أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - السيدة المحترمة نجوى














المزيد.....

السيدة المحترمة نجوى


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 2790 - 2009 / 10 / 5 - 15:32
المحور: الادب والفن
    



قدمت سيدة محترمة تدعى نجوى شكوى للمحكمة ضد السيد منذر لأنه ضايقها ، وحاول ان يغريها بالمال لينال وطره منها ، وعندما فشلت محاولاته في الوصول الى اتفاق حول الثمن الذي تصر عليه نجوى ، وصفها بأنها مجرد خنزيرة.
في الدعوى المقدمة للمحكمة لم تسجل السيدة المحترمة نجوى ان السيد منذر لاحقها جنسيا ، وأسمعها كلمات غزل فاحشة ، الأمر الذي يعتبر مضايقة جنسية يعاقب القانون مرتكبيها بشدة.
السيدة المحترمة نجوى اكتفت في شكواها للمحكمة بأن تقول ان السيد منذر قال عنها خنزيرة أمام عشرات الأشخاص في الشارع ، وأكثر من مرة .. وهذا استعمال ل " اللسان السيء " وهو أمر يعاقب القانون مرتكبيه .. وان ذلك الحق بها أضرارا شخصية ومعنوية واجتماعية ومادية ، وعليه طلبت من المحكمة ان تجرم السيد منذر باستعمال اللسان السيء ضدها ،والزامه بدفع تعويض كبير لها ، حتى لا يكرر استعمال هذه الألفاظ النابية والمهينة بحقها وحق غيرها أمام الناس ، خاصة في أيامنا ، وأسم الخنزير صار رديفا لمرض الأنفلونزا الخطير ، الذي يقود الى الموت ، وعلامة سوء ووصمة عار تلاحقها وتخرب علاقاتها مع الناس . وشرحت للمحكمة كيف بدأت منذ اطلق عليها السيد منذر هذا اللقب المهين ، تستعمل سيارات الأجرة للتنقل ، خجلا من الظهور في الشارع والتعرض لنظرات وضحكات الناس الذين سمعوا منذر وهو يشبهها بالخنزيرة .. وان التعويض المالي ضروري لسد نفقات مصاريفها الزائدة أيضا مثل أجرة استعمال سيارات الأجرة وغير ذلك من انخفاض زبائنها في معهد التدليك لأن الزبائن باتوا يجفلون من عدوى انفلونزا الخنازير ، بعد تشهير منذر الفظيع بوصفها بالخنزيرة . وان الأمر يجعلها تشعر كلما نظر اليها أحدهم بأنه يتخيلها خنزيرة .. لذا على المحكمة ان تعاقب منذر وتلزمه بتعويضها ..
استمر التداول في المحكمة نصف سنة ، كما هي العادة في ايامنا . وعبثا حاول السيد منذر ان يشرح لسعادة القاضي ان الموضوع الأساسي مع السيدة المحترمة نجوى، كان خلافا ماليا ، اذ عرض عليها معاشرته ، أو تدليكه حسب التعابير المحترمة ، ولكنه من فئة اجتماعية متوسطة الحال .. ولا يستطيع ان يدفع مثل أصحاب الأموال.. ورفضت عرضه المعتدل وأصرت على تسعيرتها دون أعتبار لحالته المادية ، حتى اضطر من غضبه ان يفلت كلمة غير لائقة ، وهو يعتقد انه أخطأ بتسرعه ، ويعتذر ومستعد ان يدفع المبلغ الذي تطلبه السيدة نجوى المحترمة مقابل خدماتها العلاجية ، ولن يماحكها مستقبلا حول الثمن ، ومهما حدث لن يصفها مرة أخرى بالخنزيرة ،بل هي من أكثر النساء جمالا واحتراما ، ويرجو الصفح من السيدة المحترمة نجوى وانهاء الدعوى.
القاضي لم يقبل شهادة السيد منذر واعتبرها بعيدة عن مضمون الشكوى وحكم بتغريمه بمبلغ كبير جدا بسبب استعماله اللسان السيء بوصف السيدة المحترمة نجوى بالخنزيرة في مكان عام ، وتسبيب المضايقة الصعبة لها والحاقه الأضرار بعملها .
منذر حسب المبلغ برأسة وقال لنفسه انه يكفي لقضاء عشر ليال كاملة مع السيدة المحترمة نجوى..وليس مجرد ساعة من العلاج بالتدليك ...
عندما انتهى القاضي من قراءة قرار حكمه ، سأله السيد منذر:
- سيدي القاضي ، هل يعني قرار الحكم اني ممنوع الآن من وصف السيدة المحترمة نجوى بالخنزيرة ؟
- أجل ممنوع منعا باتا.
- وهل يعني هذا انه ممنوع ان اسمي الخنزيرة بالسيدة المحترمة نجوى؟
- لا علاقة لذلك بالحكم ، مسموح ان تسمي الخنزيرة بالسيدة المحترمة نجوى او ما شئت من أسماء.هذا الأمر لا أرى فيه جريمة ، لأن الخنزيرة لن تعترض ولن تهان أن تسمى بسيدة محترمة وباسم نسائي.. حتى لو كان نجوى .
- اذن سعادة القاضي ، حتى لا أتورط مرة أخرى ، بامكاني ان أستبدل مناداة الخنزيرة باسمها وان اناديها باسم السيدة المحترمة نجوى؟
- صحيح .. صحيح ...
وهنا التفت السيد منذر الى السيدة نجوى وقال:
- نهارك سعيد ايتها السيدة المحترمة نجوى.

نبيل عودة – كاتب وناقد واعلامي فلسطيني – الناصرة
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرقة الموسيقى العربية لا تتنازل عن طابعها الطربي ، والموسيقى ...
- حتى يهديهما الله ...
- انجاح الإضراب هام ، وفشله سينعكس سلبا على مستقبل نضالنا
- باقون في الفلسفة...!! ( قصة )
- رجل الأعمال الصالحة ..؟!(قصة)
- قصة : الحكمة ...
- الخبر السيء ( قصة )
- أمباتيا
- الزوجة الصماء
- الدرس الأول في الفلسفة
- الجنرال يعلون ، نتنياهو بلا رتوش
- بطل من هذا الزمان
- من أجل قبلة...!
- قصة : 2 + 2 = 5
- دهر كامل في ستة أشهر!!
- قصة : أرملة ... على الشاطئ
- أرملة ... على الشاطئ
- من يريد استعادة زوج مثل هذا ؟
- كيف صار الديك استا ؟!
- هل يقود التعنت الاسرائيلي الى فرض حل دولي ؟!


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - السيدة المحترمة نجوى