أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - تنزيه العقيلي - مقترح بعث نبية رسولة















المزيد.....

مقترح بعث نبية رسولة


تنزيه العقيلي

الحوار المتمدن-العدد: 2791 - 2009 / 10 / 6 - 15:57
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا بد من مقدمة، لاسيما للقراء الذين يقرأون لي لأول مرة، ومن أجل ألا يحصل لبس، فإني كما يعلم الذين تابعوا مقالاتي إلهي لاديني، وبالتالي أؤمن بالله إلها واحدا، متفردا، متوحدا، متحمدا، متنزها، خالقا، مبدئا، مبدعا، ولا أؤمن بنبي مرسل، ولا كتاب منزل، بل بعقل الإنسان رسولا لله إليه، وبضميره رقيبا لله عليه، كما ولا أؤمن بملائكة، ولا جن ولا شياطين، ولا أبالسة، فشيطان الإنسان نوازع السوء من داخله، وضميره الاستعاذة والتوقي من تلك النوازع، ولا أؤمن بجنة، ولا نار، بل بجزاء إلهي يتحقق به العدل المطلق المفتقد في حياتنا المادية، من غير معرفة بكيفية ذلك الجزاء. من هنا فالنبوة لا واقع لها، ووضحت أسباب عدم إيماني بها في مقالات سابقة، تلحقها مقالات أخرى بهذا الصدد. من هنا عندما أتكلم عن النبي والنبوة، فمن قبيل فرض أن فرض غير المتحقق والراجح عدمه ليس محالا، ومن قبيل إلزام المؤمنين بالنبوة بما ألزموا به أنفسهم، بمحاكمتهم بكتابهم. ثم إن هذه المقالة هي أقرب للسرد الخيالي الأسطوري، منها للبحث الحقيقي.



جاء في القرآن: «ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِّن رِّجالِكُم وَلَكِن رَّسولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبيينَ». وجاء في الحديث: «يا علي إن منزلتك مني كمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي». ومن هنا اعتُبِر من ضرورات الإسلام، الإيمان بعَدّ نبي الإسلام خاتما للأنبياء، فهو «خاتم النبيين» بنص القرآن، و«لا نبي بعده» بنص الحديث. ولكن هل يفهم من ذلك أنه (خاتم الأنبياء)، و(لا نبي بعده)، أم هو (خاتم النبوة)، و(لا نبوة بعده). فإذا كان المعنى الأول يمثل منطوق العبارتين القرآنية والنبوية، فلا يجب أن يكون بالضرورة مفهومها أوسع من منطوقها، بمعنى أنه (خاتم النبوة)، وأن (لا نبوة بعده)، أي أنه (خاتم الأنبياء والنبيات)، وأن (لا نبي، ولا نبية بعده). من هنا فبعث الله لنبية رسولة بعد نبي الإسلام لا يتعارض مطلقا بعقيدة ختم الأنبياء بنبي الإسلام، فلم يرد في القرآن «ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِّن رِّجالِكُم، وَلَكِن رَّسولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبيينَ [وَالنَّبِيّات]». كما لم يقل الحديث: «إلا أنه لا نبي ولا نبية بعدي»، ولم يرد في قرآن أو حديث ألا كتاب بعد القرآن، ولا دين بعد الإسلام، بل كل ما قررته نصوص الإسلام ألاّ نبي بعد محمد.



ومن هنا – مع اعتذاري من الله - سُبِّح وجلّ وتنزّه وتسامى – أقترح أن يبعث بحكمته ولطفه نبية رسولة إلى الناس، اسمها (إنسانة)، أو (صادقة)، أو (أنثى)، أو (إِنسة)، أو لعله (أُنسة). مهمة هذه النبية التي لا نبي ولا نبية بعدها – ولا قبلها - تتلخص بنسخ كل الأديان، بما فيها الإسلام، واعتماد عقيدة التوحيد التنزيهي العقلية، وكذلك نسخ كل التشريعات السماوية، وتخويل الإنسان لسن شرائعه بنفسه، على أسس الحكمة، والعقلانية، والعدل، والصدق، والخالقية، والإبداع، والعلم، والإنسانية، والرحمة، والحب، والسلام.



ومن أجل إثبات صدق نبوتها، تخرج فجأة، وهي شابة في العشرين، جميلة بأجمل ميكون الجمال؛ تخرج من غير أن يعرف عنها، من أمها، ومن أبوها، ومن أسرتها وعشيرتها، ولم تسجل في أي سجل من سجلات نفوس أي دولة في العالم، ولم يلتق بها أي إنسان من قبل، ولا يعرف عنها، إلى أي شعب أو ملة تنحدر، فهي من حيث الشكل خليط من سمات وملامح كل الشعوب، ففيها ملامح الأفارقة السود، وملامح الأورپيين، وملامح الشرق/أوسطيين، وملامح الشرق/آسيوين. ثم إنها تتحدث بكل لغات ولهجات العالم بلا استثناء، بل تتحدث باللغات المندثرة، ومطلعة على كل ثقافات الشعوب، الماضية، والحاضرة، والمستقبلية، وتتقن استخدام كل التقنيات الحديثة بلا استثناء، بما في ذلك قيادة الطائرات، بل والسفن الفضائية، واستخدام أي جهاز تواجهه، مما لا يتقن استخدامه إلا النخبة من ذوي الاختصاص، وتحاور المختصين في كل العلوم، وتفوقهم معرفة واختصاصا، مع احترامها لعلمهم ومعرفتهم. كل هذا، لكن من غير أن تأتي بأي معجز خارق لقوانين الطبيعة. ولا تكون لها عقدة تجاه من لا يصدقها، تعيش في الناس عشر سنوات، تكمل رسالتها، وتختفي إلى الأبد، من غير أن يعرف أحد، أميتة هي، أم على قيد الحياة، وتوثق سيرتها توثيقا غير قابل للشك، ولا للدبلجة، ولا للتزوير، ولا للإضافة، ولا للحذف، ولا للإتلاف. وتبلغ آخر ما تبلغ عن الله، أنه، تنزه وتسامى، لم يبعث بأي من الأديان من قبلها، فلا يهودية، ولا مسيحية، ولا إسلام، ولا غيرها، وتقص قصة كل نبي، أو مدع للنبوة، تاريخه، دوافعه، أين يكمن صدقه، وأين عدم صدقه، أين أصاب الحقيقة، وأين أخطأها، وعن مدى سلامة عقله، فتؤيد الصواب والحسن مما جاء به، وتنفي ما دونه، ثم تبين أي منهم كان مجرد أسطورة، لا وجود حقيقا له، ومن منهم قد وُجد فعلا. وتؤكد بالنسبة للسياسة قيمة الديمقراطية، والعلمانية، وحقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، وحرمة إقحام الدين في السياسة، وتدعو إلى التوزيع العادل لثروات الأرض على كل المجتمع الإنساني، وإلى إزالة الفوارق الطبقية، وتطوي إلى الأبد حقبات المجتمعات والثقافات والتقاليد الذكورية، فتعيد الاعتبار كاملا للمرأة، وتقرر مساواتها بالرجل مساواة حقيقية تامة غير منقوصة في كل شيء، فتبيح تعدد الزوجات برضا الزوجة، وتعدد الأزواج برضا الزوج، أو نفي التعدد بتوافق الطرفين، ولا تعتبر مخالفتها هي كنبية رسولة لله في شيء على صعيد النظرية أو على صعيد التطبيق كفرا يعاقب الله عليه، بل تؤكد أن الله لا يثيب ولا يعاقب إلا بمقدار ما جسد الإنسان من إنسانية ومروءة ورحمة وعدل وصدق، أو بمقدار ما تعارض سلوكه مع أي من ذلك. فحتى الكفر والإلحاد لا يعاقب عليه، إذا لم يقترن بمنافاة الإنسانية، وتؤكد نسبية المعارف والاعتقادات عند الإنسان، وألا أحد، بما فيها هي، يحق له أن يدعي امتلاك كامل الحقيقة، أو ثمة حقيقة نهائية أو مطلقة.



بنبوتها تنتهي هلوسات النبوات والأديان والكتب المقدسة.

بنبوتها ينتهي ظلم الإنسان للإنسان.

بنبوتها ينتهي الاستبداد الذكوري.

بنبوتها يتعايش الإيمان والكفر في جو من الحب، ما زالت قواعد العقلانية ومثل الإنسانية تحكم العلاقات.



عذرا للقراء الأحبة، ربما هي هلوسة، لكنها هلوسة لا تؤذي، لا تُخرّف، لا تتطرّف، لا تكره، لا تريق دما، لا تحرم إلا ما حرمه العقل والضمير، ولا توجب إلا ما أوجبه العقل والضمير. إنه حلم، يريد أن يرى الإنسان، ويرى العقل، ويرى الجمال، ويرى الحب، ويرى الله، يراهم جميعا قد أُطلِق سراحهم من غيابت سجون وزنزانات الدين، ويُخرج الإنسانية من العتمة إلى الضوء.



كتبت عام 2008

روجعت في 30/09/2009





#تنزيه_العقيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة أخرى للتاريخ بعد استبعاد العصمة
- من عقائد الإيمان العقلي أو عقيدة التنزيه
- أتقع المسؤولية على القرآن أم على قراءة وفهم القرآن؟
- عصمة الأئمة وعدالة الصحابة وقداسة المراجع وعصمة الپاپوات
- العصمة بين الحقيقة والوهم
- لماذا يستثنى المؤمنون اللادينيون من حوار الأديان؟
- الثغرة في أدلة كل من الإلهيين والماديين
- دعاء ما بعد الاهتداء إلى الإيمان اللاديني
- مع وجود الله، هل وجود الدين واجب أم ممكن أم ممتنع؟ 3/3
- مع وجود الله، هل وجود الدين واجب أم ممكن أم ممتنع؟ 2/3
- مع وجود الله، هل وجود الدين واجب أم ممكن أم ممتنع؟ 1/3
- كلمات من وحي عقيدة التنزيه
- العقليون في التوحيد نقليون في النبوة والإمامة
- دع ما يريبك إلى ما لا يريبك
- الدينية واللادينية والإلهية واللاإلهية
- ما هي مصادر المعرفة للإنسان؟
- التلاوة العلنية للقرآن مساس صارخ بكرامة الآخرين
- بين تنزيه الله وتنزيه الدين
- خاطرة ستبقى تحوم حولي الشبهات
- تسبيحة من وحي عقيدة التنزيه


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - تنزيه العقيلي - مقترح بعث نبية رسولة