أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس حيروقة - صدامية الغراب الأعصم. للروائي عبد العزيز الموسى ...و أسئلة الواقع















المزيد.....



صدامية الغراب الأعصم. للروائي عبد العزيز الموسى ...و أسئلة الواقع


عباس حيروقة

الحوار المتمدن-العدد: 2795 - 2009 / 10 / 10 - 14:20
المحور: الادب والفن
    


صداميّة الغراب الأعصم..وأسئلة الواقع / عباس حيروقة
الاربعاء, 07 فبراير, 2007

* في الروائي والرواية (خالق ومخلوق)

إنَّ ما يميز فن الرواية ونعني هنا بالفن - ما عنته الموسوعة الفلسفية ل روزنتال وب يودين- " بأنه الشكل النوعي من أشكال الوعي الاجتماعي للنشاط الإنساني" هو قدرته على التكوين العام والشامل للحياة الافتراضية .. حياة زمكانية مفتوحة على الاحتمالات الخلقية المتعلقة بأنامل خالقها (الروائي) ونقول خالقها من باب اشترطي وقتي لأن الروائي هو الذي يتحكم بالمفردات اللحظية وأدقها فهو يحي ويميت, يمنح الحب لشخوصه كما يمنح الجوع والعطش والهلع و....يُعي بتفاصيل الأمكنة بدءاً من غبار الرموش و وصولاً إلى الجبال المتربعة بانتظار إيحاءاته .

الروائي خالق حقيقي لكون وفضاء روائي ..كون بأدواته ومواقيته ومكوناته (ليل , نهار , صباح , مساء , هواء , تراب , ماء , نار , يباس , غبار , رياح , قبور , أمطار...وأناس طيبون , أناس أشرار , نساء ثكلى , صغار جياع..)
يتربع جانباً أو يتمدد على عرشه العالي ويمعن في موجوداته تاركاً كائناته تنتشر وتجتمع, تصدق وتكذب, تقتل بذراع وتضم بأخرى..الروائي الذي يقول لكل شخوصه (كن فيكون) يتحاب مع بطله يحقد على أعدائه يمكنه منهم أو يتمنى ذلك رغم إمكانياته الجمة التي مدهم بها و أورثهم إياها من أسلافهم .. إمكاناته الجمة تتجلي بأشغال البطل نفسياً وجسدياً لدرجة الإصابات البليغة....
إمكانياته تؤهله في أحايين كثيرة لامتلاك قاع شعبي رسمي بطرق وأساليب ليست غريبة على المتلقي ..إذاً الروائي وعلاقته بشخوصه لا يمكن أن تخفي تعاطفه مع بطله من خلال منحه مغامرات عاطفية مع تأمين غطاءان لها وتحميله بعض أفكاره ورؤيته الحياتية.
هذه ميزة الفن الروائي المتقن... تمنح المتأمل للعمل (المتلقي) قدرات هائلة على الغوص والتواصل والتفعيل أيضاً ومشاركة الروائي بإنتاج النص وفق رؤية قد تكون متفقة أو مغايرة لرؤية المنتج الأول (الروائي) وقولي هنا لا يستند بالضرورة لمذهب البنيوية وراسمها رولان بارت الذي نادى بموت المؤلف .
المتلقي الذي يصفق عالياً بقدرات العمل التخيلية من حيث هي ( قوة وحيوية لأفكار و استثناءاتها)
كما يلجئ إلى الانسحاب من التواصل عندما يعي وهيمته وإدراكه الحسي الموشى بالإبداع والفن..

*مدخل وتقديم :
أسوق هذه المقدمة للحديث عن عمل روائي أزعم أنه هام جداً لواقعيته الصدامية المدهشة التي تضعنا أمام أسئلة كبرى سأحاول طرح ما تيسر منها :
العمل تحت عنوان الغراب الأعصم للكاتب الروائي عبد العزيز الموسى رواية صادرة عام /1999/ بطبعتها الأولى وهي منجزة كما يبين كاتبها منذ أكثر من عشرين عاماً في 1984/3/29م كفرنبل- إدلب.
روائي تتأتى أهمية روايته وتميزها من عدة نقاط منها اشتغاله على اللغة وتمكنه من أدواته وسعة قاموسه العام والخاص ...هذا الغنى تؤكده أعماله ومؤلفاته الروائية الأخرى منها :
- عائلة الحاج مبارك.الصادرة عام 1996م والحائزة على جائزة نجيب محفوظ
- بغل الطاحون.الصادرة عام 1998م
- الغراب الأعصم.الصادرة عام1999م
- جب الرمان.الصادرة عام 2000م
- الجوخي.الصادرة عام 2002م
لن نتحدث عن أعماله الروائية تلك وسأكتفي فقط بروايته الغراب الأعصم.
نعود إلى الغنى الروائي فنقول أنه معرفي أيضاً(كنتاج للعمل الاجتماعي والتفكير الممارس) من خلال وعيه التام لتركيبات شخوصه الداخلية , وأيضاً من خلال اشتغاله على الشعرية الواضحة وخصوصاً بمنح المكان المتألق واللحظات المهمة ليحملها الشعر في جنباتها.
وتأتي أهميتها أيضاً من تلك الحكائية في لغته المبسطة والتي تدل على اندغام الكاتب ببنية اجتماعية حكائية غنية, وأيضا من علامات الرواية ما عكسته لغة الكاتب التي تدل على وعي فلسفي تخصصي, أي نلحظ تأثير اختصاص الفلسفة الذي درسهُ ودرّسه بشكل واضح سواء من خلال تعامله مع حالات شخوصه النفسية أو من خلال اللغة, كل هذا يمنح العمل قابلية القراءة المنتجة.
عمل روائي ماتع يمكن الحديث عنه بتوسع لأن قضاياه متشبعة رغم تمحورها حول مقولة هامة هي العمل على تكريس ثقافة العمل الأخلاقي وأخلاقيات العمل وتعزيز أولوية وأحقية المواطنة والوطن.
أما القضايا الفكرية التي اشتغل عليها العمل, وسوف نتناول بعضها في بحثنا هذا هي ...
- مناقشته لظاهرة التديّن والاختفاء وراء مظاهره.
- مناقشة واقع الأحزاب والتعددية آنذاك.
- مناقشة المواطنة والحقوق.
- إضافة إلى قضايا الشرف ونظرة أهل المدينة للريف و وألح.
ومن المسائل التي يمكن الحديث عنها علاقة سلامة بالمرأة بدءاً من أمه وأخواته, فاطمة, نجمة, حليمة, وصولاً إلى إنعام و روضة وأم صالح واعتدال.

*تنويه:
قبل البدء بحيثيات البحث والرواية لا بد أن انوه إلى أن الكاتب قد عمل على إصدار هذه الرواية بعنوان " اللقلق" في عام 1996م ولكن لأسباب خاصة أعاد طباعتها في عام 1999م وبعنوان آخر هو" الغراب الأعصم" وما بين اللقلق والغراب الأعصم أشياء تشفّ جداً لتتحول إلى صفات أطلقها الروائي على بطل العمل (سلامة) على لسان رفاقه, هذه الصفات تدل على تلك الحالات(الغربة والاغتراب) التي وضع فيها, هذا الإنسان غربة واغتراب حتى بين أهله وأصدقائه, بين التراب والماء والهواء و الوطن (قبل أن أنصرف سأقول لك: أن ساقي اللقلق ومنقاره باتت معّوقة وقد جفّت المستنقعات... أنت مثل اللقلق, مزاياه في عصر هي نفسها عبء عليه في عصر آخر) ص160
والغراب وصف أطلق على سلامة أيضاً للدلالة على حال آل إليها هذا الإنسان الحرّ من سمات وملامح شؤم بالنسبة لأهل (الصيّور).
سلامة الذي لا يمل من الحلم برايات خفاقة في سموات خياله (والعصا التي لم تكن بيدك فهي حتماً على أم رأسك..أشرب الشاي برد..أنت تتعنت وحسب..تنعب وحدك كغراب أعصم) ص169

* في الرواية...
الغراب الأعصم عمل روائي مدهش بواقعيته فيتحدث عن قرية....تعكس أولاً بساطة وعفوية أهل الريف وحبهم للحياة من خلال إصرارهم على أن يعيشوها كما هي بحزنها وبفرحها, هذه البساطة التي هي بحالات وأجواء خاصة اشتراطيه انقلبت إلى حالات خبث وخيانة ونكران للأعراف الأخلاقية..ينسلخون عن أنفسهم, يبتلعون ذواتهم أمام إغراءات أو توهيمات أو تهويمات يقدمها لهم أولئك الذين تمرسوا بالخراب والفساد خلفهم أو أمامهم.. أولئك التقدميين الوطنيين الأشراف الحريصون على أخلاقيات العمل والمجتمع فشلوا في تجنيد المجتمع أو الجماهير لصفهم بالوقت الذي كانوا يناضلون لأجل مصلحة الشعب من خلال تحقيق أهدافهم التي كانوا يرون أنها تحميهم وتحفظ كرامتهم الوطنية بل على العكس نرى أن الشعب أو العامة أصبحت أداة ضغط كبيرة عليهم ...فسلامة و نايل وبحيج وسرور أصدقاء كانوا كيدٍ واحدة تلوح بمحبة وتدفع بمحبة وتصافح كل الطيبين, يتواصلون بمشاعر سامية راقية بعيدة عن الانتهازية والوصولية والتعالي..أصدقاء شكلوا ظاهرة جيدة تؤاخي الصيور من خلال السهرات أو من خلال تقديم الخدمات والمشاريع وتسريع تنفيذها و..ألخ.
هكذا كان الصيور تتجذر فيه كل المظاهر الطيبة وتلتمع المسرة في عيون أهله..سلامة..حيث كانت كل المواويل والزغاريد وفشكات البربلّو, سلامة الذي نسج كل خيوط المحبة بين أبناء الصيور..قدم ما استطاع لأهلها عين ووظف ونفذ معظم المشاريع الخدمية ولكن..ماذا حل بالصيور؟ (كنت أحسب الصيور ينام باكراً) انقلبت كل هذه المحبة لسلامة ورفاقه وكل المواويل والسهرات والمضافات التي كان له الصدر فيها ..انقلبت المحبة والألفة إلى عداوة وتخوين..
أهل الصيور مزقهتم الأيادي الطويلة والمخالب والأظلاف والألسنة الطويلة فانزلقوا في أوعية معدة لهم سابقاً أوعية لها هيئة عسل مصفى وإنما هي ........!
وكما نرى أو بين الكاتب أن الوطنيين التقدميين المناضلين ونتيجة الضغط من الجميع بما فيهم العامة كما قلنا قد تفككوا وانشغلوا بقضاياهم الصغيرة متناسيين أهدافهم ومشاريعهم الكبيرة ...>>نجد أن التحولات قادت شخصيات هامة وذات أفكار وطنية ثورية مثل الأستاذ عسَّاف الذي ناضل من أجل الوحدة والتي رأى فيها مصلحة الفقراء ....قادتهم إلى الانحدار و الكسب المادي واكتناز الذهب والفضة فأصبحوا متعهدين وأصحاب بلدوزرات...وكذلك أستاذ اللغة العربية الذي صدمته الحياة, فأصبح يبيع على البسطة زنانير للبدويات وبيوت مسدسات, وأن سعد الدين عم بهيج ضربوه على باب داره وحملوه إلى حماة ليعودوا به مقتولاً ..كل هذا وأكثر من تحولات و تبدلات تطرح أسئلة كبرى أمام مدى التماسك الجدي والإيمان بالرؤى والنظريات المطروحة وتطابقها مع الواقع .
إن الرأي والموقف الذي يريد أن يسجله الكاتب ,ويؤكد عليه هو أن الأفكار ونظريات الأحزاب اليسارية حُوصرت وهُدمت وألحقت بها الهزيمة حتى على المستوى الشعبي(نظرياً وتطبيقياً) (حيث تسمع التنهيج فإن العمل قد ألغي) – (لم يعد بمقدوري وحدي حماية الصيور وأنت وأمثالك تبولون عليه كل يوم) ص 164.
هذه الصيور التي يريد الكاتب من خلالها أن يعطي توصيفاً دقيقاً للمرحلة الموسومة والمرسومة في الرواية فيؤكد أن هناك حالة تآمر حقيقة شرهة تمتد قاماتها طولاً وعرضاً لابتلاع أبناء ومفردات الوطن, و قد نجحوا وينجحون إلى يومنا هذا بشكل فعلي سواءً من خلال إضعاف الانتماء وزعزعته في نفوس الذين كانوا محسوبين على النهج الوطني وتشكيل حالات حروب في صفوفهم وتنفيذ عمليات تصفية جسدية وفكرية وإلصاق التهم حتى بالمتعاطفين معهم..(سلامة لم يتهم سرور ولا غيره ولكنه يتهم ممارساتهم الغلط واستثمارهم لمناصبهم لتحقيق مصالح سفيلة على حساب دم المظلومين...دم المظلومين يا أبا سرور وباسم العدالة ؟) ص 146 .
إذاً الكاتب يبث الوقائع اليومية الحياتية هنا أو في أي بقعة من هذا العالم ليؤكد مرات ومرات أن التقدميين اليساريين فشلوا في كسب الجماهير الذين كانوا يعتبرون مصالح هذه الطبقة هي السور الحقيقي الذي يحمي أعناقهم من القطع, هؤلاء الناس الفقراء في غالبيتهم " فصلوا وجوههم بمقاسات أحذية غيرهم" ," يكرشون يتحسسون مكامن الدسم ويستجيبون دونما أن يحاسبوا قيمهم, هم أصلاً بلا قيم..العوام لا ضمير لهم لكنهم أهلنا ...هذا الكلام نقوله عندما نكون منفعلين" ص130.
إن هذا النهج أو التيار أو الحزب المتمثل بسلامة ونايل (المنسحب والمنهزم من الصراع تاركاً سلامة لصيوره المليئة بالخصوم بعد أن انسحب الكثيرون من قبله )هذا التيار بقي يهدد مكاسب المتهافتين والمتآمرين من خلال الدور الأخلاقي القيمي الذي يلعبه في المدرسة والحزب والمجالس ويمارسون أخلاقياتهم في العمل فيبطلون عقود وصفقات فيها الملايين لجيوب فلان وفلان,كل هذا وذاك أورثهم الحقد وممارسة كل السبل من رشاوى و.....لنقل أو إبعاد من يقف في طريقهم ومصالحهم..إنهم أشخاص وجماعات مدرعة بالحكومة وكبار الوجهاء..نعود لنؤكد أن هذا النص مشغول على قرية ما ,بكل تراكيبها النفسية والأخلاقية والاجتماعية....
مشغول على وطن, وما الأشخاص إلا تيارات فكرية وأحزاب وهيئات وجماعات مارست ما مارسته من تخريب وفساد وإفساد في البنية مما ولد ويولد صراعات من اجل البقاء.
إن قرية الصيور وما فيها من تشابكات و اختلاطات وصراعات ما هي إلا صورة مصغرة عن وطن بأكمله تتجاذبه وأبناؤه قوى وأحزاب وجماعات غير معنية معظمها في البناء والنهوض فالكثير يقاتل ويفاخر أيضاً بسعيه للابتلاع والنهب على مرأى ومسمع الجميع..ينهبون المدارس والمشاريع والشوارع والكهرباء والبلديات والمؤسسات والوحدات الإرشادية والزراعية والجمعية والناحية و...(يستأثرون بكل شيء السيارات القلابات والأراضي والعباءات المخرجة والفيلات ) ص129
قلة هم المعنيون بالنهوض والبناء والجميع الجميع يناصبونهم العداء.

*سلامة..في النهاية..الموات الكبير
إن نهاية سلامة على هذه الشاكلة يمكن أن تطرح أكثر من تساؤل على الصعيد الفكري والاجتماعي الذي اشتغل عليه الكاتب..نهاية التراجع والتخلي عن رؤية إصلاحية نقدية كانت سائدة وعمل على تكريسها في مرحلة ما..يبقى يتعنت وينعب كغراب أعصم أو كلقلق أصبحت ساقاه معقوفتان ومنقاره أيضاً في زمن جفاف المستنقعات.
سلامة يصاب بحالة انهيار مريع أمام المثل العليا في النفوس والقيم والأخلاق والشرف والدين ليتحمَّل كل هذه انكسارات في عقله وقلبه وحواسه(ما هو كفيل بقاءك بعد اليوم وأنت الذي احتمل كل بعوض المستنقعات والسحالي والتهديدات بالإلغاء ألف مرة ؟لأنك واثق بأن في الصيور عينين ما تزالان دعجاوين تحفظان صورتك فيهما كلما أطبقتهما)ص190 .
سلامة المنكسر والمحاصر والمطارد والمصنف كعدّو لأهل الصيور بعد أن كان هو الأهم والأميز في عيون حتى من ليس بصفه لأنه لم يؤسس نفسه وحسب بل أسس الصيور,فهو أستاذهم جميعاً..مكانه في صدر أي بيت أو مضافة يدعى إليها..سلامة المحاصر المطارد......ضغوطات حادة مورست عليه وساهم بها العديد من المقربين المتنفذين والمستفيدين من الترهل والفساد, ألبوا العوام عليه وعلى المدافعين عن الحقيقة ..ضغوطات قادت أصحاب المواقف الوطنية إلى الانسحاب رويداً رويداً ومنهم من انسلخ بالكامل عن تاريخه وتحول إلى مدافع عن نهج أعدائه السابقين ونعت رفاقه وفكرهم بالجمود..تحول إلى متعهد بناء ومشاريع ,هذا الانسحاب من المجتمع وقبول الهزيمة من غير معركة ساعد في إتاحة الفرصة للانتهازيين وأصحاب المشاريع والتعهدات لبسط سيطرتهم على المجتمع متمادين على الحرمات العامة والخاصة..سلامة الصامد حتى الانهيار الكبير حتى سقوط النقاء والبياض الكثيف في براثن الغدر والسواد والخيانة (كنت أنتظر خيانة العالم, فالخيانة موضة ,إلاك , سأنزعك من دمي , سأصحو وسأخيط من شروشك المعتقة مشنقة لك, كل عنادي ورجولتي مقبورتان فيك)(سأعيد للصيور رونقه و أهيل عليك النسيان وهذا وعد من أحب الناس إليك)ص190
حبه لأنعام الذي امتد عقوداً بالصورة النقية البريئة التي خزنها لها وخزنتها , مزقتها الخيانة وذرتها رياح الغدر والسفالة...
هذا الحب تحول إلى حقد على كل شي(أما مع أنعام فأنا أحتاج لعواء بارودة بألف فوهة) ص193.
إن حالة الغليان الداخلي التي سببتها رؤيته الأخيرة للفاجعة فيما يقضي لياليه بكتابة أشعاره لها(بأجمل ساقين عاريتين), شعر كأن كل لوائح الأرض والسماء تتحول إلى بصقة باردة لزجة..العالم انكب على وجهه) ص 188 .
أنعام أيضا زوجة صديقه نايل الذي ترك له الوطن وهاجر حتى لا يورثه التردد زاعماً أن (ستكون أقوى بمفردك يا سلامة )ترك له إنعام وابنتها أمانة في عنقه وحثه على تحمل مسؤولية تلك الأمانة من خلال الرسائل المفعمة بالحب والحنين لهم ولكل الصيور وهذا ما زاد سلامة إصراراً على تحمل الأمانة وحمايتها نظيفة كما تركها وعرفها نايل (لا تتقاعس في زيارة عائلتي بالنيابة عني , حدق في عيونهم كلهم وهذا يكفيني ) ص171.
من سلامة ومن نايل ومن وضاح ؟(محروس) ومن الصيور من أبو كشرة من سعد الدين والأستاذ عساف ومدرس اللغة العربية ؟

*من قضايا الرواية التي ناقشتها
من القضايا الهامة التي ناقشتها الرواية والتي يمكن أن نركز عليها قليلاً أو ندعو للتركيز والتأمل فيها هي ظاهرة التدين ,بمحتواها أو مستواها المذكور في متن الرواية ..حالة أو ظاهرة هي منعكس حقيقي لواقع امتلأ بها وتفنن بإظهارها وكأنها خارجة من عباءة الكفر والعهر والخيانة وكل حالات إغضاب الله ورسوله , وتتناقض مع البديهيات التي أتت بها الديانات السماوية وحتى غير السماوية التي تمتح تعاليمها من السماوية أو العكس..ومع البديهيات التي ولدت وتولد الفكر السليم عند الإنسان الحقيقي المحب .(والله يا حاج خطاب يا أبا سرور أنا لا خيرات لدي ..الخيرات عند سرور وأنت حجيت مرتين وتعلم ذلك من مال حرام بعد ثلاثين وأكثر من مقارعة الأعراس , أنا لا أعيرك ولكن دعني أوضح , الآن , لو صرت مؤذناً للمسجد فأنت لن تتبدل عندي) ص 154 .
محاولات تضييع المجتمع بعباءة أو لحية أو عمامة أو ركوع وسجود وسجادات صلاة وإحياء موالد وو..الخ فهم يختزنون بدواخلهم كائنات أخرى معجونة بالعهر والكفر وبالقتل لمجرد اختلافهم بالرأي معك , نجحوا وينجحون (ما كان يخطر بالبال أن هذه الجماعة الوادعة بالمسجد مدرعة بأنياب جارحة) ص156.
يبيحون دماء عباد الله وينسجون القصص الكاذبة لتبرير فعلتهم وللأسف أيضاً يجدون بنية اجتماعية لنشر ثقافتهم هذه , ثقافة القتل ويعمل أفراد البنية على تبنيها (اجتمعوا واتصلوا , كأن الناس اتفقوا على التشنيع بالقتيل لا لفقر وبؤس عائلته لكن لأن الله ساق لوالديه من يخلصهم منه , وشهد الناس وتبرعوا بالتفاصيل على عقوق الميت بأهله وضربه لوالده وأمه أيضاً ) ص156.
(أضاف أبو كشرة جملة وربت على كتفه وهو يقول له متعجلاً أختم الضبط الآن أنا مستعجل لألحق بصلاة الجماعة ) ص164.
وحتى تعامل المراهق مع الدين يعكس كما قلنا ثقافة اجتماعية سائدة, بالاعتقاد بان هذه التراتيل والقراءات كفيلة بالإعادة الفورية على السلوك والنهج القويم(نفخ في كفيه و راح يقرأ آية الكرسي تحت اللحاف , نبقت عليه من سدول العتمة ساق أم صالح ...أكثر من شبر ...زجر أخيلته السارحة في حرمة الصورة , حاول أن يتذكر الفقرة التي وصلها في الآية , اضطر أن يعاود من البداية..الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة و........) ص 25.
تناول هذه الظاهرة من قبل الكاتب فيها جرأة وقد ناقش العديد من الكتاب والمفكرين هذه المسالة وخرجوا بنتيجة أكدها ضمنياً الكاتب , وما رأي الباحث فراس السواح في هذه الإطار إلا نموذجاً فالباحث فراس السواح في مادته المنشورة مؤخراً في ملحق الثورة الثقافي العدد/511/تاريخ 23/5/2006م ,حين قال : (هناك رأي يتبناه معظم الناس في أصل الحس الديني عند الإنسان مفاده أن هذا الحس نتاج موقف عقلاني داخلي من العالم ومظاهره وأن التفكير في ضرورة هذا العالم من خلال ما نلمسه من تتابع سلسلة الأسباب والنتائج وتربطها هو ما يجعل المفكر فيه متديناً ولكن الأمر كما يبدو لدارس الفكرة الدينية ولكل من يستبطن بصدق أعماق نفسه هو عكس ذلك فالدين هو موقف عاطفي من العالم وليس موقفاً عقلانياً تأملياً ".

*الجماليات الأسلوبية
وننتقل إلى جانب الجماليات الأسلوبية في التعبير الفني عند عبد العزيز الموسى فقد اشتغل ملياً على الأسلوب متكئاً على ظاهرتين ماتعتين هما الجملة الحكائية أولاً والتي كما قلنا تعكس انغماسه ببنية اجتماعية حكائية ثرية ..الشعرية ثانياً التي عكست شاعرية وشعرية هذا الكاتب , كما كان لوعيه الفلسفي للكون والحياة فسحة من التألق عكسه من اختصاصه سواء في الدراسة أو التدريس.
نبدأ بالجمل الحكائية التي منحت النص متعة وقابلية المتابعة وجعلته قريباً للمتلقي وسهل التناول..
• من شهرين أو ثلاثة لم أرى حذاءً لأحدهم في عتبة بيتي ص134
• هكذا تنام مع عشرين كيس تين؟ ص172
• من غيرك يطوي الصيور تحت إبطه ؟ ص181
• بعيني شاهين المشقولتين كأعين الجدايا ص46

أما الشعرية عند الكاتب في روايته هذه فتتعدد ما بين الجملة الشعرية من جهة وبين الحالات الشعرية عند شخوص الرواية من جهة أخرى وأيضاً في الصورة المتقدة البكر المولدة والمتولدة من تلك الحالات الشعرية المكتنزة كصور شعرية مدهشة .
• أي وأمك من الصيور ما تزالان تحملان في عيونهما المرمدة عتمة المغائر ولقمة الشعير.
• حدق في عيونهم كلهم , يكفيني- تفقد أزقة الصيور وعجائزها المتكومات على أعتاب دورها ص71.
• سأنفعل كما أشاء..وسأثقب وقت أريد كل هذه الأسوار التي ترفعونها عالياً ص140 .
• تشرين يسف الأتربة ص178 .
• رسالة نايل إلى سلامة كلها شعر – لا يختزل انفعالاته غير موال كافر يكاد يطفر من جلدي ص171.

أما الحالات الشعرية والتي أنتجت نصاً مخضباً بالشعر من خلال اشتغاله على حالات الناس وتفاعلاتها مع منح الأمكنة الدور الهام في تصعيدها وتوهجها شعرياً.

• اجتماع رجالات الصور في ليالي الشتاء ومواويلهم وأحاديثهم .
• حب سلامة لأنعام – براءة روضة وشعوره بالأمان ما إن يراها – غربة نايل.
• حالة والد سرور عندي رسوب ولده وموقفه الحضاري الذي يحمل الكثير من الألم والحسرة المندغمة بالحنية والحميمية من جهة و بالتحفيز وبث الأمل من جهة أخرى.
(قال له والده وعينه ترغرغ بالدمع : ستنجح في السنة القادمة إن شاء الله وسأغني لك في العام القادم حتى يبح صوتي وترقص الصيور كلها ) ص93.
كما كان الروائي أظهر قدرة عالية على التوصيف الجميل لكل حالات الخوف – الموت – الهلع – وللأماكن وحيثياتها لدرجة أنسنتها وتحويلها إلى كائنات تشعرك بتحركها و وجودها التام , إضافة إلى اشتغاله على الانشغالات الذهنية والتوتر والقلق وحالات الموت والهلع, يمكن القول أنها تجلت في قول أم تامر لحظة موت زوجها رئيف (لم تتجرأ على أن تدير رأسها نحوه ولم تستطع أن تمنع نفسها من البكاء بصمت وهي تضم تامر لصدرها آملة انقشاع ريبتها المريعة..نادته راعشة الصوت..لأول مرة تمنت أن يرد عليها) ص86.
وأيضاً براعته في توصيف للأمكنة كمفردات تجلي في مواضيع عديدة منها تصويره الفني لبيت أمه..سباب الدار المشقوق والمخلّع , جذع توته مخلوع وملقى في الحاكورة..الخ وكذلك وصفه لأم طلال وهي تخبز على التنور والمراحل المتبعة والرشيقة...توصيفه الشهواني لأم صالح وحالاتها واضطراباتها ومحاولاتها جره إلى حقولها الغضة..توصيف جني محصول التين الخ , وتجلت في الرواية أيضاً الجمل العديدة ذات الطابع الفلسفي مما تعكس وعياً تخصصياً مثل: الخوف يجلس بجانب الجنون – إذا استبد الخوف بالناس يصبح هو المتكلم ص157 – إصلاح السفيه سيوقع بالجهالة ص123- تنمية الاحتمالات يعطل المقدرة ويشلها ص22- العقل أسرع الفارين من عصاه , وما من عقل وعصا يجتمعان – الكره فاعلية آكلة ص44

*الحراك السياسي
يمكن القول أن الرواية تناولت مراحل سياسية خصبة (الخمسينات والستينيات)وظهور الأحزاب والقوى السياسية من ( ناصريين , بعثيين , شيوعيين , أخوان مسلمين..الخ)
وحراكها السياسي ,وتطرق العمل إلى أحداث سياسية هامة (الوحدة بين سورية ومصر – الانفصال
- التحضير للثورة ,ثورة الثامن من آذار في سورية – ثورة آذار في العراق )مرحلة عراك وحراك وأحاديث عن الفقراء والطبقة الكادحة والوحدة والمصير والتحرير , مرحلة العمل في استقطاب حركة الجماهير والإعداد لأحداث هامة وكيف آلت هذه الأفكار والرؤى إلى أوهام وسقوطها عملياً تحت أصوات و أسواط المصالح والعقارات والمشاريع والتعهدات..الخ



*علاقة سلامة بأمه
ليمنح الروائي علاقة سلامة بأمه الأمداء و الأنداء التي تربط النساء الريفيات بأولادهن (شوق- قلق – خوف) بل عل العكس رأت أمه بأنه لا للسيف ولا للضيف ولا لغدر الزمان , وبالمقابل سلامة لم يجد في أمه ما يكافئ مشاعر شوقه الذي حمله نحوها ..إذن علاقة سلامة بأمه في حالات كثيرة تذكرني وتعيدني إلى بطل رواية موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح وعلاقته بأمه , وبحالاته النفسية أيضاً, يقول الطيب صالح في روايته على لسان بطله: ...لست كبقية الأطفال في شيء , لا أتأثر بشيء , لا أبكي إذا ضربت , ولا أفرح إذا أثنى علي المدرس في الفضل ولا أتألم لما يتألم له الباقون..وقال في وداعه لأمه حين السفر :...كان ذلك وداعنا لا دموع ولا قبل ولا ضوضاء ..مخلوقان سارا شطراً من الطرق معاً ثم سلك كل منهما سبيله , لم يلوح لدي أحد بيده ولم تنهمر دموعي لفراق أحد ..
هذا هو سلامة أيضاً ضمن هذا الجو من حيث العلاقة بأمه ونظرته لذاته وللآخر.
الغراب الأعصم ..عمل روائي اعتمد فيه بنائيته على محور أساسي من حيث الأحداث وتراكيبها وتفاصيلها , محورها سلامة , فنلاحظ التركيز والتأكيد على فعله والإمعان فيه منولوجاته الداخلية الكثيرة , حيث عندما يونس الكاتب أمكنته بفنية عالية ويمنحها الحركة والروح والألق يكون ذلك بحضور سلامة , شخصيات عدة في الرواية ولكن لا يمنحها فعل التأسيس لمشهد أو حدث مغاير ..ربما يعزى ذلك إلى محدودية المكان الذي لم يتجاوز (الصيور – حماة) و محدودية العمر الزمني الذي ناقشه العمل .

*في الختام :
رواية الغراب الأعصم تبتعد عن الفنتازيا والتخييل , عمل واقعي بامتياز , يمتح تفاصيله وأحداثه من بيوتات وساحات وقبور القرية .. الواقعية التي يحاول عبد العزيز الموسى أن يوجه من خلالها صدمة قوية ليقول لنا هكذا نحن , هذه مدننا وقرانا و مؤسساتنا وأهلنا وأصدقائنا ..هذه هي الحقائق والوقائع البينة بكل وضوح يضللوننا ويقلبون الحقائق والوقائع كما يريدون لها أن تكون ..ويكون لهم ما يريدون من قاع وغطاء شعبي ورسمي وهذا ليس غريباً عن التاريخ..فأصحاب المال والجاه لهم الغالبية الغالبة , وأنوه هنا أن المال يصنع الجاه في كثير من الأماكن أما أصحاب الفكر والحق قلة .
والعامة تمشي معها أو أمامها أو خلفها..
هذه حي حالاتنا , تنامي في تيارات الفساد وخلق برامج ومناهج لها مما أرهق المواطن والوطن, ومن جهة أخرى التنامي في التيارات الدينية وتشعبها فازداد والتعصب وحالات الحصار المفروضة على الإنسان بهدف إلباسه اللحية وسجادات الصلاة ورسم ملامح طريق واحد يصل بين بابين .. باب المسجد وباب البيت .
هذا التنامي جاء نتيجة فشل وغياب الأحزاب والتيارات السياسية اليسارية التقدمية الوطنية والمشاريع القومية التي إن وجدت , فهي مقرونة ومربوطة بالأنظمة والحكومات .
غيابهم نتيجة القمع وغياب الحريات , ولد الفساد والتطرف , يعزز فكرة الفشل الذريع الذي ألحق بالأحزاب التقدمية والمشاريع القومية والذي انعكس على عطالة أصابت في بعضها الفكر والعقل, فعندما يدعى شيخ أوإمام جامع من قرية نائية للمشاركة بمحاضرة في مركز ثقافي بأي مدينة نلاحظ أن عدد الحضور خارج القاعة أكثر مما بداخلها بغض النظر عن موضوع أو عنوان المحاضرة .في حين نرى ندوة يشارك فيها كبار المفكرين ورموز المنظرين السياسيين على المستوى العربي أن عدد الحضور لا يتجاوز رغم الضجة الإعلامية عدد كراسي مركز الندوة المعقودة فيه .. ما الذي يعكسه كل هذا؟ وكيف نجحت تيارات التطرف والفساد وانتشرت حتى أضحت ظاهرة أو سمة عامة من سمات المجتمع ...!؟وكيف تراجعت وفشلت الأحزاب الوطنية التقدمية ..!؟ألم يتأت هذا في ظل غياب الحريات والديمقراطيات العامة ..!؟
أسئلة وأسئلة..!؟
فلا بد من النهضة ..
والنهضة كما ذكرها الدكتور حسن حنفي في كتابه (التراث والتجديد) هي سابقة للتنمية وشرط لها ..كما الإصلاح سابق النهضة والشرط له.

*ختاماً
علينا أن نعيد طرح الأسئلة الكبرى والهامة في إطار هذا العمل و منعكساته ..
من سلامة ومن نايل ومن وضاح (محروس)...
من الصيور..ومن( أبو كشرة )
ومن سعد الدين والأستاذ عساف ..ومدرس اللغة مدرس اللغة العربية ..
من بهيج – سرور – شاهين ...من ومن
لنطرح الأسئلة لنحدد موقعنا و ...
نهضتنا القادمة





#عباس_حيروقة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الدين و العقل, و الأسئلة الأهم ؟؟


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس حيروقة - صدامية الغراب الأعصم. للروائي عبد العزيز الموسى ...و أسئلة الواقع