أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد بوزكَو - اِحْضوا أنفسكم (اِحترسوا) إنهم يضربونها...














المزيد.....

اِحْضوا أنفسكم (اِحترسوا) إنهم يضربونها...


محمد بوزكَو

الحوار المتمدن-العدد: 2789 - 2009 / 10 / 4 - 14:59
المحور: كتابات ساخرة
    


يبدو لي الناظور مثله مثل بائعة الهوى.. يفعل كل ما في مجهوده، يتزوق، يَتمكْيَجُ ويتجمل حتى يغير ملامحه كي لا يعقله أحد ليفعل ما يشاء... لذا تراه يتزين بوضع مساحيق إسفلتية وأعمدة ضوئية، بل ويزداد زينا بزرع أعضاء اصطناعية لتقويم جسده الهرم الذي لم يعد يساير موضة العصر... هذه محطات القطار وذلك ماكدونالد وذاك مرجان فالكورنيش... أما الورد فمشتت عبر الطرقات كأحمر شفاه على "خنونة"... حتى البلدية القديمة مسكينة تفقدوها ورجعوها مثل عروسة مبرزة بدون عريس.. تتباهى برشاشاتها المائية ووردها.. وهي تنعل صباح مساء الزلط الذي كانت تعيش فيه وتدفل كلما تذكرت وجهها القبيح...
ماذا كان ينقص مدينة مثل الناظور يا ترى، غير قطار يخركَه، وماكدونالد يقضي على صوصيص بلبل، ومرجان يتحول من مكان للتسوق لمكان للتجول...ولِكَراب كبير...
مات ناظور سينما الريف، وسينما الرويو، ناظور مليكة المسيحة وثامجذانت، ناظور الهلال والفتح، ناظور السحيمي وبويشكراذ... ونبت ناظور آخر.. كبائعة الهوى...
فبائعة الهوى حينما ترفع رجليها لا يهمها الراكب... لأن لا هوية لها غير هوية الورقة النقدية... ومهما تلونت تلك الورقة ترفع رجليها أكثر... هكذا هو الناظور أضحى كل شيء فيه ليس في سبيل الله...
حين تدخل لمرجان مثلا فانك حتما خارج الناظور... إذ وأنت في الداخل لا تحس ولو للحظة أنك في مدينتك، مدينة ريفية، طبعا السلع المعروضة، فيها الأجنبي والوطني، لكن البشر الذين يُسَتِّفون تلك السلع ويهدُرون في طالكي والكي ويتكلمون في الميكرو، ويردون الصرف في لاكيس... أغلبهم بتتكلم عربي، وعربي وبس... وتأكدت من ذلك شخصيا حينما سألت أحد العاملين هناك من أهل البلد فأخبرني بأن أولاد الناظور لا يتعدون 5 في المائة... وبفضولي الزائد تعمدت وأنا أتسوق هناك أن أسترق السمع لكلام المستخدمين فتأكد لي ذلك وكم طلع لي الدم في رأسي وأنا أشاهد نساء ورجالا يستفسرون عن أشياء ولا يجدوا غير أجوبة أعقد من السؤال... مع العلم أن أي مشروع يقام في منطقة ما عليه أن يشغل أقصى نسبة من أولاد الحي... لكن أمذياز- مطرب الحي لا يُطرب ولا يُفرج...
مطربو الحي...أو اِمذيازن ن دشار ها هم هناك... على شاطئ البحر، بباب العمالة، بجوار البلدية الجديدة، يأكلون عظامهم وعظمتهم فيتآكلون... يبتلعون غدر الزمن، وبأجسادهم يرسمون لوحات على الإسفلت قبل أن يستمتعوا بفقرات من مهرجان الضرب والرفس المنظم من طرف السلطات المحلية ويأكلون ما طاب لهم من لكمات مقلية وركلات مبخرة، فيبلعون الكل بعصير من اللعنات والسباب والشتيمة ... اللهم لا حسد... وبذلك فالعمالة المسكينة بدل أن تنظم مهرجانا موسيقيا وثقافيا على غرار باقي المدن فظلت أن تسهر على توزيع ضربات موسيقية وكوليغرافية لجسد قيل عنه معطل... وما هو بمعطل...
والحقيقة، أنا لا يعجبني مصطلح معطل حين يلصقونه بحاملي الشهادات الغير مشغلين... لأن هؤلاء ليسوا معطلين ما داموا على الأقل يوفرون فرص الشغل للمخازنية ورجال الأمن وأعوان العمالة... حاملوا الشهادات وان لم يضمنوا حقهم في الشغل فإنهم أبوا إلا أن يساهموا بالغالي والنفيس كي يشغلوا الموظفين المعطلين... حتى في عز رمضان... إنهم يوفرون فرص الشغل لغيرهم ويتخلصون عن واجبهم هذا بشيكات الضرب والركل... ومع ذلك هم قاعدون وصامدون... وليس صامضون..
هذا ما قلناه في أول الكلام... الناظور كبائعة الهوى، تكون نفسها، تتثقف، تتخرج، ولا تشتغل... وحين تسأل لماذا يُشَغَّل آخرون وتحتج... يضربونها...
فاحضوا أنفسكم إنهم يضربونها...






#محمد_بوزكَو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضان وإعادة جدولة الشهوة
- ممحاة لمحو الجهل بمحو الأمية
- إيْ اِتْشْ وانْ إن وانْ... و الدَمْعُون
- طير يا حْمامْ
- اللغة والبكاء...والإنصاف
- انتخابات.. ولا أصوات
- الكذب على الذات
- الرقص على لغتين
- تعريب السحور ..
- أَيور وشهر أيار... وباسل.
- أكوام عظم في الأرض.. واِثْري* في السماء
- ختان المرأة بالمركب الثقافي بمناسبة عيد المرأة
- أني كتبتُكِ وقرأتُكِ غدا...
- الرابطة المنحلة... فكريا
- تلفزتنا... قد نشاهدك لكننا لا نراك
- ماذا لو ذبح ابراهيم اسماعيل...
- التعريب...التغريب
- المغرب وطن لنا أم موطن لنا؟
- متاهة


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد بوزكَو - اِحْضوا أنفسكم (اِحترسوا) إنهم يضربونها...