أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الغالبي - سلسلة طويلة في حديث ... أنا رجل (ح 9)














المزيد.....

سلسلة طويلة في حديث ... أنا رجل (ح 9)


سعد الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 2790 - 2009 / 10 / 5 - 08:37
المحور: الادب والفن
    


ثمة مشهد أصبح كثير الحدوث في زمن الصوت الأوحد ، وهو يكرر في ليل كل بيت من بيوتات المدنية التي أعيش بها، ويكاد هذا المشهد وسيناريو أحداثه دائم الحدوث في ليل كل مدينة من مدن البلد الذي يقوده صاحب الصوت الأوحد .. سيناريو هذا المشهد يتضمن التالي :- مشهد داخلي ليلي أن ثمة رجل يستمع للمذياع خلسة ـ يتمنى أن يسمع خبر ، أو كلام لرجل معارض يعيش في المنفى ـ وهو خائف كل الخوف من مخبر سري يقف عند الباب الخارجي للبيت ، أو كان ماراً مصادفة وهي الصدفة التي تحدث كثيراً .. إنتهى المشهد ، ولكنه سوف يتكرر في الليلة القادمة لأن مهارات هؤلاء المخبرين السريين (المعروفين علناً للناس ) في نقل ما يسمعونه من جمل حوارية يتحدث بها الناس في ليلهم الطويل ، كانت تمتاز بالدقة ، ومن ثم الأضافة التي تجعل ما ينقلوه ذا قيمة ومؤثر ، لأنه على أساس ما ينقلوه هؤلاء تبنى سياسة بلد سوف تطرح في الشارع في اليوم التالي ، أو إعتقال لأحدهم ، ولربما من كان يستمع لصوت الراديو في الليلة الماضية .
في زمن الصوت الأوحد ، أصبح رجالات " الحزب " الذي يملكه صاحب الصوت الأوحد يمتلكون قوة لدرجة تجعل المار بقربهم يشعربالخوف ، خشية من نظرة اليهم تفسر من قبلهم كخيانة أو بغض لمالك حزبهم ، ولأنهم (أي الحزبيين ) قد أتقنوا اللعبة التي تتلمذوا فيها من أفكار ميكافيلي وأطروحاته ، تلك الأفكار التي اصبحت الدرس الأول في مقرات الحزب ، وإن كان المقر في قرية نائية قرب الأهوار ، تلك اللعبة التي جعلت اللاعب معهم يشعر بالهزيمة من اللحظةالأولى ، ودونما أن يعرف السبب ، أو يعرفه ،ولكن لا نفع من التفكير به .
في زمن لاحق لزمن صاحب الصوت الأوحد ، ثمة سؤال يطرح نفسه ، كيف تمت السيطرة على الأنسان بأقصى درجة لمعنى القوة ، والأنسان يكاد راضياً لما يعانيه ، وأظن الجواب يأتي كالآتي : عندما تعمل في الخفاء ، وترصد مواقع الوجع أين تكمن في هذا الإنسان أو ذاك عندها تتمكن في إنشاء طريق قد صمم على مزاجك أنت ، ثم تجعل الجميع يسيرون به دون عناء تبذله ... وهذا ما كان يحصل في زمن الصوت الأوحد .
ولكن .. أي طريق قد أنشأ ، طريق لو إستذكر من مر به ، لحظات ضعفه ، لبوبخ هذا العالم منذ تلك اللحظات وحتى يومه الذي يعيش به .. إنه طريق الحروب وأناشيد الضياع والسقوط نحوالهاوية .

حروب سبقتها ولحقتها حروب ، ولا ندري بأي حرب قتلنا ، أو تهجرنا أو تخلفنا ، أو.....
ثمة حرب قُتلت فيها كل أشجار البلوط ثم أحرقت في أعلى قمة جبل على أرض السليمانية ..
كانت حرب تدار من قبل المجهول حين سُخّر القاتل تحت وطأة الخوف ، فكان القاتل والمقتول ينادون بصوت واحد كلنا (مظلومون ) ، فكانت حرب جعلت إبن الجنوب ينظر لأخيه الآخر كيف يموت .
ولكن حين تعادل الجميع في الظلم ، جاءت الأفكار من قبل ذلك المجهول ثانية ، لتعلن حرب جديدة ، وهي الثأر من الجميع ،لأنهم في حروبهم الأولى قد تعادلو ... ولكن هذة المرّة لابد أن يخسر الجميع .
فنادى منادي آخر ،إسمه وصورته تلعن كل يوم ، إن الموعد على حدود العراق الشرقية ، وعلى الجميع أن يشارك ، لأنها حرب النهاية ، فمن إمتلك فكراً فليأتي الى هناك ، لأننا نريد أن نقتل الأفكار ، ومن إمتلك موهبة في أي شي ما ، فلايدع موهبته تفلت في مكان آخر ، ولكن لتسكن القبور حين مثواه ومثواها الأخير .
فأصبح الجميع يتسارعون في تلبية نداء (الخوف الأزلي ) ..
كنت حينها في الجامعة أتلقى الدرس ، ولأنني أحد أفراد (جيل السيتينات ) ، فقد تمكن الخوف مني ، فخشيت من يوم يأتي ، ولا يظل أحد من أقراني يروي ما حصل ....

والحديث بقية....
سعد الغالبي



#سعد_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلامُ كان مؤجل !
- أسوار مملكة السر ... الفصل (19 و 20 و 21 و22 )
- همس في الغابة -1-
- منْ كان منكم معارضاً خارج الحدود .. فلا يرمينا بحجر.
- حديث في سلسلة طويلة ... أنا رجل (الحلقة 8 )
- حُلمُي .. وحُلم -قاسم حول - يتشابهان !
- اسوار مملكة السر (الفصل 15 و 16 و 17 و 18 )
- لمن أهدي شكري وتقديري ؟
- أسوار مملكة السر... رواية (القصل 14)
- وصايا
- حديث في سلسلة طويلة... أنا رجل (الحلقة 7)
- عذراً صديقي الفلسطيني.. وليسمع الجميع !
- أسوار مملكة السر ...رواية (الفصل 12 و13
- سلسلة في حديث طويل ...أنا رجل (الحلقة 6)
- أعتراف...
- حديث في سلسلة طويلة... أنا رجل (الحلقة 5)
- قبل وبعد زمن( تفسيرالأحزان)... من أين تأتي هذه الرياح ؟
- رواية ... أسوار مملكة السر (الفصل 11)
- البحث عن السر (الحلقة الثالثة )
- أسوار مملكة السر ...رواية (الفصل 9 و10 )


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الغالبي - سلسلة طويلة في حديث ... أنا رجل (ح 9)