أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - نعم أخطأ الرئيس أبو مازن ،ولكن ماذا بالنسبة للآخرين؟















المزيد.....

نعم أخطأ الرئيس أبو مازن ،ولكن ماذا بالنسبة للآخرين؟


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 2793 - 2009 / 10 / 8 - 12:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


قرار طلب تأجيل مناقشة تقرير جولدستون وسواء جاء مباشرة من الرئيس أبو مازن أو بطريق غير مباشر عن طريق ممثل المنظمة في جنيف أو عن طريق مستشاري الرئيس والمحيطين به أو جاء من المجموعة العربية والإسلامية بطلب أو موافقة السلطة الخ ،لا يسقط المسؤولية عن الرئيس فهو يتحمل مسؤولية عما جرى ،لأنه رئيس الشعب الفلسطيني والمسؤول عن كل سفراء وممثلي المنظمة والسلطة في الخارج،وكنا نتمنى لو أعلن الرئيس أبو مازن مباشرة عن مسؤوليته عما جرى وفي نفس الوقت يفتح تحقيقا في الموضوع بدلا من ترك المحيطين به سيئيي السمعة ليردوا على الانتقادات فيزيدوا الأمور سوءا وينطبق عليهم المثل (عذر أقبح من ذنب )أو (أجا يكحلها عماها).ما جرى خطأ بلا شك إذا أخذنا بعين الاعتبار خصوصية المرحلة حيث استمرار الاستيطان الصهيوني في الضفة والتهويد المتسارع للقدس واستمرار حصار قطاع غزة بالإضافة لتهرب إسرائيل من كل الاتفاقات الموقعة ومن كل مرجعية للتسوية.
نعم يتحمل الرئيس مسؤولية عما جرى ... ولكن من يقف وراء إتخاذ القرار؟وما موقف الدول العربية والإسلامية التي تصدت لانتقاد الرئيس وتبرأت مما جرى مع هذا التقرير ؟ وهل أحسنت حركة حماس التعامل مع هذه القضية (الخطأ والخطيئة الخ)؟ ولماذا دائما قناة الجزيرة هي التي تتصيد كل خطأ للسلطة الفلسطينية ؟وهل أصبحت قناة الجزيرة وقطر أكثر وطنية وثورية وفلسطينية من الفلسطينيين وحتى من السلطة الفلسطينية ؟.
لا نريد أن ندافع عن أحد فقد أحرجنا وأساء لنا ما جرى بل شعرنا كما شعر كل فلسطيني بالإهانة لما جرى ،فبالعقل وبالعاطف وبالسياسة فإن ما جرى خطأ،ولكن ألا يحتاج الامر من كل وطني فلسطيني ومن كل غيور على المصلحة الوطنية العليا أن يمعن النظر فيما جرى والا يتحول الخطأ الذي أرتكبته السلطة أو الرئيس إلى خطيئة يرتكبها المنتقدون والمعارضون لهما من حيث السماح لأعداء المشروع الوطني ولغير الحريصين على الوحدة والمصالحة بتوظيف ما جرى لتدمير كل أمل وحلم فلسطيني بالوحدة الوطنية؟ نخشى أن يتحول خطأ السلطة إلى خطيئة يرتكبها كل من وظفوا الخطا الاول لحرف الأنظار عن العدو الرئيس للشعب الفلسطيني وهو إسرائيل ولصرف الأنظار عما يجري في القدس ولتدمير الآمال الواهية على المصالحة التي ولدتها الورقة المصرية الأخيرة.
قبل أشهر قليلة كتبنا مقالا بعنوان (ما وراء استهداف الرئاسة الفلسطينية) وفيه كتبنا محذرين السيد الرئيس من عصبة محيطة به ركبت موجة السلام والتسوية ووظفت خطاب الرئيس في هذا الشان لتتسلق لمواقع القرار المفصلية في الحكومة والمفاوضات وكمستشارين وعاثت فسادا في السلطة ووجهت إعلام وسياسات السلطة في الوجهة التي فيها تدمير للمشروع الوطني وبما يعزز الفتنة،هذه العصبة هي التي تقف اليوم وراء فضيحة جنيف الجديدة وبعض عناصر هذه العصابة وجدوها فرصة لتصفية حساب مع الرئيس لانه همشهم وجردهم من نفوذهم قبل حين. الإسرائيليون والأمريكيون ساوموا هذه العصبةعلى عرض التقرير على مجلس حقوق الإنسان وهددوها بامتيازاتها ومواقعها وبكشف ما هو مستور من فضائحها،وعندها مارست هذه العصبة التضليل على الرئيس ونقلت له صورة مشوهة وغير حقيقية عن اهمية تقرير جولدستون وعن التداعيات التي ستنتج عن تأجيل مناقشته.مصالح وارتباطات هذه العصبة ستدفعها حتى للتضحية بالرئيس أبو مازن .إسرائيل اليوم تشعر أن الرئيس أبو مازن قدم ما عنده وإنه أصبح من خلال تصميمه على التمسك بالثوابت عقبة أمام تنفيذ مخططاتها وبالتالي يجب تصفيته كما جرى مع الرئيس أبو عمار ،ومن هنا أُوكِلت لهذه العصبة المحيطة بالرئيس أمر تصفيته سياسيا بإضهاره بمظهر الضعيف حينا أو بدفعه لإتخاذ قرارات غير شعبية وغير وطنية كما جرى بالنسبة لتقرير جولدستون ،وقد يصل الأمر لتصفيته جسديا بطريقة غير مباشرة ،فتحميله مسؤولية كل ما يجري دفع البعض لتخوينه والمطالبة بمحاكمته وهو ما يخلق حالة نفسية انفعالية شعبية عامة تتقبل عملية إغتياله وليس بالضرورة ان يتم الاغتيال على يد عناصر حماس أو غيرها من التنظيمات المسلحة بل قد يتم على يد عملاء لإسرائيل أو أدوات لهذه العصبة حتى ينفتح أمامها المجال للقفز لمركز الرئاسة والمسؤولية الأولي .
أما بالنسبة للمتواطئين الآخرين وهم الأنظمة العربية والإسلامية،فمن يسمع بيانات الاستنكار الصادرة من مسؤولين عرب ومسلمين لما يعتبرونه جريمة تأجيل مناقشة تقرير جولدستون ،ومن يسمع الفضائيات وخصوصا الجزيرة التي يبدو انها تفرغت هذه الايام لتصيد أخطاء السلطة الفلسطينية،يعتقد أن هذ الأنظمة العربية والإسلامية تقوم بواجبها الديني والقومي تجاه القضية الفلسطينية خير قيام ،وان جيوشها ترابط على الحدود مع إسرائيل وأنها لا تقيم أية علاقات مع إسرائيل لا سياسية ولا اقتصادية ولا أمنية ولا تُطَبِع معها ،وإنها تشكل جبهة حقيقية للصمود والتصدي في مواجهة الضغوط الأمريكية،وأنه لا يوجد فيها لا قواعد عسكرية أمريكية ولا مستشاريين عسكريين ولا تربطها بواشنطن أية اتفاقات امنية ،وأن جيوش هذه الأنظمة خلال العدوان على غزة تصدت ببسالة للعدوان الإسرائيلي وحالت بينه وبين تحقيق أهدافه، وبعد العدوان قامت ببناء ما دمره العدوان ،وهي اليوم تتصدى ببسالة لجرائم إسرائيل وعدوانها بحق القدس والمسجد الأقصى ...! وبالتالي فإن ما أقدمت عليه السلطة بالنسبة لتقرير جولدستون يعد خيانة وطعنا بالظهر لهذه الأنظمة ولجهودها المباركة من اجل الشعب الفلسطيني.الضجة الإعلامية التي تقودها قناة الجزيرة أظهرت وكأن المُقصر الوحيد والمتخاذل الوحيد بالنسبة للقضية الفلسطينية هي السلطة ورئيسها أبو مازن أما الحالة العربية والإسلامية بدولها ومنظماتها فبارك الله فيها وفي جهودها فقد وعدت فاوفت وليس من حق أحد أن ياخذ عليها أي مؤخذ .
لقد سبقت ان تبنت قناة الجزيرة ما قاله الأخ أبو اللطف بأنه يمتلك وثيقة حول مشاركة الرئيس أبو مازن في إغتيال الراحل أبو عمار وقامت قناة الجزيرة بحملة تحريضية بلا ضوابط ضد السلطة وضد حركة فتح، في وقت كانت حركة فتح تتهيأ لعقد مؤتمرها السادس ،وكانت نتيجة هذه الحملة المنسقة مع حملة قامت بها حركة حماس ضد الرئيس وضد حركة فتح أن عُقد المؤتمر في ظل ظروف تحريضية وتشكيكية الأمر الذي أثر على نتائج المؤتمر وأفرز قيادات ليست في مستوى قيادة المشروع الوطني الفلسطيني ،مؤتمر كانت نتائجه أقرب لما تريده إسرائيل ،فهل هذا ما كانت تريده قناة الجزيرة وحركة حماس؟واليوم وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على تصريحات السيد أبو اللطف ،أين هي الوثائق التي قال السيد أبو اللطف بأنه يتوفر عليها والتي بنت قناة الجزيرة كل حملتها التحريضية عليها؟يبدو ان الأخ أبو اللطف أيضا كان ضحية قناة الجزيرة وقد يكتشف آخرون أنهم ايضا كانوا ضحاياها؟ .
أما بالنسبة لحركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية فمن حقها أن تغضب وتنتقد وتتهم ،ولكن ماذا بعد ؟وماذا تريد هذه الفصائل ؟وكيف يمكن تصحيح الخطأ؟ومن يمكنه تصحيحه؟ .الكل يعلم بان طريقا طويلا كان سيواجه تقرير جولدستون حتى يتحول لقرار دولي يعاقب إسرائيل ،هذا إن تجاوز الفيتو الأمريكي ،وعندما يتحول لقرار سيضاف لأكثر من مئتي قرار دولي حول القضية الفلسطينية لم تجد طريقها للتنفيذ ،ومع ذلك فالشرعية الدولية وقراراتها لا تسقط مع الزمن بالتالي فهي مهمة حاضرا ومستقبل إن أحسنا توظيفها ،وتوظيف التقرير والتعاطف الدولي يتطلب إن حسنت النوايا البحث عن طرق أخرى لتفعيل هذا القرار وعدم الاكتفاء بتصيد خطأ السلطة وتسجيل نقطة عليها .شئنا أم أبينا وحسب الواقع الدولي الراهن فإن تفعيل تقرير ميتشل وأي تعامل أو قرار دولي – ونفترض هنا أن المستائين والغاضبين على عدم مناقشة تقرير جولدستون يؤمنون بالشرعية الدولية ويلتزمون بقراراتها- لن تكون إلا من خلال الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني(منظمة التحرير الفلسطينية) التي حتى اليوم لا يعترف المنتظم الدولي إلا بها كممثلة للفلسطينيين سواء قبلنا بها ام لم نقبل.أما المطالبة بتنحية الرئيس ومحاكمته فهذه أقوال لن تفيد في تصحيح الخطا أو في الخروج من المأزق ،والكل يعرف من هم المرشحون لخلافة الرئيس في الضفة وفي ظل الانقسام.
كنا وما زلنا نعتقد بان كل التجاوزات والأخطاء التي أرتكبتها السلطة والمحسوبون عليها ،كما الأخطاء التي أرتكبتها حركة حماس ،سببها حالة الإنقسام وغياب قيادة وحدة وطنية واستراتيجية عمل وطني ،وبالتالي فوقف هذه الممارسات والأخطاء لا يكون إلا بإنهاء الإنقسام وليس بتوضيف كل خطأ لتعزيز الانقسام وتعميقه،ونخشى أن يُفهم موقف حماس مما جرى بانه توظيف لخطأ السلطة لتعميق حالة الانقسام ولتتهرب من المصالحة حيث طلبت بالأمس من المصريين تأجيل جلسة الحوار.إن محاصرة العصبة المتآمرة على القضية الوطنية لن يتم بتعزيز الانقسام بل بالمصالحة ،فالمصالحة الوطنية هي الكفيلة بمحاصرتهم وفضحهم ثم إقصائهم من مواقع القرار.تهرب حماس من المصالحة معناه أنها تترك الضفة والقدس والتمثيل الفلسطيني لهؤلاء ليتصرفوا بهم على هواهم .



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات متشعبة لتأجيل مناقشة تقرير جولدستون
- خطورة تاجيل بحث تقرير جولدنستون
- نعم لدولة فلسطينية منزوعة السلاح
- لماذا الآن تشترط حماس المصالحة قبل الانتخابات ولم تشترط ذلك ...
- الإصرار على إجراء الانتخابات الفلسطينية في موعدها
- نحو صياغة مشروع وطني فلسطيني جديد
- مَن الذي سيملأ فراغ سقوط (الشرعيات) في يناير القادم؟
- لا مشروع وطني بدون حركة فتح ولا فتح بدون غزة
- هل فقد مؤتمر حركة فتح أهميته فبل أن ينعقد؟
- الفضائيات وسياسة الفوضى البناءة
- هل سيكون مؤتمر حركة فتح سببا في إعاقة المصالحة الوطنية والتس ...
- هل أصبحت حركة فتح كالهرة التي تأكل أولادها:قراءة في تصريحات ...
- هل تستحق السلطة كل هذا الثمن؟
- ما وراء استهداف الرئاسة الفلسطينية
- علاقة حكومة فياض بحركة فتح وبالمشروع الوطني
- لغز حل الدولتين
- قراءة في الانتخابات الإيرانية:ديمقراطية أبوية جديدة
- الانتخابات اللبنانية والحالة الفلسطينية:أوجه التشابه والتداع ...
- في مفهوم الانقسام الفلسطيني
- من أوباما الرئيس الجديد إلى أوباما الاستراتيجية الجديدة


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - نعم أخطأ الرئيس أبو مازن ،ولكن ماذا بالنسبة للآخرين؟