أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي البدري - كلمة أخرى لشهقة القلق(قراءة في قصيدة - مثل ليل - للشاعرة ظبية خميس)















المزيد.....

كلمة أخرى لشهقة القلق(قراءة في قصيدة - مثل ليل - للشاعرة ظبية خميس)


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 2787 - 2009 / 10 / 2 - 19:16
المحور: الادب والفن
    


بماذا علينا أن نتسلح لنقتحم قلق الشاعر؟ كلمة من وجع التمني وشهقة قلق؟
إذ نتكلم عن قلق الشعر فإننا نتكم عن القلق الضروري... قلق ما بعد نزول القمر إلى خانة الخدر... قلق ما بعد منتصف وجع الليل وصوت اختراقه لصدفة الذاكرة.
الكلمة قلق مستتب تحت رعشة الليل وخفقته في شرخ الحلم.
الحلم شرخ من قلق.
كانت أمي نحاتة قصية، يقول سندان الشعر،
ترصع سماء آدم
بحكايات توراة البحر
واقتصاصات ليله
من وريد الحلم.. فهل كانت أمي قلقة؟
كم شهرزاد يلزمنا لنحدد صيفا لسقف الليل... ليل الشعر؟
تبارك قلقي، يقول الشاعر،
إنه يشطر جرحي
وينثر غيماته سفرا
في قامة الليل
فهل بعد غائلة تيهي من قلق؟
شهقة أخرى من عري بلقيس وتنتصب خبيئة قماطي... هل تصح كلمة لخيط القلق؟... أم تراها لسقفه إذ يتدلى في وريد الكلمة؟
كان حفرا سافرا على زناد السؤال... مذ كانت تهجياتنا... مذ كانت حواء ترعى غوائل الليل وعنادات أصابعه خلف سياج القدر.
في البدء كان القلق... ليكون الشعر ويكون ليل حواء!
ومنذ حواء كان القلق اختيارا... القلق الضروري أعني.. كم مساحة الخيارات المتبقية خارج حدود السؤال؟ هل يعني هذا ان القلق هو السؤال؟... وأشياء أخرى: سلطة السواد على مسافة ذراع حواء وهو يشير إلى هنا................ك ويبحث عن سقف لغصة الليل وعن وجه آخر لحرثه... وأيضا عن مدخل لحرائق المرافئ القادمة!
مثل ليل (آدم)؟ أين كانت (شهرزاد) تقف إذن في تلك اللحظة ... وما قبلها؟
مثل ليل، العنوان، سؤال مدغم الحواف يسعى لتأسيس مشروع خروجه إلى فضاء الإحتكاك بجبهة الأشياء وتمسيد أوتاد فظاظتها.
متى كان ليل حواء؟ ومثل هذا السؤال، بفداحة تسلطه، لا يتطلع إلى إقصاء بداهة سابقه وحجر تموضعه في نصل الذاكرة ومشروع اللغة: لماذا ليل ومثيله هو التطلع؟
كانت حواء لتكون... ولو ساعة أخرى في عمر خريف التطلع... إلى أي نجم وسمائه؟! لنؤجل مماحكة السؤال هذه الآن ولنسأل مع الشاعرة، ظبية خميس، مثل ليل...؟ كانت غيمة الحكاية؟
مثل ليل... من كان؟ هل يملك هذا السؤال اجراءات شروعه وأدوات نسج دانتيله واشتباكه بها؟... لا ليؤسس لمشروعيته أو دانتيل قبوله إنما لاطلاق سهم قوسه المتوتر... ولو باتجاه النجم الذي لم يحدد بعد حصافة سمائه!
مثل ليل كانت الحكاية وكان الثور وكانت الأفعى وكانت السماء لتكون تفاحة الخطيئة... ألتكون السماء أم لتراها – حواء – أم لتراها هي؟! أكان القلق ليكون ليل حواء؟ سؤال يراهن على فداحته وبها!
كيف يلج النهار عين الليل النائمة
وقلقه شهقة في ما أهمل من دم اللغة، هذا ما يقوله الغرباء المتحابون على تلال النسيان ، كما تقول شاعرتنا... فهل لنا أن نسأل لماذا؟
الأفكار تتمحص وتتكاثر كلما تشعبت وكثرت علاقات الناس، يقول غاستون باشلار، فأي فكرة حكمت مخيال حواء يوم كانت وحدها – وهذا على عكس افتراضية الموروث وما يناسب غرور حواء كأصل ولادي ومنبع حياتي؟ أكانت فكرة حواء / شهرزاد لتكثّر لادم تلك الفكرة وتساعده على سلخ أسئلتها من جسدها؟
منذ حواء، والطبيعة وهي يسعون حثيثا لتحقيق أنثوية الأشياء... مثل ليل وفي ليل الغرباء.
الليل وجع، يقول المتحابون على تلال النسيان..، فهل شبهت الشاعرة إشارة للوجع أم للتمني؟
مثل ليل، عنوان مشاكس يبحث عن تبريرات تليق بغرور أنثى شاعرة! فأين تقف هذه التبريرات... أعني عند أي عتبة من عتبات قلق الشعر؟
لليل أشياء أخرى، تقول ظبية خميس... هل تسميها لنا؟

يا ليل الغرباء المتحابين على تلال النسيان
ممطر الوجد
مبحوح غناء الصبابات
ونهار صغير أخرس
ينام بين يديّ
مر النهار على ذراع الليل
احتضنا فافترقنا
كيف يلج النهار عين الليل النائمة
التي تستيقظ فيفر الليل
ويبقى النهار محموما يهذي
ليذهب بقلبه دائما إلى الليل
ليل الغرباء!

السؤال يشظي وصية القناعات ويقودها صوب حفر الاقنعة ببداهة..
وعلينا هنا أن نعود ألى العنوان كدال اشاري: مثل ليل.. ما هو المشبه بالليل هنا؟ صوت الشاعرة وحلمها؟ وهذا الليل يطارد صوت الشاعرة من لحظة اضطرارها (الشعر اضطرار كما يرى الأخفش) بجدل لا يهادن.. يطارد ويشد وجعه ويستفزه لقبلة السؤال.. وبدلالة التقانة فقد ورد الليل في ستة مواضع من هذا المقطع بدلالته المباشرة، وفي أربعة مواضع بدلالته الايحائية كنقيض له (النهار)، ومثل هذا التكثيف يأتي من أجل التأكيد على فداحة حضوره وتشظيه في كامل مسارب ذلك الصوت..
انه ليل الغرباء الذي يفر اليه النهار... هل هو سقف لوجع (تلال النسيان) بما يتراكم عليها من نزيف ذاكرة الغرباء؟ وماذا تنزف ذاكرة العشاق على سقف الليل غير الليل... ولكن هنا الليل كحلم عاشقين فزع وشهقة قلق!
ولكن لمن يفر الليل؟ بحسب قراءتي فانه يفر الى فزع الشاعرة! وبمقصد أكثر تحديدا الى حشرجة الشعر في فزعها... وهو المشبه بالليل..
وثمة عطفة أخرى لليل..

خاطبيني قليلا كي أنسى
أنا البدر وحيد
الشمس وحيدة
الموت وحيد
وأنا مثلهم جميعا وحيدة
لاشيء يشبهني
لاشيء يشبههم
لتأخذيني أيتها الموسيقى
بعيدا عن شياطين الغثيان
اركلي من قلبي وساوس الحب
اجمعي أعضاء روحي المتناثرة
للحظة واحدة
تأتي وتعبر إلى البعيد
لأسحب عنفواني من مغارته
وأطلقه حرا في أحراش الحياة

تحت أي طائلة يرسف عنفوان الشاعرة؟ شهقة التوحد صوت يزاحم كل مرايا أوجهها ووجهها أيضا.. ففي أي لحظة حضور تنظر و(أنا مثلهم جميعا) و (لاشيء يشبهني) ووحيدة كموتي أو كذهابي اليه؟
من أي جهة يأتي جهد الوحدة هذا؟ من بداية الوقوف على ناصية الأشياء أم من خاتمة الالتواء في جسدها؟
ثمة زحام غير منتظر يتكلس على سياج الذاكرة.. وثمة ايماءات تفترش سقف هذا الزحام... هل الوحدة بعض استيفاءاتها؟
كيف لشاعر أن يشكو ثقلا للوحدة؟ أو أي وحدة التي يشكوها شاعر؟ هل علينا أن نتذكر أن شاعرنا هنا أنثى وأن نقول أن للأنوثة أشياء أخرى؟
ربما! ولكن الشعر اضطرار وليل ساخن!
لنعود إلى العنوان الذي اقترحناه كإجراء كشفي وإزاحي لمشروعنا القرائي هذا: كلمة أخرى لشهقة القلق، فماذا تكون هذه الكلمة غير (مثل) ليل وشهقته؟ فهل الليل من يطلق هذه الشهقة من مغارتها؟
والآن تواجهنا بداهة السؤال بالحاحها: لماذا الليل؟
الليل وشيجة.. الليل متسع لما يساقط من وجع الانتظار... والليل ذاكرة لعبور مؤجل إلى هنا...........ك..... ولن نسأل هنا أين يربض أو يقوم هذا الهنا............ك لأنه هناك يصر تحت حصرم التمني على الأقل... وعنده يغبش عنفوان الروح المتناثرة ويراود بمكر ومثل ليل منتظر.



دائما يقودني الحب من منكبي
تجري ينابيعي أمام عيني
وتنفجر ورودا وفراشات
فيدمي..
أغمض عيني وأسير مثل الليل
يركض قلبي عريانا
كطفل يجرب المشي والركض معا
لأول مرة.

هل الليل وقيعة؟ وإن كان فماذا عن صمته إذ يحاور صدفة الحلم ويستوقف أصدائها في منتصف الطريق إلى....؟
ظبية خميس تقول إنه – الليل – في منتصف الطريق ذاك: يقودني الحب من منكبي
(ف) أغمض عيني وأسير مثل الليل... إلى أين؟
وفق قراءتي، وإستنادا إلى إشارات الشاعرة التي (تنفجر ورودا وفراشات) فانها تسير بنا إلى منتصف الحلم... وهو حلم الشاعر – وليس أي حلم – الذي يدمي بترجيعاته! الحلم الذي يلملم ظلال القلب من اصطلاءاته ليطلقها في عري لهاثه.
فهل يكون الليل وقيعة ليكون عرائه شهقة مضافة؟ لأي حساب؟
ثنة صوت آخر مازال يتلظى على هامش الليل وليل الشعر... فمن سيميزه إن لم يتلبس الليل شاعر(ة) ويقوده إلى عري قلبه ليكون مثله؟
هل لليل شبيه، في صمته، في سكبه وفي تمظهر أسئلته غير الشاعر؟
فمن مثيل الليل الذي إفترشت به سمانا (هنا) ظبية خميس الشاعرة؟
ربما تحتاج السماوات التي رسمت لنا ظبية هنا لكرة اخرى!







#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدائح أخرى لقامة البحر
- في حقول الريح إلتقيت صراط عينيها
- الاشتباك مع دانتيل النص
- غيمة أخرى وتكتمل سماء فراري: بحث عن رصيف
- صوت منها وبها
- معاينة في بلورة الجسد: مواجهةقراءة في قصيدة (نورس البلور) لل ...
- اذ يتعلق وجع الاسم بأهداب البحر: مساءلة (قراءة في نص - وجيعة ...
- حجر في مهب التساؤلات:إغتراف(قراءة في قصيدة-الى محمود درويش ا ...
- صلاة في قيظ مهجور
- التواضع كلمة لا تناسبني*
- أتوسد حبك وفوق رأسي قمر
- الانهمار في صدع الفراغ : خيار الاسئلة(قراءة في قصيدة -أسئلة ...
- عندما يفقأ الالم حنجرة الخدر
- على مسافة رصاصة من دمنا
- العرب بين الارهاب والاسلامولوجيا
- الارتكاس في مكابدات المسافات : تكريس(قراءة في قصيدة - المساف ...
- الهوية الوطنية بين التهميش السياسي والتأصيل الثقافي
- هي
- الوضع العراقي .. نظرة اخرى
- حوار ثقافي للتأسيس


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي البدري - كلمة أخرى لشهقة القلق(قراءة في قصيدة - مثل ليل - للشاعرة ظبية خميس)