أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فاطمة الزهراء المرابط - القاص المغربي بوشعيب دواح... في ضيافة المقهى؟؟!















المزيد.....

القاص المغربي بوشعيب دواح... في ضيافة المقهى؟؟!


فاطمة الزهراء المرابط

الحوار المتمدن-العدد: 2793 - 2009 / 10 / 8 - 20:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


- الحلقة 47–

يقضي بين أحضان المقهى ساعات طويلة، باعتبارها مرصد مهم لالتقاط بعض اللحظات والحالات المثيرة التي تساعده على الكتابة، فهو لا يتوقف عن النبش هنا وهناك ليقدم لنا نصوصا دافئة مليئة بالأحداث المثيرة، ومن أجل تقريب المبدع بوشعيب دواح من القارئ كان لابد من هذه الدردشة القصيرة....

سؤال لابد منه... من هو دواح بوشعيب؟

هو إنسان لا يحب الظهور، صبور، طموح، يريد أن يسلك الطريق خطى ولا يهمه أن يصل هو الأول المهم عنده هو الوصول، من مواليد المسيرة الخضراء، أستقبلته الحياة بصفعة سمعت على اثرها أول صيحة حياة له بأولاد بوزيري في آخر ثقب من جيوب الشاوية، بعض من أيام طفولته ثناثرت في بناية "الجامع" . كان الفراق بينه وبين تلك البناية ذات يوم بعد الزوال حين ضبطه "الفقيه" في حفرة بجانبها مع صبية في عمره في موقف حرج، فأخذها جريا الى أن أستقبلته المدرسه بين أحضانها... وبعد القبض على شهادة الابتدائية كجواز مرور من البادية الى المدينة، استقبلته مدينة سطات على ايقاع التبوريدة والشيخات. هناك بدد كل أيام مراهقته بين الصفوف، السهر في المقاهي، المطالعة في خزانة المدينة...الحياة الجامعية كانت عبارة عن مسرحية عاشها على خشبات مدينة مسرح محمد الخامس.عقد من الزمن مرصع بحبات حب كيميائي بينه وبين تلك المدينة، كما أهدته دبلوما من أعلى الدبلومات مكنه من ولوج الحياة المهنية و هامته مرفوعة... بعد سنوات من النضال المرير في شوارع العاصمة.

كيف تورطت في عالم الكتابة؟

تورطت! كيف تورطت؟ الورطة تعني ضرب من ضروب الهلكة والغموض...وعالم الكتابة لا أعتقد أنه عالم من الهلاك والموت وعالم من الغموض، في نظري أن الكتابة هي عالم الحياة والخلود، هي امرأة ساحرة ، جذابة وهي مهداة لأي كاتب وتستحق المغازلة في أي وقت وحين. أما كيف تورطت بمعنى الدخول الى عالم الكتابة فأعتقد أنني لامست تلابيب الكتابة مند مستوى الابتدائي الثاني، حينها طلب منا الأستاد " عبد الله مزارة" الله يذكره بخير ان لم يقضي هو الآخر نحبه كتابة موضوعا انشائيا حول الطبيعة، فوصفت وسردت جيدا لأنه بحكم طفولتي العروبية وقضاء معظم أوقاتي بين العيون و الحقول ، فكل زملائي وزميلاتي ردت إليهم أوراق تصحيح الموضوع الانشائي إلا ورقتي ومن تم اعتقدت أني ولجت عالم الكتابة. والتقائي بالمرحوم العربي باطما بالمركب الثقافي بسطات وبحكم أنه ينحدر من نفس القبيلة أولاد بوزيري، تجاذبت معه أطراف الحوار وكتب لي في ورقة صغيرة لأنه صراحة لم تكن لدي نقودا لأقتني كتابة الأول في سيرته الداتية "الرحيل"...كما ربت على كتفي و قال لي : " أنت ابن عمي". ربما أصابتني حمى الكتابة بعد لقائنا ذاك. و بحكم عروبيتي وتعايشي في وسط شعبي ما يميزه هو صوت العيطة، ذات يوم سمعت الشيخة تقول :" اللي كال كلامو أيسجلو بيدو" أي من قال كلامه لابد و أن يدونه بيده وبنفسه، ربما كان هذا الصوت هو الآخر محفزا من محفزات الكتابة. ناهيك عن الظروف التي تدخل في صناعة الشخصية، وملاقاة كتاب ومفكرين مغاربة وعرب وأجانب من العيار الثقيل.

كيف تقيم وضعية الثقافة خلال الفترة الراهنة؟

إذا أخذنا كتعريف للثقافة أنها هي المخزون الحي في الذاكرة كمركب كلي ونمو تراكمي مكون من محصلة العلوم والمعارف والأفكار والمعتقدات والفنون والآداب والأخلاق والقوانين والأعراف والتقاليد والمدركات الذهنية والحسية والموروثات التاريخية واللغوية والبيئية التي تصوغ فكر الإنسان وتمنحه الصفات الخلقية والقيم الاجتماعية التي تصوغ سلوكه العملي في الحياة فيبدوأن الثقافة المغربية ليست صحيحة سليمة جامعة، تنتج حضارة قائمة بذاتها. فبرامجها الرسمية غالبا ما تكون مستوردة كاستيراد الأفكار والمعتقدات والفنون والقوانين. لدينا أعراف وتقاليد وحضارة ولغة و بيئة تساعد على الابتكار والإبداع، لكن المسؤولون على القطاع ليست لهم رغبة في الثقافة والتثقيف والمثقف أيضا فهو مجرد عامل تشويش على برامجهم المستوردة. المثقف لدينا لا تكونه الا الظروف ولا نتكلم على أفكاره الا بعد موته. وهذا لا يمنعنا من القول أن المثقف يؤثر في السياسي من خلال العمل والإنتاج الفكري والنقد والاحتجاج والضغط الجماهيري.

ما هي طبيعة المقاهي بطاطا وهل هناك اختلاف بينها وبين باقي المقاهي الأخرى؟

المقاهي بطاطا ليست كثيرة كباقي المدن الكبرى الرباط مثلا. وما يميز جلها هو البساطة وما تقدم لك من كؤوس الشاي الصحراوية والتي لا تحلو بعد ارتشافها الا اذا كنت هناك، تلك الكؤوس التي تروي تاريخ بنبرة ثقافية. ومقاهي طاطا مقارنة بمقاهي العاصمة لها طابع خاص، هناك يمكن أن تجالس أكبر المناضلين، المقاومين الذين أسسوا المتاحف من مالهم الخاص بعدما أقتطعوا جزءا من سكناهم لذاك الغرض. هناك تجد الكل يحترمك ويقدر مهمتك كرجل تعليم. على عكس ذلك فمقاهي العاصمة مصبوغة بصبغة سياسية، تتميز بالرفاه ولها ضوابط تحكمها. ثمن القهوة يساوي ثلاثة أضعاف ثمن القهوة بطاطا.

ما رأيك في العلاقة الحميمية بين المبدع والمقهى؟

صحيح أن هناك علاقة بين المبدع والمقهى. الحميمية تختلف من كاتب الى آخر .فكتاب كبار أمثال محمد شكري، محمد الماغوط، محمد زفزاف، ادريس الخوري، علي القاسمي، وآخرون كانوا ينسجون علاقات حميمية مع المقهى وكذلك كتاب ينتمون الى عالم الصحافة كأمثال رشيد نيني ،جمال بو دومة، ارنست همنغواي( صحفي و روائي) وآخرون كلهم كانوا يتخدون من المقهى مكانا لكتابة مقالاتهم الصحفية وكتاباتهم الأدبية. مثلا كتبت في مقهى الأوداية المطل على مصب الوادي وفي مقاهي أخرى وكتبت في المنزل. فمخاض الكتابة لا يعترف بالمكان وان كان كرسيا اسمنتيا على الرصيف. وأغلب كتاباتي أكتبها في منزلي بلغة الحاسوب بعيدا عن النادل. كما أنها فضاء مناسب لقراءة بعض الروايات أو المجموعات القصصية، كتب ،جرائد أو مجلات، أو نقاشات تواصلية بينك وبين كتاب ومبدعين وهي مصب لكل من يحمل هم الفكر والآخر.

"صاحبة الجلالة والملكة"، "أمير التسكع" هي نصوص نسجتها بين أحضان المقهى فهل تعتبرها فضاء ملائم للكتابة؟

صحيح أن هذه القصص وقصص أخرى و كتابات أدبية وعلمية نسجتها بين أحضان المقهى الدافئة فهي فضاء للكتابة كما أنها مرصد مهم لالتقاط بعض اللحظات والحالات الشاذة التي يمكن أن تولد كتابات أخرى. كما يمكن أن تدون بعض الأفكار وأنت تتصفح جريدة، أو ترتشف قهوتك، وبعيدا عن المنزل تبقى المقهى فضاءا أخضرا جميلا للكتابة ومكانا حميميا لالتقاء القلم و الورقة البيضاء أو التقاء الأنامل وملامس الحاسوب.

ماذا يمثل لك: القلم، البحر، الحلم؟

القلم: بالنسبة لي القلم له عدة دلالات سيميائية. أدبيا يبقى من بين المقدسات التي يجب علينا احترامها. بجرة قلم يمكن أن تفعل الفضيحة سواءا أكانت ايجابية أو سلبية. فخطوطه تؤدي إلى النجاح والأوسمة كما تؤدي الى الفشل والمقصلة...
البحر: فالبحر كدلك له عدة دلالات تختلف حسب الزوايا.فهوأدبيا يرمز الى العلم و التضلع والتعمق فيه والاغتراف،كما أنه فضاء للتأمل والتفكر، مصدر من مصادر الالهام ومقبرة من مقابر الأسرار...
الحلم: شيء يمكن أن يتحقق أو لا يتحقق، يشغل بال الصغار كما الكبار،ينتمي الى عالم التجريد كما يمكن أن نرى صورته في عالم المحسوسات...

كيف تتصور مقهى ثقافيا نموذجيا؟

هناك بعض المقاهي في العاصمة مثلا يمنع على المثقف الجلوس فيها من خلال اشارات ورموز. مقهى ثقافي نموذجي، فكرة ممتازة. أتصور كل العاملين فيها أطرا مثقفة، تصميمها عربي، خالية من البنايات الزجاجية، تنشط من طرف الكتاب/الأدباء/العلماء/الفلاسفة/... المغاربة من العيار الثقيل يتقاضون أجورهم من وزارة وزيرها مثقف كذلك.



#فاطمة_الزهراء_المرابط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاص والروائي المغربي محمد داني... في ضيافة المقهى؟؟!
- القاصة المغربية عائشة بورجيلة... في ضيافة المقهى؟؟!
- المرأة...الشعوذة اية علاقة؟؟
- الشاعرة والقاصة الليبية عائشة إدريس المغربي .. في ضيافة المق ...
- القاص المصري أحمد رجب شلتوت... في ضيافة المقهى؟؟!
- القاص والناقد المغربي محمد بوشيخة... في ضيافة المقهى؟؟!
- القاص المغربي عبد السلام بلقايد... في ضيافة المقهى؟؟!
- المرأة...الشعوذة أية علاقة؟؟ / الجزء الخامس
- الشاعر والزجال المغربي إدريس الهكار التازي... في ضيافة المقه ...
- الكاتبة المغربية العالية ماء العينين... في ضيافة المقهى؟؟!
- القاص والروائي المغربي محمد فاهي ... في ضيافة المقهى؟؟
- الشاعرة التونسية أمال جبارة… في ضيافة المقهى؟؟!
- نادي -رحاب- بمدرسة أولاد عنتر يحتفي بعيد الأم
- القاصة والروائية العراقية تصدر مجموعتها القصصية - الثابوت-
- مشرع بلقصيري تحتفي بالملتقى الوطني السادس للقصة القصيرة
- القاص والناقد المغربي محمد معتصم... في ضيافة المقهى؟؟!
- الشاعرة المغربية البتول العلوي تصدر ديوانها - تداعيات قلب-
- المرأة ... الشعوذة أية علاقة؟؟! - الجزء الرابع -
- المرأة ... الشعوذة أية علاقة؟؟! - الجزء الثالث -
- المرأة ... الشعوذة أية علاقة؟؟! - الجزء الثاني -


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فاطمة الزهراء المرابط - القاص المغربي بوشعيب دواح... في ضيافة المقهى؟؟!