أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ماجد الشيخ - أأفغانستان.. نقطة ضعف أميركية مقلقة















المزيد.....

أأفغانستان.. نقطة ضعف أميركية مقلقة


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 2795 - 2009 / 10 / 10 - 14:21
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


أفغانستان.. نقطة ضعف أميركية
مقلقة لروسيا والصين
أي إستراتيجية متاحة كطوق نجاة
للتحالف الأطلسي في حربه الأفغانية؟
ماجد الشّيخ

منذ أن تجدد الحوار بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا في تموز (يوليو) الماضي، بات من الواضح أن الحلف يسعى إلى دفع هذا الحوار إلى الأمام، بهدف خلق الظروف الملائمة للانطلاق نحو علاقة جديدة مع موسكو، والبدء بتنفيذ اقتراحات محددة لتحسين مستوى التعاون في مجالات عدة، أبرزها محاولة استعادة الثقة، واستشارة موسكو في شأن ما يجري في أفغانستان، حيث أعلن الناطق الرسمي باسم الحلف جيمس أباتوراي، أن قوات الحلف لا تنوي البقاء في أفغانستان إلى الأبد، رغم أن الحلف لا يناقش في الفترة الحالية سحب قواته العسكرية قبل العام 2015، وأشار في مؤتمر صحفي عقده في بروكسيل (16/9) إلى عدم وجود خطط أو جدول زمني لسحب القوات.

وفي ضوء مأزق الحرب المتواصلة منذ الغزو السوفييتي في أواخر سبعينات القرن الماضي، تشكل المسألة الأفغانية الآن، واحدة من مسائل تفرض أولويات على أجندة بنود التعاون بين روسيا والناتو، حيث تنظر روسيا بجدية إلى احتمال تحوّل الوضع الأفغاني باتجاهات دراماتيكية، من قبيل أن يحزم الناتو أمتعته وينسحب من أفغانستان، تاركا وراءه حركة تمرد قوية، نما عديدها وتطورت قدراتها. ولهذا تخشى موسكو تغلغل "التطرف الطالباني" على يد "طالبان القاعدية" ذاتها، أو على يد أطراف أخرى مشابهة لها في الدول المجاورة، والتي يوجد فيها مصالح هامة لروسيا. وهذا ما يفسر جديتها في الاهتمام بما يجري أو سيجري مستقبلا في أفغانستان، وبالتالي هذا ما دفع ديميتري روغوزين المندوب الدائم لروسيا لدى الحلف للإعراب عن اعتقاده "أن الناتو لم يكرر أخطاء الاتحاد السوفييتي وحسب، بل أضاف إليها أخطاءه الخاصة".

من هنا أهمية دعوة الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيوش الأميركية، أن على منظمة حلف شمال الأطلسي إقامة تعاون فعلي مع روسيا، وذلك على خلفية إدراك الإدارة الأميركية أن وضع القوات الغربية عموما في أفغانستان، ليس على ما يرام، وإدراكا لمأزق إستراتيجية خروج ما تني متعذرة حتى اللحظة، بل ذهب مولن في جلسة استماع أمام لجنة الدفاع في الكونغرس يوم 15/9 للمطالبة "بإرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان لتحقيق النصر على طالبان هناك"!. في الوقت الذي شدد وزير الدفاع روبرت غيتس على عدم التسرع بإرسال تعزيزات عسكرية جديدة، وأكد أن الخلافات التي تحيط نتائج الانتخابات الرئاسية، عقّدت الأمور بالنسبة إلى إدارة الرئيس أوباما، أثناء مراجعتها لإستراتيجية الحرب الأميركية في تلك البلاد.

مثل هذه التخوفات وغيرها, ليست استنتاج طرف واحد، بل يبدو أن العديد من الأطراف باتت تتفق على أن التحالف الغربي قد يحذو حذو الاتحاد السوفييتي، ما لم يتمكن من وقف حركة التمرد، وتحسين صورة التحالف في عيون الأفغان. وعلى هذا تصبح المسألة الأفغانية – أي الحرب هناك – هي حرب الرئيس أوباما، كما كانت حرب العراق هي حرب جورج بوش الابن بامتياز. ولهذا قد يحتاج الموقف من المسألة الأفغانية إلى إعادة نظر جذرية وشاملة. ووفق زبغنيو بريجنسكي المستشار السابق للرئيس كارتر لشؤون الأمن القومي، فإن الولايات المتحدة قد تحذو حذو الاتحاد السوفييتي، لأن وجود مائة ألف جندي ضمن قوات الناتو يدفع الأفغان إلى الشعور بأن الأميركيين وحلفاءهم قوة معادية لهم. ومصداقا لذلك فإن التحالف العريض الذي يقود التمرد المسلح، لم يعد مقتصرا على حركة "طالبان القاعدية"، وإن كان صوتها هو الأوضح، بين صفوف القوى المعارضة المسلحة التي تقود التمرد على النظام، وعلى القوى الغربية المساندة له. بل واتسعت جبهة القوى المعادية للأميركيين والتحالف الأطلسي، لتشمل تنظيمات وأحزاب وطنية من خارج الأحزاب والتيارات الدينية، المتصارعة فيما بينها على السلطة ماضيا وفي الحاضر وفي المستقبل، وحسب الغارديان البريطانية هناك 14 مجموعة مختلفة يطلق عليها اسم طالبان.

على هذه الخلفية تجئ دعوة الخارجية الألمانية لتمهيد الظروف للانسحاب من أفغانستان خلال السنوات الأربع القادمة، على ألاّ تقتنع القمة الدولية التي دعت إليها كل من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا نهاية العام الجاري، بأهداف غامضة، بل عليها أن تحدد جدولا زمنيا، تتمكن فيه السلطات الأفغانية من استعادة السيطرة الكاملة على البلاد، التي دمرتها الحرب والغزوات الخارجية والصراعات الداخلية العنيفة على السلطة. ويبدو أن الأنظار باتت تشخص نحو قمة كهذه، لبلورة إستراتيجية خروج ناجعة، تتزاوج فيها الجهود العسكرية مع الجهود السياسية لدعم مجموعة من عمليات التنمية وتطوير وضع البلاد، ومحاولة إخراجه من ترديات التخلف والبدائية والإرهاب وتجارة الأفيون التي تتربع على قمة اقتصاد هذه البلاد. ولا شك إن لحلفاء أميركا الأوروبيين، كما لروسيا وخبرتها في الشأن الأفغاني، الدور الأكبر في تحقيق هذا الأمر. وإذا لم تستطع الجهود السياسية المقترنة بجهود تنمية حقيقية وشاملة أن تقارب حلول المسألة الأفغانية، فإن الجهود العسكرية ستبقى تسلك طرقا ليست كفيلة بتحقيق أي إنجاز ممكن للتحالف الغربي، وهي لن تشكل أي طوق نجاة للرئيس الأميركي، بقدر ما ستعمق من مأزق حربه هناك، وتحويلها إلى ما يشبه مستنقع الحرب الفيتنامية.

وفي محاولة لتفادي ذلك، كشف مسؤول أميركي أن فريق الأمن القومي في الإدارة، يعمل الآن على بلورة إستراتيجيات بديلة لاستمرار الحرب. حيث يأمل هذا الفريق إرسال اقتراحاته إلى الرئيس أوباما خلال شهر تشرين أول (أكتوبر) الجاري، بينما لن تتضمن البدائل إرسال قوات إضافية، في حين كان التقويم الذي أرسله قائد القوات في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال إلى الإدارة قبل أسابيع، والذي يقدم خطة واحدة لمواجهة الحرب، لا تعطي الرئيس إلاّ خيار قبولها أو رفضها بالكامل. بعد أن كان ماكريستال قد أفاد في تقييمه أن المهمة في أفغانستان قد تفشل؛ ما لم يتم إرسال المزيد من القوات، وتخصيص موارد أكثر والتزاما أميركيا أكبر، بعد 8 سنوات من الحرب. وفيما لقي هذا التقييم تأييدا من كبار قادة الجيش، فإن وزير الدفاع روبرت غيتس لم يقرر الخطوات المقبلة بعد.

ولهذا أضحت سبل التحرك للتقدم أو التراجع تثير جدالات ساخنة، كما أنها تسلط الضوء على الانقسام داخل الكونغرس بين بعض كبار القادة العسكريين والقادة المدنيين للبلاد. وفي حال استجابة الرئيس أوباما لنداء إرسال مزيد من القوات الأميركية، فإن ذلك سيدفع بالحلفاء الأوروبيين إلى حسم مواقفهم المترددة من مسألة إرسال المزيد من القوات، أو الدفع نحو إيجاد إستراتيجية خروج ناجحة، حيث تفيد استطلاعات الرأي في دول أوروبية كثيرة من بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ميل أغلبيات واضحة لتأييد سحب القوات، بينما حددت كل من هولندا وكندا جدولا زمنيا للانسحاب في عامي 2010 و 2011 على التوالي. هذا فضلا عن بدائل أخرى يمكن أن تبحث جديا، من قبيل مواصلة العمليات العسكرية بوتيرتها الحالية حتى العام المقبل، مع العمل على التسريع بعمليات المصالحة مع قادة طالبان، أو بعضهم وبعض أمراء الحرب هناك، بما في ذلك أيضا التوصل إلى اتفاق بتركيز عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية الكبيرة داخل أفغانستان، لمواصلة مراقبة أي إعادة لانطلاق عناصر القاعدة من المناطق التي تسيطر عليها طالبان داخل أفغانستان، وفي منطقة القبائل بباكستان.

علاوة على كل ذلك، ولأول مرة ربما منذ انتهاء الحرب الباردة، يبدأ القلق الروسي – الصيني على مصالحهما في الفضاء الآسيوي، ليس بفعل القدرة أو القوة الأميركية المتواجدة في المنطقة، بل جراء ضعفها، وعدم قدرة الأميركيين وحلفائهم من الأطلسيين حسم الحرب المفتوحة، حيث بات يخشى أن تكون الزيادة المقبلة لعدد القوات الأميركية، هي آخر المحاولات اليائسة لتغيير الوضع باتجاه حسم الحرب، قبل اتخاذ قرار الانسحاب، وترك البلاد والمنطقة عموما تغرق في مواجهة تنظيمات التطرف والإرهاب، وانتشار تأثيراتها في كامل بلدان آسيا الوسطى. لهذا تراهن الولايات المتحدة ودول الناتو المشاركة في الحرب، على تعاون صيني – روسي لوقف انتشار العدوى الأفغانية إلى المناطق ذات الغالبية الإسلامية داخل كل من الصين وروسيا. فهل يشكل كل هذا طوق نجاة، أم قيدا لا يكسر لاستمرار الحرب، ورؤية المزيد من ضحاياها يغرقون الولايات المتحدة وحلفائها الأطلسيين، وشعبي أفغانستان وباكستان، وما يجاورهما من شعوب، في مستنقع آخر ذات مواصفات فيتنامية؟.






#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستيطان التوافقي والمفاوضات غير التوافقية!
- مشنقة الشره الاستيطاني والدولة المستحيلة
- في الطريق نحو خطة أوباما
- أهداف الغرب المعجلة والتسوية الموعودة.. مؤجلة!
- حين تختزل -أسلمة- القضايا بجلباب وحجاب!
- بين ألق التحرر الوطني والتطلعات السلطوية
- التدين السلطوي و -فقه- الإمارة لكل حارة!
- العلاقات الأطلسية - الروسية
- إيران: الثورة الخفية تواصل تحولاتها المجتمعية
- حكومة نتانياهو وفيض التشريعات العنصرية
- آفاق الاستيطان وحدود التسوية العقارية
- هل بات نتانياهو على أعتاب سقوطه الثاني؟
- بين -معركة استيطان القدس - والدولة المؤقتة!
- الاستراتيجية الإسرائيلية لربط البحار ومخاطرها الآنية والمستق ...
- الحركة الوطنية الفلسطينية وجدل التطوير والتبديد!
- حكمة الغرب لبرتراند رسل
- نحن والسياسة.. من القاتل ومن القتيل؟
- اضطرابات شينغيانغ و-مشاع- القضايا الفسطاطية
- وعود الخطابات في صياغة عالم تعددي
- لحن الدواخل الطليقة


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ماجد الشيخ - أأفغانستان.. نقطة ضعف أميركية مقلقة