أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - 11 شتنبر :ذكرى الأحداث الإرهابية التي جسدت مخاطر التطرف الديني .















المزيد.....

11 شتنبر :ذكرى الأحداث الإرهابية التي جسدت مخاطر التطرف الديني .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2789 - 2009 / 10 / 4 - 22:26
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


حلت الذكرى الثامنة للحادي عشر من شتنبر 2001 التي فتحت عيون العالم على خطر ماحق ظل يحظى بكل دعم وتمويل من طرف قوى "الاستكبار" ضمن إستراتيجيتها لبسط الهيمنة على مقدرات الشعوب "المستضعَفة" ،إلى أن خرج عن الطوع وانفلت عقاله منقلبا على الحاضن والداعم ومستهدفا استقرارهما . لم يكن الإرهاب باسم الدين ليأخذ مداه ويهدد أمن واستقرار الدول لولا التبني الرسمي له كأداة فعالة لتجنيد شباب المسلمين في حرب السوفييت نيابة عن الأمريكيين وفي سبيل مصالحهم الحيوية . لقد تعبأت المؤسسات الدينية والإعلامية والتعليمية في حشد الشباب وتعبئته "للجهاد" ضد "الكفر" ؛ بحيث تصف الأستاذة السعودية وجيهة الحويدر في مقال منشور بموقع "الشفاف" حالة التعبئة الجهادية كالتالي ( في بداية الثمانينات مع رفع راية الجهاد وتجهيز المعسكرات المدعومة بالتكتيك والمعدات والتدريب الغربي ومساندة المال الخليجي، وفتح تلك المعسكرات في دول مثل الأردن والسودان وباكستان، أثناءها بعض مشايخ السعودية المتشددين بدأوا بنشر ثقافة التوحش، والزهد في الحياة، وبغض الآخر، وتجميع الأموال لتجييش الشباب الإسلامي والزج بهم في أراضي أفغانستان والشيشان باسم نصرة الإسلام، وإخراج الكفار من ديار المسلمين ). عشرون عاما وثقافة القتل تغزو المجتمعات العربية وتفتك بعقول شبابها وتحولهم إلى عشاق الدم والدمار . وكان طبيعيا أن تصبح الدول الراعية والحاضنة للتطرف أولى ضحاياه ، بدءا بالولايات المتحدة الأمريكية التي هزتها هجمات 11 شتنبر 2001 بما لا يقل عن ثلاثة آلاف قتيل ، ثم السعودية التي نفذ فيها الإرهابيين أكثر من 30 عملية كان في طليعتها انفجارات شرق الرياض الثلاثة ومجمع المحيا ومبنى الإدارة العامة للمرور ومقر وزارة الداخلية ومقر قوات الطوارئ الخاصة ومصفاة بقيق واغتيالات الخبر وآخرها المحاولة الانتحارية الفاشلة التي استهدفت الأمير محمد بن نايف في قصره يوم 7 غشت الماضي . وقضى في هذه العمليات الإرهابية ، حسب تقرير لوزارة الداخلية 74 شرطيا سعوديا وأصيب 657 آخرون. كما أسفرت الهجمات الإرهابية عن مصرع 90 مدنيا وجرح 439 آخرين . أما عن الأسلحة والمتفجرات فقد صادرت السلطات السعودية خلال عملياتها ضد الإرهابيين عشرات الأطنان من المواد المتفجرة وآلاف القذائف وقطع الأسلحة الرشاشة والبنادق وغيرها . أما باكستان ، الأرض التي آوت "الجهاديين" وهيأت لهم معسكرات الإيواء والتدريب والتخطيط ، فقد تحولت إلى ساحة حرب مفتوحة على المجهول تستعمل فيها الحكومة الباكستانية كل أنواع أسلحتها الثقيلة كما لو أنها في حرب حقيقية ضد دولة معتدية . إن شراسة الحرب ومداها الزمني الذي قطعته وعدد الضحايا ، عناصر تعكس شدة الخطر الذي يشكله تنظيم القاعدة في أي مكان استوطنه . ولا شك أن عجز الحكومة الباكستانية عن القضاء على "طالبان الباكستان" مرده إلى سنوات الدعم والتمويل التي حظي بها تنظيم القاعدة الذي تغذى على فقه القتل وثقافة الغلو والتطرف والكراهية التي ظلت تنشرها المدارس القرآنية وتربي عليها أجيالا كاملة لا تتقن غير التكفير والتفجير . ونفس الوضعية يعانيها اليمن الذي مكّن المتطرفين من السطو على المجتمع والتحكم في مفاصل الحياة اليومية للمواطنين حتى بات أشبه ما يكون بصومال ثانية تتمزقه الحروب الأهلية والغزوات "الجهادية" . إنه منطق الأشياء الذي يجعل من حاضني التطرف أولى ضحاياه . فالعقيدة الأساس التي تحكم المتطرفين وتوجههم تجعل قتال المقربين مقدَّما على قتال غيرهم وفقا لما يترتب عن فهمهم للآية القرآنية الكريمة ( يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة ) التوبة: 123 . لهذا الاعتبار فإن كل تساهل أو تغاض عن أنشطة المتطرفين مهما كانت محدودة وبسيطة في بداياتها الأولى ، هو دعم وتمكين لهم سيصبحون لا محالة ، قوة ضاربة تعجز أمامها قوة الدولة العسكرية والأمنية . ومثال الجزائر حجة ودليل ضد كل الداعين إلى محاورة المتطرفين دون شروط وبسط مساحات من الحرية والحركة أمام تنظيماتهم وعموم شيوخ التطرف والكراهية . فالتساهل تجاه استغلال المساجد والنشر والإعلام من طرف دعاة الغلو وفقهاء التكفير لهو الدعامة الأساسية التي يستند إليها الإرهابيون في نشر شبكات الاستقطاب والتجنيد على نطاق واسع داخل المجتمع . وقد أدركت السعودية أن الاقتصار على المواجهة الأمنية للمتطرفين لن تفيد في القضاء على الإرهاب . ففي حوار لوزير الشؤون الإسلامية في السعودية الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ مع "الحياة اللندنية" أقر بالتالي ( فإن ما لا بد من إعلانه هو أن مواجهة الإرهاب هي واجبة علينا جميعاً، بخاصة من يملكون أدوات المواجهة من أهل العلم ورجال الأمن فرجال الأمن عليهم المواجهات الأمنية، أما المواجهة الدينية العلمية الفكرية فهي واجب من واجبات أهل العلم والدعوة والإرشاد وخطباء المساجد وأئمتها ) . بالتأكيد أن المواجهة الأمنية ضرورية لكنها لن تكون كافية لتطويق التطرف كفكر وعقائد . والحرب على الإرهاب التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية لم تزد تنظيم القاعدة إلا انتشارا عبر القارات . فلم تعد أفغانستان وحدها معقلا للقاعدة ، بل تفرعت له فروع وأذرع في العراق والسعودية واليمن والصومال والجزائر والصحراء الكبرى . ذلك أن أسباب الإرهاب الحقيقية تكمن في عقائده التكفيرية والجهادية . وبقدر ما بذلت من جهود في دعم ونشر هذه العقائد التدميرية يتوجب بذل أضعافها مضاعفة لمحاصرة التكفير والكراهية ونشر العقائد السمحة والقيم السليمة التي تعيد التوازن النفسي والوجداني لضحايا العقائد الفاسدة . إنه عمل شاق يتطلب إستراتيجية واضحة الأهداف والوسائل ونفَسا طويلا لا يكون اعتقال المتطرفين نهايته . وإذ قرر الملك محمد السادس إصلاح وهيكلة الحقل الديني فبإدراك منه أن المدخل السليم لتطويق دائرة التطرف هو تأميم المساجد وتحريرها من سيطرة المتطرفين والخارجين عن ثوابت الشعب المغربي . إنه قرار حكيم يستوجب تعبئة مجتمعية شاملة يقودها الفقهاء والعلماء والإعلاميون والمثقفون تنبذ الخارجين عن الثوابت وتشل فعاليتهم . وبالموازاة يتوجب على الحكومة استحضار مخاطر التهميش الاجتماعي والفقر المادي كمداخل يستغلها المتطرفون للتغلغل في صفوف الفئات المستهدفة وتحويل الشباب إلى قنابل متحركة قابلة للانفجار عند أول إشارة .





#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يتمسح مصطفى العلوي بأعتاب الشيخ ياسين ؟
- جماعة العدل والإحسان حركة انقلابية ترفض العمل في إطار حزبي . ...
- هل التحالف مع حزب العدالة والتنمية يخدم الحداثة والديمقراطية ...
- جماعة العدل والإحسان وعقيدة رفض الإقرار بمشروعية النظام المل ...
- جماعة العدل والإحسان تنتقد مجمّليها لدى النظام والرأي العام ...
- تأهيل الأئمة مدخل رئيسي لتأهيل الحقل الديني .
- لما ينتقد الملك انتظارية الحكومة وسلبيتها .
- البيجيديون وخطيئة الاحتماء بالأجنبي .
- إستراتيجية تأهيل الأئمة ضرورة أم غاية ؟
- هل ثقة الملك في الحكومة تحميها من كل تعديل أو إسقاط ؟
- شهادة البكالوريا بوابة مفتوحة على المجهول .
- هل فعلا لفظ الجلالة وتقبيل يد الملك هما ما يمنعان جماعة العد ...
- فتاوى شيوخ التطرف دليل إدانتهم .
- التحالف بين الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة يقتضيه المن ...
- براءة شيوخ التطرف المفترى عليها .
- ما الذي يمنع التحالف بين الاتحاد الاشتراكي وحزب الأصالة والم ...
- المغرب كان محصَّنا ضد المشرقيات وعليه أن يبقى
- حتى لا يبقى المغرب حضنا لضلالات الوهابية ومخاطرها .
- الجزائر وهوس الزعامة الإقليمية .
- لوهابية تأكل أبناءها وتحاكم عقائدها .


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - 11 شتنبر :ذكرى الأحداث الإرهابية التي جسدت مخاطر التطرف الديني .