أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - رواية زمن الانتباه - ابو يوسف















المزيد.....

رواية زمن الانتباه - ابو يوسف


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2794 - 2009 / 10 / 9 - 01:07
المحور: الادب والفن
    


1-
صباح محفور في الرأس, والأشياء, المحفورة في الرأس الأشيب كثيرة.. ودولاب العمر يدور, ليل ونهار.. صيف وشتاء, وها هي ريح الشتاء تصفر, تفح من شقوق باب الغرفة مع ضوء الصباح انسل مجهداً, والجسد عصرته الأيام يلتمس الدفء.. تقدم العمر, وشح النوم, النوم هجعات غفوة يعقبها أرق.. وفي الغفوة حوّمت أطياف حلم امتطاها يوسف جاء في الحلم عابساً, ملامح وجهه خشنة, وعيناه مفتوحتان على آخرهما, يدق في الأركان كمن يبحث عن شيء ضاع منه, تموت الغفوة ويصحو على وخز حاد في سلسلة الظهر وشخير أم يوسف المتعب, يتمنى غفوة أخرى, يغمض عينيه على تهويمات تتصيد الم من جديد, المحاولة عبث, القلب يدق والشوق جامح, وطرقات متتالية على باب الدار, الضربات قوية لحوحة طردت بقايا النعاس, لف جسده بالبطانية وفتح واندفعت أخته أم مسعود.. يا ساتر يا رب, همدت العجوز على الأرض, وتخلصت من حملها دفعة واحدة:
- أخذوا سميرة يا خويا..
تيبس ورقصت شفتاه, سحلت البطانية عن بدنه, دقت أم مسعود صدرها, وصرخت:
- أخذوها الليلة.. يا كبدي يا ابنتي..
وغابت مع نشيجها, وسقط حنك أبي يوسف, وانخرعت أم يوسف في فراشها, تأتأت ومات لسانها في فمها, وتجمع الأولاد حول عمتهم مبهورين.. تمتم الرجل منكسراً:
- لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.. يا رب ألطف.. حتى الصبايا.. بناتنا, لحمتنا تنكشف وتتعرى.. زمن كافر حكّم الكافر فينا..
واندلق ألم كبير في قلبه, أشاح بعيداً عن أخته, وارتعشت ذقنه.. متى كف عن ضربها على أصابعها الطرية تحبباً.. البارحة جاءت إلى الدنيا.. كبرت.. والبارحة مضى عليها سنوات.. والسنين محفورة في القلب غصات.. يتذكر يوم مرض أبو مسعود انسكبت دمعة كبيرة على خده رشفها وتمتم " البنت أمانة في رقبتك يا أبو يوسف " كان الرجل يرى نهايته, أيام وودع, وكبرت البنت, وكبر الحزن على اليتيمة, واليوم تكبر الدمعة التي ذرفها أبو مسعود, تترسب في أغوار القلب, يحبسها حتى لا تصعد أمام أخته التي تكومت على الأرض.. وريح الصباح الشتوي تخر في العظم.. ترتجف الشفاة وتزرق, وجمود المفاجأة أنساهم جمود الأطراف.. نهنهت أم مسعود, ودقت صدرها:
- علّموا على حيطان الدار..
حيطان الدار.. نسف الدار.. خراب البيت, وأخذت تتلوى:
- دعسوا في بطنها وطفحوّها الدم, لف ابن الحرام شعرها على يده وخبط رأسها في الحائط.
هزمته الدمعة, بكى,يعرف كيف يرتطم الرأس الآدمي الجدران, ويعرف ما هو الركل والدعس في البطن, وصعد على دمعته:
- متى أخذوها؟
- بعد نص الليل.. على دمعة الديك, سحبوها من حضني الله يسحبهم من الدنيا بجاه النبي محمد الحبيب.
في الليل سحبوها, وفي الليل تهدأ الدنيا, وتنام الشجاعية, لكن الأنفاس المؤرقة لا تنام, تترقب الحياة في سكون الليل وتنصت لخطى تعرفها.. وكعادته يتفقد أبو يوسف الدار قبل أن يأوي إلى فراشه.. وعلى عادتها تسهر سميرة مع دروسها في غرفة الأولاد.. لا تهون عليه عيناها المحمرتان من طول السهر, يلاغيها:
- قومي يا خالي والصباح رباح, هو رأسك عليك ببلاش!
تهدده بدلال طفلة لم تغادر حضنه بعد:
- والله ما أرجع عليكم, أنا شارة من أمي في المخيم دائما خائفة من السهر.. كلها بقية السنة ونخلص وتأخذ الشهادة
- الله يوفقك وتشدي خاطر أمكِ.
وكعادتها تمكث يومين أو ثلاثة وتشتاق لأمها والمخيم, لو بقيت عندهم, ولكنه قدر ومكتوب, وها هي دموعك يا أبا مسعود تتوزع علينا عذابا, لو أنها شاب لهان الأمر, ولكنها صبية وفي سجن الكفرة, وتقطع قلبه على أخته المطروحة:
- يا أختي أرحمي حالك, أنتِ صاحبة أوجاع, بكره ترجع, تلاقيهم أخذوها اشتباه..
يا ريت يا خوي, دقوها حتى شبعوا, سألوها عن ناس كثير, معلمين في المعهد وبنات معها في المدرسة, وكل ما خبطوا رأسها كانوا يسألوها عن واحد أسمه علي منصور:
وانشده كالملسوع:
- إيش بقولي!؟
وهبط على الأرض, لم يعد قادرا على حمل دقات قلبه, واتسعت الأمور في الرأس الأشيب, فالأمر يبدأ من بيت جاره علي منصور المطارد منذ فترة, يختفي في النهار ويظهر في الليل, تنام الشجاعية على أخباره وتصوم على أسراره,.. وتجسدت أمامه جديلة سميرة ملفوفة على ساعد احدهم, لم تفارقه صورة رأس يتطوح في الهواء ويرتطم بالجدار كحجر المقليعة, وتخلق في القلب حزن طغى على ملامح الوجه, صرخ الصغار,وارتفع نشيج أم يوسف, وتخشبت أم مسعود, والصباح يرسل أشعته المجهدة من خلف غيوم داكنة..ودعت الدنيا يا أبا مسعود وأنت خائف عليها.. وهم البنات حتى الممات, والبنت الكبرى تزوجت وأنجبت مسعود وسميرة, أكلها العمر, ورحل عنها الزوج, وارتحل الولد يطارد لقمة الخبز في بلاد الله الواسعة, انفتح له باب الرزق وأغلقت دونه بوابات غزة.. ودار دولاب العمر, ولم يبق من مسعود غير صوره صباه, وبعض نقود يرسلها بين الحين والحين, وقليل من الأخبار تأتي في المواسم مع زوار الصيف, والشعر الأشيب شاهد على دورة الأيام.. خرجت الأخت عروسا من بيت العائلة في المجدل, واليوم تطرق بابه في الشجاعية بقايا عمر وبقايا جسد, ودمع غزير, الأهل غادروا المجدل, وغادروا الدنيا, وبقي أبو يوسف يحصد ثمار المواسم, ويحمل هم البنت وبنت البنت, والمواسم تتوالى.. وفي المواسم والأعياد تقصد أختك, تتذكران من غابوا عن الدنيا, ومن رحلوا ورحلت أخبارهم معهم, تودعك, تقبل يدك وتلهج" يا جمل المحامل يا خوي" شاخ الجمل, وأصبح الحمل ثقيلاً والدهر معاكساً.. والظهر كم حطت علية من أحمال.. وصرخت أم يوسف مذعورة:
- رشوا ماء على وجه عمتكم يا أولاد.

- 2 –
الليل أرق ودخان سيجارة لا تموت, وسعال يشق كيس الرئة, يدق على لوح الصدر, والهم على الصدر ثقيل, والأيام تطوي العمر, والعمر فصول والراحة أمنية عزيزة.. نسفوا الدار, ورحلت أم مسعود بقايا جسد عفش فقير, وصندوق كتب لطالبة كانت تدرس في معهد المعلمات, وصورة تآكلت حوافها وبهتت معالمها, فصاحب الصورة ودع أمه شاباً يافعا إلى بلاد الله الواسعة, وسميرة ودعت أمها وجديلتها ملفوفة حول أيديهم ورأسها يتطوح من جدار لجدار..مضت وغابت معها أخبارها, ومضى أبو يوسف يبحث في كل الأمكنة, يتنصت على الأحاديث دون جدوى.. يتدثر بالبطانية ليلاً. يتنصت على خطوات قد تولد في الزقاق, خطوات يعرفها.. ينتظر أن يد على الباب من يطمئنه, لكن الليالي تمر, والطرقات المنتظرة لم تأتِ.. انحسرت الخطوات في الأزقة, حتى صرر الطعام, الني توضع على عتبات البيوت تعود إلى البيوت مع الفجر.. وسرى همس بين الناس عن مطاردات وحصار, وسرت في الحواري حكايات , والزمن صعب والرجال حذرون, وتهامست الحارة عن مداهمة بيت علي منصور أكثر من مرة, أرعبوا الطفل وهددوا الزوجة, وغادرت الزوجة إلى المخيم حيث أهلها هناك, ومضى أبو يوسف إلى أم نضال, قرأ الخوف على رجل مطارد, يشتد عليه الحصار, ورجع يسأل ويسمع, وكان على يقين أن سيأتي من يطرق الباب يطمئنه, كما طرقه في المرة السابقة.. هي والأيام تعود, والأرق يمتد كما حدث بعد اختفاء يوسف فجأة.. كاد يجن على ولده, جاب الحواري والأزقة والمخيمات, سأل الأقارب والمعارف والأصداء.. بحث في المستشفيات ومشى في كل الجنازات, يعود إلى الدار في الليل, وتبقى سيجارته مشتعلة.. حتى سمع طرقات خفيفة حذرة:
- يوسف بخير خذ بالك من نفسك, لا نبحث عنه.
وقبل أن يطل برأسه من شق الباب مضت الخطوات واختفى الصوت مع الليل.. ويقي ساهرا يغربل الذاكرة عن صاحب الصوت الأليف.. ومرت الأيام وعاد الصوت من خلف الباب:
- يوسف بخير لا تقلق عليه. وهتف ليلتها من الفرحة:
- الله يرضى عليك يا علي.
وصده الصوت حازم حنون:
- بلاش أسماء يا رجل.
هدأ صدره وعرفت جفونه النوم.. في الليل يحدث كل شيء, وفي الليل داهموا الدار وجروه من الفراش ودقوه:
- لازم تسلمنا يوسف.
رغم الدق, كان فرحاً.. يوسف بخير..
- بكره يموت , نحن نعرف مكانه.
وكاد يمد لهم لسانه " قصر ذيل يا أزعر" وسرى الخبر وعرفت الشجاعية أن يوسف مطارد, وأخذ اقلب يدق حتى جاء من يخبره أن يوسف قطع النهرً..
ودارت الأيام ودار معها يوسف.. أخبار مع الزوار, خبر وسلام ومع الراديو أناشيد وبيانات, والأيام مواسم.. وهذه الأيام موسم سميرة.. سميرة لم تقطع نهر ًولا عبرت بحراً.. عبرت الليل جديلتها ملفوفة على سواعدهم, والحصار شديد, والليل ثقيل, وعلي منصور مطارد.. وفي ليلة اشتعلت أصوات, وماتت خطوات, وعلى الإسفلت العريض, ولدت ابتسامات, وصدحت أهازيج الأطفال, وطلع صباح واجم.. وهرولت عجوز تسكن أطراف الحواكير:
- أخذوه.. أخذوه قبل أن يصل الحاكورة.
اللطف يا رب العباد.. الهم الكبير يطرد الهم الصغير.. افتقدت الأزقة معلمها, لكن الحواري ظلت كعادتها تنتظر..

- 3 –
بوابة السجن,أطفال ورجال نساء, شيوخ وصبايا وشبان, والزيارة أول جمعة من كل شهر, الوجوه تتعرف على الوجوه, ينمو الود بين الناس, وتدور الحكايات ويرتفع قرص الشمس, يكتظ الشارع بالناس, الأبصار شاخصة معلقة بالبوابة الموصدة, والكل على ميعاد, الحياة في الخارج تلتقي مع الحياة في الداخل, الأب والأم, الأخ والأخت, العمات والأعمام, والزوجة والأبناء لكل دوره في زيارة الأحباب والعدد محدود.. الصغار كبروا في غيبة الآباء, والرضع الذين كانوا في أجنة في الأرحام خرجوا بعد دخول الآباء دهاليز الأسر اللعينة.. تكبر الأجنة, تحبو ترفس على صدور الأمهات تتمرد على منطق الزيارة.. ترنو العيون وتصعد الأفئدة مع خشخشة مزلاج البوابة الحديدية.. تيسري همهمة, ترتفع أصوات ترجوا الهدوء.. يعلو صراخ الأطفال, تتجاوز بعض النسوة حياء الوقفة في الشارع يلقمن أثداءهن أفواه الصغار, ويرهفن السمع.. دقائق وتبدأ الزيارة.. الفوج الأول.. الثاني والزيارة أفواج, تصطف أمام الطاقات الشبكية, وتتقمص الناس حالات جديدة, تخرج إلى المكان لغة جديدة, ولكل سجين أبجديته يخاطب بها ذويه تحت سمع وبصر السجان.. لغة التفاهم ترفرف, والطاقة حاجز بين الأحباب, لا تسمح لإصبع أن يلامس أصبعاً, تلوح الأيدي تتكلم العيون, فوج يودع وفوج يستقبل, والزيارة دقائق قصيرة غنية, وأبو يوسف يراقب الناس والبوابة, كالعادة تغيب عن العمل, ينتظر ويتعذب مع الناس تحاصره الحكايات.
أيام مضت تومض في القلب.. دبكات المواسم عند مقام الشيخ عوض, وبندقية كانت مهر العروس, بقيت العروس ونفذ رصاص البندقية, واشتد الحصار فأودعها أمانة تحت الجميزة الكبيرة أمام الشيخ عوض, يومها تلبسته حالة ثقة بكرامات ولي الله, وأطمأن على البندقية, وظل القلب يرف, واللسان يلهج, يا حبيبي يا ولي الله, وخرج بيوسف وكان رضيعاً, صار صبياً سأله أمه ببراءة:
- ليش ما عندك أساور مثل جارتنا؟
صمتت أم يوسف لم ترد, ورد هو :
- لأن جارنا ما كان عنده باروده يا يوسف.
عرف يوسف أن مصاغ أمه أمانة لدى الشيخ عوض.. كبر طفل الهجرة الأولى وجاء يوم سمح للناس بزيارة المجدل وانطلق الشاب يوسف يسأل عن جميزات الشيخ عوض, ورجع متورماً, أشبعوه ضرباً عندما ضبطوه ينبش في عرق الجميزة الكبيرة, ظنوا أنه يريد اقتلاعها, وبدأت رحلة يوسف, وها هي سميرة تمضي في رحلتها ولكن في السجن, والسجن في هذا الزمان للرجال والنساء والأطفال, زمن صعب وغريب.. الكل في الدنيا غريب, والغربة ألوان يا قلبي, السجن غربة, والوحدات والجنوب غربة, ومصنع بولجات غربة يومية, والذي يرى هموم الناس تهون الهموم عليه, والناس للناس, وأخته أم مسعود تنسى همومها, وينطلق لسانها يوم الزيارة.. سبحان من علمنا الصبر والنسيان, هو يصبر ويتذكر يوسف كل يوم, ويزداد حضوره يوم الزيارة, وكأنه يصر على زيارة سميرة, ويوسف له في السجن رفاق وأحباء, وله في السجن سميرة وخارج السجن الناس الذين خبؤوه في عيونهم وهو مطارد.. ود أبو يوسف لو يصرخ, من منكم يعرف يوسف, من خبأه, من أطعمه, وها هي غزة تكبر عند بوابة السجن, وها هم الأطفال يتقافزون من حوله, من يدري هل يكبرون والحال على ما هو عليه! سجناء اليوم هاجروا أطفالاً ومنهم من جاء إلى الدنيا بعد الهجرة.. ومرقت به امرأة شابة تضم صغيرها إلى صدرها وتلهث, سألته:
- هل بدأت الزيارة يا عمي؟
- البوابة بعدها مقفولة يا ابنتي.
ارتاحت خطواتها, وأراحت الصغير على صدرها, واشرأبت تستجلي أمور البوابة, وحدث الرجل نفسه, ولدتم في الهجرة, وكبرتم وتزوجتم قي الهجرة, والهجرة صارت هجرات.. وانفتحت البوابة, زعق الميكرفون على أسماء الفوج الأول, ساد الهدوء وتيقظت الحواس لاستقبال حالة جديدة.

- 4 –
البياض يكسو الرأس, وتكتمل السنوات الثلاث, ويأخذ1 الزمن حقه من الجميع, والقلب مشبوح يترقب أخباراً طيبة, والبنت تمضي بقية أيام سجنها, وولد شاب دار مع الأيام وحطت به الرحال بين شعاب الجنوب.. والحياة ترقب وانتظار, تبدلت الأحوال, والشجاعية ما عدت شجاعية زمان, انحسرت الخطوات الرشيقة عن الأزقة, وامتد سكون الليل, صرر الطعام التي كانت تجهز في الليل وتوضع على عتبات البيوت, ما زالت تجهز ولكن زوادة للعمال ليوم عمل شاق, وآذان الفجر صار نذيراً للأجساد المنهكة, حتى تلحق الباصات في مراكز التجمع, وأبو يوسف يسرح مع العمال زوادته على كتفه, والصبية التي عبثت بشعيرات ذقنه كبرت في السجن, وعلمته أن الحياة في السجن باتساع الحياة في غزة, في كل زيارة مفاجآت وحكايات, كل زيارة تطلب سميرة طلباً جديداً.. اسأل يا خالي, اذهب يا خالي.. محمود, أم نضال, والخال أنهكته الأيام, والصغار كومة لحم.. في الزيارة الأخيرة طلبت منه اصطحاب محمود لزيارة أم نضال.. يا خالي ارحميني.. محمود مشغول بحاله وأسرته الكبيرة وأبيه المقعد, وأم نضال لا ينقص عليها شيء, ماكينة الصوف تصرف عليها وولدها والحال مستورة, خذي بالك من نفسكِ ويكفيكِ همومك, كاد يعلن لها عما يدور في خلده, لكنها كالعادة وخزتك:
- بحياة يوسف يا خالي.
وتهدج صوتها, وكادت الدمعة تفز من عينه.. حياة يوسف غالية يا سميرة, يوسف جاب الأرض لوعته الغربة, وحياته على كف الرحمن, يوسف اشتاق لصدر امرأة, تزوج وأنجب ولداً, كم تمنيت أن تكوني زوجته, وها هو القلب يرف عليه وولده وزوجته, واليم يوسف بندقية ورصاصات كثيرة, وآثار كدمات على صدغه الذي تورم يوما تحت الجميزة والشيخ عوض شاهد.. واليوم سميرة عروس خلف شباك الزيارة تحلف بحياة يوسف, كادت الدمعة تهزمه لكنه تجلد واقترب من الطاقة وأرهف السمع لوشوشة سميرة, أومأ برأسه:
- حاضر يا خالي أمرك.







#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سحر التركواز والقراءة الموازية - - قراءة في رواية سحر التركو ...
- في فيافي الغربة - - قراءة في المجموعة القصصية - بيت العانس- ...
- فاتنة الغرة امرأة مشاغبة حتى التعب
- ترنيمة نادل الوقت - نص
- الذهاب إلى بئر الرغبات
- مارثون مفارقات القهر - - قراءة في المجموعة القصصية - إحراج - ...
- على جناح القبرة
- مقهى الذاكرة - نص مشترك
- حكاية الليلة الثانية بعد الألف..- نص مشترك مع هناء القاضي
- تجليات الرغبة في مدار الوردة
- كله تمام يا فندم, وغياب الحقائق
- البراءة في عالم متوحش
- مكابدات الواقع في زمن بعث المراثي
- القمر لا يدخل مدار الهامش
- في جغرافيا ما فوق السحاب
- البحر - قصة قصيرة
- يسرا الخطيب.. وعطش البحر
- شرفة الانتظار
- شظايا آمال الشاذلي وسؤال النوع الأدبي
- مقهى الذاكرة


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - رواية زمن الانتباه - ابو يوسف