أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود عكو - عندما تبث سانا أخبارها بالتركية















المزيد.....

عندما تبث سانا أخبارها بالتركية


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 2788 - 2009 / 10 / 3 - 16:18
المحور: القضية الكردية
    


عذب جداً غناء إبراهيم تاتليسيس، أشهر فنان تركي، وكذلك الفنانتان الساحرتان في الجمال سيبيل جان وهوليا أفشار، إنهما أجمل بمليون مرة من لميس ونور اللتين فتن العالم العربي بهما عبر المسلسلات المدبلجة إلى العربية على قناة كل العرب إم بي سي. فضلاً عن جمال سيبيل وهوليا، فهما تمتلكان صوتاً عذباً أشبه بزغردة البلابل، وهذا ليس مديحاً لهما، إنه الواقع وليس رأيي فقط، بل أجزم أن كل من يعرف الفنانين الأتراك الثلاثة السابق ذكرهم، سيوافقني الرأي ويقول إنهم أشهر المبدعين في تركيا، كما الشاعر ناظم حكمت، والمخرج السينمائي يلماز غوني، والروائي والقاص عزيز نيسين، والكاتب الروائي أورهان باموق.

تاتليسيس الكردي القومية والمسلم الديانة والعلوي الطائفة والتركي الجنسية، غنى لعقود بالتركية وأرفد المكتبة الغنائية التركية بمئات الأغاني وعشرات الأفلام السينمائية حيث كان بطلاً للكثير منها، غنى بالكردية مؤخراً وذلك بعدما سنحت له الفرصة بالغناء بها، فكانت أغنية الفنان الكردي الشهير بيتوجان "أكر كتيه دلي من" وتعني "دخلت النار قلبي" هي فاتحة غناء تاتليسيس بالكردية، فاشتهرت الأغنية في كل أرجاء كردستان، أغنية جميلة ولحن عذب ومؤدٍ عظيم، إنه الكمال في عالم الغناء، وتاتليسيس كلمة تركية مركبة تعني الصوت العذب.

أما هوليا أفشار صاحبة عينين براقتين زرقاوين، احتفت أيما احتفاء بالفنان الكردي السوري المقيم في المهجر جوان حاجو، بالرغم من أن حاجو لم يتمالك نفسه أمام جمالها، فكانت عيونه تتملى سحرها، وأجزم أنه كان يعني تماماً في قرارة نفسه "دل كتميه دل كتميه جارا بيشي دل كتميه" وتعني بالكردية "أحببتها أحببتها، من المرة الأولى أحببتها" هذه الأغنية التي غناها في برنامجها الشهير "هوليا أفشار شو" على قناة شو تي في التركية.

بالعودة إلى العنوان أعلاه وبعيداً عن عالم الجمال التركي وعذوبة أصواته ورقة نسائه، نشرت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" بتاريخ 13 أيلول 2009 خبراً جاء فيه " أطلقت الوكالة العربية السورية للأنباء سانا إلى موقعها الإلكتروني بثها الإخباري باللغة التركية أمس السبت ليضاف إلى بثها باللغات الإسبانية والإنكليزية والفرنسية وذلك تنفيذاً لخطتها بتوسيع خدماتها الإخبارية على مستوى دول المنطقة والعالم والعمل على أن تكون مصدراً رئيسياً للأخبار المحلية بالنسبة لوسائل الإعلام العربية والدولية".

وأضاف الخبر "ويضم البث باللغة التركية حزماً إخبارية غنية في الشأن السياسي والاقتصادي والثقافي والرياضي إضافة إلى خدمة الصور والأرشيف. وكانت وكالتا سانا والأناضول التركية وقعتا برنامجاً تنفيذياً على بث نشرات إخبارية متبادلة في الوكالتين تعكس صورة الأحداث في كلا البلدين وتنشر في إرسالهما على الإنترنت إضافة إلى تبادل التقارير الإخبارية والصور".

جميل هذا الكلام، تعاون إعلامي بين دولتين جارتين، وإيجاد فرص عمل للصحفيين السوريين أو المترجمين الذين يتقنون التركية، وزيادة رقعة القراءة عبر الإنترنيت لقراء يتقنون التركية، وكذلك سهولة تحليل ونقل الأنباء للمراقبين والمهتمين بالشأن العربي والتركي. ولكن! سورية التي تتكون من قوميات مختلفة ولغات عديدة، هذه القوميات دافعت لتكون سورية اليوم لهم، ناضلوا وقاتلوا واستشهدوا في سبيل رفع كرامتها عالياً، وتبقى سورية بلداً لكل من يعيش عليها. سورية أهملت بل قمعت ثقافات تلك الشعوب، ولغاتهم الباقية حية والصامدة في وجه التعريب المحاط بها من كل الزوايا، لم تبادر قط إلى الاعتراف بمكونات أخرى غير العرب في هذا الوطن، قوميات ولغات أخرى، عندما تمزجها تكون سورية، في حين لو بقيت العربية لوحدها، فإنها ستكون لوحة فنية بإطار ذهبي ولكن بلون واحد فقط.

كان الأجدر بالقائمين على الوكالة، إيجاد أقسام لبث الأخبار بالكردية والسريانية والأشورية والأرمنية والآرامية والجركسية إضافة إلى التركية. تلك هي اللغات الوطنية أو المحلية في سورية، فالكردية وطبقاً لرأي الشخصي يتكلم بها ما يقارب ثلاثة ملايين إنسان، في حين السريانية يتكلم بها زهاء المليون إنسان والأشورية والأرمنية والجركسية هناك الكثير من يتكلمون بها، ألا يحق لهؤلاء قراءة أخبار وطنهم بلغتهم الأم؟ اكتبوا لنا عن نشاطات السيد رئيس الجمهورية بالكردية، وعن اجتماعات مجلس الوزراء بالسريانية، وعن انعقاد دورات مجلس الشعب بالأرمنية، وعن السياحة بالأشورية، وعن الاقتصاد والتجارة بالجركسية. نريد أخبار بلدنا بلغاتنا الأم.

تتوجه تركيا إلى المزيد من الانفتاح على الكرد، لحل القضية الكردية في بلادها التي تسعى لأن تكون عضواً في الاتحاد الأوربي، ففي إطار تنفيذ خطوات الانفتاح الديمقراطي للحكومة التركية بشأن إيجاد الحلول للمسألة الكردية قي تركيا، فقد صادقت هيئة التعليم العالي التركي ولأول مرة على فتح معهد للغات الحية في جامعة أرتوكلو في محافظة ماردين.

رئيس الهيئة البروفيسور يوسف ضياء قال في حديث لجريدة توداتس زمان إن المعهد سيدرس اللغة الكردية مع لغات أخرى، وسيمنح المعهد شهادات الماجستير والدكتوراه في اللغة الكردية، حيث جاء ذلك بعد اجتماع للهيئة ضم 27 من عمداء الجامعات في أنحاء تركيا واجمع المجتمعون على أنه ليس من المنطق تهميش لغة يتحدث بها أكثر من 21 مليون نسمة في تركيا.

وفي خبر نشرته جريدة راديكال التركية عن اجتماع الرئيس التركي عبد الله غول في قصر جانكايا مع ممثلين عن أربع وثمانون جمعية لأبناء محافظة يوزكات التركية المعروفة بميولهم القومية المتعصبة وعدائهم للكرد وموالاتهم لحزب الحركة القومية التركية المتطرفة، حيث حاول الممثلون أثناء اللقاء مع الرئيس التركي التعبير عن موقفهم الرافض للانفتاح الكردي والتحاور مع عبد الله أوجلان والمساس بوحدة الجمهورية التركية أرضاً وشعباً. قال غول خلال اللقاء "إن الموقف القومي لليوزكاتيين يستحق التقدير ونتفهم شعورهم، ولكن إذا لم نحل هذه المسألة ستزداد حجمها وخطورتها في المستقبل بشكل أكثر، كما ستتدخل أطراف خارجية أخرى تحت ذريعة الحل، لذا ينبغي أن نجد بأنفسنا حلاً داخلياً وصحيحاً لها. وأضاف غول "كل إنسان له لغته الخاصة به وضمن هذه القاعدة من حق الكرد أيضاً التحدث بلغتهم، ولكن ليس بمعنى اللغة الرسمية الثانية في البلد".

تركيا التي كانت تعدم وتنفي لمجرد الحديث بالكردية، الأن يصرح رئيس الجمهورية التركية، إن للكرد الحق في التحدث بلغتهم، وستدرس في الجامعات التركية ويمكن للطلبة نيل شهادات الماجستير والدكتوراه فيها، في حين ما يزال الكرد في سورية، يعتقلون ويحاكمون لمجرد أن كردياً وجد معه ألف باء اللغة الكردية.

عندما تبث سانا أخبارها بالتركية، عليها قبل ذلك البث بالكردية، والسريانية، والأشورية، والأرمنية، والجركسية. إنها لغات حية وستظل كذلك، طالما أن هناك فرداً واحداً يتحدث بها، هذه اللغات التي كونت ثقافات سورية كلها، ما تزال أوابدها شاهدة على وجه الخارطة السورية بأسرها.

بالعودة إلى تاتليسيس وسيبيل وهوليا، نحب غنائكم ونتلذذ بأصواتكم الشجية، بالرغم من فهمنا الضئيل لكلمات أغانيكم إلا أن أصواتكم وألحانكم تترجم لنا ما تقولون. ولكن! أحب أن اسمع محمد شيخو وشفان بالكردية، وفيروز وميادة الحناوي بالعربية، وجان كارات بالسريانية، وجوليانا جندو بالأشورية والكردية، وآرام تيكران بالكردية والأرمنية. إنهم أقرب إلى قلبي من تاتليسيس وسيبيل وهوليا، حتى ولو كنتن أجمل فنانات تركيا، فلنا من الجمال ما يكفي لنصدره للكون بأسره. فيا سانا بثي أخبارك بالتركية ولكن لا تنسي البقية.




#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم الأفواه.. تراجيديا يومية في سورية
- هل يطلق سراح رياض سيف لأسباب إنسانية؟
- عندما تودع أغنية.. إلى آرام تيكران
- الحب في زمن الأنفلونزا
- الرحيل إلى ضفة الألم ... إلى فارس مراد
- عندما تَعشق سلمى.. تُقتل
- النوفرة
- الثورة على الثورة
- الكرد في سوريا أزمة حاضر وغياب مستقبل
- مشروع قانون الأحوال الشخصية السورية..استمرار الانتهاكات في ظ ...
- عندما تعشق البيريفانة
- آذار بهار
- في عيدها العالمي ما تزال المرأة أسيرة الاضطهاد بكافة أشكاله
- إنما الخيانة في آبائك الكرد
- الفتوى التي قتلت ميكي ماوس
- جمهورية الحجب... تقرير عن حجب المواقع الإلكترونية في سوريا
- ما تزال النار متقدة في كل المشاعل
- أحزمة ناسفة
- آلام وأحلام وكأس شاي عراقي
- ككردي... أخجل من سجالكم


المزيد.....




- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: نشعر بالذعر من تقارير وجود ...
- اعتقالات جماعية في جامعات أمريكية بسبب مظاهرات مناهضة لحرب غ ...
- ثورات في الجامعات الأمريكية.. اعتقالات وإغلاقات وسط تصاعد ال ...
- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود عكو - عندما تبث سانا أخبارها بالتركية