أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيار الجميل - استحقاقات العراق الجديد العراقيون .. يمّرون باخطر مرحلة تاريخية !!















المزيد.....

استحقاقات العراق الجديد العراقيون .. يمّرون باخطر مرحلة تاريخية !!


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 846 - 2004 / 5 / 27 - 03:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الاستحقاقات .. كيف نفهمها ؟
اعتقد ان العراق والعراقيين يمرون اليوم باخطر مرحلة تاريخية من حياتهم عبر الزمن وكنت قد توقّعت منذ زمن طويل بأن العراق سيمّر باصعب مرحلة زمنية في حياته المعاصرة قبل انتهاء العام 2003 وانه سيعيش ارهاصا عجيبا ومخاضا خطيرا للفترة بين 2003 – 2009 . انه اليوم خاضع للاحتلال الامريكي وسيكون بعد قرابة شهر من الزمان منتقلا من حالة احتلال الى حالة نقل سلطة وسيادة وعلاقة عهد وخضوع لما فوق العادة كالذي شهدته كل من المانيا واليابان بعيد الحرب العالمية الثانية .. واعتقد ان استراتيجية القطب الواحد تخطط بما لا يقبل مجالا للشك بأن الوجود الامريكي سيبقى فاعلا ومؤثرا في العراق مؤسسا لمركزية قوية له ازاء عموم الشرق الاوسط كجزء من عمليات ضبط المجال الحيوي الذي تتمتع به المنطقة على مدى خمسين سنة من يومنا هذا .. ناهيكم عن دور المنطقة في الصراع بين امريكا وحلفائها من جانب وبين قوى ( الارهاب ) المناوئة التي تشعل حربها ضد الغرب عموما !
وعليه ، فان على العراقيين ان يكونوا اذكياء جدا في التعرف على حجم استراتيجية الاحداث التاريخية التي تقع على ارضهم ، وان يدركوا جملة من المعاني السياسية والرؤى المستقبلية التي ربما تكون غائبة او مغيّبة عن اذهانهم وقد خرجوا من تحت سطوة نظام دكتاتوري شمولي ، ذلك ان عمليات التغيير الجيوستراتيجي والتاريخي هذه ضمن ما يسّمى باجندة استحقاقات المرحلة التي يتطلبها العراق الجديد ستتقلب بانواع من الوجوه والاشكال والعناصر .. ولكي لا ندع عمليات التغيير هذه تأكل ابناءها واحدا بعد الاخر كما هو حال الثورات الكبرى التي مرت علينا في التاريخ ، فلابد من استيعاب الصدمات والتحولات القادمة استيعابا اساسيا كي نجّنب العراق والعراقيين كل الاذى والاهوال ، ونحاول الحفاظ على العراق موحدا بكل اجزائه وقسماته وتشكيلاته وعناصره .. فضلا عن العناية به واعادة الروح الى نسيجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي بما يضمن تقدمه وازدهاره والاجيال التي ستتولى العناية به في القرن الواحد والعشرين .
الاشكاليات والوصايا .. بأي معنى ؟
ان ما يهمني تسجيله في هذا المقال بعض التحليلات لاشكاليات مثيرة ، منها :
اولا : ترجمة الواقع العراقي لما بعد المرحلة الانتقالية الاولى من اجل نيل استحقاقاته التي لم ينل الا جزءا يسيرا منها في المرحلة الاولى بكل تعقيداتها ، ولا يمكن انهاء الوضع والعلاقة مع الاطراف المعنية من دون الضلوع باعادة اعمار العراق اثر خروجه من تلك الحرب الضروس القاسية ، ولا يمكن ان تبقى المسألة العراقية قضية مدولنة بعد نيل السيادة ونقل السلطة والتحضير للمرحلة الدستورية .. فالعراق بحاجة الى ان يلتفت الى نفسه ويعيد بناء هياكله ويضع خطواته الاولى على طريق التقدم والازدهار ..
ثانيا : ان اقدم من خلال هذه " المعالجة " المتواضعة ، بعض التوصيات التي اعتقد باهميتها بالنسبة الى العراقيين جميعا .. والتي اعتقد متواضعا بأن من واجب كل سياسي عراقي ان يحملها لكل العراقيين ، فهم في الحقيقة ، اصحاب الشأن في ما يخص وطنهم الذي يتعّرض اليوم واياهم الى مخاطر حقيقية لا يمكم نكرانها ، وذلك بابعاد شبح الانقسام والتشرذم والصراع الداخلي والعنف والارهاب وكل ما يضر بمصالح العراقيين العليا .. فالعراق يمشي اليوم عند حوافي هاوية سحيقة وهناك من خصومه واعدائه والحاقدين عليه يتربصون به شرا مستطيرا نظير فقدان مصالحهم منه كما هو واضح وجلي بدءا بمواقفهم السياسية والاعلامية ووصولا الى عملياتهم الارهابية المناوئة !
ما الذي يجري في اعماق المخاض الصعب ؟
تسمى إحدى الأفكار الأساسية في هذا العصر : تفاهة الشر تبدو واضحة تماما ليس في ما يسمى بسقوط بغداد عند الاغبياء ، بل بسقوط الشر الكبير الذي لبس معطف مقاتل شوفيني مخادع وارتهن العراق لسنوات طوال وقدمه بسهولة لا يمكن تخيلها لقمة سائغة للاخرين كونه سيقف امام قوى الشر ولكنه خيّب الآمال التي عقدت تطلعاتها الغبية عليه . ويقال : لا يقطع دابر الشر الا الشر وآخر الدواء الكي .. وعليه ، فان الثمن الذي دفعه العراقيون كلهم كان باهضا جدا ومضرجا بالدماء القانية كما تعّودوا على ذلك في تاريخهم الصعب كله .. واقول بأن الاماني لا تكون أبداً على قدر التطلّعات التي كان يخفيها العراقيون في جوانحهم ويحكونها بسرية بالغة في ما بين انفسهم . وهم ينتظرون على اشد من الجمر بعد الخلاص اولى الاستحقاقات التاريخية بارجاع حقوقهم المعنوية بمحاكمة اقطاب النظام السابق ، اذ لا يمكن ابدا السكوت فقط على حدث عابر جرى فيه عرض ذلك ( البطل القومي ) بوضع مشوّش وهزيل ارتضاه لنفسه ولتاريخه المضمخ بالدماء بكل اتساخه وقذارته وقد سحبوه من وضاعة "حفرة العنكبوت" ، فهل يمكننا تخّيل نهاية جبروت الطاغية بعد خمس وثلاثين سنة من الحكم الفاشي . ان ذلك سيوضح ازمة الثقة بين الطرفين عندما يرى ابناء العراق جلادهم الطاغية نفسه يحاكم وزمرته على ما اقترفوه من مآس لا توصف بحق الشعب الذي يبدو اليوم مضطربا لا يعرف من اين تبدأ صفحاته الجديدة في قاموس التغيير التاريخي ! وتلك لعمري هي النهاية الحقيقية لعهود فاشية تدميرية كتلك التي تمثّلت بهتلر في المانيا وموتسليني في ايطاليا وشاوشيسكو في رومانيا وغيرهم .
تجربة المرحلة الانتقالية الاولى

غني عن القول ان التمرّدات السياسية ستغدو ظاهرة تترافق مع حمّى الانفلات الامني ليس كما روّج له في اماكن محددة بعينها ، بل سيشتمل على اشكال هندسية اخرى . وليس جديداً التأكيد بأن اولئك القتلة من الغرباء الطرداء الذين دخلوا العراق وما زالوا يدخلون من منافذ شتى عبر الحدود ، لديهم نزعات متنوعة شخصانية جداً وسريعة التأثر بالأساطير التي بدت تستخدم وتوظف ليس ضد الامريكيين ، بل ضد العراقيين في وطنهم الذي غدا ساحة لتصفية الحسابات السياسية والايديولوجية من جميع الاطراف مع الامريكيين ، وبقدرة قادر تحوّل الديكتاتور الطاغية الى مشروع رفض للنفوذ الاميركي ليس عند المتطرفين والمتعصبين الاسلاميين ، بل حتى عند القوميين الشوفينيين وعند الاطراف التي غابت مصالحها ، وكأن مشروع قتل العراقيين امرا مشروعا عربيا واسلاميا !! وثبت من طرف آخر بأن الامريكيين قد اثبتوا عجزهم في اختراق مكان غريب بدا دخوله سهلا عليهم ، ولكن بدا وجودهم فيه صعب للغاية . لقد روّعوا المنطقة بتفوّقهم العسكري التكنولوجي، فوجد أعداءهم العزاء في أنهم غرباء مقدّر لهم أن يضلوا السبيل في مدن غريبة وبلدات نائية. كانوا وما زالوا في الحقيقة وحيدين في عالم عربي متنوع يضمر لهم العداء والكراهية التي لا يمكن ان توصف ابدا .
ولكن اعتقد بأن خصوم امريكا وحلفائها الزائفين لا يمكنهم ان يعّولوا على خروج امريكا من المنطقة بسرعة بعد كل الذي دفعته من اثمان وكأنها نالت قصاصا في العراق ، فهي لم تزل تعتبر أن العراقيين لم يفعلوا شيئا ازاءها مقارنة بالارهابيين الاجانب . وانها نجحت في ادارة الازمات بخلق مشكلات هنا وزرع مخاوف هناك .. وهي - كما اعتقد - كلها سيناريوهات وحكايات اضافية لتغذية الأوهام العربية التي لا تفكر بشكل واقعي ابدا ، وعزّز ما حدث في بغداد و الفلوجة وسقوط المروحيات شينوك وبلاك هوك وقصص السجناء العراقيين الفكرة القائلة إنهم يتخبطون في مكان من المقدّر له أن يحبط قوتهم وهذا كما اراه وهم كبير ، وربما كنت مخطئا!! نعم ، سرت شائعات بأنهم بدأوا يبحثون عن مخرج، وكل مرة يولد حدث معين في الوقت المناسب ولم تنته مشكلاتهم على الاطلاق . ما اسهل خلق الاساطير عندهم وما أصعب موت الأساطير عندنا. فالحشود معروفة طبيعتها ليس العسكرية حسب ، بل الاعلامية اليوم ، ولا حدود لقدرتها على خداع نفسها وأنها مجرّد خدع ذكية جدا متمرس بها ، كتلك التي يمارسونها بكفاءة عالية في صناعة الافلام بهوليوود !! وبنفس الوقت لا يمكن للامريكان ان يتقبلوا ممن يحالفهم ان يدافع عن اعداء وخصوم لهم منذ ربع قرن من الزمن ! ان من يترقب الاوضاع اليوم سيجد بأن الامريكيين يسمعون نقدا مريرا لسياساتهم ( الغربية ) من الجميع ، ولكنهم لا يقبلون ابدا التحالف معهم من طرف .. والاصطفاف من طرف آخر مع خصومهم ( الاسلاميين ) دولا وقوى واحزاب .. فلقد تغّيرت المعادلات السياسية بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 تغييرا جذريا .. وهذا ما لايدركه بعض السياسيين والقادة العرب ويا للاسف الشديد !
المواقف من العراق والعراقيين

والعرب أنفسهم الذين أشاحوا بنظرهم وبخلوا بمواقفهم وادانتهم لكل فصول المأساة التي صنعها العهد السابق بما فيها جرائم الحروب واستخدام الاسلحة الكيمياوية وصناعة المقابر الجماعية التي خلّفها الطاغية، سارعوا بذرف الدموع على الطاغية معتبرين أنه تعرّض لتخدير ولإذلال عام. ونشطت الهيئات والنقابات وتبرع المحامون وهاج الاعلاميون وتهسترت العديد من القنوات الفضائية واسقط بايدي الساسة العرب والايرانيين ليترجموا جميعهم جوهر "ثقافة العار" من دون ان يفصلوا ولو لمرة واحدة بين العراقيين وقاتليهم مهما كان اولئك القتلة. نعم ، انهم لم يفصلوا بين قضية شعب يتعذب ومصالح امة راقدة راكدة ! ومن طرفهم بقى الامريكيون منذ ان جاؤوا الى المنطقة وحتى الان مبهمين لا يعلنوا ما الذي يريدونه اساسا ؟ وما الذي يطمحون للوصول اليه ؟ ولم يصارحوا العراقيين بحقائق الاوضاع التي تخص اصحاب الشأن انفسهم ! وبقوا يعلنون عكس ما يبطنون من دون التخلي عن المشروع الاستراتيجي الذي حددوه لأنفسهم ولكل الدول المتحالفة معهم ، أي البحث عن نظام سياسي لائق يسمح للعراق بتخطي تاريخه القاسي ليكون نموذجا لكل المنطقة . واعتقد بأن هكذا عملية تستغرق زمنا طويلا جدا ولا يمكن صناعتها في يوم وليلة !
يجب ان نعلّل نحن العراقيين أنفسنا بالأمل بأن هناك شرفاء ومراقبين ومفكرين حقيقيين عربا وغير عرب في هذا العالم الواسع قد ادركوا حقيقة التغيير الذي حدث في العراق ضمن سيناريوهات غاية في الخطورة والدراماتيكية وان مسلسل الاحداث لم يزل يبعث بمواليده التي ستبقي العراق والعراقيين عند حافات الخطر الى حين استقرار الاوضاع الامنية الداخلية وهي تعّبر عن تناقضات صعبة جدا لما هو عليه وضع القوى السياسية والاحزاب والقبائل والعشائر والمناطق والاعراق والقوميات والاقليات واوضاع المدن في عموم العراق .. التي يبدو لي بأن كلا من مدينتي الموصل والبصرة هما الاكثر استقرارا من العاصمة المركزية بغداد .. فلقد نجحت كل منهما خصوصا في اعادة الانفاس الى حياتهما الادارية والاجتماعية والاقتصادية بالاعتماد على الانفاس الفيدرالية المحلية مع قلة الوصوليين وشراسة المتوحشين نحو السلطة والمال برغم تواجد الغرباء ومثيري الشغب والقتل والخطف والسلب .. فضلا عن ندرة الانقسامات الطائفية والعرقية كما هو عليه حال كل من بغداد وكركوك مثلا ! ان ثمة مخاطر داخلية تواجه العراقيين لابد من ايجاد حلول عملية لها ، منها الحالة الامنية في عموم العراق ، ومنها نمو نزعة المحاصصة الطائفية والعرقية التي تمثل خطرا وورما خبيثا على حساب المواطنة الحقيقية ، ومنها افلاس القوى الدينية والشوفينية في تقديم بديل حيوي وناضج .. وعليه ، فان ابرز ما يحتاجه كل العراقيين اليوم وهم يمرون بهذا الماراثون التاريخي العجيب : الوعي بالوطن العراق وحده ، والوعي بالمستقبل والمصير ، والوعي بالمصالح العليا ، والوعي بالواقع المؤلم ، والوعي بفصل السلطات ..
المشهد العراقي الساخن اليوم

وفي سبيل قراءة المشهد العراقي الساخن بكل اتساعاته وتناقضاته بوضوح منطقي، لابد من دفن إرث الديكتاتور الصعب الذي لم ترسباته تفعل فعلها في العقليات والذهنيات المركبة بقصد او من دون قصد .. وكيفية ايجاد السبل التربوية والثقافية والاعلامية والسياسية الجديدة التي تذيب كل المركبات القديمة .. ومن ثم معالجة اساليب التعامل مع المحتل الذي سيصبح شريكا او حليفا استراتيجيا بوصفه مهيمنا وبيده مفاتيح العراق كلها بعد ان ذابت قصة وصفه بالمنقذ .. واذا كان لم يحسن التصرف مع الاسف في التعامل مع العراق والعراقيين وهو الذي وعد العراقيين بوعود شتى من دون ان ينفّذها وهو الذي لم يحسن معالجة سوء الاوضاع الامنية بتطبيق العراقيين لقوانينهم في العقوبات الصارمة ضد كل من يعبث بالامن ، ولم يحافظ المحتل – تطبيقا لمواثيق جنيف - على ارث العراق الحضاري منذ اللحظة التاريخية الاولى لوجوده في بغداد . ويقر اغلب العراقيين باجواء حرة سياسية واقتصادية واعلامية وثقافية لهم تمتعوا بها لأول مرة ، ولكنها مقيّدة باستفحال شرور المخربين والخاطفين والارهابيين وقتلة الشرطة واصحاب التفجيرات والتفخيخات للاجسام والسيارات التي يقر الجميع بأنها عمليات تأتي من الخارج ومن محيط العراق وجيرانه ربما كانت ضد المحتلين من قوى التحالف وربما كانت اصلا ضد اي مشروع سياسي لعراق المستقبل الذي بدا الجميع يتحسسون منه على مستوى الدول او حتى النخب ..
واعتقد بأن هناك الكثير من العراقيين يقّرون بأن مرحلة الاستحقاقات التاريخية قد بدأت او هي على موعد مقارب عند يوم الثلاثين من يونيو / حزيران 2004 . وستحتدم المواجهات السياسية بين الاطراف والالوان والاطياف والجهويات العراقية المختلفة من اجل السلطة ، وبرغم انها سلطة مؤقتة لكنها بداية حقيقية للسلطة المنتخبة التي ستولد في مطلع 2005 ، ولكنها واقعيا تجري تحت أسّنة الحراب الامريكية ! والامر ليس غريبا عندنا أبدا نحن المؤرخين ، فكل المؤسسات السياسية والسلطوية والدستورية في المنطقة ( والعربية خصوصا ) ولدت تحت اسنة الحراب البريطانية والفرنسية دون استثناء ، فلا يمكن لغيرنا ان يزايد علينا ونحن بين المطرقة والسندان !
ثمة اسئلة اساسية تقول : ما حقيقة ما سيجري على الارض ؟ ما اثمان ما سيتحقق من ولادات تاريخية جديدة ؟ ما قدرة المتصارعين على النفوذ والسلطة من تحقيق ما يسمونه بالمحاصصات ؟ هل سينجح العراق في البدء بمرحلة تاريخية جديدة ؟ ما طبيعة الدور الامريكي ؟ هل ثمة معوقات داخلية وعربية وغيرها ازاء المرحلة الانتقالية الثانية ؟ ما الذي يخبأه الامريكيون بالنسبة للعراق وتصميمهم على خوض معركة امريكية - عربية أوسع نطاقاً في الشرق الاوسط ؟ والاهم من كل هذا وذاك : ما الذي سيتبلور من مواقف وخصوصا من كل من العرب والايرانيين لما سيجري في العراق ؟
وصايا لكل العراقيين
ان العراق اخوتي واخواتي هو الوطن هو الحياة والروح بالنسبة لكل واحد منكم .. دعوا النعرات جانبا .. دعوا الاختلافات بعيدا .. توحدوا اليوم على كلمة سواء .. لا تدعوا الاعداء والخصوم من المتربصين المتوحشين ينالوا من تاريخنا الذي سجلناه بدمائنا السخية .. اعرفوا بأن هناك من انصار الماضي الصعب مع كل حلفائهم الذي يحيطون بنا لا يريدون للمسيرة الوطنية ان تدور عجلاتها ولا يريدون اية مكاسب لنا على الارض .. انهم بذلك يخدمون المحتل في وجوده وفرض عنفوانه .. لابد ان تنبثق هيئات جديدة ورجال جدد لهم قيمتهم وسمعتهم ونزاهتهم باستطاعتهم لا الشراكة وتلقي الاوامر حسب بل التفاوض لما يحقق ولادة الدستور الدائم والمرحلة الدائمة واعادة اعمار البلاد .. لسنا اليوم في مهرجان خطابي لاستعراض العضلات بل نحن ازاء العراق الذي هو بأمس الحاجة لملايين من جند مجهولين ، كما لا يمكن للعراقيين ان يتنكروا لكل الذين ناضلوا وجاهدوا ضد الطغاة وهم كثر ولا نسمع بهم اليوم ..
وماذا ايضا ؟
لا تتراكضوا وراء السلطة والمناصب .. دعوها تأتيكم ان كنتم تؤمنوا بمبدأ الفرص السانحة ! كونوا رحماء في ما بينكم واستأصلوا كل من يحاول تعكير صفو امنكم واستقراركم ! لا تسمعوا للاشاعات والمزايدات والاكاذيب وما يقوله هذا وما يكتبه ذاك ! ان تضامنكم على عهود الاباء والاجداد العراقيين الاباة الذين عاشوا دهورا طوال بصفاء وانسجام لا تضيعوها اليوم لاسباب تافهة ستدفعون بعدها الاثمان الباهضة ! انزعوا الماضي بكل سلبياته وترسباته ومركباته وتناقضاته جانبا وافتتحوا عصرا عراقيا جديدا فيه الشفافية والتسامح والتعاون والقبول بالرأي الاخر .. لابد ان تعرفوا وتميزوا الاعداء من الاصدقاء وان تدركوا اين هي مصالحكم العليا بعيدا عن اللهاث وراء سراب الشعارات والمواعظ والافكار التي يزرعها الاخرون من اجل مصالحهم .. واناشد كل العراقيين بأن يمتثلوا للقانون وان يأخذ العراقيين زمام المبادرة في تنفيذ سلطة القانون مع اي مسيىء له .. واقول لكل العراقيين : افتحوا صفحة تاريخية جديدة في قاموس الزمن ، واعلموا بأنكم اقدر على رسم خطواتكم وهندسة اوضاعكم وتحرير ارضكم وتربية اولادكم وصياغة ابداعاتكم وصناعة مستقبلكم .. لا تدعوا الاخرين يتلاعبون بعواطفكم لينالوا منكم ويزرعوا الشقاق والفتنة في ما بينكم .. كونوا امناء على العراق من اجل ابنائكم واحفادكم من بعدكم .. ان الصورة التي شكلها بعض من العراقيين في محافظات بعينها يمكنها ان تكون نموذجا رائعا في بناء المرحلة الانتقالية الثانية .. وآخر ما يمكنني التذكير به : لا تدعوا الفرصة السانحة لبناء الديمقراطية تفوتكم ويغتالها الاخرون كما اغتيلت من قبل تجارب تاريخية عراقية رائدة لكم في القرن العشرين ، دفعتم اثمانها الغالية من دمائكم وارواحكم وثرواتكم وبعثرة زمانكم ومكانكم وحياتكم واستقراركم .. احفظوا العهد وحافظوا على وطنكم من اقصى شماله حتى اقصى الجنوب .. كونوا اذكياء ورحماء وسمحاء وطلقاء وليسمع احدكم للاخر ولا تدعوا اي مجال للفتنة والفرقة والانهيار .. وستربحوا العراق والتاريخ والمستقبل بحول الله .



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمة العربية واشتراطات المستقبل جدول اعمال وهمية من دون بير ...
- التاريخ يعرف كل العراقيين ! انهم ليسوا من الرخويات ولا من ال ...
- المخلوقات العربية : هل تفّكر قليلا في تناقضاتها بين المعاني ...
- رسالة ابعثها الى العراقيين فقط !!الحاجة الى الوعي والتآلف وا ...
- بناء التاريخ : هاجس المجتمع العراقي النخبوي المعاصر
- تشويه التاريخ : هاجس النظام العراقي الراحل
- معاني العراق وكيف يستمدها ( علم البلاد ) ليغدو خفاقا في السم ...
- مرة أخرى اناشد مجلس الحكم العراقي الانتقالي رموزنا العراقية ...
- المؤجل والطموح عند النخب والمؤسسات هل من استعادة حقيقية للحد ...
- لماذا يشتعل العراق ؟العراقيون بين المطرقة والسندان !!
- الاختطاف في العراق من المسؤول عن مستقبل العراق والعراقيين ؟
- القمة العربية ستبقى فاشلة ! مطلوب من جامعة الدول العربية ان ...
- العراق والامهات الثلاث متى تهجع الجماعات .. من اجل تطور الحي ...
- العراق متى يتجدد ؟؟ واعصار السحاب الاسود متى يتبدد ؟؟
- الارهاب والمصير المخيف افعى الهيدرا تلتف حول القارات ونحن ره ...
- الدستور العراقي المؤقت التوافقات والتباينات بين الواقع والرؤ ...
- ايها العراقيون : من يقتلكم باعصاب باردة ؟عاشوراء الجميلة تتج ...
- تاريخ العراق المعاصرهل من فهم مضامينه من اجل مستقبل جديد ؟
- العراق الجديد ولعبة الاتجاهات بمستقبله !
- ايام العراق المرعبة - قراءة في السنوات الصعبة لهاديا سعيد


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيار الجميل - استحقاقات العراق الجديد العراقيون .. يمّرون باخطر مرحلة تاريخية !!