أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - الحقوقُ القومية














المزيد.....

الحقوقُ القومية


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 2791 - 2009 / 10 / 6 - 08:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أزمة عميقة نعيشها . مثقفون جهلة ، مثقفون ، قادة الفكر جهلة . فلنقرأ على قضيتنا السلام إلى حين !

شعوبُ أوربا المتحضرة والمالكة لجميع وسائل الثقافة المتطورة والأدوات التقنية الحديثة ، لم تفكر في صهر بعضها في بعض عندما إتفقت على إقامة الوحدة الأوربية . فمن المعلوم أن شعوب أوربا قاطبة تدين بالدين المسيحي بإختلاف مذاهب هذا الدين ، من كاثوليك وبروتستانت ، أرثدوكس وما إلى ذلك ، لكنها لم تذهب إلى صهر الواحدة بالأخرى ، إعترافاً منها بالمبادئ التي سادت بين البشر. وأنّ الفردَ حرٌّ في ما يعتقد وليس للغير الحق في تجاوز حدود حقه .

المثقفون الذين كلّ مظاهر ملبسهم يوهِمُ بذلك ، لا بل شهاداتهم الدراسية تعزّز ذلك الوهم عند عامة الناس . هؤلاء ( المثقفون ) يخطبون ويدبّجون المقالات ويظهرون على وسائل الإعلام وينطقُون نطق الواثق من نفسه ، إلاّ أنهم ينطقون كفراً !! . مثقفونا ( الجهلة هؤلاءِ ) لا يفرقون بين الناس حسب إنتسابهم القومي وبينَ عقيدتهم الدينية !! فالمفروض بالعربي في جنوب العراق هو مسلمٌ شيعي ، ومن يكون غير ذلك فهو ضد الفرضية وهو يعيش غريباً على المجتمع مما يستوجب إستئصاله . والعربي في الوسط مسلمٌ سني ليس له حقّ الحياة في مجتمع غريبٍ عليه . وشروط تمتّع الفرد بحقوقه في كردستان أن يكون كرديٌّاً سنيّاً وليس غير ذلك ( وعلى الخصوص ليس كرديّاً فيليّا شيعياً ) .

يا ناس ، يا مَن تدّعون الثقافة ، وعلى الخصوص مَن يمسك منكم قلماً ويكتب أو يخطب في جمهور أو يلتقي عدسات وسائل الإعلام ، إتّقوا الله . القومية إنتساب ونسب متوارث من الأجداد ، هذا إذا إستثنينا بدعة نظرية القومية بالشعور وليس بالإنتساب . فالإنسان ينتمي إلى قومية أبويه ، وليس له إدّعاء غير ذلك ، وإلاّ إنطبق عليه القول " مَن ينكُر أصله نغل " . أما الدين فعقيدة يؤمن بها حسب إرادته وله أن يغيّره في مجرى حياته وقتما يشاء . نعم ، يولد الفرد على دين أبيه ولكن بقاءه على هذا الدين وما يتفرّع منه من المذاهب كلها مرهونة بإرادته .

حركة عشواءُ ظهرت مؤخراً بين مسيحيي العراق ، ومع الأسف ساندها مريدون من المحسوبين على الثقافة ، تدعو إلى توحيد شعوب عريقة في التأريخ بصهرها سوية تحت تسمية مفترضة ، مستسهلة التسويغات التي تُميّع ماضي هذه القوميات وتاريخها وأصولها بدعوى أنها جميعها تدين بالدين المسيحي وقد عاشت سوية في الحقبة الأخيرة من الزمن تداخلت لغاتها وأصبحت بين أفرادها علاقات إجتماعية عميقة نسبيّاً . هذه الدعوة التي كان من نتائجها تأسيس المجلس الشعبي الكلدانيّ السرياني الآشوري . وهذه واحدة من الحركات السياسية التي ترمي إلى صهر هذه القوميات في بوتقة واحدة لتحقيق أغراض سياسية بعيدة المدى لا علاقة لها بمصالح هذه القوميات مهما قيل عن أن قوة هذه القوميات في وحدتها . ليس نقاشنا في هذه المقالة حول القوة بالتوحيد والضعف بالتفريق بل أن الحركات القومية ، صغيرها أو كبيرها ، يمكن أن تتحقق لها مصالحها بتلبية حاجاتها في حريتها في التعبير والتمتع بحقوقها كاملةً وليس بصهرها في قوميات أخرى . إنّ حاملي راية توحيد الكلدان والسريان والآشوريين وتأسيس المجلس والبحث الحثيث لإيجاد تسمية مناسبة للوحدة المفترضة ، هؤلاء الدعاة مندفعون إندفاعاً عاطفياً دون أن يكلفوا أنفسهم في الغوص في غور الأغراض بعيدة المدى لهذه الدعوة والقوى السياسية التي وراءها ، سواءً كانت هذه القوى محلية أو إقليمية أو دولية . إن حضور ألفٍ ومائتي شخص في مؤتمر عينكاوا ، مع إحترامي الشديد لشخوصهم ومعتقداتهم وإنتماءاتهم ، لا يعني أنهم يمثلون آراء جميع أبناء الكلدان والسريان والآشوريين ، سيّما أن عقد مؤتمر كهذا في الأجواء السائدة في العراق شمالاً ووسطاً وجنوباً لا يمكن أن يُنزّه من تاثيرات القوى السياسية الفاعلة في الساحة ، سواءً بإستغلالها سلطانها أو وسائل إعلامها أو تمويلها للمؤتمر والمؤتمرين .

إنّ إنكارَ حقوق القوميات الصغيرة والدعوة لصهرها في بوتقة واحدة بحجة خلق قوة فعالة متمكنة من تحقيق حقوق الكل إنما هو وهمٌ يغشي عيون أبناء تلك القوميات في حين تستمر التناقضات الداخلية بينها كإسفين مزروع لحين ما تحتاج تلك القوى السياسية إستغلالها .

كم نتفاخر نحن العراقيين بوحدتنا قبل الأحداث التي أدت لسقوط الصنم ولكن الأسفين الذي كان مزروعاً فينا وقت ما كنا محرومين من حقوقنا كبشر؛ الحقوق التي كان المفروض أن توثق تلك الوحدة بإرادتنا الحرّة . هذا الإسفين قد تحرّك لتلبية مصالح المحتل ، وقد دُفعنا دفعاً لنتقاتل ، يذبحُ بعضنا بعضاً بين عشية وضحاها بذريعة الإختلاف الطائفي حيناً والعنصري حيناً آخر . إن الإندفاع العاطفي لتوحيد الكلدان والسريان والآشوريين تحت مظلة الدين وتناسي أن هؤلاء قومياتٌ مستقلة عن بعضها عبر تاريخ كل واحدة منها إنما يسهل دق إسفين في خاصرة هؤلاء في هذا اليوم ليكون سبباً في يومٍ ما يجعل أبناء هذه القوميات تتقاتل بمجرّد إشارة من جهة خارجية . فهل هذا ما نريد ؟

الحقوق القومية مقدسة ، ويتصف النضال من أجلها بالتقدمية لأنه يدعو إلى إستكمال حقوق أبنائها المنقوصة ، وأية أعمال لقهرأية قومية سواءً بالتذويب أو الصهر إنما أعمال في الإتجاه المعاكس لمسيرة التاريخ وتقدمه . ولنتعلم من تجارب الآخرين لحلّ المشكلة القومية وندع كل القوميات تمارس إرادتها الحرّة في تحقيق أقوى أواصر التآلف فيما بينها وتضع أسس النضال المشترك لتحقيق حاجاتها دون المساس بكيان أيّ واحدة منها كونها قومية مستقلة بذاتها .






#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجماهيرُ هي الأساس
- مَصدرُ الوَحيْ !!!
- صِراعُ المؤتلفين
- التواطُؤ بإسم التوافُق
- حَرَكةُ التاريخ
- دروسُ الحياة
- الحسابُ
- مُكافحة السُّبات
- رأسُ الشليلة
- ثورةٌ فكريّةٌ .. مطلوبة
- وحدة القوى التقدمية
- في ذكرى سقوط الصنم
- الحركة الكردية والمنطق السياسي
- حُقوقُ الشّعبِ
- درس المعلم الأول
- دروسٌ ... للفائدة
- صناعةُ المستقبل
- المثقّفُ مسؤولٌ
- التقدّميةُ هيَ الأصل
- العملُ السياسيّ رسالةٌ


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - الحقوقُ القومية