أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الطيب آيت حمودة - العروبية نزعة معادية للأعاجم والمسلمين .















المزيد.....

العروبية نزعة معادية للأعاجم والمسلمين .


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 2789 - 2009 / 10 / 4 - 17:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


قرأت مقالة بعنوان الشعوبية نزعة معادية للعرب والاٍسلام ، للدكتور نبيه حجاب ، والمقالة واٍن تضمنت شيئا من الدقة والصحة والموضوعية ، اٍلا أن أحكامها فيها الكثير من الغلو والمغالطات التي تبرز بجلاء توجه الكاتب ومن سايره اٍلى التجني على الحقائق ، وتفسيرها بهوى في النفس و بمنطق العروبية التي هي صنو للشعوبية وتقابلها .
وارتأيت أن أعنون تعقيبي ب / العروبية نزعة معادية للأعاجم والاٍسلام .لما تضمنته المقالة من حجب للحقيقة ، وتفسيرات يغلب عليها طابع الهوى والنزوع نحو تغليب عنصر اٍسلامي ضد أخيه ،ولو استقواء بالاٍسلام في ترسيم أفكار حاربها الدين قولا وفعلا .
فالشعوبية شعوبيتان ( فرس + عرب) أو شعوبيات ( مختلف الأمم المنضوية تحت راية الاٍسلام) ، هذا بالمفهوم العربي ومصطلحه لا بمفهوم الفرس، فهناك شعوبية العرب ، وهناك شعوبية الفرس ، وهناك شعوبية الترك ... وهناك شعوبية الأمازيغ ... ) أي أن الشعوبية بأوجه متعددة ، فهي صراع بين العناصر الاٍثنية المكونة للأمة الاٍسلامية ، وشعوبية العرب بادعائها الأفضلية على غير العرب ، واحتقارهم للموالي هو ما ولد مقاومة على مستوى الفرس باعتبارهم أمة أحست بالهوان والذل، وهم أهل حكم وحضارة ، ( أما الباقي من الموالي خاصة الأمازيغ فهم لاناس بتعبير عمر بن العاص) ، وردوا على الذل بالدعوة اٍلى التسوية بينهم وبين العرب ( دعاة التسوية ) ، ووظف الفريقان أساليب في التغليب والمغالبة ، وركزوا في الصراع على المناقب والمثالب استقواء بالدين الصريح ، وابتداعا لأحاديث نسبت زورا للرسول الأكرم ، ولاٍبراز التباين بين التيارين المنضويين داخل مفهوم الشعوبية ، فصل دارسوا علوم الاجتماع بين التيارين باٍطلاق ( العروبية ) على شعوبية العرب ، الساعية اٍلى التقليل من قيمة غير العرب. وترك ( الشعوبية ) مصطلحا خاصا بحركة الأعاجم الموجهة للاٍنتقاص من قيمة العرب ومجدهم . والمفاهيم ليست جامدة كما يتصور، فهي متطورة بتطور الفهم وتغير الزمن ؟ فأنا من موقعي الدفاعي عن الأمازيغ شعوبي ، و صراع وجود عالي النبرة ، وخطابي المؤزوم هو رد على اٍقصاء هوياتي ، وكلما تراجع الاٍقصاء بفعل الحوار، كلما تحول الخطاب اٍلى خطاب معقلن ، والذي يتحول بدوره اٍلى انفراج عندما ينجلي الغموض ويتحقق التطابق والتناغم بين الذات والموضوع .، وأنتم سيدي تمثلون شعوبية أخرى وبوجه آخر مصطلحه ( عروبية) غايته اٍحكام الهيمنة الهوياتية العرقية العربية في أرض غير أرضها ، وأمة ليست موضوعها ، والحفاظ على امتيازاتها ومغانمها الدنيوية ،واٍحاطتها بقدسية مصطنعة ، وتوظيف الدين للتمكين لها ، ألا ترى سيدي بأن الشعوبية بأوجه متعددة ، ونحن الأثنان شعوبيان من حيث لا ندري ؟.وأن الشعوبية قديمة جديدة ، ووجودها يعود اٍلى ما قبل الاٍسلام . وأن انبعاثها ألأوربي على شكل قوميات في العصر الحديث هو استلهام من الماضي ، وأن القومية العربية أخذت عن الغرب الأوربي ما كان لها بالأصل .
جميع المراجع التي تفحصتها تشير من قريب أو بعيد اٍلى أن ألأمويين بادعائهم الأفضلية على غيرهم من الأقوام لأسباب نعرفها جميعا ، هي السبب في اٍذكاء نار الشعوبية ، ولم يسلم منها حتى العرب أنفسهم وفيما بينهم ، في اٍطار ما يعرف بالصراع بين القيسية واليمنية ، أي بين عرب الشمال المستعربة ، وبين عرب الجنوب العاربة ، أي بين القحطانية والعدنانية . أو بين بدو الشمال ، وحضر الجنوب ، فالصراع على الريادة والسيادة قائم ولا يزال بين الأقوام ، وهي السمة الأبرز في الصراع بين البشر . ولا يمكن اٍنكار ما لا يثبت بطلانه . فالحقد حقدان ،والكراهية كراهيتان ،.وهي نوازع وغرائز مجبولة في البشر جميعهم ، أبيضهم وأسودهم ، أعربهم وأعجمهم اٍلا من رحم ربي .
أما الزندقة بوجودها العلني والخفي ، فهي وجه من وجوه التعبير عن عدم الرضى ، بين ما يقال ولا يفعل ، وعدم الاٍنسجام بين التنظير والتطبيق ، في اٍطار مباديء الدين الاٍسلامي، وهي ظاهرة لم تكن مقصورة على الفرس دون سواهم ، حتى المرجئة اتهموا بها ، وللعرب فيها مكان ، وتهمة الزندقة وظفت في الغالب ظلما في القضاء على الخصوم باسم الدين ، وموظفوها قد يكونون أكثر ٍالحادا وزندقة من المتهمين أنفسهم . والله عليم بذات الصدور .
1)يرى الدكتور حجاب بأ ن الشعوبية نزعة معادية للعرب ، والأصح أنها نزعة صراع بين الأجناس ، بين الجنس العربي وغيره من الأعاجم ( الموالي) ، والشعوبية هي مصصلح عربي أطلق على المقاومين لمظالم العرب وادعاء الأفضلية على غيرهم من المسلمين ، لأسباب عروبة النبي ، واللغة ، وانتشار الاٍسلام في البداية على أكتاف العرب ، والذين وظفوا كل الأساليب في تبيان حقوقهم والحط من عنجهية العرب البدوية .
ويقابله مصطلح العروبية الذي يشير اٍلى اتجاه معاكس مقاوم لنزعة الموالي المقاومة ، هدفها الحط من قيمة الأجناس غير العربية ، من فرس وترك وبربر وقبط وزنج ... الخ ، وكان الفرس أشد المقاومين لما امتازوا به من حضارة قبل الاٍسلام ،أما معاداة الشعوبين للاٍسلام فغير وارد ، لأن الطرفين المتخاصمين اعتمدا كليهما على أسانيد دينية من القرآن والسنة ( وما أكثر ما وضع )، وأبتدع الطرفان أحاديث موضوعة من أجل التغليب والمغالبة . فاصبح السجال قائما بين الطرفين على أساس النصوص والمرجعيات . ( وما حشركم للاٍسلام سوى استقواء به ضد المسلمين ضنا بأن الاٍسلام ملكية خاصة وهو دين العالمين ).
ومن خلال دراستي لموضوع الشعوبية والعروبية ، اتضح لى بأن الشعوبية هي ردة فعل طبيعية على اٍهانات العرب المتكررة للأجناس الجديدة التي دخلت الاٍسلام طوعا أو كرها ، وهو ما يتضح في كثير من المواقف والمعاملات التي اتسم بها عهد بني أمية الجائر في حق الأجناس غير العربية ، وما الثورات القائمة آنذاك ٍالا أفصح الدلا ئل عن ذلك ومنها ثورة الزنج ، وثورة ميسرة المدغري ، على سبيل المثال لا الحصر . ( راجع كتب لتاريخ لترى أساليب اذلال الأقوام غير العربية ) ومنها ما قاله عمر بن العاص عند فتح مصر ( وجدت فيها ناسا ( عرب ) وأشباه ناس ( موالي) ، ولا ناس ( أقباط) . ولا شك بأن نرجسية العرب وجبروتهم ضد اخوانهم المسلمين ، هو ما عجل بانتهاء حكمهم عام 750 م لأنه حكم جائر ، داس على قيم الاٍسلام لصاح عنصرية عربية .
2) اٍحساس العرب بتفوقهم هو ما دعاهم اٍلى اٍدعاء الأفضلية كما ذكرتم عين الصواب ، ولكن ما هو التفوق المقصود ، اٍن تفوقهم برز في مجالات القيادة والخلافة والشعر ، فهم أهل رياسة وحكم ، أما ما يتعلق بالعلوم الدينية والعقلية فهي أبواب طرقها الموالي للتعويض عن الحرمان من المشاركة في الحكم . وعلى سبيل المثال أئمة السنة الأربعة ليس فيهم اٍلا واحد بأرومة عربية ، البخاري ومسلم اللذان يعدان من الأبحر والثقاة في تحقيق الحديث لا علاقة لهما بجنس العرب ، وما قيل عن هؤلاء يقال عن ابن سينا والفارابي وابن الهيثم .... وابن خلدون يقول بأن الموالي انشغلوا بالعلوم أكثر من انشغالهم بالحكم .... أحكام دكتورنا تحتاج اٍلى تصحيح واٍعادة نظر .
3) أما سمو الحضارة الفارسية وتفوقها عن حضارة العرب قبل الاٍسلام ، فذاك حقيقة تشير اٍليها كتب التراث ، ولا يمكن حجب الحقائق ، ولا الإنتقاص من مجهود أمة ، أما فترة ما بعد الإسلام فاٍن المفاضلة ممقوتة ومبغوضة لأن الاٍسلام سوى بين جميع البشر بميزان التقوى والاٍيمان والعمل الصالح .
4)أما ما يتعلق بالنبي اسماعيل عليه السلام وأمه هاجر المصرية ، فتلك حقيقة ذكرتها المصادر وكتب التاريخ ، وتعلمناها في مدارسنا الاٍسلامية ، وعلى أيادي مسلمة مؤمنة ، ولا أرى ضررا في ذكر الحقيقة أو الإستدلال بها .
5)يقول الدكتور حجاب بأن الحركة الشعوبية حركة مساواة قومية ، وأن العرب ليسوا أفضل من غيرهم ؟ وهل في ذلك شك ؟، وتعاليم الاٍسلام تصدح بأن لا فرق بين عربي وأعجمي اٍلا بالتقوى .
6)نشطت الشعوبية ومعها المسلمون في مقارعة الفكر العروبي ومده، منذ انعقاد مؤتمر القوميين العرب بباريس عام 1913 ، والذي شارك فيه العرب المسلمين والمسيحيين من أجل تقويض ركائز الخلافة الإسلامية العثمانية ، باسم العروبة ، فكان العرب يدا طيعة في يد ألأنجليز لقتال اٍخوة الاٍسلام ، ولعب لورانس العرب دوره في تأليب العرب ضد المسلمين ، وحاول يا صديقي أن تتعرف على موقف المسلمين من أفواه علمائها وفقهائها ، وماذا قيل عن القومية العربية التي بسببها ضاعت فلسطين ، وتسببت لنا في نكسات ونكسات أبرزها في الأخير بروز وتأجج قوميات مشابهة وبنفس الأساليب والأهداف .
7)أما ما يقع في بلاد الأهواز الاٍيرانية ضد العرب ، فهو شبيه بما يقع عندنا على يد العرب ، ومؤيدي العرب ضد الأمازيغ ؟ باسم راية الدين الحنيف ، والتركيز على التعريب ، ومحاربة التسميات الأصلية باسبدالها بتسميات عربية ، ومنع تدريس الأمازيغية ..... ألا ترى سيدي بأن الأساليب واحدة والهدف واحد ، وانقلب السحر على الساحر ، ورغم ما وقع في الأهواز وما وقع أثناء ثورة الزنج ، اٍلا أن العرب نظرتهم واحدة لا تتغير ..... وصدق فيصل القاسم عند ما قال: بأن التحكم في رقاب الشعوب فن عربي بالأصل .
8)أنتم دائما يا اٍخوة الاٍسلام ترمون المعارضين لسيطرتكم وهيمنتكم بأسماء مبتعدة ، أحيانا بالشعوبية ، وأخرى بالكفر والرافضة ، وتحاولون قلب المعطيات بتشويه الرأي وتدليس القول وتغريبه ، غير أن القاريء الذكي والمثقف الحصيف قادر على اٍدرك الحقيقة من الخيال ، والصدق من الكذب .ولا أستبعد أن يكون الدكتور صاحب المقالة من العلمانيين القوميين العرب ؟
نافلة قولي حول الموضوع ، أن العروبية أسبق من الشعوبية ، وأن الشعوبية هي ردة فعل على التعالي العربي ، الذي امتاز به عهد الخلافة الأموية ، وكل طمس أو تشويه للحقائق يعد ضربا من جنون العظمة ، والتعالي العرقي عن سبق اٍصرار وترصد .




#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الهوياتي في المغرب الاٍسلامي .
- الولي والمولى ( العرب والموالي )
- الإختلاف الرحيم ، لا الإختلاف الرجيم .
- وجوه متعددة ... بغاية واحدة
- ثورة المظلوم على الظالم .
- هل الصحابة معصومون من الزلل؟
- لبنى والبنطال
- الاباضيون في الجزائر.. أمازيغ أقحاح يا سادة!
- الحضارة ...عربية ؟ أم اٍسلامية ؟
- المسلم / بين نشيد شالكة ، ودموع السبايا .
- هوية الاٍنسان أم هوية اللسان ؟ (3)
- هوية الجزائر/ لغة أم لغات ..؟( ج3)
- هويةالجزائر/ انتماءات وليس انتماء.
- لماذا يكره بعض العرب ابن خلدون .؟
- التاريخ بعيون أمازيغية .
- الوجه المظلم في تاريخ بني أمية .
- قراءة لفعاليات المؤتمر العربي الأول(1913)


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الطيب آيت حمودة - العروبية نزعة معادية للأعاجم والمسلمين .