق ألعن النساء قاطبةً، أما في هذه اللحظات المجيدة، فقد أدركت كم كنت جاهلاً أعيش كما يرغب الأمين العام وتابعه الأقل عموميةً ثمَّ بصوتٍ متهدجٍ أمرتني قائلةً هيا هيا يا عصفوري الغشيم..! وهييت بعد أن لعنت نفسي بكلِّ لغات الأرض ثمَّ قلت لها: ( سأزحن) عظامك ..فأجابت ساخرة: يا ليت وياما سمعت مثل هذا الكلام غير أنكم سرعان ما تنقلبون على ظهوركم..ثمَّ تلوذون هاربين مخلفين بقايا رجولتكم وسراويلكم التي امتلأت الخزانة بها.
اسمع..! في الأمس، قال بعلي العاقر: لماذا لا تشترين لي غير السراويل..؟ وقد أجبته متشفية: كي تستر عورتك فراح يضحك مثل عاهرة-فلتانة-ثمَّ داعبني قائلاً: كم أحبك يا زوجتي الوفية فضحكت وضحكت حتى صرخت في وجهي قائلةً: لماذا تضحك..هل استشرت المركز قبل أن تضحك اسأل – متاع – أمك هل كان ليرضى بمثل هذا القحط..؟
في الصباح، شعرت بالندم لذلك مارست-كالعادة- عملية النقد الذاتي بهمة الشباب وضحك أبو عبدو راضياً ثمَّ ما لبث أن قال:انظر..! في هذه الحقيبة السوداء مستقبل البلد..سآخذها معي إلى المنزل ربما طلبوني في الإذاعة..فقلت له: يا مديري العام، أنا ما زلت أرصد جارتنا الشقراء لأني أخمِّن أنَّ بعلها الواطي يرغب أيضاً بخزانة من السراويل..وأنت تفهم جيداً في التكتيك ورسم الخطط فهل أهجم..؟ فقال عابساً: دعني أستشير المركز..أما هي ، فقد وبخَّتني بشدة وقالت: صحيح أنه لم يصل أحدٌ من أفراد عائلتنا إلى منصب محترم لكن بالنسبة لي فإنَّ المركز يقبع هاهنا وأشارت بيدها..!؟ ثمَّ قادتني من يدي كالحمار وبعد أن فحَّت صرخت في وجهي: قم..! قم وتعرَّ فلا فائدة من الحديث معك طالما أنك تنتظر رأي المركز فأطعتها وقمت فتعريت..لكن ما زلت أفكِّر: هل تنجح جارتي السمراء، أم جارتي الشقراء، أم حقيبة أبو عبدو في إعادة السفينة من بحر الظلمات..!؟
والآن، وقد رغبت بشرب فنجانٍ من القهوة العربية فإنني بتُّ أفكِّر بضرورة الانسحاب وهكذا قلت لها: يا جارتي الوفية لن أستطيع الانسحاب قبل أن أشرب فنجان القهوة فربما فاجأني-أبو عبدو-بالضربة القاضية فأجابت ساخرةً:لقد مرَّ الوقت بسرعة ولم يعد هناك متسعٌ لشرب القهوة وفجأةً فتح بعلها الباب ودخل مثل لصٍ محترفٍ ومن غير أن يبدي اكتراثاً بوجودي ركع على الأرض وراح يداعب أصابع قدميها ثمَّ قال: لقد خسرت كل شيء وهم ينتظرون فقالت له: تكرم يا حبيب القلب..تكرم يا ابن الكلبة ورمت إليه رزمة صغيرة فانطلق غير عابئ بي..أما هي فقد اندفعت نحوي قائلةً: ها .. لقد رأيت بعينيك.. لن أدعك تذهب بعد الآن..ستبقى هنا إلى الأبد هيا..! و-هييت –كعادتي..وكانت تلك الليلة ليلتي الأخيرة حيث أنني سأعلن انسحابي في الغد ولن أكترث بعد اليوم –بأبي عبدو- ولا بحقيبته السوداء التي يخفي فيها مشاريع مستقبل البلد فها هي خزانة جارتي تفيض بالحقائب السوداء..!



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إصبع بوذا بين الشيوعية والليبرالية
- حول العضوية في حزب القرامطة
- الفقهاء كوزراء اعلام
- أيام الورع السورية
- العودة إلى الأصل
- زغرودة للقمة الناجحة
- حزب الكلكة يعلن الخلافة
- وكيف ينظر المسلم إلى المرأة
- هل بقي ضرورة للأمم المتحدة
- خارج النص المقدس
- كيف ينظراليعربي العلج إلى المرأة..؟
- الذبح على الطريقة الإسلامية - الجزء الثاني-
- الذبح على الطريقة الإسلامية
- أنا أفكر اذاً أنا غير موجود
- المدرسة السورية لاعطاء الدروس المجانية
- عندما يصبح الكيلو: غراماً واحداً
- الله و الإصلاح والتشيؤ
- الوحدة الأوروبية والببغان العربي
- عفواً سيادة الرئيس
- شخصنه الأحزاب والمنظمات في سورية


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد نصره - الليلة الأخيرة