أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - إمرأة بمبعدةٍ كما غيمة تذرف نفسها














المزيد.....

إمرأة بمبعدةٍ كما غيمة تذرف نفسها


سلام صادق

الحوار المتمدن-العدد: 2793 - 2009 / 10 / 8 - 12:01
المحور: الادب والفن
    



يجفلُ البياضُ من ياقوتة تشرف على المساء

تلمح خيبة الوقت منسكبة

تذروها أكف الريح

وحولها الماء يترذرذ

مختبئا كالندى

أو هاطلا من خجل الياسمين

كانت الشوارع تشتعل بزئبق اشد ضراوة من غصة الضوء

والفيضانات جاذبية اضلت الطريق لهاويات الفضة

فكورت الانوثة ما تبقى من دفء عالمها

واطلقته بروقا حاسرة بوجه الجليد

فكانت المرأة دليلا في البياض العميم

تفك الاقواس المتشابكة في دروب العزلة

وتربت بيد من سبائك السماء اللاصفة

على تيجان اباطرة الوحدة

المتثائبين حروفا من امثالي .





فقد كنا نِصفُ الموت يتغرغر به كاهل الصحو

فصرنا نِصفُ الحياة يزجها الكحول في نفق النوم

يرفع المبجل منا بالمنفى يدهُ

بابريقه المزخرف بالمنفى

الى الله ليشفهِ من وطأة هذا المنفى

ومن ذنوب يخاف تفاقمها حتى الغفران

كان ليلا دهمته المرأة لتغتال ظلمته بالضجيج

جاءت زائغة كالبلوروادخلته عرش هدنتها

وانسلت الى السرير تشنُ حروبها الاخيرة

تطعم الظلام البطيء طقوس النمل

لئلا يوقظ حاشيتها

ويجهزون على القلب في مطاردة

تتطاير من غبرتها المحرمات .





تنتحب هزائم الجسد

يقصم ظهرها تلاحق المباغتات

تنتصب السرادقات نهودا نافرة في غزوتها

وتميل هوادج المكر مثقلة من شدة الشد والعناق

ليست حروبا تلك التي تذعن في الذروة

فالشهوة نسغ يجري في في حلزون الخوف

تعشبهُ بملكوتها الرعشات والبروق

وحروب الحب آخر هدنتها هشيم

وحصادها رماد من يقين الاجساد

فمن يبعثر نفسه يترنح عميقا في هواه

ومن يلملمها تيجان الشوك تتسلق جرحه

وتبعث بالباقي من جلالة عرشه

لوليمة عامرة بالكحل

واجساد امنيات مكفنة بحرير هتيك .





من يُطعن للمرة الاولى ويترنح

تخذله شفرة توازنه في المرة الاخيرة

ينحره سكين مشكوك فيه

بانه ناجٍ عائد من مذبحة

منزلقا عن اقواس الغيبوبة

مباشرة بثغر السوسنة العارية تلك

فتنطق عنه المسامات والمسافات

لاجئا عند نفسه منها

وعندها منه

فيدخل حقل طمأنينتها البكر

فزاعة للطير تكللها اسمال مبقعة بشبق قتيل

هو ارثهُ من عهود الخوف والرثاء .





ياوردة تتقصى برموشها رقة الندى

ياصنوبرة تهتف بالليونة في غابة الدمار

يانجمة مبعثرة من خليج لارخبيل

كلما لمحتُ جمرة الوهم على كفها

اشتعلتُ حمرة السديم

وسقطتْ مغشيا على صراخها

يتناوب الوسطاء على شهقتها

يعيدون البكاء الغالب على انينها لدموعه

امرأة تجهش وهي تقضم اظفار السكوت

في سماوات مصابة بحمى الخفوت

تلك البلاد لها

وتلك الارضين لهم

من عسجد وهذيانات غيوم

العناكب والخفافيش

فضلات المجازرالحمقاء لهم

نوم الظهيرة

خبز الموت الفاقع

وعجلات وفدت من بعيد

تقرقع في صدرعزلتها

المحكم بأرتاج الوصايا

من يفتحه سيندلق الدم ليغشيه

مباركا بالف نبي

واثنتي عشر آخرين مباركين بالذبح وبالشقاء

ليكون خيارها عاهلها المجنون

يصدح مبلولا بنحيب الارباب

بينما القذائف تنهمرمطرا من نار

وتحسن خيرا منها اجتراح المجزرة

بربرية اللغات واشتباك الكوابيس .





قيل بان وهمها كيمياء في فضاء التيه

وقيل ايضا ارجوانها يصب بعيدا فينا

في شرايين الاقتتال

وقيل بان حدودها مسورة بالغار

وقيل وقيل حتى نسينا الكثير

فاصابتنا وسوسة تشبه مايصيب الكاهن

وقد غررت به غجرية في صحراء

فكلما انزلقت في حمى الرمل اللامتناهي لاهثةَ

تروح تبحث عن دمعة مباركة على وجنتيه

تسقي منها قبورشعوب مبادة هناك

وكلما تعثرت بلفحها

هوت في بئر البكاء

وعادت نسيما تميل خصلاته جهة اللهيب

تدلت كمشكاة زيتها مبجل بالمنافي

واشرقت في الهيام حتى آخر طعنةٍ للوداع

وكان جلّ كلامها ذهول

وتلعثمها عفاف يرتل للنهرين بلاغة السؤال

لاتفك طلاسمها غير شيخوخة الامواج

واذ توغل البراثن في صدرها الولوع

وتنشب الحوافر ارث بدائيتها في الجبين

تنهشها لعنة الافتراس

ولغة المأخوذين بفتك الحواس.





وقد يقال عنها شيء عن جمالها المراوغ

ويقال بانها سيدة النخل تضيع فيه المسافات

وصاحبة القناطرتتشعب شاردة الذهن

في كل فج جنوب

تروي الرمل الهائم في رياح خطاياه

بماء ينبع من ليالي احداقها السود

حتى فجرتدهمها فيه حدّة البياض

قيل عنها وقيل فيها وقيل وقيل

غير ان قيامتها كانت تنثال ببطء

يلوي عنان المواعيد

ومواسمها سلالم من حجر تقود الى عناية الله

او لأعالي صداح جففتهُ الغصون

لكنها ليست على هواها سادرة لتغرربحنكتها الحصون

او ناطحات سحاب تشك بطن السحاب

كي لا تتفادى مغبة انها للان بنت الله

وانها بروح من ريح تتسلق الزقورات

لتمطرعلينا مزيدا من الاسئلة والانبياء .


السويد ـ وحيدا ليلة العام الجديد 2009



#سلام_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعداد للسكان وليس للطوائف والقوميات والاديان
- القصة وما فيها
- هشاشة الدهشة /2 شعائر القرمطي الأخير
- هناك حيث الطفولة فردوس القصيدة المَفقود المُستعاد
- التكتم على العدد الحقيقي للضحايا
- الفارسُ المصاب ُ في كاحلهِ
- طائرُ الحرف المسماري مقتولاً يغرد
- دمٌ على الجبين وعلى الشفاهِ نبيذُ الوجد
- برقيات من اطفال غزة
- بريان دي بالما : أنا صانع أفلام سياسية وإعلامنا تمت عسكرته
- بالدمعِ صعوداً حتى نضوب السحاب
- ويحدثونكَ عن السيادةِ والتوافق وأشياءَ أُخر !
- دروس وعِبر نصف القرن : خُذ الحكمةَ من أفواه المجانين
- هواءٌ ليس لطمأنينةِ الأجنحة
- تاريخٌ من المفارقاتِ والاوهام
- معلقة 1 : دمنا على أستار الجنون
- تشذيب المكائد للخروج من شرانق الغواية
- سركون
- وردة دمٍ لوحش المدينة
- رحيل آخر الكبار


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - إمرأة بمبعدةٍ كما غيمة تذرف نفسها