أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زكريا السقال - فلسطين العربية وسقوط الهرطقة السياسية














المزيد.....

فلسطين العربية وسقوط الهرطقة السياسية


محمد زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 2789 - 2009 / 10 / 4 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك خطر حقيقي يسور القضية الفلسطنية، تحاول القيادة السياسية تغطيته بسياسة ،،الغلا غلا،، وفبركة الإستيلاء على القرار السياسي الفلسطيني من خلال الإمساك بقرار المؤسسات الفلسطينية التي إفرغت من محتواها منذ زمن بعيد ورتبت على مقاس تجرع التطويع والتفريط، وتتحمل القيادة الفلسطينية المسؤولية الكبيرة التي أغرقها الوهم في الإنجرار وراء وهم تسوية تفتقد لكل عوامل المنطق والرؤية ودراسة واقع القضية، لتصبح القضية الفلسطينية عبارة عن مخترة في رام الله المفتوحة الأذرع لكل أنواع الإختراقات والترتيبات الصهيونية، مقابل حكومة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسيادة الفضيلة في إمارة غزة المتأسلمة.
الواقع الذي تعيشه القضية الفلسطينية لم يكن وليد أوسلو فحسب بل هو سياق طويل لمنطق التسوية ووهم وعشق السلطة لقيادة أفسدها مال النفط فراحت تفسد مؤسساتها وكادرها مما جعلها تواجه الهزيمة تلو الهزيمة لينتهي بها المطاف بمدينة محاصرة وعدو يمارس بكل صلافة قضم الأرض وتهويدها وسلب الشعب الفلسطيني عنفوان تمرده وانتفاضه المجرب بتاريخه الطويل الحديث، هذا الشعب الذي أثبت وعلى مدار تاريخ نكبته قدرته على المواجهة والتصدي لكل محاولات اقتلاعه وتشريده.
مفارقة كبيرة نشاهدها اليوم وهي لجم إرادة شعبنا وإبداع صموده الطويل والعريق بمواجهة آلة العسف العنصرية الصهيونية، بالوقت الذي يؤكد تاريخ هذا الشعب المقاومة والتصدي والإنتفاض من الجليل الأعلى الى غزة، بينما يراد له اليوم أن يشكل طوق الحراسة والأمن لكل التجاوزات الصهيونية التي تريد إضفاء الطابع اليهودي على كل شبر في فلسطين.
الترتيبات التي تقوم بها السلطة في رام الله لم تفاجئني واعتقد إنها لم تفاجئ الكثيرين ممن وضعتهم فلسطين على طريق الجلجة والصلب، فالسياق الذي سارت به هذه القيادة من هزيمة عمان والإستيلاء على القيادة وتعميم المال وإفساد البنية وعدم الوقوف لدراسة الواقع ونقد التجربة وخطابها وعقلها وظروفها من اجل اعادة صياغة النضال الوطني وتحديد أولوياته، كان يحدد المآل الطبيعي لهذه القيادة ، التي تجهد الآن من أجل صياغة تاريخ لها على حساب كل الدماء والضحايا التي سقطت على طريق تحرير ارضها، اليوم لا ترتب القيادة الفلسطينية المؤسسات من أجل وهم الإستيلاء على القرار الفلسطيني فقط وإنما تحاول كتابة تاريخ مفرط وهزيل يتحدث على عقلاء ومجانين كانوا يقودن قضيتنا ويريدون تحرير أرضنا ورسم شخصيتنا، وهذا ان دل فأنما يدل على الصلف والتمادي بالغلو بقضية هي أكبر من كل هذه الهرطقات.
اليوم وفلسطين تئن جريحة ومثخنة بالجراح ويحيط بها الفساد والعفن والرعونة والحماقة تعلن بشكل واضح وصريح على لسان شرفائها ومناضليها على قلتهم أو كثرتهم وهذا بحاجة لسبر ودراسة من خلال تعليق الجرس الذي يحدد إفلاس مرحلة تاريخية بقيادتها وعقلها وخطابها وثقافتها لتأسيس مرحلة جديدة بظروف صعبة وقاسية ولكنها بحاجة لمبشرين ورسل يعيدون لهذه القضية رونقها وبعدها ومفاهيم الوصول إليها.
لا أعتقد أننا بصدد حلول جاهزة ومبسطة بهذه الظروف وهذا لا يعيب ويسخف الوقوف بشكل جاد من اجل إعادة طرح الأسئلة والمفاهيم والتداعي من أجل أن نحدد السياق الذي تسير به هذه القضية ودراسة مجمل عوامل الأنقسام والتشظي والفساد في الساحة الفلسطينية ، بمعنى اعادة اللحمة الوطنية للشعب الفلسطيني ولكن على أرضية تسفيه بنى الواقع والثقافة السائدة فيه، رغم كل الصعوبات والعوائق التي تعترينا وتحيط بنا، الأمر الذي يستدعي منا الكثير من الجهد وتأمين وسائل التفاعل من اجل تحديد مفهوم وحدة الشعب من خلال مفهوم وحدة القضية، حيث لايمكن اختزال الشعب الفلسطيني بغزة ورام الله. الشعب الفلسطيني تحدده فلسطين من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها، وارتباط هذا الشعب تاريخيا وقوميا بعروبته والتي تحدد مصالحهم المشتركة مقاومة عدو جمع من كل اصقاع العالم من أجل تخريب منطقتهم وسرقة ثرواتهم .
هذا الدور الذي يمكن للكثير ان يتعامل معه باستخفاف، هو حجر الرحى الأساسي والمحوري لقضية فلسطين والذي بتعميمه كثقافة وسلوك سيعيد لهذه القضية ألقها وعمقها ودورها بمعنى أن تعود فلسطين محرض تحرر اجتماعي سياسي اقتصادي للأمة العربية والتي تعني مجمل سكان المنطقة العربية بكل تشكيلاتهم وإشكالياتهم العرقية والقومية الذين سيكون شرط تحررهم هو تحرر منطقتنا من رأبة وتأمر الراسمال العالمي وسيطرة الأنظمة الطفيلية المرتزقة مقدمة جوهرية واساسية لنيل الحقوق والحرية والرفاه، وبقدر ما تشكل هذه القضية العادلة والمشروعة أبعادها وميازين قواها بقدر ما تحدد الجوهر الأساسي لنضال الشعب الفلسطيني والذي سيقتصر على التمسك بفلسطين التاريخية وممارسة كل اشكال النضال للتمسك بهذه القضية الهوية والخروج من نفق البنى السياسية المسيطرة في المنطقة، بل يجب فضح تقاعس الأنظمة ودرورها وتحميلها مسؤولية احتلال وضياع فلسطين، يجب التعامل مع قضيتنا وتمركز شعبنا الموزع بين الداخل والشتات من أجل رسم أشكال نضاله بناء على مجمل الظروف التي يعاني منها والإلتصاق بعروبة القضية التي تعني التبشير بمشروع نهضتها واستنهاض إنسانها الذي يعاني من أعباء الإستبداد وسيادة الفكر الظلامي التكفيري ومؤامرات الخارج.
هذه الأفكار التي تشدني من اجل الدعوة لفتح ملف هذه القضية واعلان الحاحية طرحها والتي قد تكون هي هاجس الكثير وبمستويات مختلفة واحاسيس مختلفة أيضا وقد تمتلك حقها من خلال فتحها وطرحها بكل ما تعتريها من لعثمة وارباك ولكنها تدعي قدرتها على الإستماع والتعلم والحوار والتواصل .
محمد زكريا السقال
برلين / 4 / 10 / 2008






#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفر بين العوالم
- الوجع والذاكرة في أدب أسامة ملحم
- مع الشعر والى جانبه
- كيف يكون الطريق اليك
- فارس يرحل حالما
- تركنا الطيب صالح شجرة السودان
- الأنتخابات الإسرائيلية أحلام وأوهام المراهنين
- غزة جدل الواقع والمستقبل
- العيش في مقبرة
- هلوسات ونحن تحت النار
- الى متى يدفع الشعب الفلسطيني دماء لا تنتج تحريرا
- قبلة على جبين الدكتور عارف دليلة
- نحر على الشوق
- حماس والأفلاس السياسي
- إعلان دمشق والطريق للحرية
- محاكمات
- الوطن والحرية
- بين يدي الأصدقاء
- من أين تدخل يا غريب
- رؤية جديدة لحل المسألة الفلسطينية ، ولكن ؟


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زكريا السقال - فلسطين العربية وسقوط الهرطقة السياسية