أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمان حلاّوي - أغتصاب ( مسرحية )















المزيد.....


أغتصاب ( مسرحية )


جمان حلاّوي

الحوار المتمدن-العدد: 2785 - 2009 / 9 / 30 - 21:05
المحور: الادب والفن
    



المشهد الأول
--------

( تفتح الستارة )
موسيقى صاخبة غير متناغمة ، أضواء متحركة . أشخاص مسلحون بالبنادق لا تظهر ملامحهم وهوية زيهم العسكري يدخلون بعنف،
من خلال الأضواء المشوشة نفهم أن الأشخاص قد اقتحموا بيتا".
امرأة جاثية تصرخ،
يبعثر الأشخاص المسلحون مكونات البيت ويأخذون المرأة ويخرجون من الجهة
التي دخلوا منها .

( ظلام )
( تتوقف الموسيقى)
( يعيش الجمهور لحظات مظلمة )
(ثم موسيقى خافتة وتتدرج الإنارة كاشفة أجواء المسرح)
(امرأة متكورة على نفسها ترتجف بوضوح)

المرأة : أمازلت هنا في هذا المكان المخيف ، أم أنا في حلم ؟!!
أين أنت حبيبي ؟ أخرجت أم انك قابع مثلي في زنزانة أخرى ؟!
سأودعك من مكاني هذا إن لم استطع التواصل مع هذا المحيط الموحش
المنقطع عن كل شيء حي في هذا الوجود، لكني حامل.. ربما سيمنحني ذلك
بصيص أمل وحياة .........

( إنارة متداخلة . اضمحلال للضوء الرئيسي عن نصف المسرح )

( منضدة وقف خلفها محقق عسكري يرتدي زيا" لا يشبه أي زى عسكري متعارف عليه ، تقف أمامه المرأة مكبلة اليدين وقد تبعثر شعرها، يقف خلفها عسكري )

المحقق( صارخا" ) : أين هو
المــرأة : لا أدري
المحقق : كيف لا تدرين ؟
المــرأة : لا أعرف ، لا أدري
المحقق : لا نريد إيذاءك أكثر
المــرأة : ماذا تريدني أن أقول ؟!
المحقق : أين هو ؟
المــرأة : قلت لكم لا أدري .. أرجوكم ماذا تريدون بالضبط ؟

( تداخل أضواء مع صراخ المرأة اثر تعذيب )
( إنارة )
المــرأة ( منهكة ) : أنا لم أفعل شيئا" !
المحقق : انك تخفينه !!
المــرأة : لماذا تفعلون بي هكذا ، ماذا عمل لتعذبوني بهذا الشكل ؟
المحقق : أتريدين أن تعرفي لماذا ؟
يريد أن يصير رئيس جمهورية !!
يعمل انقلابا" .. لعب أطفال !!
لا تعاندي أكثر ، وسأتساهل معك وأوصي بك إن تعاونت معنا
وثقي إن لم تتعاوني سترين أشخاصا" غير الذين ضربوك بالتوقيف ،
أشخاص لا يعيشون سوى في هذا المكان
سوف لن يفيدك التستر عليه . أنا أتكلم لمصلحتك ..!!
( للعسكري ) : افتح الأصفاد من يديها

( ينفذ العسكري ما طلب منه ، ويقف خلف المرأة )

المحقق ( للعسكري ) : أخرج

( يؤدي العسكري تحية عسكرية ويخرج )

المحقق : ألم يخبرك أين ذهب ، وكيف سيتصل بك ؟!
المــرأة : لا
المحقق : إذن كنت متساهلا" معك !!
المــرأة : صدقني لا أعرف !

( ينهض المحقق ويخرج من موقعه ، ويقف جنبها )
( يلاعب شعرها )

المحقق : لا تريدين أن تقولي أم انك لا تعرفين ؟
المــرأة ( تحاول إبعاد رأسها عن أصابعه) : لا أعرف !

(يقرب وجهه منها ولم يزل يلاعب شعرها )
( تدفعه وتتكور على الأرض مرتجفة )
المحقق ( صارخا" ) : ستواجهين من يسحب منك الكلام كالوحش ينتزع أحشاء ضحيته !

( تبكي المرأة )

المحقق( مناديا" ) : عسكري !!
( يدخل العسكري )

العسكري : نعم سيدي !!
المحقق ( للمرأة ) : سأعيدك إلى الزنزانة ، وسأكرر التحقيق . فكري جيدا" ، وكوني
حريصة على أن تعطيني إجابات مفيدة . هذا لمصلحتك !
( للعسكري ) خذها للزنزانة
العسكري ( مؤديا" التحية) : أمرك سيدي

( يأخذ المرأة من ذراعها )
( يوقفها المحقق )

المحقق : فكري جيدا" !!
( يخرجان )

( يسحب المحقق علبة السكائر ويتناول سيكارة يدخنها متكئا" على المنضدة
( أضواء متداخلة . يضاء النصف الثاني من المسرح )
( المرأة وخطيبها متجاوران )

الرجل : كيف أتركك تحت رحمة هؤلاء إذ ربما يعتقلوك ويؤذوك !!
المـرأة : اذهب حبيبي وسأتدبر أمري، لا غبار علي فنحن مازلنا مخطوبين.
اخرج وسأتبعك ، اذهب حبيبي . أرجوك أن تذهب ولا تفكر في !
الرجل : لا لن أتركك ، سأتدبر أمر خروجنا سوية..
المرأة : لا نستطيع ، والدي مريض وسيقتلونه بالتأكيد . أذهب حبيبي
الرجل : كم سأشتاق إليك .. إلى هذا الوجه الجميل ، إلى همساتك في أذني
المـرأة : اذهب ، أرجوك . حاول أن تنساني حتى تفرج الأمور وأتبعك !

( ينظر في عينيها خلل الموسيقى . تحتضنه باكية )
( ظلام ، وإنارة النصف الآخر للمسرح . تدخل المرأة في النصف المضاء)

المحقق : ها .. ما ردك ؟
المــرأة : لا أعرف أين مكانه !!
المحقق : أنت معهم إذن !!
المــرأة : من هم ؟!
المحقق : أنت تتعبينني ..
اخبريني بالحقيقة ألان فالذي تخفينه متآمر ، يريد إسقاط السلطة
من تخفينه خائن ، عميل !!

المــرأة : لم اسمعه يوما" يتكلم بالسياسة
المحقق ( صارخا" ) : كاذبة !

( يتقدم ويصفعها على وجهها )

المحقق : كاذبة .. تكلمي ، قولي الحقيقة !

( تحني المرأة رأسها صامتة )
المحقق : ارفعي رأسك وتكلمي .

الــمرأة( للمحقق ) : جاء ليودعني وأنا نائمة وقال انه مسافر إلى مؤتمر علمي
المحقق : كم كانت الساعة ؟
المــرأة ( بصوت مرتجف ) : الرابعة صباحا" ليلحق بالمؤتمر قبل انعقاده في العاصمة
المحقق : ماذا أخذ معه ؟
المــرأة : حقيبة ملابس صغيرة فتحتها ووضعت فيها فطورا" للطريق
المحقق : ماذا كان فيها ؟
المــرأة : منشفة وقميص وملابس داخلية ..
المحقق : وبعد
المــرأة : أوراقه ..
المحقق : ما بها ؟
المــرأة : حول أعمال المؤتمر على ما أعتقد فكلها باللغة الانكليزية ..
المحقق : وبعد ؟
المــرأة : وبعد ساعة هوجمت من قبل عسكريين جلبوني إلى هنا
المحقق : أهذا كل شيء؟!
المــرأة : هذا ما أعرفه !
المحقق ( يمسكها من شعرها ) : وتريديني أن اصدق امرأة تنام مع زوجها في نفس
الفراش ولا تعرف انه متآمر ..
ليس هناك مؤتمر ، ولم يذهب إلى أي مؤتمر وأنت
تعرفين ذلك وتكذبين!!
المــرأة : لم يكن زوجي بعد ، نحن مخطوبان
المحقق ( للعسكري ) : خذها للزنزانة ، سنغير أسلوب التحقيق
المــرأة : أنا لا أعرف سوى ما قلته لك

المحقق : وفري كلامك لأولئك الذين ستتمنين لو لم تولدي لتريهم
( للعسكري ) : خذها
( ظلام )
( صراخ امرأة تتعذب معها صوت دمام مع كل صرخة مؤلمة )
( يخفت الصراخ ترتفع بدله موسيقى )

( إنارة ، المرأة مكومة في إحدى زوايا المسرح حاضنة ساقيها ، يبدو عليها الألم
الشديد )
( أصوات حركة حذاء عسكري ثقيل جيئة وذهاب )
المـرأة ( رافعة رأسها ) : سأصمد ، المهم أن يخرج حبيبي من الحدود . انه أملي .. !!

( تترنم بأغنية غير مفهومة وتستلقي بتوجع على الأرض واضعة يدها تحت رأسها )

( يدخل السجان ويدفع لها صحن طعام ، تتكئ ناظرة إليه، يبادلها النظرة ثم يخرج ، تأخذ
الصحن وتأكل ما فيه )
( يدخل السجان مرة أخرى )

السجان : أتريدين شيئا" آخر ؟!
المــرأة : لا أريد شيئا"
السجان : سأوفر لك ما تريدين !!

( تدير المرأة جسمها نحو الحائط باكية )

( إنارة خافتة )
( يقترب السجـّان من المرأة بحذر )

المرأة ( صارخة ) : ابتعد عني ..
يا حراس انه يهاجمني
ابتعد ، سافل !.. ابتعد

( خلل الإنارة الخافتة نرى شبح السجـّان وقد خلع قميصه وسط صراخ المرأة المستغيث تحاول المرأة أبعاده ، لكنها لا تستطيع . يسيطر عليها السجـّان ويغتصبها)

( إنارة ، يقف السجان عاري الصدر وهو يلهث والمرأة ممدة في مكانها بلا حراك.
ينكت السجان سترته ويخرج منتشيا" )

المشهد الثاني
--------

( تقف المرأة أمام الجمهور وآثار التعذيب بادية على جسدها )

المــرأة : عندما كنت صغيرة كان يأخذني أبي إلى ذلك المكان ..
كانت أجواءه هادئة ساكنة سوى صوت سماوي يعلمني القناعة والقبول من
خلال صوت الأرغن ..
وكبرت وأنا أرى في أبي صوت أمي المتوفاة والتي لا أذكر منها شيئا" سوى
الحنان الذي أخذه منها ليزرعه في ..
وفي ذلك اليوم جاء ذلك الرجل الوسيم مالئا" وجودي بمحيطه السحري ..
تركت القناعة العلوية ونظرت إليه مطولا" ، كان فيه شيء لم أفهمه ..حضور
متقد رافض للقناعة والركون ، كانت عيناه تقول ذلك !!
تحرك شيء داخله أيضا".. نظر إلي . دخل محيطي السحري

( تنحني فجأة وقد أمسكت بطنها محاولة التقيؤ . تسحب نفسها وتتكئ على جدار المسرح
الخلفي )

المــرأة : إني حامل ...............
عرفت منذ فترة أن شيئا" داخلي ينمو

( موسيقى صاخبة )
شيء سيربطني بهذا الواقع المنحط
قبح ينتمي لسفالة رجل.. ذاك الذي لا ينفك يضرب بحذائه الأرض كالمطرقة في
رأسي
سأسقطك أيها الطفل البشع
يا سرطانا" في أحشائي مشوه وقميء

( تقفز في مكانها )
اسقط .. اسقط !!
إني مرعوبة منك وأنت داخلي

( تقفز مرة أخرى )
اخرج .. اخرج !!
( تنهار اثر الأوجاع وتسحب نفسها نحو الجدار )

( أصوات وهدير منتظم يتخلله عويل نساء )

المـــرأة : ما هذا العويل ؟ ما هذا الصراخ ؟!
من أين يأتي ؟!
أم هو جنون برأسي .. هل جننت ؟!

( تدخل نساء لاطمات من يمين المسرح متشحات بالسواد يلطمن على صدورهن بكلتا الكفين بحركة موحدة ويطلقن أصوات عويل مبهمة. يحيطنّ المرأة ثم يتحركن )

المـــرأة : من انتن ، هل حصل شيء لخطيبي ؟
هل انتن حقيقيات ، أم أنا من فقد عقله !!

(يصلن إلى كتف المسرح الأيسر، يخرجن اللاطمات . تتبعهم المرأة فيدفعها السجـّان معيدا" إياها إلى الداخل)

المـــرأة : هل كل هذا حقيقي ، ماذا حل بي . لا يكلمني أحد ولا أرى أحد ولا أدري في أي
يوم أنا ، ولا أعرف ماذا سيحصل وكيف ..
( تصرخ ) اقتلوني لأسترح .. أريد الموت ..
أي ، أريد الموت !!
يا بتول يا من حملت جنينا" انجديني .. علميني كيف الصبر مع شيء كان
يرفس داخلك مبتلية!!
علميني كيف سأنظر إليه وهو يخرج ، وماذا سأهمس بأذنه ، وكيف أعطيه صدري
ليرضع .. ليعيش ؟!!
لابد أن يموت . لابد أن تموت . لابد أن أقتلك

( موسيقى )
لم تكن البتول غاضبة من حملها
( تستدرك )
انه حمل قسري بعنف الاغتصاب وثقل الجسد المغتصب المرفوض
حين يسحق الأنثى بثقله وشهوته الحيوانية ...
وكانت سجينة أيضا" من أهلها وذويها
هذا ما سيعطينني الصبر

صوت الرجل : لا .. لا تفعلي
المـــــــــــرأة : ماذا لا أفعل ؟!!
صوت الرجل : دمك يجري فيه .. حنانك في صلبه
المـــــــــــرأة : كيف أتعايش معه ؟ انه يخيفني
صوت الرجل : انه طفلك ؛ جزء منك
المـــــــــــرأة : لا.. لا أتحمل ذلك انه شيء غريب زرع في أحشائي .هؤلاء العتاة
لا يخلقون أنسانا" . ما في داخلي ليس بإنسان !!

( يخرج من بين الجمهور طفل في السادسة من العمر يصعد المسرح ويقف في الوسط ناظرا" الى المرأة ومعطيا" ظهره للجمهور . تنظر إليه المرأة مستغربة . تقترب منه تحاول لمسه لكنها تتراجع خائفة )

المـــرأة : من أنت؟
الطفـــل : ............
المـــرأة : تكلم من أنت ومن أين أتيت ؟!

( يقترب الطفل منها ويحتضن وسطها ، ثم يتراجع ويجلس عند حافة المسرح معطيا" ظهره للجمهور )

( تنظر المرأة إليه مستغربة . تحاول التقرب منه . تخشاه . تبتعد ضاغطة رأسها بيديها)

المرأة : هل أنا على ارض الواقع . أم انه حلم ابدي مخيف ؟!!

( تركع واضعة رأسها بين ساقيها )

( ظلام ، بقعة ضوء وسط المسرح يدخلها السجان وقد ارتدي أفخر الملابس مع وردة عنق ، وتعزف موسيقى راقصة . تدخل المرأة بقعة الضوء وقد ارتدت افخر فساتينها وتبدأ بمراقصة السجان على أنغام موسيقى هادئة . لم يزل الطفل جالسا" يشاهد . يستمر الرقص الهادئ في إرجاء المسرح تحت بقعة الضوء المتحركة معهما.
يقرّب السجان رأسه من المرأة ، تنهار مغميا" عليها )

( إنارة ، المرأة ممددة بثياب السجن ولم يزل الطفل جالسا" )

( ترفع المرأة رأسها ناظرة إلى الطفل )

المـــرأة ( للطفل ) : تعال !
الطفــل : ..............
المــرأة : تعال حبيبي .. لا تخف !

( يقف الطفل ، يحاول التقرب من المرأة ، لكنه بدل ذلك يركض نازلا" من خشبة المسرح مختفيا" بين الجمهور )

(تمسك المرأة بطنها متألمة )
المرأة : أنه يتحرك ..

( تنتبه إلى الحليب وقد غطى ثوبها موقع ثدييها )

المـــرأة : ما هذا .. حليب ؟
( تبكي )
( إلى الطفل وسط الجمهور ) أين أنت يا طفلي ، تعال لأحتضنك

( صوت الطفل مضخما" ) : أنا هنا داخلك
( تمسك المرأة بطنها برقة و تمسد عليها )

المشهد الثالث
--------

(المرأة واقفة )
صوت خارجي: حكمت المحكمة على ( ........ يطمس الصوت ) بالموت لتثبـّت اشتراكها
في مؤامرة لإسقاط السلطة ..
يؤجل الحكم حيث أن المدانة حامل حسب بنود المعوقات في
أصول المحاكمات الجنائية ، وينفذ الحكم بعد مرور أربعين يوما" من
الإنجاب ..

المـــــــــــرأة : للطفل حقوق ...
اطلب حقوق الطفل من أبيه وهو منكم وفي هذا المكان !!

صوت خارجي : ليس لكليكما حقوق الآن سوى انه يبقى عائشا" كونه لم يدخل جرمك،

المــــــــــــرأة : إني مغتصبة .. وأريد حقوقه من أبيه !!

صوت خارجي : من اغتصبك ؟ حددي إجابتك !

المرأة( تصرخ): انه منكم .. السجـّان ، هو الذي قام بذلك !!

صوت خارجي : نريد أدلة..........
قررنا تشكيل لجنة فحص حالة الاغتصاب !!

المـرأة ( باكية) : كفى .. لا أريد أن يمسني أحد !!
لا أريد أن تعبثوا بجسدي .
إنكم جميعا" بلا رحمة!
اطلب فقط طلبا" إنسانيا" أن يعترف مغتصبي انه أب لهذا الطفل
ليعيش طفلي بصورة طبيعية وأن يأخذ حقوقه إذ لا ذنب له في كل
ما يحصل ..

صوت خارجي: ليس هناك أدلة على ما تدّعين !
يسلـّم الطفل إلى دار الأيتام بعد ولادته ،
هذه حقوقه !!

المــــــــــــرأة : يبقى معي أرجوكم . انتم من زرعه في قسرا" ..
وبعد أن تعلقت به ، تأخذوه مني !!
( تمسح دموعها) سأسلمه إلى من يرعاه قبل تنفيذ حكمكم

صوت خارجي : يسلم إلى دار الأيتام . أتريدين أن تقولي أو تطلبي شيئا" آخر قبل تنفيذ
الحكم ؟

المـــــــــــــرأة : أنا لم أفعل شيئا" ، بل انتم من فعل بجسدي ودنّس طهري ...
وترمونه مع الأيتام . إن أباه موجود !!

صوت خارجي: رفعت الجلسة !!

( تحرك يدها على بطنها المنتفخة )

المــرأة : هل أكرهك أم احبك ..
أأسقطك أم أجعلك تعيش ؟
أنت الوحيد الذي يواسيني في وحدتي هنا ..
أنت الوحيد الذي يذكرني أن هناك حياة ومازالت ..
هل احبك ؟.. كيف احبك وقد زرعوك فيّ عنوة ..
اغتصبوني يا أبني ، وكنت أنت ..
لكن أي ذنب تحمل ؟
لا .. لا ذنب لك
سأحبك !!!

( موسيـــــــــــــــــــــقى )

أنت حلمي وأملي بالرغم من كل شيء
حملت شيئا" مني أكثر من ذاك الذي اغتصبني !
أنت طفلي وليس طفله
أنت حبيبي
تشاركني طعامي ونفسي ودمي
وتشاكسني برفساتك الشقية

( تسقط منهارة )

( ظلام / إنارة )
( المرأة جالسة وفي حضنها طفل رضيع )

( يصعد الطفل الآخر من بين الجمهور ويجلس في مقدمة المسرح ناظرا" إلى المرأة وهي ترضع الطفل )

( ضوضاء خارج المسرح . يتوضح صوت اللطم على الصدور بشكل منفر ..
تدخل اللاطمات يلطمن على صدورهن بحركة موحدة ويحوّطن المرأة)

المــرأة : ماذا تريدون ؟!
( يمسكن اللاطمات بالمرأة ويسحبونها ، ويبقى الطفل على الأرض )

المــرأة ( صارخة ) : طفلــي !!

( تحاول المقاومة )
المــرأة : لا تفرقوني عن أبني !!

( تسحب اللاطمات المرأة خارج المسرح )
( يقوم الطفل الثاني ويقترب من الرضيع ويضمه إلى صدره )

( ظـــــــــــــلام )

المــرأة (under spot ) : أخذتم طفلي !!
أين طفلي وماذا تريدون ؟!

السجـّان (under spot ): تطبيق القانون !!
المــرأة (under spot ) : وطفلي ؟! اريد طفلي !!

( صوت صراخ الرضيع )

( إنارة عامة : المرأة في طرف والسجـّان في الطرف الآخر وأمامه الرضيع على الأرض)

المـــرأة ( مخاطبة السجـّان) : أرجوك أريد إرضاعه !
السجـّان : أنت مقتادة إلى الإعدام .. هناك من يرضعه غيرك !!

المـــرأة : إني أمه ويريدني
السجـّان : كنت !!
المـــرأة : لا تفصلني عنه ..
السجـّان : انتهى الأمر
المـــرأة : أرجوك أعطني طفلي لأقبـّله !!
السجـّان : أتحبينه ؟
المـــرأة : نعم أحبه .............
لماذا فعلت ذلك ؟!

السجـّان : لا يحق للمدان أن يسأل ، قبـّلي الطفل لنرسله إلى دار الأيتام ..
هذا طلبك الأخير !!
المــرأة : لكنك أبوه !!

( يحاول السجـّان ضربها لكنه يتدارك حيث تقترب المرأة من الطفل وترفعه . تقرب فمها من إذن الطفل)

المـــرأة ( هامسة / صوت مضخم ) : انـّه ليس أباك ،
هو من اغتصبني وعذبني !

( إضاءة نصف المسرح .. النصف المضاء يشمل المرأة وهي تحتضن الرضيع وترضعه.
يتقدم الطفل الآخر من المرأة ويأخذ الرضيع ناظرا" إلى السجـّان الذي يبرز خياله في النصف المظلم من المسرح ،
ينزل الطفل من منصة المسرح مع الرضيع ويختفي بين الجمهور تتابعه أنظار السجان .)
( يدخل السجان النصف المضاء من المسرح ، ويقود المرأة خارجا") .

( ستــــــــــــــــــــــــــارة )

ملاحظة : اللاطمات ؛ خمسة نساء مبرقعات ، يلبسن السواد بالكامل .

جمان حلاّوي / أميركا
Email / [email protected]



#جمان_حلاّوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجنون( مسرحية)
- صراع الأضداد والفن
- التحليل المادي للآيديولوجيا الدينية
- المفهوم الماركسي للدولة
- انتماءات لامنطقية
- الملامح الحقيقية للفكر الديني
- ثنيوية الذهنية والسلوك البشري
- ممارسة الطقوس .. عبادة , أم تراكم مازوخي ؟
- ماهيّة ما يسمى بالثقافة الأسلامية
- أيقونات الانحطاط
- ليس هناك مفهوم حياتي لديهم غير الكذب والدعارة
- حوار الأديان أم تعريتها وتقويضها
- أزمة المثقف العربي مع ما يسمى بالمقدس
- المرأة في النص الإلهي
- الدين الإلهي أم العلمانية هي النور المبين والحصن المتين ( رد ...
- العمّ الأكبر والمجتمع اللامنطقي
- الثقافة والصرح الثقافي ، وعاصمة الثقافة !
- دروس في العلمانية 3 : (التحليل المادي للفكر الديني )
- دروس في العلمانية 2 (الايدولوجيا الدينية والصراع الطبقي)
- دروس في العلمانية


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمان حلاّوي - أغتصاب ( مسرحية )