أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابراهيم خليل العلاف - قبل 17 عاما أحمد سامي الجلبي يكتب عن محيي الدين أبو الخطاب














المزيد.....

قبل 17 عاما أحمد سامي الجلبي يكتب عن محيي الدين أبو الخطاب


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 2792 - 2009 / 10 / 7 - 05:18
المحور: الصحافة والاعلام
    


أ.د.إبراهيم خليل العلاف
مركز الدراسات الإقليمية -جامعة الموصل

جميل أن نقف على رأي أحد رواد الصحافة الموصلية بما كان يكتبه زميله، وجميل جدا أن تسود المحبة بين الصحفيين،وهم يقيمون بعضهم البعض ويشيدون بما تنجزه أقلامهم من مقالات ودراسات وتحقيقات وما شاكل
ذلك من فنون الصحافة وأساليبها.
وفي العدد (526) من جريدة الحدباء الصادرة في 16حزيران 1992، كتب الأستاذ الصحفي الرائد أحمد سامي الجلبي ، رحمه الله، عن زميله محيي الدين أبو الخطاب مقالاً بعنوان:"أبو الخطاب .. رائد من رواد الصحافة الموصلية"، والمقال متميز ، بحق، لأنه استعرض شخصية أبو الخطاب، ونقده الاجتماعي وآثاره الأدبية، وجانبا من خصوماته ومساجلاته، وتأتي قيمة ماكتب الأستاذ ألجلبي في أن أبو الخطاب ظاهرة فريدة في الأدب والفكر والصحافة الموصلية منذ بداية الثلاثينات من القرن الماضي.
ولد محيي الدين الشيخ شهاب وكنيته (أبو الخطاب) في الموصل سنة 1894 ،وتخرج في دار المعلمين، ثم التحق بدورة ضباط الاحتياط في استانبول أثناء الحرب العالمية الأولى(1914-1918 )، وشارك في الحرب ضمن جبهتي القفقاس ثم فلسطين واسر من قبل القوات البريطانية. وبعد إطلاق سراحه اثر انتهاء الأعمال الحربية عاد إلى الموصل وعمل في سلك التعليم والتحق بجمعية العلم السرية التي واجهت الاحتلال البريطاني، ودخل كلية الحقوق وتخرج منها ومارس المحاماة، واتجه نحو الصحافة وبدأت مسيرته مع جريدة المعارف ثم الرقيب، وفي 3 نيسان 1936 اصدر جريدته الشهيرة (الأديب) التي عرف بها وعرفت به وبعد أن توقفت عن الصدور، وكانت جريدة أدبية اجتماعية اقتصادية، أصبح المدير المسؤول لجريدة المساء لصاحبها عادل عوني والصادرة في تشرين الثاني 1938 وبعدها عمل في جريدة الهلال الصادرة في تشرين الثاني 1938 وبعدها عمل في جريدة الهلال الصادرة سنة 1941 وتركها ليصدر ثانية جريدته الأديب في 12 تشرين الأول 1945، وفي سنة 1953 عاد ليصدر جريدة (صوت الأديب) فتوفى رحمه الله.
كان أبو الخطاب، كما يقول الأستاذ أحمد سامي الجلبي، ناقدا اجتماعيا من الطراز الأول، ويتضح ذلك من خلال عناوين المقالات التي كان يكتبها في هذا المضمار ومنها على سبيل المثال مقالاته الموسومة: (الغريب)،(من هو الفقير؟)، (نامت عيون الشعب عنكم يابؤساء)، (المعلم)،(احفظوا لي عقيدتي وعاطفتي)، (ولكم أن تحكموا)، (عواطف شاب نحو الجندية العراقية)، (وكانت تلك المقالات)، ويضيف الاستاذ الجلبي (فصولاً أدبية ممتعة)، فأبو الخطاب كان يتمتع بـ (سلامة الذوق)، و(بلاغة الأسلوب). فضلاَ عن ما كان يحمله من روح المداعبة والمرح.
قيم الأستاذ الدكتور عبد الجبار الجو مرد أبو الخطاب تقييماً متميزا فقال مانصه: ( أبو الخطاب فريد عصره، ونابغة في الأدب، وكأني أراه قد سبق جيله بمئات السنين، ودليل قولي أن أبا الخطاب إذا سما إلى أوج الفلسفة ضاع علينا فهمه، وإذا غاص في لجة الأدب صعب علينا علمه)، ثم اتبع تقويمه هذا بأبيات من الشعر منها:
لم يكن كاتبا أبو الخطاب
بل طبيب الأرواح والألباب
قلم ينفث البيان من السحر
فتــــــــزهو خمــائل الآداب
أما الأستاذ والمربي المعروف محمود الجو مرد فكتب عنه (28) مقالة في جريدة الهلال ابتدأت بالعدد (36) الصادر في 4 كانون الثاني 1942 بعنوان : (بطاقة أستاذي ابو الخطاب.. الكاتب الاجتماعي).
واجه أبو الخطاب غبنا شديدا من سلطة الاحتلال البريطاني والسلطة الرجعية الحاكمة آنذاك، واعتقل لمرات متعددة بتهمة (اهانة الحكومة والسخرية منها)، وكان ذلك سنة 1951 وأحيل إلى المحاكم وتوكل للدفاع عنه محاميان بارزان هما الأستاذ محمود الجلبي ، وحازم المفتي ومما جاء في مطالعتهما أمام محكمة الجزاء الأولى في الموصل:((إن للأديب وصاحب الأديب خدمات جليلة، فعندما كانت البلاد تسقط تحت مطارق الظلم والطيش، كان صوت أبي الخطاب ينطق في الفضاء كالصواعق يرسل الشواظ، فيه نيران وفيه رعد وبرق يرسله كالحسم على أعداء البلاد من سادة وإقطاعيين وخونة مارقين ونفعيين ووصوليين)).
المهم أن المحكمة اصدرا قرارها القاضي بالافراح عن أبي الخطاب. لكن مما ينبغي ذكره انه تعرض الاعتداء في آب 1952 من قبل مجهولين أوسعوه ضربا ،وأحدثوا في رأسه جروحا بليغة والغريب أن الشرطة كانت عاجزة، فاستنكر الناس في الموصل ومنهم المحامين هذا الاعتداء وطالبوا باتخاذ الإجراءات الحازمة ضد المعتدين.. كما وقفت الصحافة الموصلية معه وجاء في برقية أصحاب الصحف ((إن الحرية الصحفية في الموصل مضطهدة لايمكن أن تؤدي رسالتها بعد أن وقع الاعتداء على الأستاذ أبو الخطاب صاحب الأديب وعلى عينك ياتاجر!!)).
عرف الأستاذ محيي الدين أبو الخطاب بلسانه اللاذع ونقده الساخر ورغبته في الدخول في خصومات كلامية مع عدد من زملائه الصحفيين والكتاب، ولعل خصوماته مع الأستاذ الباحث والمؤرخ عبد المنعم ألغلامي ، والصحفي الكبير الأستاذ عبد الباسط يونس من أشهرها، لكن تلك الخصومة لم تكن لتدم طويلاً ، إذ كان أبو الخطاب معروف بطيبة قلبه، وصفاء سريرته كان ينهى تلك الخصومة التي تجد لها مساحة على صفحات الصحف. وقد حدثني من أثق بكلامهم أن أبو الخطاب كان يقف إلى جانب مرتبي الحروف في المطبعة ويملي عليهم مقاله الافتتاحي ودون أن يلجا إلى كتابته على ورق وقد أكد الأستاذ ألجلبي ذلك عندما قال : (أن أبا الخطاب كان ، بحق، كاتبا بارعا، وصحفيا متميزا)) رحم الله أبا الخطاب ورحم الله ألجلبي فلقد كانا صحفيان لايجود الزمان بمثلهما كثيرا.






#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريدة المهذار (جكة باز )الموصلية أول جريدة ساخرة في العراق ! ...
- أحمد سامي الجلبي وحديث قيم حول الصحافة الموصلية !!
- علي جواد الطاهر ..الناقد المقالي في كتاب جديد !!
- قبل 42 عاما :رسالة المربي ..مجلة معهد المعلمين في الموصل !!
- ميسر صالح الامين والتراث العلمي والادبي في الموصل
- الدكتور محمود الجليلي مؤسس جامعة الموصل
- 100 عام على صدور جريدة نينوى في الموصل
- غربي الحاج احمد شاعرا وصحفيا وسياسيا ومحاميا ووزيرا
- سامي طه الحافظ ورحلته مع الصحافة الموصلية
- الطبيعة الوطنية والقومية والتقدمية لثورة 14 تموز 1958
- زهير المفتي والوطنية الاقتصادية
- استراتيجية اسرائيل في البحر الاحمر
- المؤرح الدكتور ابراهيم خليل العلاف يحدد خارطة الاتجاهات الفل ...
- جريدة الزوراء مصدرا لتاريخ العراق الحديث
- محمد بيومي و100 سنة من عمر صناعة السينما العربية
- طلال صفاوي وريادة حركة النحت الحديث في العراق
- عبد المجيد شوقي البكري ونشاطه السياسي والاجتماعي
- الشيخ عبد الكريم المدرس عالما وفقيها
- صبيحة الشيخ داؤود وريادة الحركة النسائية في العراق
- نزار رؤوف النقيب ومجهوداته الانسانية


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابراهيم خليل العلاف - قبل 17 عاما أحمد سامي الجلبي يكتب عن محيي الدين أبو الخطاب