أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - التمسك بالأخلاق سبب من أسباب تخلفنا















المزيد.....

التمسك بالأخلاق سبب من أسباب تخلفنا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2788 - 2009 / 10 / 3 - 18:25
المحور: المجتمع المدني
    


الجهل والتخلف والفساد هو بسبب تمسكنا بأخلاقنا الجميلة , فأخلاقنا الجميلة تدعونا إلى احترام الأقارب وليس الأفكار .
وهي تدعو المرأة إلى إحترام الزوج الذكر وليس إلى إحترام الحرية والديموقراطية.

أخلاقنا تعمل على تسفيه طموحاتنا بضرورة التغيير والمحافظة على الأخلاق لا تعني في كثير من الأحيان إلاّ محاربة التغيير والتطوير.

وتدعونا إلى محاربة التعددية السياسية والإنطواء تحت عباءة شيوخ العشائر والبرجوازية الوطنية المتخلفة.
فبدل أن يكون عندنا أحزاب سياسية على آخر الموضات الفكرية , تكون عندنا عشائر وعادات وتقاليد تحثنا أخلاقنا على التمسك بها .


يجب علينا أن لا نتمسك بأخلاقنا العربية الإسلامية فهي مثلها مثل التمسك بالنظام السياسي القديم والفاسد الذي يدعو إلى تقديس الفرد وتسفيه الجماعة وتعظيم الدكتاتور وتسفيه الحرية والديموقراطية.
فإحترام الحاكم الظالم خشة الفتنة هي أخلاق درج عليها الناس .

واحترام الزوجة لزوجها وأبو زوجها وأم زوجها هي أخلاق درج عليها الناس .

أن لا أدعو إلى عدم احترام كل هؤلاء وإنما إلى سلوكيات جديدة واحترامات من نوع جديد , أنا لا أدعو إلى الفوضة ولكن أدعو إلى عدم التمسك بالأخلاق القديمة لأنها هي الفوضوية بحد ذاتها .
إن انكسار المشاعر أمام التغيرات الكبيرة التي تحدث في العائلات المدنية والعلاقات المدنية هي بسبب المحافظة على الثقافة القديمة والتي تعتبرُ أخلاقاً يجب أن نمشي عليها , على أنه من الواجب رفسها بأقدامنا وتقديم سلوكيات جديدة تعتمدُ على الخبرة والمشاهدة والتطور الذي ينجم عن التحولات الديموغرافية السكانية في العالم المدني المتحضر .
اليوم يجب أن نكون مستقلين برأينا في المنزل والمدرسة والشارع , فإذا كانت البيوت العربية بحجة المحافظة على الأخلاق تقمع المشاعر والأحاسيس الوجدانية وتحارب حرية المرأة والبنات وحريتهن في الممارسة الجنسية قبل الزواج , فكيف سيكون لهؤلاء البنات والشباب رأي في الشارع السياسي والثقافي , إذا كان القمع يبدأ من المنزل فمن المؤكد أنه سيمتدُ للشارع ولمجالس النواب وللحياة الديموقراطية بكافة تفاصيلها .

وما هي الأخلاق ألإسلامية؟ :
هي استعباد المرأة وحرمانها من الحرية , والأخلاق الإسلامية مقاومة الحرية الفكرية والتعبيرية والثقافية .
الأخلاق الإسلامية هي حرماننا من الحياة العصرية الديموقراطية ومساواة العبد بالسيد والمرأة بالرجل .

الأخلاق الإسلامية هي مقاومة المجتمع المدني والتنمية الشاملة والحرية والتعددية الفكرية التي يعتبرها الإسلام في كثير من الأحيان عودةً إلى الوثنية .
الأخلاق الإسلامية تعني انتشار المد العشائري بدل المد الحزبي وتعني محاربة الأحزاب السياسية واستفراد مجموعة مستبدة بالأغلبية المسحوقة من الناس .
الأخلاق الإسلامية والمحافظة عليها تعني مقاومة الأحزاب السياسية والحياة الديموقراطية وحرية الرأي والرأي الآخر .

خطورة ألإسلام على المجتمع المدني تنبثق من طبيعة تلك الأخلاق التي يحرضنا الإسلام على التمسك فيها التمسك بالأخلاق وبالعادات وبالتقاليد وبالمحافظة عليها وهي أخلاق (يوتوبية) كان المنادون فيها لا يحترمونها لأنه من المستحيل أن تجد مجتمعاً مثالياً في نظام عبودي ٍ يعتمدُ في نظامه الاقتصادي على العبيد والأقنان واستعباد الإنسان لصالح المستثمر بقوته العضلية وهدم ملذاته من أجل تحويل أنظاره عن الإستمتاع بملذات الحياة , وبنفس الوقت يكون للمشرع ما لغيره فيحرم على غيره ويستثني نفسه في كثير من الأمور.
وفي بعض الأحيان أتعرضُ لانتقادات مباشرة من قبل أشخاص أقرباء لي أو معارف لعائلتنا الكبيرة فيقولون لي بالحرف الواحد ( عيب عليك يا رجل إنت أبوك فلان وجدك فلان واللي بتكتبه عن المرأة والحرية عيب أن يصدر من واحد مثلك , أبوك كانت أخلاقه عاليه وجدك كانت أخلاقه عاليه وكانوا يستحوا من أثوابهم ).

وفي الحقيقة أشعرُ بالخجل مما يقولون وأحياناً أثني نفسي عن الكتابة في بعض المواضيع التي تخصني وتخص طموحاتي وسلوكياتي بسبب الانتقادات الأخلاقية التي أتعرضُ لها , هذا عدى ما يأتيني من شتائم على النت وأحياناً أقول لهم :
الأخلاق يجب أن نقوم بتطويرها لأنها سلوك وتعتبر الثقافة مع تراكمات تعاليمها نظاماً اجتماعياً وثقافياً الكل والجميع يفتخر بتلك الأخلاق أما المحافظة عليها فهذه العملية تلحقُ الضرر بجسم الوطن العربي وببنائه الاجتماعي , فمثلاً لباس المرأة وحرية التعري وإظهار تفاصيل الجسم ليست عيباً في المجتمعات الحديثة ولكنها تعدُ عيباً في المجتمعات القديمة , وعملية مقاومة حرية المرأة بالتركيز على الأخلاق تعتبرُ خطوة رائدة للوراء من أجل مقاومة المجتمع المدني والحرية والتنمية .
وليس أنا وحدي من يتراجع عن التطور فكل الناس تتعرض للابتزاز في ثقافتها المدنية حين يتمسكون بالأخلاق ألإسلامية.

لا أحد ينتبه لطبيعة خطورة الموقف حين يقفُ أحد الخطباء منادياً بالمحافظة على عاداتنا وتقاليدنا وهو يهتف بضرورة التمسك بالأخلاق ألإسلامية لا يمكن أن أدع موضوع الأخلاق يفلت من بين يدي دون أن أقوم بالتركيز عليه , فالأخلاق تعتبر الثقافة المحافظة على العادات والتقاليد المتينة وبهذا نكون قد وضعنا أيدينا على الجرح وخصوصاً إذا عرفنا بأن أخلاقنا الإسلامية أصبحت سلوكاً طبيعياً في مواجهة العصرنة أو أي تطور وتقدم يهدفُ إلى إدخالنا في بوتقة المجتمعات المدنية المتحضرة وعلى رأس تلك التطورات تحرير المرأة وتحرير الكُتّابِ والمبدعين من العقليات الأبوية المتسلطة الغاشمة والهجينة والمُستهجنة لأي تحول في البنية الفوقية والتحتية لبناء المجتمعات العربية المسلمة المعاصرة.
بأخلاق العرب المسلمين , فهي إحدى أهم الدعائم والركائز لمواجهة التطور والتقدم الاجتماعي الأخلاق وطبيعة المحافظة عليها تشبه طبيعة المحافظة على التراث , فالأخلاق جزء من الثقافة الاجتماعية والقومية , وطبيعة المحافظة على تلك الأخلاق تعتبرُ أمراً مهماً عند العرب المسلمين , وهذا بحد ذاته تحدٍ كبير للتقدم وللتطور وللنهضة.

يقولُ أحمد شوقي :
إنما الأممُ للأخلاق ما بقيت

فإن هم ذهبتْ أخلاقهمْ ذهبوا

ويقول أيضاً:

صلاحُ أمرك للأخلاق مرجعه

فقوم النفسَ بالأخلاق تستقم ِ.

هذه الشوقيات ومثلها كثير يجب أن تتغير ويجب أن تكون للأخلاق مقاسات جديدة , إن لكل عصر أخلاقه.

ففي أوروبا عموماً كان كشف صدر المرأة وظهرها من الخلف حتى الخصر أمر طبيعي جداً ولكن المرأة هنالك كان يحمرُ وجهها خجلاً إذا ظهر كاحلها أو إذا كشفت عن ساقيها وبا العاج الأسمر أو الأبيض, وهذا ملاحظ في أفلام الكابوي الأمريكية من منظر ألبسة النساء , وكذلك الأفلام الأوروبي ة القديمة , وبعد ذلك تغيرت النظرة الأخلاقية للجمال ومعانيه .
إن الأخلاق ومعانيها تختلفُ من أمة إلى أمة ومن مجتمع إلى مجتمع آخر .
يجب أن لا نحافظ على أخلاقنا الإسلامية لأنها تهدم الحرية والتنمية الشاملة والمستدامة ومن يقول بالتوفيق بين الأخلاق وبين المجتمع المدني الحديث يكون وكأنه يلقي في الماء الصافي حجراً كبيرا.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يتحدى القرآن فنياً؟
- باسم الله الرحمان الرحيم
- التطور الأخلاقي الجنسي
- ملاحظات خادم مسجد
- نقاش عام 2
- شواذ سورة البقرة وإسلوب الحال
- آلام الهوى
- نقاش عام1
- يا نانا
- هل للمرأة حق في ثروة الزوج؟
- الأبجدية 1
- أعيدي خَلقي من جديد
- شواذ سورة البقرة
- وداعاً يا كتب وداعاً يا حب
- ملك النحاة
- نهب النساء(تبادل النساء)
- يلعن أبوها من عيشه
- في العيد يتعلم الأطفال العرب على الإرهاب
- كل عام و(نانا) بخير
- درس في اللغة العربية


المزيد.....




- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - التمسك بالأخلاق سبب من أسباب تخلفنا