أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - احمد المحامي - عرض كتاب ( القابض على الجمر :قاسم عبد الامير عجام )















المزيد.....

عرض كتاب ( القابض على الجمر :قاسم عبد الامير عجام )


احمد المحامي

الحوار المتمدن-العدد: 2793 - 2009 / 10 / 8 - 12:31
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


قاسم عبد الامير .............. كتاب بعد خمس سنوات
احمد المحامي
صدر عن دار الشؤون الثقافية مؤخرا كتاب ( القابض على الجمر ) من اعداد وتقديم الدكتورة نادية العزاوي ، وهومذكرات ويوميات الشهيد ( قاسم عبد الامير عجام ) الذي اغتيل يوم 17 / 5 / 2004 ولم يمض على تسنمه ادارة الشؤون الثقافية سوى اسبوع واحد .
ويحمد للدكتورة عملها وسعيها الدؤوب في انصاف الشهيد وتذكير الناس به منذ استشهاده وهو وفاء قل نظيره في هذه الايام .
ولد الفقيد في ( مدينة المسيب ) عام 1945 وهي مدينة صغيرة تحتضن الفرات او يحتضنها وسط غابات النخيل الباسقة التي تضفي بهاءا وجمالا على شاطيئه عند مروره بها . ومن هذا يتلمس اثار النزعة الجمالية التي امتازت بها كتابات الفقيد ، حيث ولد وترعرع وسط ذلك الفيض من الجمال على شاطئي الفرات. وقداكمل فيها الدراسة الابتدائية والثانوية سوى سنة واحدة امضاها في مدينة الحلة .
يحتوي الكتاب على مذكراته عن طفولته ونشأته ثم يومياته التي ابتدأ بتدوينها منذ عام 1966 اي وهو في العشرين من عمره واستمر في كتابتها بكل دأب واصرار .الا ان هناك فترات تتخلل تلك اليوميات دون تدوين ، قد تكون فقدت أو انها لم تدون في الاصل .
استهل الكتاب بمقدمة للدكتورة تضمنت دراسة قيمة للفقيد ويومياته وادبه بصورة شاملة ، والعوامل التي ساعدت على ان تكون هذه اليوميات بين يدي القاريء .
احتوي القسم الاول من الكتاب على الطفولة والنشأة والتي كتبها كمذكرات في مرحلة متقدمة من عمره ، اي بعد تدوين اليوميات . وهذه المذكرات تلقي الاضواء على نشأته ومصادر معرفته الاولى ، بالاضافة الى كونها دراسة اجتماعية وسياسية واقتصادية وفولكلورية عن مدينته ( المسيب ) . وهي تصح ان تعمم لمعرفة الحياة الاجتماعية في مدن العراق في فترة الخمسينات .وان لن تكن كل مدنه ففي مدن الفرات الاوسط وجنوبه في اقل تقدير . والذي يلفت الانتباه الى ان تلك الفترة كانت فترة مخاض سياسي واجتماعي شديد شهده العراق ، حيث نرى انعكاس ذلك على حياة الناس ووعيهم في مدينة صغيرة كـ ( المسيب ) بصورة لفتت نظر الشهيد وهو في مرحلة لم يغادرفيها الطفولة بعد .
تبين تلك المذكرات العوامل البيئية والاجتماعية والاقتصادية بالاضافة الى الاستعداد الشخصي او الفطرة التي بلورت شخصيته ووعيه ، حيث يبدو فيها الشهيد متحفزا في صغره لمعرفة كل ما يسمعه ويراه ويحسه بالاضافة الى مناقشته ومن ثم فهمه . وتبين المذكرات دور المدرسة والمعلمين في فترة الخمسينات في تشكيل الوعي الثقافي والسياسي للطالب في تلك المرحلة المبكرة من عمره ، وهذا ما افتقدته مدارسنا في المراحل الزمنية اللاحقة لاسباب كثيرة ومعروفة .
لقد ورد في مذكرات الطفولة معاناة الشهيد من قسوة ابيه وشدته ، وكلمة انصاف اقولها بحق الوالد وقد ذهب الاثنان الى رحاب الله تعالى ، فقد عرفته عن كثب وكان مثال الوداعة واللين وحسن الخلق ، عرف عنه ترحيبه وتهليله بكل من يقدم عليه بل يسبقه بالسلام عليه . اما سبب تلك القسوة والصرامة التي عانى منها الشهيد ، فيمكن القول ان اسلوب التربية انذاك - ولربما لحد الان في بعض البيوت والمجتمعات – تقوم على الشدة والصرامة حرصا على العائلة من عوادي الايام والاخرين . فقد كان معظم الاباء مثل والد الشهيد في ذلك . بالاضافة الى ان الحالة المعيشية كانت بمستوى لايتناسب مع طموح رب الاسرة مما ينعكس على علاقته مع افراد اسرته . واذا كانت الامور تحسب بنتائجها فان نتاج تلك التربية هو الشهيد واخيه الفنان والناقد والاديب ( علي عبد الامير ) بالاضافة الى شقيقات كريمات مثال في الادب والاخلاق . فلنعم تلك التربية . ويبدو ان حس الشهيد المرهف وذكاءه هو الذي جعله يحس بالمعاناة بشكل كبير .
ومن المواضيع التي اوردها الشهيد تجربته مع الصحافة التي تلفت النظر الى الدور الكبير والخطير الذي لعبته الصحافة في تلك الايام في تشكيل النضج السياسي والثقافي للشهيد ولغيره من الناس ، ولربما يعود السبب الى انعدام اوقلة مصادر الثقافة الاخرى .
وما يلفت النظر ايضا ان الشهيد بدأ بالنشر في الصحف في مرحلة مبكرة من عمره منذ عام 1960 وما بعده في صحف الرأي العام والثبات واتحاد الشعب وصوت الاحراروغيرها .
ولقد بينت المذكرات وعي الشهيد السياسي والثقافي المبكرين والتزامه الاخلاقي . ويمكن ان يفهم من ذلك - بالاضافة الى استعداده الشخصي وذكائه – اثر عائلته عليه ، فقد نشأ في عائلة دينية محافظة مارست الخطابة والتوجيه الديني بالاضافة الى تعليم الاخرين من ابناء مدينته ( المسيب ) رجالا ونساء وفق الطريقة التقليدية ( الكتاتيب ) ومنهم جده ووالدته وغيرهما . وقد امتاز معظم افرادها بالتقوى والتدين مما اثر على سلوكه والتزامه الاخلاقي حتى انه سرد لي في نهاية التسعينات قصة عن زواج جده لامه وهي قصة تشبه الاسطورة لامجال لسردها ، الا انها تبين مصادر التزامه وسلوكه .
اما يومياته فقد بدأ بتدوينها منذ عام 1966 وهذا يعني وجود فترة زمنية بين عام 1959 وعام 1966 لم تغطها المذكرات او اليوميات وان كان ما ذكره عن تجربته مع الصحافة قد القى بعض الضوء عليها . وعند قراءة اليوميات ودراستها يمكن ملاحظة ما يأتي :
1 – تظهر اليوميات المعاناة المؤلمة من ضيق ذات اليد التي كان يعانيها الشهيد حيث كان كثيرا ما يتخلى عن شراء قوت يومه لشراء كتاب او مجلة او صحيفة ، ومدى فرحته بالتعيين الذي سوف يمكنه من شراء الكتب والمجلات ، بالاضافة الى سد حاجة البيت .
2 – خيبات الامل والكبوات التي رافقت مسيرة حياته والتي لم تثبط همته بل كان يتجاوزها ويجعل منها منطلقا لقابل الايام ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
أ . عدم تمكنه من دخول كلية الطب وذلك لتوقيفه ودخوله السجن اثناء الامتحانات النهائية العامة . ومرات عديدة كنا نراه بحراسة الشرطي الذي يرافقه لاداء الامتحانات النهائية وكان ذلك مدعاة اعجاب وترحيب الناس به عند مروره في ( سوق المسيب ) . وقد اهله معدله الى دخول كلية الزراعة ، ولكنه داس على الامه فكان متفوقا في دراسته وكان الاول على قسمه ( المحاصيل الحقلية ) . وبعد تعيينه ادهش الاخرين بجديته وابحاثه العلمية . وقد عرفنا اناسا لم يستطيعوا الدخول الى الكلية التي يرغبون مما انعكس سلبا على حياتهم ومستقبلهم .
ب . المطاردة والتهديد الدائم في الكلية والعمل والبيت بسبب ارائه السياسية ، مما اثر على نفسيته وعطائه.
ج . عدم قبوله في البعثة الدراسية لنيل شهادة الدكتوراه في انكلترة بسبب موقفه السياسي رغم كونه اكثر المرشحين الذين قبلوا كفاءة وذكاءا.
د . واخيرا وليس اخرا - التحاقه في جبهات القتال رغم قناعته ببطلان اسبابه وقد ورد ذلك الموقف في اماكن متفرقة من يومياته رغم حذره لانها كانت عرضة للمصادرة والتفتيش
3 – يمكن القول ان اهم الاشخاص الذين اثروا في حياته ووعيه وفكره هم ( الاساتذة مهدي الانباري واحمد جميل القادر ) في مطلع حياته و ( الكاتب الكبير نجيب محفوظ واستاذ النقد الكبير الدكتور علي جواد الطاهر ) في شبابه ونضوجه .ويمكن ملاحظة تأثير الاولين في تأنقه وطريقة كلامه وافكاره . اما الكاتب ( نجيب محفوظ ) فقد اوردت الدكتورة بصدده ما يغنينا عن الافاضة فيه . وقد كان فخورا بمعرفته عند ذهابه الى القاهرة ولقاءاته المستمرة معه في ( مقهى ريش ) وسط القاهرة والحوارات التي كانت تدور بينهما ، مما انعكس على تأثره وفهمه الواسع لاراء(نجيب محفوظ ) ومواقفه السياسية و الاجتماعية التي ينثرها في ثنايا قصصه . وكنا نفاجأ بالملاحظات التي يسطرها الشهيد على قصص الاديب التي جلبها معه من القاهرة والتي كنا نستعيرها منه حيث لم تكن تصل الى العراق مما يدل على فهم عميق ومميز بالكاتب .
اما تأثره بالاديب الكبير ( د . علي جواد الطاهر ) فكان واضحا وفي اكثر من مجال . فقد كان معجبا به الى حد كبير ، ونرى اثار ذلك في اسلوب الشهيد ، سواءا في مقالاته ام في يومياته ، كالحوارمع النفس واثارة الاسئلة واستخدام ضمير الغائب و الدقة في استخدام المصطلح وغير ذلك مما امتاز به اسلوب الدكتور الطاهر . وقد حفلت يومياته بلمحات كثيرة من ذلك نراها متناثرة هنا وهناك .. مع ملاحظة ان ذلك التأثر غير مفتعل وانما يرد في سياقه الطبيعي ، مما يؤشر طبيعة التأثر الواعي باستاذه ويبقى للشهيد على الرغم من ذلك اسلوبه المميز . ولقد اخبرني الشهيد مرة انه كتب رسالة الى الدكتور الطاهروكان تاثره باسلوب الدكتور واضحا الى حد كبير, مما لفت نظره ، قائلا انه كان يعتقد انه هو الذي سطر الرسالة لنفسه .
4 - مما يلفت النظر في اليوميات ، ولعه وحرصه الشديد على القراءة فهي عنده حاجة يومية كالغذاء فهو في احلك اللحظات والظروف يفتقد الكتاب ، وان لم يجده فجريدة قديمة يمكن ان تعوض ، لائما نفسه لانه لم يصطحب كتابه معه وهذا ما نجده كثيرا في يوميات الحرب ، فهو يجد فيه ضالته ويستعيد فيه توازنه النفسي في تلك الظروف المحبطة والقاسية والمؤلمة .
5 – الاسلوب الادبي الراقي الذي دونت فيه اليوميات حيث ان بعضا منها تعتبر قطعة ادبية باذخة وقسم منها يمكن ان تكون قطعة شعرية جميلة . ومن المؤكد ان الشهيد لم يكن حين دون تلك اليوميات ينوي نشرها حتى يمكن القول بانه تأنق في كتابتها اوتعمد ذلك لاجل النشر . كما يمكن ملاحظة وحدة الاسلوب ورقيه بدءا منذ ان بدأ كتابة اليوميات الى اخر سطر فيها دون اسفاف او خلل على الرغم من اختلاف مراحل عمره وظروف وزمن تلك اليوميات .وكذلك الخط الجميل الذي امتاز به الشهيد فلم يتغير او يتخلى عنه في مختلف الظروف التي كتب فيها يومياته مما يدل على توازن نفسي ثابت .
6 – يظهر في يوميات الحرب تأثره بالادب السوفيتي لاسيما قصة الحرب ( مذكرات من نجا ) من حيث اهتمامه بالتفاصيل الدقيقة وملاحظة الحالة النفسية لزملائه المقاتلين وتأثير الحرب عليهم وعلى سلوكهم واهتمامه الشديد بالطبيعة وتأثير الحرب عليها وحتى على الحيوانات الاليفة ، مما يشير الى عمق ورهافة الحس الانساني العظيم لدى الشهيد .
7 – لم تتوفر في الكتاب يومياته عن فترة السنة التي قضاها كمدير ( ناحية المشروع ) والتي ربما لم يكتبها ويمكن معرفة بعض التفا صيل عنها من زملائه في الناحية والاشخاص الاخرين القريبين منه . وبالتأكيد لم يكن في وسع الدكتورة متابعتها للظروف الامنية المعروفة .
8 – كان استشهاده ولما يمر على تسنمه ادارة الشؤون الثقافية الا اياما معدودة خسارة كبيرة للعراق وللثقافة العراقية ، فقد كان الشهيد مشروعا ثقافيا برمته . وكان الامل بعد جلس الشخص المناسب في المكان المناسب ان تنهض الثقافة العراقية من كبوتها ،الا ان القدر كان بالمرصاد .
9 – كنا نتمنى لو ان الدكتورة لم تجتهد في حذف بعض ما جاء في اليوميات تحت اي عذر مع تقديرنا لعملها الكبيرفي اظهار هذه اليوميات الى النور . كما انه توجد لدى الاديب الاستاذ جواد عبد الكاظم رئيس تحرير جريدة ( عروس الفرات ) المسيبية بعض من مذكرات الشهيد التي لم يتسنَ له نشرها في جريدته تلقي بعض الضوء على فترة الستينات الا انه كما يبدو لم يتم الاتصال به للحصول عليها .



#احمد_المحامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - احمد المحامي - عرض كتاب ( القابض على الجمر :قاسم عبد الامير عجام )