برلمانٌ عجيب !

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2797 - 2009 / 10 / 12 - 19:49
المحور: كتابات ساخرة
    

كامل الإحترام للعديد من اعضاء مجلس النواب العراقي ، الذين يتمتعون بالإخلاص والنزاهة والمثابرة . ولكن كَمْ عدد هؤلاء من مجموع 275 عضواَ ؟ هل هم عشرة او ربما عشرين ولنتفائل كثيراً ونقول انهم ربما يناهزون الاربعين عضواً ، وإذا كانوا كذلك فانهم بالكاد يشكلون 15 % من مجموع الاعضاء ! وإذا إستثنينا هؤلاء ، فتصح على الباقي هذهِ النكتة القاسية السوداء المُقتَبسة من الواقع العراقي المؤلم : ( اُلقِيَتْ قنبلة على جلسة البرلمان ، قُتِلَ الجميع ، الخسائر .. لا شيء ) !! .
أعلن " اياد السامرائي " رئيس مجلس النواب ، اسماء بعض المتغيبين في " الفصل التشريعي الاول من السنة التشريعية الرابعة " فقط . وهذه بعض الملاحظات :
- " أياد علاوي " عن القائمة العراقية ، غاب 25 جلسة كلها ! ، طبعاً ان الدكتور اياد ، اعلى من مستوى النواب الآخرين ، وليس من المعقول ان يحضر يومياً الى مجلسٍ فيهِ اللي يسوه واللي ما يسوه ! ، هو كان رئيساً للوزراء قبل الكل ، وليس من المقبول ان يتقدمهُ مَنْ كان مجرد وزيرٍ في حكومتهِ . ثم ان دورهُ المحوري في المرحلة المقبلة يتطلب منه ، القيام بزيارات مكوكية الى دول الجوار والبقاء فتراتٍ طويلة في عمان واوروبا ، فلا يبقى لسيادتهِ وقتٌ للبرلمان والمرلمان . على اية حال ، ان له مَنْ يمثله في المجلس وينطق باسم القائمة ، الشيخ " البطيخ " !
- " ابراهيم الجعفري " عن الإئتلاف العراقي الموحد ، غاب فقط 25 إجتماعاً كلها ! ، وهل هو اقل من غيرهِ ؟ هو ايضاً كان رئيساً للوزراء وهو دكتورٌ ايضاً . ولا يقبل بأي حالٍ من الاحوال ان يحضر الى المجلس ، لكي يستمع الى الترهات التي يطرحها ، مَنْ كانوا بالأمس تحت اُمرتِهِ ، حين كان زعيماً لحزب الدعوة ، والان اصبحوا في خانة الاعداء ، لا لن يسمح لهم بالتشفي ! ، وعموماً إذا كان " البطيخ " يُمثل علاوي ، فأن " الفياض " ينوب عن الجعفري ، ويفيض بظلهِ الوارف على المجلس الموقر ! ، انه إبداعٌ عراقي صرف : نائبٌ ينوب عن نائب .
- " محمد كطوف منصور الدايني " عن جبهة الحوار الوطني ، غاب 25 جلسة ! ، المُبكي فقط ، " فهنا لا مكان للمضحك " ، ان محمد الدايني هذا ، في بداية شباط 2009 ووفقاً لمذكرة توقيف صادرة من المحكمة الجنائية العليا بحقهِ لإتهامهِ بإقتراف اعمال إرهابية ، فأن مجلس النواب اصدر في حينها قراراً برفع الحصانة عن النائب . ومعلومٌ للجميع انه اختفى وهرب الى الخارج منذ ذلك الوقت . اعتقد انه من غير المُنصف ان تُحسَب غيابات الاخ الدايني شأنه شأن الاعضاء العاديين ، فالآخرين ليس لهم أعذار معقولة للتغيب ، بينما هو لديهِ عذرٌ شرعي وقانوني : هو متهم بتفجير البرلمان ومقتل احد زملائهِ الاعضاء وجرح زملاء آخرين قبل ثلاث سنوات ، إضافةً الى اعمال بطولية اخرى متفرقة ! وحيث ان اخوة وابناء عمومة عضو المجلس المقتول في ذلك الانفجار ، يترصدون امام مدخل المجلس للإنتقام منه ، فانه بالطبع لن يحضر !
- " جمال جعفر محمد " عن الإئتلاف العراقي الموحد ، على اساس غاب 25 جلسة ! ، هذا الاخ ايضاً ، مرفوعةٌ عنهُ الحصانة ، ومتهمٌ بتعذيب السجناء في السجون السرية وخصوصاً في الجادرية حين كان " بيان صولاغ " وزيراً للداخلية ، ومُتَهمٌ مِنْ قِبَل الامريكان في عدة قضايا ومطلوبٌ للأنتربول . نعم عندنا اعضاء برلمان مهمين ليس على نطاق الشرطة المحلية والقضاء العراقي ، بل حتى الشرطة الدولية تبحث عنهم ، ورئيس البرلمان يُصدر نشرة ب " تغيبهِ " عن الجلسات ، هل هذا ضحكٌ على الذقون ام ماذا ؟ وهل هو غائب في هذا الفصل فقط ام طيلة السنة التشريعية الثالثة ايضاً ؟
...............................................................
هّددَ رئيس مجلس النواب " اياد السامرائي " ، بتطبيق العقوبات الواردة في المادة " 18 " من النظام الداخلي بحق المتغيبين ، اما نص هذه المادة فهو : ( يُنشر الحضور والغياب في نشرة المجلس الاعتيادية واحدى الصحف ولهيئة الرئاسة في حالة تكرر الغياب من دون عذرٍ مشروع خمس مرات متتالية او عشر مرات غير متتالية خلال الدورة السنوية ان توجه تنبيهاً خطياً الى العضو الغائب تدعوه الى الالتزام بالحضور ، وفي حالة عدم إمتثاله لهيئة الرئاسة يُعرض الموضوع على المجلس بناءً على طلب الهيئة . وتُستقطع من مكافأة عضو مجلس النواب في حالة غيابه نسبة معينة يحددها المجلس .) !
يمْعود شويه على كيفك وياهم ، شدعوه هاي العقوبة القاسية ، مو ذوله النواب خطيه !
.................................................................
عزيزي الناخب العراقي : بما انك إنتخبتَ هذه النوعية من النواب في 2005 ، ارجو منك رجاءاً حاراً ، ان لا تخذلهم هذه المرة ايضاً ، فعلى كل حال ، هؤلاء كانوا يتغيبون ليس لانهم كانوا يتعاجزون عن الحضور لا سامح الله ، بل لانهم كانوا يجوبون عواصم الدنيا من أجلك ، من اجل ان يّطلِعوا على اجمل الاماكن ونقل هذه التجربة الى العراق ، اعطِهم فرصة ثانية ، فالأربع سنوات الماضية ، كانت في سبيل إكتساب الخبرة والمشاهدة ، والاربع القادمة بعد انتخابات 2010 ، ستكون لجعل مدن العراق مثل مدن اوروبا وامريكا وحتى أحسن !

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات