مصر، لا نور الشريف هي الخاسر الأكبر

حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 2795 - 2009 / 10 / 10 - 15:03
المحور: حقوق الانسان
    

مصر، لا نور الشريف هي الخاسر الأكبر

ــ السقوط المصري الأشد دويّا، و الأكثر إيلاما، و الأدعى الي زرع الإحباط في النفس و التسليم بانه لن تقوم لأمتنا قائمة خلال المئة سنة القادمة على الأقلّ... أقول السقوط المصري الأشد دويا في قضية نور الشريف تمثل في تنازل النائب العام( المسؤول القضائي الأكبر الذي أعطاه القانون صلاحية جرّ حسني مبارك من ربطة عنقه ثم استنطاقه وحتى ايقافه) عن دوره في تتبع قتلة الشعب المصري بالظلم و القهر و المبيدات المسرطنة و السياط الحارقة، الي التفرغ التام لتبرئة سمعة ممثل هلفوت ابدى خلال اربعين سنة لامبالاته بالأخلاق!!. لقد كانت اضعف الرجولة واضعف الشرف المهني تقتضي من النائب العام ترك الامور تاخذ مجراها الطبيعي عبر المحاكم و اقسام التحقيق، لا الاقتداء بالحاكم الهزلي قراقوش في ابداء بواكير العدالة المقلوبة ولأول وهلة ! ( ذات مرة جيء لقارقوش بمواطن اسقط جندي حمل زوجته وهي في شهرها الرابع، فقال قارقوش للمواطن مقسما : امراة الوزير طالق ان لم انصفك!!(وهذا ما قاله النائب العام لنور الشريف بلسان حاله " ما تحملش همّ يا بيه، ليذهب القانون و لترح العدالة في ستين داهية، في سبيل بقائك معبودا جماهيريا و حبة تخدير صحت التهمة ام لم تصح)( بعد ذلك التفت قراقوش للجندي ثم قال له خذ المراة و احسن عشرتها و ارجعها الي زوجها مكرّمة حين تبلغ بحملها الشهر الرابع!!)
وقد اثارت حادثة النائب العام حفيظة صاحب صحيفة البلاغ فكتب" ان قرار احالة النائب العام له و اثنين من الصحفيين بالجريدة الي المحاكمة دون التحقيق معهم يمثل سابقة خطيرة جدا في القضاء المصري لم تحدث من قبل حى مع قتلة انور السادات"

ــ السقوط الآخر و الذي يوازي في فداحة آثاره و عمق دلالته على ان بلادنا العربية من محيطها الي خليجها تحكمها عصابات منفلته عن قوانين الارض و تشريعات السماء، تمثل في وقوف صفوت الشريف( الرجل الثاني في مصر سطوة و مكانة و إفسادا في الأرض) بصفته رئيس المجلس الاعلى الصحافة، و بدون تحفظ، الي جانب الممثل الصنم وقراره ايقاف الصحيفة التي نشرت الخبر!! دون تحقيق او محاكمة!
الحصيلة النهائية اذا كان شيخ الازهر( كاهن) جبانا
و اذا كان النائب العام( علماني) بيدقا بيد السلطة
اذا كان وزير الاعلام والآف الصحفيين (علمانيون) قد اتخذوا من الصحافة اكل عيش مغموس بدماء الشعب.
اذا كان الأمر كذلك فاي مدخل يبقى لبصيص امل واحد ينير نفقنا المظلم؟

كلمة اخيرة، هل ان القانون العلماني الذي فشل في مصر رغم انه انقذ أهل الغرب في بلادهم من استبداد الحكام هو الملوم، ام البلطجية الذين يطبقونه على هواهم هم من يقع عليهم اللوم؟ اريد ان اقول : الأزمة في بلادنا ليست ازمة قانون ارضي او سماوي بل ازمة افراد حاكمين لا ذمة لهم ولا ضمير ولا رجولة ايضا، فهم نسخة من ذلك الاعرابي الذي سئل قديما: هل تريد ن تصلب في سبيل مصلحة الامة فقال :لا بل اريد أن تصلب الامة في سبيل مصلحتي!

#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات