أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - مصالحة وطنيه بعيدا عن الكتاب و المثقفين














المزيد.....

مصالحة وطنيه بعيدا عن الكتاب و المثقفين


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 849 - 2004 / 5 / 30 - 09:29
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


عندما قام ماو تسي تونغ بما أسماه بالثورة الثقافية سخر كل الطاقات الثقافية و الاعلامية لذلك الغرض وإشترك فيها لا بل أجبر الجميع على المشاركة في تلك الحملة الوطنية فزج فيها المعلم و الكاتب الى الفلاح و العامل. هذه الثورة حققت البعض من أهدافها نظرا لمشاركة جميع فئات الشعب الصيني فيها ولكنها فشلت ولم تستطع تحقيق الاهداف التي بدأت من أجلها لأنها لم تكن حرة و كانت مفروضة من السياسيين والحكام والحزب.
في العراق و بعد سقوط صدام حاولت بعض الاحزاب و القوى العراقية وسلطة الائتلاف و مجلس الحكم، البدأ بعملية سميت بالمصالحة و المصارحة الوطنية. وشكلت لهذا الغرض أدارة و هيئه خاصة ومسؤولين و صرفت أموال و حددت وظائف. وعقدت لحد الان إجتماعان موسعان في أربيل لهذا الغرض وأخر مشابه لهما في بغداد . شاركت فيها العديد من الاحزاب السياسية و ممثلي المنظمات و بعض الكتاب و المثقفين والذين أغلبهم محسوبون على الاحزاب السياسية أو هم من أصدقاء الاحزاب و المنظمات والحكام الجدد.
هذه الاجتماعات حللت للحزبيين ومن لف لفهم وحصلوا على حصة الاسد من المقاعد وحرمت على الكثيرين من العراقيين وبالاخص الفئة المثقفة من الشعب العراقي في داخل الوطن و خارجه.
لا ندري هؤلاء عن أية مصالحة أو مصارحة و طنية يتكلمون في الوقت الذي لم يشارك في إجتماعات هيئتهم و مؤتمراتهم سوى قلة قليلة من الاشخاص و غالبيتهم من منتسبي الاحزاب و الاطراف السياسية. مع إحترامي لكل المخلصين الذين شاركوا بروح وطنية خالصة في هذين المؤتمرين اللذان عقدا في أربيل.
أن المصالحة الوطنية و الوئام الوطني و التلاحم الاخوي ونبذ الاحقاد الطائفية و القومية و سيادة روح التسامح، لا يمكن أن يتتحقق في العراق دون مشاركة الادباء و المثقفين و الكتاب و الصحفيين العراقيين المستقلين منهم و الحزبيين والعائشين منهم في داخل الوطن و في خارجه و كذلك مشاركة جميع أفراد الشعب على أختلاف أفكارهم و مبادءهم ولا يجوز حكر وحصر مثل هذه العملية الحساسة على فئة معينة دون أخرى، إذا أراد لها النجاح. أما أذا كانت العملية مجرد حملة أعلامية فارغة من أي مضمون فهذا بحث اخر. ولا أعتقد بأن الشعب العراقي ينقصة دجال أخر أو دجالون من العملة الاجنبية الملطى بالدجل المحلي العراقي.
إن الكتاب و المثقفين هم الذين يشكلون منبع الفكر و التغيير في كل المجتمعات وفي أعتقادي فأن بعض الاحزاب السياسية و كتابها أيضا هم من مشاركون في صنع التفرقة و الاحقاد بين أفراد الشعب العراقي فكيف سيستطيعون محو و إزالة تلك الاحقاد دون مشاركة الكتاب الوطنيين و المخلصين لروح التكاتف والتعاطف والتسامح بين أبناء الشعب.
أن أستبعاد المثقفين و الكتاب عن عملية المصالحة هي كأبعاد الروح من الجسد وأية عملية مصالحة وطنية بعيدا عن الكتاب ستكون ميته و عقيمه.
قد يكون التحزب الضيق الافق مفيدا لبعض الاشخاص و الفئات لبعض الوقت و لكنه سم قاتل لأية عملية مصالحة وطنية وسوف لن تكون سوى رقصا على ذقون الابرياء من أبناء الشعب العراقي وفشل هذه العملية ستكون لها أثارا سيئة على نفوس الشعب ويطقئ بصيص الامل في اصلاح نفوس وعقول الذين افسدتهم الفكر الصدامي بكل ابعادة وأشكاله. لذا يجب ان تغير لجنة المصالحة الوطنية هذه من سياساتها التحزبية الضيقة وتفتح الابواب على مصراعيها أمام مشاركة الكتاب والمثقفين و الادباء في هذه العملية. فعملية المصالحة الوطنية والمشاركة في مؤتمراتها هي ليست منصب لرئيس للوزراء أو وزير أو حتي مدير عام كي يتصارع هؤلاء عليه و يحتكرونه وهو ليس منصبا سياسيا بحتا كي يدخل في الموازنات الحزبية. فالقومي المتطرف و الطائفي الحاقد و المذهبي المتزمت والصدامي القاتل لا يستطيع التصالح لا مع ذاتة و لا مع غيرة.



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العتب على العتبات و الرقود قي المراقد
- الحنين الى زمن الجواري و الطلاق بالجملة
- إعدام (حمورابي) في ساحة التحرير
- كردستان- ذلك الجيب الارهابي و العميل
- لماذا لم تحاصرأمريكا القنوات العربيه بدلا من الفلوجه؟؟
- إنتفاضة- القنوات العربية، هل ستكشف المستور!!
- دكتاتوريه مذهبيه حد العضم
- بابا نوئيل- لم يتجرئ الظهور في أكثرية المدن العراقية!!
- عدوى معادات الكرد إمتدت لتشمل العراق بأكمله
- مدير تربية كركوك ماذا فعل بالطلاب الكرد
- الكاوبوي الامريكي في (تورابورا) القرن الماضي
- الكرد ضمنوا عدم التدخل التركي ولكنهم يريدون عراقاَ مستقلا
- التنسيق المعلن بين بعض القنوات الفضائية والارهابيين المقنعين
- حق تقرير المصير لكل الشعوب العراقية في إستفتاء شامل
- لو كانت مدينة النجف الاشرف بجوار السليمانيه!!!
- أمريكا الخاسر الاكبر من مجيئ القوات التركية الى العراق
- قراءة التأريخ على الطريقة الصدامية
- من أقل شرعية، مجلس حكم العراق أم أغلبية حكومات الشرق الاوسط
- إستكراد الكرد بات صعبا
- كلنا عراقيون ولكن ...!!!


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - مصالحة وطنيه بعيدا عن الكتاب و المثقفين