أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جان كورد - سوريا والجفاف السياسي















المزيد.....

سوريا والجفاف السياسي


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 2795 - 2009 / 10 / 10 - 18:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السبت‏، 10‏ تشرين الأول‏، 2009
كتب العلامة الاجتماعي والمؤرخ الكبير (ابن خلدون) في مقدمته الشهيرة بأن العرب عرفوا بطبيعة التوحش الذي هم عليه أهل إنتهاب وعبث، ينتهبون ما قدروا عليه من غير مغالبة ولا خطر(أي يستهدفون الضعفاء- ع. دشتي) ثم يفرون بمغانمهم إلى مهاجعهم في القفر فإذا غلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب...
طبعا هذا الكلام لا ينطبق على العرب كأمة أو أمم وانما على رؤسائهم وزعمائهم الذين يقودون هذه الشعوب العديدة من عرب بائدة (أحفاد عاد وثمود) أقحاح وعرب مستعربة (أحفاد قحطان وعدنان)، انطلقت عبر التاريخ على شكل موجات كبيرة وصغيرة من قلب وجنوب الحجاز ووصلت الى أطراف الرقة والموصل شمالا وغربا حتى شمال أفريقيا... فابن خلدون كان أذكى من أن يتهم الشعوب بالتوحش والانتهاب والعبث وبأنها تنشر الخراب أينما حلت...
ومهما يكن فإن في هذا القول شيء من الحقيقة، فلو نظرنا الى ما أحدثه نظام البعث السوري (العربي حتى النخاع) في مناطق الجزيرة من انتهاب وعبث وجور وفساد واستهداف للفقراء والضعفاء وسرقة أموال الشعب عن طريق الرشوة والاستغلال الذي لامقابل له، لاتضح لنا – دون شك- أن الخراب جاء مع البعث وراياته وشعاراته وفروعه الحزبية وأجهزة استخبارات نظامه الى هذه المناطق التي تعتبر أكبر خزان بترولي ومزرعة واسعة للغاية للقطن والحبوب ومصدرا للثروة الحيوانية...
كتبت بعض المواقع الالكترونية مؤخرا خبرا مفاده أن صحيفة الفايننشال تايمز الشهيرة بكتاباتها الموضوعية عن المال والاقتصاد في شتى أنحاء العالم قد نشرت تحذيرا بصدد "الجفاف" في سوريا... وركزت على مناطق الجزيرة التي يفر منها شعبها نتيجة "الجفاف" الذي قالت بأن سببه الأساس هو "ندرة الأمطار" في السنوات الثلاث الأخيرة...كما ذكرت بأن أكثر من 300000 مواطن سوري (ومنهم بالتأكيد عدد كبير من الكورد المجردين من الجنسية بقانون حكومي قذر) قد تركوا مناطقهم المعرضة للجفاف وهاجروا الى أطراف المدن الكبيرة، وبخاصة حلب ودمشق...وتقرع الأمم المتحدة أجراس الانذار وتطالب بضرورة أخذ الأمر بجدية ودعم الحكومة السورية بعشرات بل مئات الملايين من الدولارات للتغلب على هذه المشكلة الكبرى...
ولكن هذه الصحيفة التي نشكرها نحن السوريون على ابدائها الاهتمام باحدى مشاكل بلادنا، لم تتطرق بشكل واف ودقيق الى أصل المشكلة التي هي في الحقيقة (جفاف سياسي) يمارسه النظام القابع في بعض الأحياء الراقية في دمشق ولايملك أي تأييد حقيقي في الشارع السوري، حتى أقطاب حزبه الذي يحكم باسمه رجال النظام يتأففون من الربط بين سياسات الحكم وبينه، ويكادون يتبرأون من النظام، ومنهم من يعلن أن البعث معرض للاضطهاد كأي معارضة أخرى، ولكنه أقدر على تحمل الظلم والعسف من سواه، وعروبته الطافحة ووطنيته القاتلة تدعه يغض الطرف عن جريمة تجويع الشعب السوري...
الجفاف السياسي الذي خلفته سياسات "نظام الأمر الواقع" وأسميه "نظام الوضع القاتل" في سوريا، سواء في الجزيرة أو في غيرها من المناطق هو الذي أتى بالخراب وأنتج هذه الهجرة المليونية من الشمال صوب الجنوب، بعكس الهجرات العربية القديمة التي كانت تتحرك بسبب المحل والجفاف غير السياسي من الجنوب صوب الشمال، حيث كانت الجزيرة وقتذاك جنات تأخذ بالألباب وتسيل لعاب الغزاة والطامعين في ثرواتها ومراعيها الخضر...
هذا النظام البائس الذي سقط على أكتاف الشعب السوري كقدر لامفر منه، قد أغلق كل منافذ النقد السياسي، وحدد مسالك العمل الثقافي والفني والرياضي، وطبق في الجزيرة سياسة عنصرية تجاه الكورد الذين يشكلون غالبية شعب الجزيرة (حسب قناعتي على الأقل)، كما أغلق عن طريق السيد المناع (أقصد نظام البروكسي) معظم المواقع الالكترونية التي كان يمكن للسوريين من خلالها ابداء آرائهم بحرية في موضوعات سورية وطنية تهمهم جميعا... حتى صار بعضهم يحلم باغتيال هذا السيد البروكسي كما حدث لمن سرقت منه بطته الوحيدة التي كان يملكها، فلم يعد لديه أي مجال للحصول على البيض. والسيد محمود الأبرش رئيس ما سموه ظلما وعدوانا ب"مجلس الشعب" لايرى أي حاجة لاصدار قانون للأحزاب ويرى أن الديموقراطية السورية مثالية، وكان من المفترض فيه أن يقف كالطود الراسخ في مجلسه مدافعا عن حق هذا الشعب في تشكيل الاحزاب الحرة والديموقراطية، لا عائقا في وجهها...كان عليه أن يطالب بالحق أو يغير اسمه الى "الأخرس!"...
وعندما يكون الجفاف السياسي سائدا في بلد من البلدان، ولا مجال هناك لنقد سياسات الحاكم وتصرفاته الخرقاء ونهمه الأشعبي، فإن الشعب يحزم حقائبه ويبحث عن طريق للهجرة، الداخلية والخارجية، والنظام نفسه يعترف بوجود ما لايقل عن نصف الشعب السوري في المهاجر، في حين أن بلدا مثل سوريا يمكن أن يأوي الثلاثين أو الأربعين مليون بشر ويرفع من مستوى معيشتهم بحيث لايحتاجون للهجرة ولا تتعرض مواطنهم للجفاف السياسي وغير السياسي...
على الأمم المتحدة أن لاتساعد في مجال مكافحة الجفاف وندرة الأمطار فحسب، وانما يجب أن تكافح الجفاف السياسي قبل ذلك، لأن في استمراره بقاء للسياسات الخاطئة وللانتهاب والعبث والخراب... وعليها أن تتأكد من أن الأنظمة السياسية تعامل شعوبها كبشر ذي قلوب وليس كبقر حلوب...إن التدخل العسكري للمجتمع الدولي في بعض البلدان قد تم تبريره بالقانون الدولي "حفاظا على حقوق الانسان وحقوق الأقليات في العيش الكريم"،، فإذا كان التدخل العسكري مشروعا لحماية فئات من الشعوب فلماذا لاتستخدم الأمم المتحدة حقها في "صون الشعوب من براثن السياسات المعادية لذات الحقوق" عن طريق "التدخل السياسي"... لماذا يتحدث الأمميون الدوليون عن "الانتخابات المزيفة" في ايران ويتسترون على نسبة 99.99 % الكاذبة والمخالفة للحريات والديموقراطية في سوريا؟ ألأن سوريا تشكل عنصر "أمن واستقرار" في المنطقة...؟ فهل ستكون سوريا حرة وديموقراطية ضد الأمن والاستقرار؟
من ناحية أخرى، أقول هذا للبعثيين ومن على شاكلتهم من الساكتين عن الحق كشيطان أخرس في بلادنا وفي المهاجر:
"ماذا سيحدث لمدنكم العربية إن وصل عدد الكورد في كل مدينة منها إلى مئات الألوف وتمسكوا بقوميتهم ولغتهم وأصلهم؟ ألا تخافون من أن يسببوا لكم وجع رأس في المستقبل بهجرتهم المليونية هذه صوب العمق السوري؟"
أرى أن من الأفضل للعرب والكورد ولغيرهم من مواطني (سوريا الأسود والثعالب) أن يحاربوا معا الجفاف السياسي في البلاد، وبذلك يخطون معا خطوة جادة صوب التصدي للجفاف غير السياسي، ويتفادون ما يمكن تسميته مستقبلا ب"تكريد سوريا"...






#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية الكوردية في الأدب والسياسة والأمثال الشعبية
- حوار مع صديق الشعب الكوردي الدكتور منذر الفضل
- حوارات سورية - 2
- حوارات سورية - 3
- منهج العودة إلى الأصل
- هل يقع الاخوان المسلمون السوريون في الفخ الايراني؟
- هل في أحداث اليونان الأخيرة عبرة للنظام السوري؟
- النظام الرأسمالي العالمي يتخلى عن ثوابته !!!
- حول المعارضة السورية في الوقت الحاضر
- قتل السجناء والمعتقلين من صلب سياسة البعثيين
- التناقضات في تصريحات أردوغان نتيجة لسياسات خاطئة
- هذا ليس بحلم وانما حق أمة
- تقرير بيكر – هاملتون زوبعة في فنجان؟
- أسود سوريا بين ميوعة أوروبا ودغدغة أمريكا
- من يقتل الللبنانيين والعراقيين؟
- الكرة الآن في الملعب التركي
- هل تنقذ اسرائيل الأسد من شباك بيراميرزالدولية؟
- حكام دمشق...إلى أين المفر؟
- إعلان مابعد إعلان دمشق ...
- الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جان كورد - سوريا والجفاف السياسي