أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم السكوري - المسلمون يغتصبون العلمانية ويشربون دم بكارتها















المزيد.....

المسلمون يغتصبون العلمانية ويشربون دم بكارتها


قاسم السكوري

الحوار المتمدن-العدد: 2788 - 2009 / 10 / 3 - 23:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بداية يجب التنبيه إلى أن الإسلاميين المتطرفين والمعتدلين على حد سواء ،قد نجحوا فعلا في الإلتفاف على مصطلح العلمانية وإدخاله ضمن قاموس الشر،لقد نجحوا في إقناع غالبية المسلمين، خاصة المتعلمين منهم، بأن العلمانية مرادفة للإلحاد واللاتدين ومن ثم فهي معادية للدين والتدين، كما أنهم نجحوا في إصباغ العلمانية بإيحاءات جد خطيرة وغير مقبولة لدى الضمير الجمعي الإسلامي حتى صارت مرادفة عندهم لكل ما هو منحط أخلاقيا ،فهي أصل التبرج الفاضح وهي التي أطلقت العنان للحرية الجنسية المتحللة من أي قيد ،فالعلماني يمكن أن ينكح بنته والأم العلمانية تنكح إبنها والبنت تنكح أخاها ،العلمانية تعني أكثر من ذالك نكاح الآدميين للحيوانات والعكس.إنها تدعو إلى إباحة جميع أنواع الشذود الجنسي،بما فيه زواج المثليين، و حماية ذالك بتشريعات و قوانين محكمة.العلمانية هي ثخنيت المجتمع و القضاء المبرم على الرجولة والفحولة و فرض سيطرة النساء على جميع مناحي الحياة الإجتماعية و السياسية .إذا قدر للعلمانية أن تسود فستحقرالأديان وتذمر دور العبادة وتمنع المؤمنين من ممارسة طقوسهم التعبدية،بل وتجرم هذه الممارسات.
العلماني من هذا المنظورهو الشر بعينيه، وبالتالي يجب التصدي له بكل الوسائل بما فيها التشهير به والتحريض عليه، ولا يجب تحت أي ظرف كان تقنين الصراع معه بأي قانون كيفما كان،الوجب هو إباذته و محوه من على الأرض لأنه نبتة متوحشة، شأنها شأن جميع الأمراض و الأبئة الفتاكة، التي تهدد البشرية والتي يجب إستعمال الحزم في مواجهتها.
إن أي مضهر من مضاهر العلمانية يجب محاصرته ثم القضاء عليه في المهد، سواء كان بشرا يتحرك أو كتابا ينزل إلى مطبعة أو جريدة تنضح ببعض القيم والمفاهيم الشريرة.عندما يتعلق الأمر بالعلمانية فإن الحرب يجب أن تكون شاملة ضدها ومن الجائز جدا، ومن دون تحفظ ،إستعمال الأسلحة المحضورة و إذا إقتضى الأمر إنتهاك حق العلماني في الحياة فيجب تنفيذ ذالك على الفور.
بالنسبة للمسلمين الذين تسيطر عليهم هذه التمثلات القبلية للعلمانية، فإن المسيحي الذي يؤمن بالتثليث و اليهودي المرابي وخائن العهود الذي يمنع المسلمين من الحج إلى ثاني القبلتين يصبحان معا حليفين موثوقين في الحرب المقدسة ضد العلمانية،وبقدرة قادر تختفي كل الأحقاد و الضغائن في سبيل أن يبقى الدين لله الواحد القهار،أما معركة شعب الله المختار وخير أمة أخرجت للناس وأي نبي هو الأقرب إلى الله وأيهم شفيع البشرية يوم القيامة،فإنها في الغالب مؤامرة علمانية لزرع الفتنة بين أبناء الله الواحد الذي يتربع على عرشه في السماء السابعةعلى أقل تقدير.ولنا في الحرب الأولى على العراق صورة بالألوان الناصعة لماندعيه،ألم يتعانق الهلال والصليب ونجمة داوود بأرض الحرمين الشريفين تماما كما تعانق قبلهما السادات و بيغين بقلعة داوود فوق بلاد العم سام.
إن مانلاحظه من تساهل سواء مع العلمانيين أو مع بعض الأفكارو المضاهر العلمانية في الأوساط الإسلامية ،لا يعود أبدا إلى مراجعة إستراتيجية، بل فقط إلى تعامل تكتيكي تفرضه موازين القوى الفعلية التي تمنح تفوقا حاسما للنموذج الغربي،فضلا عن أن المجتمعات الإسلامية منكفئة على نفسها وغارقة في جهلها وماضويتها وتخلفها مما يجعل إستعدادها الفعلي يميل لصالح الثقافة اللاهوتية التقليدية و يقوي مناعتها ضد العلمانيةوالحداثة.هكذا يصبح المسلم العادي الجاهل هو الحصن الأول في جبهة التصدي للعلمانية حتى قبل أن تنتقل المعركة ضدها إلى ميدان السياسة و الأفكار.العامل الثالث أن العلمانية نفسها ظلت لعقود طويلة مجرد حركة توفيقية تضمر أكثر مما تبدي ،مما قوى ميل غالبية العلمانيين إلى الإنتصار أكثر فأكثر لمبدأ الخصوصية و طالبوا بإيلاء الموروث الثقافي أهمية قصوى في أي نضال يروم الإنتقال بالمجتمع إلى طور الحداثة.
أما العلمانيين الجذريين فقد ألفوا التنفس تحت الماء لقناعتهم التامة أن الرجعية مستعدة لإستئصالهم إن هم جاهروا بالمضامين الفعلية لعلمانيتهم،خاصة أنهم شاهدوا علمانين وسطيين، بل حتى أشباه علمانيين، يسقطون بالرصاص وفي واضحة النهار لمجرد أنهم إستقصوا الحقيقة حول بعض الأحداث التاريخية المثيرة للتساؤل أو أنهم حملوا المشرط للإستئصال بعض المعتقدات المثيرة للتقزز.
إن المسلمين عموما،حيث لا يفترض دائما أن يكونوا متطرفين وإرهابيين،يعتقدون أن المجتمعات الإسلامية علمانية فعلا بل و متوغلة في علمانيتها و يركبون فوق قناعتهم هاته لجعل المجتمع في حالة إستنفار دائمة،فالعدو ليس على الأبواب و لكنه يوجد بيننا،في كل ركن من حياتنا و بالتالي يجب ان نضع أيدينا على الزناد و أن لا نتردد في طرحه أرضا،إن لم نقتله سيقتلنا.كل مضاهر الحياة العصرية سيئة ،وهي من إنتاج العلمانية الكافرة وكلما إ ستجد شيئ سيء فإن العلمانية لا يمكن أن تكون بعيدة.حتى الأشياء العصريةالتي أصبحت مقبولة لديهم بعد أن رفضوها لردح من الزمن كالتلفاز والسيارة والطائرة والأنترنيت يجب أسلمتها باعتبارها في حكم الشر الذي لا بد منه، و إلا فإنها هي الأخرى مقدمات للغزو العلماني.فالسيارة يجب أن لاتسوقها إمرأة و الطائرة يجب أن لا تصبح مطية لإمرأة تسافر من دون محرم و الطبيب الجراح إن كان سيكشف عن جسد المرأة وهي عارية فإن موت المرأة أهون ،والتلفازإذا كان سيضهر الأجساد العارية أو يثرثر بكلام يلهي الناس عن ذكر الله والتأمل في ملكوته فالإقبال عليه معصية.الأنترنيت يصلح لتمرير الرسائل المشفرة بين الخلايا الإرهابية لتحضير التفجيرات المميتة أماتبادل عبارات الود و القبل اللاسلكية بين المراهقين فيجب إدراجها فورا في خانة المبيقات التي تزعزع الله في عرشه وقد تغضبه فيسلط علينا الزلازل والفياضانات و قد يلغي الأوزون دفعة واحدة فتتحول الأرض إلى مقلاة أو مشواة ،حسب الحاجة، ونتحول معها إلى وجبة داسمة تؤتث مائدة الله.
هكذا أصبحت كل مضاهر الحياة العصرية إما نعمة ساقها الله لعباده بعد أن سخر الكفارلإختراعها بعد جهد و شقاء ،أو جسدا ماديا لجريمة شنعاء يجب إلباسها للعلمانية صنيعة الغرب أو للديمقراطية أو لأي مفردة أخري تنتمي لذات العائلة.
المسلم من هذه الشاكلة الفريدة إنتهازي ومنافق لا يتردد في تزييف الحقائق و المبادئ،فهولا يرى أي مانع من الإستفادة من كل ما أنتجته الحضارة الغربية العلمانية؛المتفسخة والمريضة،من منتجات تكنولوجية ومن قيم حضارية ثقافية وفكرية،الدمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان تصبح قيما نبيلة وراقية إذا كانت تعني حرية المسلم في ولوج البلدان الغربية فرارا من أوطان الفقر والكدح والبطالة،أو حرية الإرهابيين في التنقل بين أقطار شتى بجوازات سفر تحمل جنسيات محترمة تسهل إنتقالهم عبر الكرة الأرضية من داكوتا الأمريكية حتى جبال طورابورا الحصن المنيع للمؤيد بالله أسامة بلادن،الحرية ما أحلاها إذا عنت الحق في أسلمة الغرب لمن إستطاع إليه سبيلامن خلال بناء المساجد وتأسيس جمعيات الدعوة لدين نبي العرب وفوق ذالك حق الأبناء في تعلم لغتهم الأصلية وتعاليم الدين الحنيف على نفقات دول الإستقبال.
العلمانية تستحق قبلة حارة على الجبين عندما يفرون إلى رحمتها لإنقاد رقابهم من المشانق المنصوبة بدار الإسلام، أما دار الحرب ولغبائها فهي لا تكتفي بمنع عقوبةالإعدام بل تجرم تسليم الإرهابيين القتلة إلى حكومات بلدانهم الأصلية إذا خيف عليهم، ليس من حكم الإعدام،بل فقط من سوء المعاملة أو التعذيب أو المحاكمة غير العادلة.العلمانية تستحق أن يحتفى بها إذا كانت تعني التمتع بكامل الحقوق الإجتماعية والإقتصادية والسياسية التي سالت من أجلها وديان من الدماء في الحروب والثورات والإضرابات،وماذا تساوي دماء الكفار؟لا شيئ.لكن الأجور العالية والتعويضات العائلية السخية التي يلهفونها كل شهر تساوي الكثير،التعويض عن البطالة و التغطية الصحية التي تؤجل زيارة ملك الموت تستحق المغامرة بركوب قوارب الموت ومراوغة الجمارك بالموانئ والمطارات.
أما ذالك المواطن الأوربي المسكين عندما يهرب طواعية من قساوة البرد القطبي، و ليس من الدكتاتورية، للإستمتاع بشمس الله بأرض الإسلام الواسعة، ويدفع مقابل ذالك الملايير بالعملة الصعبة ،فإنه يواجه بالحقد والكراهية ويتهم بأشياء تحط من قدره و كرامته،أليس هو من يجلب السيدا والأنفلونزات..والشدود الجنسي و الدعارة و العري وكل أنواع التفسخ الأخلاقي.الأوربي ما أن يلج الحدود ،بجواز سفر صحيح طبعا،حتى يدخل في خانة المتآمر على أمن البلاد وقيمها الدينية والحضارية، وما يعتبر حلالا بل حقا مقدسا للمسلم هناك في دار الحرب يصبح جريمة يعاقب عليها المسيحي الأوربي هنا ؛هنا ليس من حقه التبشير بأي وسيلة كانت لدينه وإلا أتهم بزعزعة عقيدة مسلم ومن ثم يسجن أو يرحل فورا وربما كانت عقوبته أثقل لولا أن الدول الغربية أقوى و مستعدة لإعلان الحرب لإنقاد مواطنيها،وليس من حقه إقتناء أرض بغرض بناء كنيسة أو دير ،وإذا سقط في عشق امرأة مسلمة فعليه إشهار إسلامه أولا على رؤوس الأشهاد ولو نفاقا ليمكنه الزواج منها.
هذه هي العلمانية المفترى عليها يستبيحون جسدها ويفتضون بكارتها هناك في موطنها الأصلي وكأنها واحدة من سبايا غزواتهم القديمة ضد الفرس أو الروم وما أن تطأ بقدميها أرض الإسلام حتى يوقضون قراقوش من قبره ليصدر في حقها أحكامه الغريبة والعجيبة التي لم يجد الزمن بنظير له حتى الآن.



#قاسم_السكوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة وكالين رمضان المغربية....او الشباب الذي رضع لبن اللبوئا ...
- التدين يلغي العقول و يخدر الأجساد
- الديانات....مرض الإنسانية المزمن


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم السكوري - المسلمون يغتصبون العلمانية ويشربون دم بكارتها