امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2795 - 2009 / 10 / 10 - 14:21
المحور:
كتابات ساخرة
قانون البنك المركزي العراقي الجديد الصادر في سنة 2004 ، ينص على ان " البنك المركزي هو الجهة الوحيدة القادرة على مراقبة عمل المصارف بما فيها المصارف الاهلية ، بكل ما يتعلق بنُظم الدفع وإعطاء التصاريح بالعمل ، كما ينفرد بصلاحية إتخاذ الإجراءات الضرورية كافة لمنح التراخيص للبنوك والفروع التابعة لها ، وتنظيمها والرقابة عليها بما في ذلك ، الرقابة المُستندية والتفتيش الميداني وفي التوقيت الذي يراهُ مناسباً وإتخاذ إجراءات علاجية " .
تُعتبر المصارف الاهلية العراقية ، واحدة من اهم القطاعات الاقتصادية المُساهمة بنهوض الواقع الاقتصادي العراقي واكثرها تداولاً في سوق المال ، والاكثر نشاطاً بين القطاعات الاقتصادية الاخرى . في سنة 2002 كان عدد المصارف الاهلية في العراق " 12 " مصرفاً فقط ، وكان رأسمالها لا يتجاوز " 80 " مليار دينار ، اما اليوم فلقد بلغ عددها " 32 " مصرفاً برأس مال اكثر من تريليون دينار ! . في سنة 2003 كان هنالك مصرف إسلامي واحد ، والان هنالك سبعة مصارف إسلامية !
( المصرف الاسلامي العراقي ) يُعد من أكبر مصارف العراق ، ويرأس مجلس إدارتهِ " الحاج سعد عيسى طبرة " ، و من اعضاء مجلس الادارة المهمين " حامد حجاب عبد الغفور " . قبل اشهر قامت إدارة المصرف بمنح ستة عملاء مبلغ احد عشر مليون دولار ، من دون اي ضمان سوى معرفتهم من قِبَل رئيس مجلس الادارة . الى هنا والامر شبه طبيعي الى حدٍ ما ، لان ثقة الادارة بعميل لا تعني بالضرورة وجود فساد او تلاعب . ولكن المفارقة ، ان هؤلاء العملاء الستة قاموا بتحويل المبلغ الى " البنك الاهلي الاردني " في عمان ، ولحساب ( الوقاص سعد عيسى طبرة ) ! ابن " الحاج " رئيس مجلس ادارة المصرف الاسلامي العراقي ، وذلك من اجل إستيراد مواد غذائية !
الهيئة التفتيشية المنبثقة من البنك المركزي العراقي ، والمُكلفة بمراقبة عمل المصارف ، إكتشفت الامر ، وأثبتت انها مخالفة قانونية ، وإستغلالٌ للمنصب من اجل مصلحة شخصية ، وبناءً عليهِ قّررتْ ، تنحية الحاج " سعد عيسى طبرة " و " حامد حجاب عبد الغفور " وسحب كافة صلاحياتهم ، وتوجيه عقوبة الانذار النهائي للمصرف .
" السبحة " التي كان الحاج يتلاعب بها بين أصابعهِ ، لم تكن تقل عن 101 ، وكان لايُفّوت اي صلاة حتى أثناء الدوام ، حيث كان يصلي في مكتبهِ ، ويصوم كل اثنين وخميس ، وهذا شيئ بديهي ، اليس المصرف " إسلامياً " ؟ ولكن الغير مَنطقي هو التلاعب والفساد المالي الذي مارسهُ الحجي ، بعيداً عن كل قِيَم الامانة والنزاهة !
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟