كرنفال أُممي للشيوعية...!

كريم الشريفي

الحوار المتمدن-العدد: 2784 - 2009 / 9 / 29 - 18:40
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    

وسط الأناشيد الثورية المعبّرة، والأهازيج الأممية المؤثرة التي لم نعد نسمعها إلا في ( كاسيت) أو اسطوانة قديمة في زاوية من بيت، أو ركن من حانة ،أو في زنزانة رطبة، أو في احدى مديريات التوقيف. حضر أكثر من خمسون حزباً شيوعياً، وعمالياً، ويسارياً من كل أرجاء المعمورة متجشماً عناء السفر لغرض المشاركة في هذه الأحتفالية الرائعة التي فقدناها منذ (انهيار التجربة السوفيتية) التي سقطت على الواقع عام 1989 . عندما كانت الوفود الحزبية تشد الرحال الى موسكو للمشاركة السنوية في عيد العمال العالمي ،أو مؤتمرات الأحزاب الشيوعية ، أوبمناسبات كثيرة منها الأنتصار على النازية ، أو مناصرة الشعوب الطامحة للتحرر والأستقلال من ربقة الأستعمار الخ.. عندها تتحول هذه اللقاءات الى ورشات عمل لطرح ومناقشة قضايا السلم والأمن العالميين وتوحش الرأسمالية وتدخلاتها السافرة في مصائر الشعوب الآخرى وأستغلالها .حقيقة الأمر لم أكن مدعواً بشكل رسمي للمشاركة ، لكن وجدت نفسي في وسط قاعة الأحتفالات في العاصمة السورية (دمشق).بعد مشاهدتي اللأفتات والبوسترات التي تشير الى شعارات الأحزاب الشيوعية المتمثلة بالمنجل والمطرقة مكتوبة بالخط الأحمر العريض شعارات ياعمال العالم اتحدوا. كنت في حيرة من الأمر لأول وهلة لاني اعرف مثل تلك الشعارات في دولة يحكمها حزب البعث لاتخلوا من فخ للأصطياد الرفاق والمناضلين والثوريين الذين يؤمنون بشعارات الشيوعية ايماناً قوياً وعميقاً.وهذا الفخ كان يستخدمه الجناح البائد من حزب البعث في العراق . لكن سرعان ماتبدد مني هذا الشك مسترجعاً المتغييرات التي حدثت بالعالم والتحولات الأنفراجية التي صاحبت تلك المتغيرات .قبل دخولي القاعة وجدت جمهرة من الناس امام القاعة تعلو جباهها الفرح والسرور من النساء والرجال. والحق ان أغلب اعمار الحضور بين العقد الرابع والسادس وقليل من الشبية يرفعون الأعلام الحمراء وجمع من المستقبلين يرتدون الأربطة الحمراء أيظاً .دخلت القاعة وجدت حضور كثيف من الشخصيات السياسية لقادة الأحزاب والحركات المشاركة. وكان السيد يوسف الفيصل قاد الحزب الشيوعي السوري وخليفة الرفيق خالد بكداش يتوسط الحضور وهو في العقد الثامن من العمر وعلى يمينه السيد احمد جبريل ،وأحمد الأحمد ،وحنين نمر الأمين الأول للحزب الشيوعي السوري وشخصيات من الجبهة الوطنية . حقيقة أن الحزب الشيوعي السوري استطاع وبنحاح أن ينظم ويدير هذا الكرنفال الشيوعي العالمي .لاسيما الأجندة التي اعتمدها عن وعي كانت من الدقة منها التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الأحتلال الأسرائيلي ،وقضايا عربية آخرى اضافة الى ان الحزب اعتمد وثيقة سياسية لتشكيل ارضية ثابتة لمناقشة الأراء والأفكار التي تشغل الوفود الحاضرة . أن اهم القضايا والمشاغل العالمية التي كانت محور الأهتمام هي : الأنسان وحقوقه ، البيئة وتأثيرها على مستقبل البشرية ، الولايات المتحدة وعربدتها العسكرية ، الشركات الرأسمالية وتنوع احتكاراتها،الهيمنة الأقتصادية والصناعية للشركات الأمريكية ،العولمة وغلط ترويجها ،الأوبئة والأمراض، ومسائل الصحة، البطالة وتأثيرها السلبي على الأنسان ، هيمنة واحتكار الشركات على الأنتاج العالمي ، وقيادة العالم من قبل امريكا كقطب واحد. والغزو العسكري الأمريكي للدول.. اضافة الى جوانب آخرى من المشاكل التي تواجه الأنسان في عالمنا المعاصر . الأهم من كل ذلك هي ان لحمة المؤتمرات الشيوعية ، والعمالية تستعيد عافيتها بعد اختفائها لمدة عقدين من الزمن تقريباً . نتطلع الى مزيد لمثل تلك اللقاءات والتجمعات والمؤتمرات الأممية التي سرعان ماتتحول الى شكل من اشكال الوحدة والتضمان والمحبة .

كريم الشريفي

#كريم_الشريفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات