أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شكشك - فيما هو آت من مستقبل الزمن الذي فات














المزيد.....

فيما هو آت من مستقبل الزمن الذي فات


علي شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 2801 - 2009 / 10 / 16 - 02:05
المحور: الادب والفن
    



ألا ترون أنه قد ولَّى, زمنُ الذين ظنّوا أنّ زمنَ العجائب قد ولّى ؟
فها نحن من جديد, كأننا في عصور الرحلات الغامضة والليالي الساحرة لألف ليلة وليلة وشهرزاد, وعلي بابا والسندباد, فبعد العهدين القديم والجديد, هل نحن أمام العهد الآتي, تتنزل علينا أسفاره من بعيد,
ويكون أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد أنه سيأتي زمان في آخر الزمان, يتصافح فيه الهدهد مع العقاب, ويتآلف الثعبان والسنجاب, ويحكم الغابة بعد عهود الهمص غراب,
ولسليمان الريح,
ولكن وقد ورد بكلام فصيح, في خطوط النجوم وحكمة اليمن وأخبار اليونان والصين, أنّ يَعربَ العدنان وكوهين العبران سيُصبحان يداً على مَن سِواهما من العجمان, رغم أن مالكهم القديم, قورش اللئيم, قد حطّم بخت نصّر, وأعادهم للتلمود بعد عهودٍ من السبي وعهود, وكان ذلك بعد أنْ تقهقر الفراعنةُ أمام الكِلدان, الذين أعملوا الحسام في مَنْ ظاهَرَ الأعداءَ, وقادوا سبايا ما تَبقّى مِن العوائلْ, إلى أرض بابلْ,
وهذا بعد أنْ هجروا عبادةَ النار, وسجدوا لله الواحد القهار, وأصبح من آلِ البيتِ سلمان,
فهم متخوفون من شطحات جلال الدين الروميّة, وأغاني أبي الفرج الأصفهانيّة, وأحاديثِ الأربعين النوويّة,
ولا أدري يا مليكي السعيد ذا الرأي الرشيد, أَضغثاً ما أقول أم هي ما تخطّه الأقدار, على الجبين لتجريَ على أبناء قيدار, يتخالفون ثم يتفاوضون,
وعمَّ يتفاوضون, وفي هذا اليوم المعلوم, سيكون التينُ والزيتونُ والمياهُ والديار, مُسرَجَةَ الأسوار, مكلّلةً بالعار, محاطةً بالنار,

ويكون أيُّها الملكُ السعيد أنّهم لِأيّامك يحنّون وعليها يتحسّرون, وعنها يبحثون, كما تقول الفنون, وإنّي أرى فيما أرى مَن ينبشُ الأرضَ بيديه, باحثاً كما أرى عن شيءٍ أثير, وقد يعثرون على فرشِك الوثير, وقُبّةِ الحرير, في كتب التفسير, فاحرِص على الحرائر الجواري, أنْ يَمسّها الآتون في ما خبّأ الزمانُ يا مولاي, كي لا تكونَ فرجةَ الرائين للجدار والأقمار, وتُهتَكَ الأسرار, ماذا تقولُ الريحُ يا مولاي إنْ عصفتْ بك الأخبار,

سيأتي أقوامٌ من وراء السدوم في وقت معلوم ينهبون ما ينهبون ولا يقنعون, يسكبون الدماء ويسفكون الماء, ويُعيدون تلوينَ الهواء, باسم أسماءٍ ما أملى الله بها من إملاء,
ويزفّهم قومٌ سيَظهرون في تلك الأثناء, يقال لهم "أمرٌ كان" يُغِيرون بحرب النجوم, ويحرقون الأكباد من بعيدٍ بلا أوتاد, ويقيمون لبني قريظةَ وبني النضير أوتادا في الأرض التي باركنا فيها للعالمين, وباسمِ الذين أُخرِجوا من ديارهم كما أُخرِج الصادقُ الأمين, يساومون أحفادَك, فمرةً يحرقون ما بين النهرين, ومرة يطلبون سلاحَ ذي القرنين,

وتظهر يا مولاي غرائبُ وعجائب كأنّها من سحرةِ فرعون, فكما تحوّلت عصيُّهم إلى ثعابينَ يُهيَّأ لنا من سحرِهم أنّها تسعى, فكأنّي أراهم يَرَون ما يقعُ في غير زمانهم ومكانهم, وكأنّك معهم أنت ويسمعونك, ويكادون تُكلمهم ويُكلّمونك, فهل هذا من الأوهام أم صدقٌ ما تُنْبئُ به الأحلام,
وتزيدُ الأهوال , ومِن نسلِك قومٌ جهال, يبتاعون ويبيعون النار, دخانٌ رعدٌ برقٌ "يجعلون أصابعهم في آذانهم", تغريبة ظمأٍ ظلمٍ وظلام,
يُطوِّعون مُعجمَ القصيدة وبيتك العتيق والقبيلة, وقصرك المنيف, وجندك الفاتح والشاطر حسن, وسيف ذي يَزَنْ يُباعُ, والوطن, يضيقُ والفضاءُ والرجاء, وكلُّ من يقولُ "لا" يُراقُ كالسّراب, يُزفُّ للتراب, يُصارُ للعدم, حتى شهادة التوحيد, لولا رحمةُ الإله "كانت لاؤها نعم",
وهكذا مضى حكم ربك في العباد كما شاء ومثلما أراد, وقد قضى لمن قضى الإفساد, تشحُّ المزنُ وتنفجرُ الأرضُ عيوناً من ماءٍ أسودَ زقّوم, طوفاناً من نفطٍ وسُدوم,
ما كان يكونُ يكون,
يكون رغم شخيرك يا مولاي, وقد انتبهَتْ أنَّ الديكَ قد أخطأه الصباح, فأوغلتْ شهرزاد في الكلامِ غيرِ المُباح, ممّا يُعَدُّ نشرُه غيرَ مُتاح.



#علي_شكشك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قدس الزمان
- القدس ستملأ الأفق
- فرادة النكبة -وطن حيّ لا تقطنه روحان-
- نحن المضاف إليه في {أرض الميعاد}
- مسرح في المسرح
- الكريم يُكرّمُ الكريم -وسام في الجزائر-
- غزة تتجلي
- الشهيد القائد كمال ناصر
- صوت الضمير
- الهيكل
- ناجي العلي ’على هذه الأرض ما يستحق الممات’
- الفلسطيني المسيح
- غضب الحكمة
- أم الفحم
- بؤرة استيطانيّة لاشرعية
- خربشات على ضوء الفوسفور
- سوناتا للبابا - شاهداً على نهاية يهوذا-
- أغنية فرح لإفريقيا
- الخيمةُ … الآن
- السفينة


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شكشك - فيما هو آت من مستقبل الزمن الذي فات