أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل البيطار - حماس واكذوبة المصالحه الفلسطينيه .















المزيد.....

حماس واكذوبة المصالحه الفلسطينيه .


فيصل البيطار

الحوار المتمدن-العدد: 2792 - 2009 / 10 / 7 - 05:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من العاصمه الاردنيه عمان ، اعلن وزير الخارجيه المصري في مؤتمر صحفي مع نظيره الاردني ان تاريخ توقيع المصالحه الفلسطينيه سوف يكون في الخامس والعشرون من هذا الشهر / اكتوبر . وسيعقب هذا اجتماعا للجنة المتابعه العربيه واطرافا اخرى عربيه وغير عربيه وقادة الفصائل الفلسطينيه ليكونوا شهودا على ما تم انجازه من مصالحه فلسطينيه طالت جولاتها حتى يأس منها غالبية ابناء الشعب الفلسطيني .
وليست هي المره الاولى التي تتحفنا به الدوله الراعيه لحوار المصالحه الفلسطينيه بمثل هذا التصريح ، فقد سبق وان حددت ولأكثر من مره مواعيد نهائيه لإتمامها دون ان تتم رغم ستة جولات من الحوار الثنائي بين حركتي فتح وحماس ، وفي كل مره كانت تطلع علينا حركة حماس قبل بدء الجوله وبعدها بشروط تعجيزيه جديده من شأنها ان تقذف بالحوار لجولة اخرى ومواعيد جديده ، وكان آخر شروطها التعجيزيه تلك ، هو اطلاق كافة معتقليها لدى السلطه في الضفه الغربيه ، في الوقت الذي لا تتحدث فيه عن معتقلي الطرف الآخر لديها وكم قتلت منهم وكم قطعت من ارجل فتحاويين غزيين باطلاق الرصاص على ركبهم . هذا الشرط صمتت عنه حماس لاحقا صمت القبور ، واستبشر البعض خيرا بعد تصريحات مشعل في القاهره من ان ابواب المصالحه باتت مشرعه والوحده الوطنيه الفلسطينيه تقرع الآن ابوبها وان هي الا ايام وسيكون من بعدها اتفاقا يعيد للشعب وحدته وللارض لحمتها ... تلك اللحمه وتلك الوحده التي مزقتها بنادق حماس بانقلابها الدامي اواسط حزيران/ 2007 بعدما كانت قد تعهدت بها متظلله باستار الكعبه .
في الوقت الذي تسارعت فيه الفصائل الفلسطينيه لتقديم ردودها مكتوبة على آخر ورقه مصريه ، فإن حركة حماس قد شذّت عن الآخرين واعلنت ان ردها سيكون بعد عطلة العيد " ان شاء الله " ، وبعد ان شاء الله ممتنين له وانتهت تلك العطله لم توفي حماس بوعدها ، كما هي العاده ، ولم تقدم للمصريين ردا مكتوبا ، بل شفويا عبر زيارة " مشعل" للقاهره ولقاءه مسؤولي الملف الفلسطيني في المخابرات والخارجيه . خرج بعدها بمؤتمر صحفي ليلقمنا مقولات جاهزه ، واسعه وفضفاضه تصلح لكل زمان وتنطبق على كل خلاف من انهم عازمون على اتمام المصالحه . تعهدات وملاحظات حماس على الورقه المصريه جاءت شفويه غير موثقه كتابيا وهو الذي يفتح الباب لاحقا للتنصل منها تحت باب قلنا ولم نقل وقصدنا ولم نقصد ، وهو ما سيتم فعلا تحت اي ذريعه.
سببان يمنعان حماس من اتمام اي مصالحه ، وما تلك المبررات التي تسوقها وادعاءاتها بحرصها على الوحده الوطنيه الفلسطينيه واتهام الآخر بالانحياز لمخطط امريكي - اسرائيلي والسير على خطى برنامج " دايتون" إلا لوضع العصى بعجلة وحدة الشعب والارض .
مايزيد على ثمانون عاما مرت منذ ان اسس " حسن البنا " نواة " جماعة الاخوان المسلمين" ولم تتمكن هذه الجماعه رغم عمرها الطويل وسلسلة تحالفاتها وصراعاتها ، وامتدادها على مساحة اراض الدول العربيه جمعاء واخرى اسلاميه ، لم تتمكن من انشاء امارة اسلاميه واحده متظلله بشعارها الشهير " الاسلام هو الحل" ، اتفاق " اوسلو " الذين يلعنونه ويلعنون صانعيه صباح مساء بل وخمس مرات في اليوم ، هو الذي مهد لحركة حماس لأن تخوض انتخابات تشريعيه فازت بها ، في الوقت الذي لم تتوقع فيه هذا الفوز وان كانت تتوقع الحصول على نتائج متقدمه حسب تصريحاتهم آنذاك . وهو الذي صنع لجماعة الاخوان المسلمين اول اماره اسلاميه منذ تاريخ تأسيسهم الأول . مشكلة حكومة حماس الاولى انها كانت حكومه لكل الوطن بتعدد ثقافاته وتوجهاته السياسيه ، تلك التي تبرز في الضفة الغربيه بشكل خاص وتكاد تضمحل في قطاع غزه . والاهم من هذا ان الضفه واقعه عمليا تحت الاحتلال الاسرائيلي ويمزق شوارعها 650 حاجز تفتيش اسرائيلي جاءت بها انتفاضتهم الخائبه ضمن ما جاءت به من مآسي وآلآم تعايش معها شعبنا على امتداد سنوات الانتفاضه وما يزال يتعايش مع آثارها . هذا الاحتلال من شأنه حتما ان يشكل عائقا جديا امام طموحات حماس لبناء امارتهم الاسلاميه المنشوده في الضفه الغربيه . ومعه تعدد الثقافات وتميزها بشكل واضح وتعدد الولاءات السياسيه مما لايعطي لحركة حماس حرية وسهولة النفوذ لمؤسسات المجتمع الفلسطيني هناك . الأمر في قطاع غزه لايسير على هذا المنوال ، فقد فتح انسحاب اسرئيل من القطاع عام 2005 آفاقا واسعه امام حماس للنمو والانتشار العلني والتسلح ودخول المال السياسي الايراني دون رقابة من احد . صاحب هذا حالة من الترهل والانحلال والفساد في صفوف اجهزة السلطه العسكريه والمدنيه الاداريه . مما سهل امرهم بإتمام سيطرتهم الكامله على كافة مناحي الحياه السياسيه والاقتصاديه والثقافيه وفرض ايدلوجيا " الاسلام هو الحل" تلك الايدلوجيا التي ترفض تعددية الاديان والثقافات والسياسات لتختزل الكون كله بما فيه من فيزياء وطب وفلك وادب وفن وانظمة وقوانين حياه لما موجود بين دفتي " الكتاب " الذي جاء قبل اكثر من اربعة عشر قرنا ليخاطب مجتمعا بدويا وشبه مدينيا يقل عدد افراده في كل جزيرة العرب عن عدد سكان قطاع غزة الآن . اذن انقلاب حماس الدامي وشطر الوطن الي جناحين لم يكن بسبب من " دايتون " ولا بسبب من ارتماء سلطة رام الله بأحضان الامريكي والاسرائيلي بل وعن قصد مسبق ومرتب له من قَبل اتفاق مكه ومنذ اللحظه الاولى التي عاقب بها الفلسطينيون حركة فتح في الانتخابات التشريعيه الثانيه عام 2006 .
السبب الاول الذي يمنع حماس من خطوها نحو المصالحه الوطنيه وتحقيقها على الارض هو كونها قد اسست لامارتها الخاصه في قطاع غزه والتي لن تتخلى عنها او عن بعض مكوناتها حتى لو كان الثمن وحدة الوطن ومستقبل الشعب . خصوصا في ظل تراجع شعبيتها على الارض وتراجع شعبية جماعات الاخوان المسلمون كما بينت نتائج الانتخابات النيابيه الكويتيه والاخرى الاردنيه وكما ستبينه وبشكل جلي لاحقا الانتخابات النيابيه العراقيه مطلع العام القادم .
اما السبب الثاني فيكمن في الولاءات السياسيه الجديده لجماعة الاخوان المسلمين كتنظيم دولي ، ومحلي في
فلسطين بالضروره ، العلاقه بين حماس الاخوانيه السنية المذهب وجمهورية ايران الشيعية الاثني عشرية المذهب هي التي تحدد وترسم سياسة حماس على الارض ، فرغم ان الخلاف المذهبي بين الطرفين ليس في الفروع فقط بل يتعداه الى الاصول عندما يزيدون الشيعه اصلا خامسا الى الاصول الاربعه هو ولاية " علي بن ابي طالب " او ينقصون السنه هذا الاصل من الاصول الخمسه ، وهو مايستدعي تكفير كل طرف للآخر حسب فقهاء الطرفين ، رغم هذا الخلاف فان حركة حماس مصره على ذلك الإرتهان الخارجي وربط قضايا ومصالح الفلسطينيين بالبرنامج الايراني التوسعي في المنطقه . تسعى ايران وبقوة المال في الاوساط السنيه ، وبقوة المال والعقيده في الاوساط الشيعيه للتأسيس لنفوذ واسع لها ، ثمنه احيانا انهار من الدم كما في العراق واحداث/ ايار2008 في لبنان وانقلاب حماس / حزيران 2007 وما يجري الآن في جبال " صعده " ( مع تحفظنا اصلا على النظام اليمني نفسه ) ، النفوذ الايراني يسعى للإمتداد والتوسع عبر جماعات ومنظمات محليه وهو لايتوقف هنا عند حدود الجزيره او الشرق الاوسط بل ليصل المغرب العربي والسودان ومصر ، الذي دعى بـ " يوسف القرضاوي " لأن يشن حملة سياسيه واعلاميه ضد ما اسماه بعملية التشيع التي تقودها ايران ، في تلك المعركه وقف " مهدي عاكف " واخوان غزه ومن على منابر الجمعه .... الى جانب ايران .
ايران تسعى وبخطى حثيثه لأن تتحول الى قوه مؤثره وفاعله في الحياه السياسيه والاقتصاديه والثقافيه للمنطقه ، وما برنامجها النووي (كما قلنا ذات مره) الا في خدمة تعزيز مثل هذا النفوذ الذي لن يكون موجها نحو دوله تتفوق عليها نوويا وعسكريا بشكل عام ، ولن يكتمل توسعها ونفوذها هذا الا عبر الاعتراف الدولي به ليس على مائدة المفاوضات التي لن تأتي به ابدا ، ولكن من خلال ادوات للضغط موزعه في العراق وافغانستان ولبنان وغزه ، واماكن اخرى اقل فاعليه ، حماس لا تخرج عن كونها احدى ادوات الضغط الايرانيه تلك ، وفي اللحظه التي تحل ايران مشاكلها مع المجتمع الدولي ، او تدمير طموحاتها التوسعيه بغارات على منشآتها النوويه (وهو الذي لامفر منه) في تلك اللحظه فقط يمكن الحديث عن مصالحه وطنيه واعده مع حماس .
حماس والتي بشرتنا عبر رئيس مكتبها السياسي بمصالحه قريبه لا عوده عنها وجدت في موقف الرئاسه الفلسطينيه من بحث تقرير " غولدستون " في مجلس حقوق الانسان التابع لمنظمة الامم المتحده القشه التي ستقصم ظهر اليوم الخامس والعشرون من هذا الشهر ، ولأن جماعة الاخوان المسلمين رغم تراجعها النسبي ، ما زالت تملك نفوذا اعلاميا وجماهيرا واسعا ، فقد اشغلت الشارع العربي بهذا الحدث مجيشه تنظيماتها في الدول العربيه والاسلاميه وحيثما تواجدت في اوروبا وغيرها مما غطى على احداث " المسجد الاقصى" ، هذا ناهيك عن تصريحات قادة حماس وقادة مؤسساتها النقابيه والمهنيه حول ضرورة عزل قادة رام الله ومحاكمتهم على جريمة سحب تفرير " غولد ستون" دون ان يخبرنا هؤلاء من الذي صنع جريمة غزه بالتعاون مع الاسرائليين نهاية السنه الماضيه ومطالع السنه الجديده . ودون ان يخبرونا لماذا كانوا ضد هذا التقرير في حينه عندما البسوه ثوبا اسرائيليا وهم الآن " غولدستيون " اكثر من "غولدستون" نفسه الذي حمّلهم في تقريره مسؤولية استخدام الغزيين كدروع بشريه ووصف ممارساتهم بالإرهابيه .
بدأت تصريحات مسؤولي قادة حماس ضد عملية سحب التقرير بأنها لن تؤثر على المصالحة القادمه ثم تصاعدت نحو ان المصريين لم يخبرونا بشيء عن موعدها ثم ان سحب التقرير سيؤثر حتما عليها ، وسيظل موقفهم هذا في تصاعد مصحوبا بتحركات على الارض حتى يمر اليوم الذي حدده وزير الخارجيه المصري للمصالحه الفلسطينيه ودون ان تتحقق .... فقد اجهضوها مرة اخرى وحتى لو ان قيادة رام الله لم تُقدم على هذه الخطوه المدانه فإنهم لن يعدموا الحجه .
حماس تنظيم اصولي مرهون الإراده ولن يجني الفلسطينيون منه غير تعطيل مصالحهم وقبر امانيهم بدوله مستقله قابله للحياه .

فيصل البيطار













#فيصل_البيطار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادة - حيدر- وشهادتي...عن المجاهدين المنافقين .
- قدسية المسجد الأقصى ... بين الدين والسياسه .
- لسايكس – بيكو ..... لا عليها / رؤيه واقعيه تدحض اوهام القومي ...


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل البيطار - حماس واكذوبة المصالحه الفلسطينيه .